مملكة تنوخ

(تم التحويل من تنوخ)
شاهد قبر امرؤ القيس بن عمرو ملك العرب. نص شاهد القبر:
"1- هذا قبر امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم الذي تقلد التاج.
2- واخضع قبيلتي أسد ونزار وملوكهم وهزم مذحج وقاد.
3- الظفر إلى أسوار نجران مدينة شمر واخضع معدا واستعمل بنيه.
4- على القبائل ووكلهم فرساناً فلم يبلغ ملك مبلغه.
5- إلى اليوم. توفى سنة 223 م في 7 من أيلول وفق بنوه للسعادة", عام 223 بتقويم بصرى يوافق 328 ميلادي،
المصدر جواد علي ج3, ص101.

مملكة تنوخ هي مملكة عربية قديمة أقامها مالك بن فهم الدوسي الأزدي أمير قبائل الأزد، حكمت العراق وعمان والبحرين ومعظم مناطق شبه الجزيرة العربية وجزاء من سوريا وجنوب إيران في أقصى اتساعها. وضمت واخضعت أكبر القبائل العربية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ القبيلة

نقش أم الجمال الأول، الترجمة : هذا قبر فِهر بن شلي سيد جُذيمت ملك تنوخ[1]، لا يعرف بالضبط من هو فِهر بن شلي قد يكون شيخ قبلي نبطي النقش يذكر اسم الملك التنوخي جذيمت (جذيمة الأبرش) وقد قدر تأريخ النقش من قبل مكتشفه المستشرق الألماني أ. لتمان في بدايات القرن الماضي بين العامين 250 و270 ميلادي[1]. وقد تم تحديد تاريخه بناء على معرفة الباحثين لتأريخ حكم الملك التنوخي جذيمت والذي ذُكر اسمه تحديدا في هذا النقش كملك تنوخ.[2]

ورد ذكر تنوخ في النصوص السبئية والحميَرية وفي الكتابات الحسائية وفي كتب بطليموس. تشكلت قبيلة تنوخ من اتحاد قبلي شمل أكبر القبائل العربية، ضمت :الأزد، قضاعة، وقبيص، وإياد، وتميم، والعماليق. واتفق زعماء هذه القبائل على تمليك زعيمهم مالك بن فهم الدوسي الأزدي والمناداة به ملكاً على المنطقة المحصورة بين نجد غرباً والخليج العربي شرقاً وحدود عُمان جنوباً، وحدود البصرة شمالاً ، وقد سميت هذه المنطقة الجغرافية الشاسعة البحرين.

في 86م استطاع مالك بن فهم الدوسي الأزدي إجلاء الفرس عن عمان وأصبح ملكاً لعمان واتخذ من مدينة قلهات عاصمه لملكه وقد حكم عمان أكثر من 70 سنة، وإمتد سلطان مالك في عمان حتى ضم إليها البحرين وأطراف العراق.


تحركت الهجرات العربية العارمة إلى أرض العراق، بمجموعتين أو بجيشين قاد الجيش الأول منهما الحيقاد بن الحنق التنوخي زعيم قبيلة قبيص وقصد هذا وجيشه مملكة الأرمانيين، الذين سكنوا بابل وما حولا فأغاروا عليهم، ثم جاء الجيش الثاني بقيادة مالك بن فهم "ملك البحرين" في جمع كبير من قبائل العرب فهاجم الأرمانيين وأجلاهم عن الأرض التي كانوا يسيطرون عليها وتابع طريقه إلى مملكة الأردوانيين فأخرجهم من الأرض التي حكموها واستقر مالك بن فهم ومن معه في مدينة الأنبار.

بعد وفاة الملك مالك بن فهم تولى شقيقه عمرو بن فهم سدة الحكم ومن ثم الملك جذيمة بن مالك المعروف بـ" الأبرش" ويُعتبر عدد كبير من المؤرخين ان جذيمة الأبرش هو الملك المُؤسس لسلاسة اللخميين العرب الذين حكموا الحيرة والأنبار وسائر الجنوب العراقي امتدادً إلى حدود عُمان واليمن وهي المملكة التي كانت اللبنة الأولى لدولة المناذرة.

بعد وفاة جذيمة الأبرش تولى عمرو بن عدي أمور تنظيم الحكم، وحكم العراق وإقليم البحرين نحو عشرين سنة خلال هذا الفترة حدثت حروب مع عدد من الممالك المحاذية، بعد قيام دولة الساسانيين في إيران وبعد غزو الساسانيين للعراق اضطر عمرو بن عدي للإعتراف بسيادتهم.

بعد عمرو بن عدي اعتلى الملك امرؤ القيس بن عمرو سدة المُلك عام 288 للميلاد، وقد استمر حكمه نحو أربعين سنة توسعت فيها رقعة الدولة التنوخية، فقام امرؤ القيس بأخضاع القبائل العربية والملوك المحليين لسلطانه في سائر البلاد العربية كالحجاز ونجد وتهامة والعراق والشام واليمن، وتوسعت دولة تنوخ إلى حدود ما وراء نجران.

يعتبر امرؤ القيس بن عمرو، واحداً من أقوى ملوك تنوخ اللخميين المناذرة بل من أقوى الملوك العرب قبل الإسلام، اخضع قبائل العرب وامتدت حدود دولته إلى اليمن وهاجم بقبائل عبد القيس وربيعة القاطنين في البحرين شواطئ فارس مستخدماً أسطولاً بحرياً حربياً كبيراً فعبر إلى أرض الفرس واحتل أجزاءً منها كما هدد بغزواته مشارف الإمبراطورية الرومانية إلا أنه ما لبث أن تصالح مع ملوك الرومان.

