تل البيعة
تل البيعة أو (توتول) Tuttul مدينة سورية. في شمال شرق مدينة الرقة على بعد 3كم شمال الفرات، و3كم غرب البليخ فوق بروز أرضي من ضفة النهر. وهو منفصل عن التل الأحدث عهداً بمنخفضات طبيعية حوارية، ويخترقه خندق قناة قديم يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد. .
(توتول_المدينة السالفة للرقة)
توتول او تتل، هي مملكة يعود تاريخها لعام 3000ق.م ، وقد لعبت دورآ رياديآ في التاريخ القديم ، وآثار هذه المملكة تم الكشف عنها في تل ( البيعة ) الذي يبعد عن الرقة واحد كيلومتر شرقآ والاسم يعني( المطلة ) ،كونها تطل على نهر الفرات يمينآ،وعلى البليخ شمالآ.
وبعض العلماء يقولون ان كلمة (توتول) سومرية وتعني مدينة الآبار ، علمآ أنه خلال أعمال التنقيب الأثري، لم يعثر المنقبون في الموقع إلا على بئرين فقط ،ولان المدينة كانت محاطة بالمياه من كل الجهات تقريبآ لذلك لم يقم الأهالي بحفر آبار كثيرة .
المدينة شيدها الآكاديون والبابليون ،وبدأ التنقيب فيها منذ عام 1981م من قبل بعثة ألمانيا _ سورية مشتركة ،رأس الجانب الألماني عالمة الآثار(ايفاشترومنغر) ومجموعة من العلماء الآخرين ، ومن الجانب السوري الأستاذ مرهف الخلف ،محمد العزو،محمد الجراد،بدأ التنقيب فوق قمة التل، وعثر المنقبون على لوحة فسيفساء أبعادها ( 10×10متر) ، تعود لكنيسة من القرن السادس م، ومن هنا جاءت تسمية( تل البيعة ) ، لان كلمة بيعة تعني الكنيسة.
دامت أعمال التنقيب الأثري/ 14عام/ ، ولم يعرف المنقبون بعد اسم هذه المملكة ، وفي العام الرابع عشر تم العثور على رقيم مسماري مدون عليه :هذه مملكة (توتول) وإلهها (رامان) إله الخير، والخصب، والزرع .
وعثر أيضآ على المئات من القطع الأثرية وأهمها الرقم المسمارية التي بلغ عددها/ 170 رقيم/، وجميعها تتحدث عن قضايا قضائية، وأخرى لغوية، وبعض منها تتحدث عن أنواع المزروعات الزراعية، وعن علوم الرياضيات ،وعثر أيضآ على مجموعة من الجرار الخزفية ،والجرار الفخارية، وأنواع من خرز العقيق ، والمرجان، واللازورد، وقطع فضية وذهبية.
كانت كلها معروضة في متحف الرقة الأثري في صالتين كبيرتين ، وللأسف الشديد سرقت من قبل جنود حيوانات المملكة المتوحشة. وتعتبر ( توتول) أيضأ ميناءآ رئيسآ على الفرات الأوسط،وكانت تجبي ضرائب كثيرة من السفن القادمة من (كركميش) على الفرات الأعلى ،والذاهبة إلى مدينة (ماري) على الفرات الأدنى .
أيضآ كشف التنقيب الأثري عن قصور الألف الثاني ق.م وقصور الالف الثالث ق.م
وتُظهِر أطلال التل سمات مدينة قديمة واسعة، تتألف من هضبة مركزية، يحيط بها سور، هي مدينة توتول التي كانت تتمتع بنفوذ واسع في الألف الثاني قبل الميلاد. تبلغ أبعاد التل 700×800م، ويتصل به من طرفه الجنوبي الشرقي خارج سور المدينة تل منخفض مستطيل الشكل تقريباً، يعتقد أنه يحوي في داخله أطلال بناء من العصور البيزنطية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
ورد ذكر مدينة "توتول" في أخبار "صارغون" الذي استمد سلطته من إله "توتول" "داغان" الذي منحه البلاد العليا سورية والأناضول12 من "توتول" انطلقت فتوحات "صارغون"، ذلك لما تتمتع به هذه المدينة من ميزات تعبوية، فهي غنية بالغذاء لزراعتها المتطورة. ولقد ذكر أن أفراد جيش "صارغون" المؤلف من /4800 شخص/ كانوا يأكلون يومياً بحضرته. وبفضل الإله "دجن" حامي "صارغون". تحققت له سطوة لا منافس لها في كل البلاد. وفي إحدى كتابات رقم ماري إشارة إلى اسم ملك "توتول" ياخلو كوليم.
ولم تكن "توتول" مستقرة كي تستطيع صد أطماع مملكة يمحاض حلب ومملكة ماري على الفرات الأوسط في سوريا والسيطرة عليهما. وعندما حاول ملك "توتول" التحالف مع أحد قادة المنطقة لاعوم ومعه العشائر يدعمهم ملك "يمحاض" قام ملك ماري بمقاومة هذا التحالف في مدينة "حماتوم" تل الحمام وهاجم وهدم أسوار "توتول"، وأصبح يلقب باسم ملك ماري و"[[بلاد هانار]ي" .
تعود مدينة توتال او توتول الاثرية لعصر ( اوروك ) وفي الالف الثالث قبل الميلاد تحولت إلى مدينة كثيفة السكان و محصنة بألاسوار المرتفعة ، واشتهرت ( توتول) قديما بصناعة الفخار حيث تم الكشف عن مشغل ومصنع وفرن لصناعة الفخار والكثير من الصناعات الفخارية - اواني - الواح .. وغيرها ، ومن المكتشفات الهامة في المدينة القصر والكنائس ولوحات الفسيفساء الرائعة التي اشتهرت عالميا بلوحات فسيفساء توتول وكذلك الاختام التي تعود للعصر الاكادي والكتابات السريانية .
وقد ارتبط عصر أوروك ـ نسبة إلى مدينة أوروك في جنوبي [[بلاد الرافدين[[ ـ باختراع الكتابة التصويرية في نحو منتصف الألف الرابع ق.م. ولم تخضع طبقات هذا العصر إلى دراسة موسعة لوجود طبقات ترابية كثيفة، وقد أدت التنقيبات إلى الكشف عن بقايا عمرانية أهمها:
ـ معبد من النماذج المنتشرة في شمالي سورية ووسطها والمعروف باسم المعبد ذو الرواق Templumin Antes، ويقع خلف سور المدينة بالقرب من البوابة الغربية.
ـ معبد رئيس لإله المدينة المعروف باسم «دجن»، ويقع في المنطقة الشرقية من التل المركزي. كما كشف هناك عن سلسلة من القصور تقع في التل المركزي، تظهر هذه القصور تبايناً في النماذج المعمارية، مما يعكس التأثيرات والتبدلات الحضارية والسياسية التي خضعت لها المدينة. أهمها مادعي بالقصر المحترق، أو القصر «ب» العائد إلى الألف الثالث ق.م والقصر «آ» العائد إلى العصر البابلي القديم في الألف الثاني ق.م، الذي يحيط بالممر المؤدي إليه برجان بارتفاع 12م لكل منهما، والذي عثر فيه على عدد كبير من الرُّقُم المسمارية ذات الطبيعة الإدارية. كما وجدت في أماكن مختلفة في مركز التل أبنية ذات طبيعة تعود إلى عصور مختلفة، وتحوي في داخلها مستودعات وتنانير وبيوت سكن تعود إلى مختلف عصور حضارة توتول، وهي ذات نماذج معمارية متباينة، إضافة إلى مدافن للسكان من مختلف الطبقات شيدت داخل بيوت خاصة وفي ساحات مكشوفة، وفي مقبرة خارج أسوار المدينة. كما عثر على قبور ملكية تعود بتاريخها إلى النصف الأول من الألف الثالث ق.م، وهي مبنية بطوب غير مشوي فوق الأرض مباشرة، ويبدو أنها معاصرة لأبنية قصر لم تكتشف بعد. وتبين أن أسوار المدينة قد شيدت بلبن غير مشوي، وتبلغ سماكة سور المدينة الأقدم (8م)، كما عثر على بوابة في الطرف الغربي.