في عام 309 م واتت امرؤ القيس فرصة أخرى لتوسيع الدولة التنوخية حينما توفى هرمز الثاني بن نرسى الذي لم يخلف وريثا لعرش الساسانيين، فاختلت شأن الإمبراطورية الساسانية إلى حين وطمع فيها من جاورها. فاستغل امرؤ القيس تلك الفرصة وأخذ يعمل على توسيع دولته التي كان يحلم بها. ولما دانت له القبائل العربية أوعز إلى عبد القيس وربيعة وتميم وتغلب وبكر ومن يسكن إقليم البحرين من قبائل العرب بمهاجمة سواحل فارس فعبروا الخليج بسفنهم.

فاغلبوا اهلها على مواشيهم ومعايشهم واكثروا الفساد وقتلوا منهم خلقاً كثيراً واحتلوا أجزاء كبيرة منها خمسة عشر سنة، وامرأ امرؤ القيس قبيلة اياد بالإغارة على فرس العراق وفي ذلك كتب ابن الأثير أيضا: (وغلبت اياد على سواد العراق واكثروا الفساد فيهم، فمكثوا حينا لا يغزوهم أحد من الفرس).

في 324م أغارت قبيلة قضاعة التنوخية على مدن فارس وقتلوا عدد من اقرباء ملك فارس سابور الثاني.

في عام 325م قام سابور الثاني بشن حملة ضد المماليك العربية, واستطاع احتلال مدينة الحيرة بعد معارك ضارية مع جيش امرؤ القيس، وأمر سابور بإبادة سكان مدينة الحيرة انتقاماً لقتلى فارس، وبعد ذالك نُصب أوس بن قلام العمليقي أمير قبائل العماليق ملكاً على مدينة الحيرة تابعاً للتاج الساساني لوقف هجمات قبائل الأعراب.

شاهد قبر امرؤ القيس بن عمرو ملك العرب.[3]

اطر امرؤ القيس مع الكثير من قومة إلى الإنسحاب إلى إقليم البحرين، ومن ثم ذهب إلى ملك الروم قسطنطين وراد نصرة ملوك الروم لمساعدته في استرجاع ملكه وقتال الفرس الساسانيين ولكنه توفي اثناء الطريق وهو يبلغ من العمر 100 سنة حسب معظم الروايات.

وفي عام 330م خرج جحجبان بن عتيق اللخمي التنوخي مع جموع كبيرة من العرب من البحرين قاصداً الحيرة وقد أجمع على ان يعيد لبني لخم ملكهم في الحيرة وعلى الفتك بالملك أوس بن قلام ثاراً لمن كان سابور قتلهم وفتك بهم في الحيرة بمساعدة أوس بن قلام، وعندما وصل ابن عتيق إلى الحيرة كمن للملك أوس بن قلام حتى قتله. وتوالت هجمات الأعراب على فارس الساسانية مما دفع بالملك الفارسي لإعادة الاتصال بأبناء الملك امرؤ القيس بن عمرو لتسلم المُلك، عندما عاد أبناء الملك امرؤ القيس إلى الحيرة ونصبوا أخاهم عمرو بن امرؤ القيس ملكاً في العام 370 للميلاد.

اعتنقت قبائل تنوخ الإسلام في العصر الأموي والعباسي وشارك التنوخيين في الفتوحات الإسلامية ومنهم أبو العلاء المعري والفاتح موسى بن نصير اللخمي وبنو عباد من ملوك العرب في الأندلس.


ملوك تنوخ

الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم
1 مالك بن فهم 87 -157
2 عمرو بن فهم 157-193
3 جذيمة بن مالك (الأبــــرش) 193-268

ملوك تنوخ اللخميين المناذرة

الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم
1 عمرو بن عدي 268-288
2 امرؤ القيس بن عمرو (الأول) 288-328
3 عمرو بن امرؤ القيس 370-382
4 امرؤ القيس بن عمرو (الثاني) 382-403
5 النعمان بن امرؤ القيس 403-431
6 المنذر بن النعمان 431-473
7 الأسود بن المنذر 473-493
8 المنذر بن المنذر 493-500
9 النعمان بن الأسود 500-504
10 أبو يعفر بن علقمة 504-507
11 امرؤ القيس بن النعمان 507-514
12 المنذر بن امرؤ القيس 514-523
13 الحارث بن عمرو 524-528
14 المنذر بن ماء السماء 528-554
15 عمرو بن المنذر 554-569
16 قابوس بن المنذر 569-577
17 المنذر بن قابوس 578-582
18 النعمان بن المنذر 582-610

الأزديون ملوك تنوخ في عمان بعد الملك مالك بن فهم ملك ابنه هناءة بن مالك بن فهم على عمان ومن ثم احفادة ورؤساء قبائل الأزد وهم يحكمون عمان إلى عصرنا الحالي.

مماليك تنوخ

مصادر

  1. ^ Littmann, Nabataen Inscriptions from the Southern Hauran, p. 37 Cantineaue, Nabateen et Arabe, p. 27
  2. ^ ^ Littmann, Nabataen Inscriptions from the Southern Hauran, p. 37 Cantineaue, Nabateen et Arabe, p. 27
  3. ^ 1- نص شاهد القبر: "1- هذا قبر امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم الذي تقلد التاج. 2- واخضع قبيلتي أسد ونزار وملوكهم وهزم مذحج وقاد. 3- الظفر إلى أسوار نجران مدينة شمر واخضع معدا واستعمل بنيه. 4- على القبائل ووكلهم فرساناً فلم يبلغ ملك مبلغه. 5- إلى اليوم. توفى سنة 223 م في 7 من أيلول وفق بنوه للسعادة", عام 223 بتقويم بصرى يوافق 328 ميلادي, المصدر جواد علي ج3, ص101.