بدأت مدينة توتول تفقد أهميتها تدريجياً منذ منتصف الألف الثاني ق.م، وقد ورد اسمها آخر مرة في القرن الثاني عشر ق.م على أنها مركز حدودي بين الحثيين والآشوريين، ثم تلاشت أهميتها نهائياً في عصور لاحقة. وقد أسس السكان مدينة جديدة في القرن الثالث ق.م باسم نيكفوريون Nikephorion إلى الجنوب من أطلال مدينة توتول، واستخدموا المدينة القديمة لدفن موتاهم، وفي القرن السادس الميلادي شيدت كنيسة في مركز أطلال مدينة توتول القديمة، ذات أرضية مفروشة بمشاهد فسيفسائية رائعة، ومنذ ذلك الحين أصبحت توتول تدعى بتل البيعة نسبة إلى الكنيسة.
تلقي النصوص المسمارية المكتشفة في تل البيعة أضواء على أهمية مدينة توتول من الناحية الدينية والاقتصادية والسياسية، وكان إله المدينة «دجن» يتبوأ مركزاً مرموقاً في مجمع آلهة شمالي بلاد الرافدين، إذ تذكر النصوص أن صرغون ملك آكاد قد صلى في معبده في أثناء حملته على سوريا، وأن حفيده «نارام سن» طلب منه المساعدة لتدمير مدينة إبلا، كما أن ملوك ماري المتأخرين كانوا يطلبون منه منحهم القوة والبأس.
وقد ذُكر اسم توتول أكثر من مئة مرة في وثائق إبلا دون أن تشير هذه الوثائق إلى أسماء حكامها، وتبقى الأحداث السياسية في عصر فجر السلالات الباكر والعصر الأكادي غير معروفة جيداً، وكل ما نعرفه أن الوثائق من عصر «إمار ـ سن» وهو من حكام سلالة أور الثالثة، تذكر أمير مدينة توتول. غير أن النصوص المكتشفة في قصر ماري، والتي تؤرخ في العصر البابلي القديم، تعطينا صورة أوضح عن العلاقة بين المدينتين، وعن الأوضاع السياسية والدينية، ولاسيما فيما يتعلق بعبادة الإله دجن، وعن التجارة وطرق السفر، والموقع الاستراتيجي المهم، ووفرة الغلال الزراعية.
كانت توتول تتمتع بعلاقات متميزة مع جنوبي بلاد الرافدين وعيلام، وبعلاقات أوثق مع سورية الداخلية في عصر حضارة أوروك، وقد نمت هذه العلاقة لتشمل حوض البليخ وتل خويرة في عصري أور الثالثة والبابلي القديم، كما لوحظ وجود علاقات قوية بينها وبين بلاد بابل وآشور.
الإكتشافات الأثرية
تقوم بعثة ألمانية برئاسة إيفا شترومنغر E.Stromenger بالتنقيب الأثري في تل البيعة منذ عام 1980، بدعم وتمويل جمعية الأبحاث الألمانية، وقد أنهت البعثة أعمالها الأولية عام 1995، وتفرغت لدراسة مكتشفاتها منذ ذلك الحين، وسوف تستأنف أعمال التنقيب بعد الانتهاء من نشر أبحاثها ودراساتها عن الموقع.
أدت أعمال التنقيب في تل البيعة إلى الكشف عن لقى أثرية، وبقايا عمرانية يعود أقدمها إلى عصر أورك في الألف الرابع قبل الميلاد، وأحدثها إلى العصر الزنكي.[1]
المصادر
- ^ شوقي شعث. "تل البيعة (توتول)". الموسوعة العربية.