هو تاج الملوك أبو سعيد بورى بن أيوب بن شاذى بن مروان الملقب مجد الدين (556هـ - 579هـ) وهو أخو السلطان صلاح الدين، وبورى: وهو لفظ تركى معناه بالعربية ذئب.
ولد سنة (556هـ). وكان أصغر أولاد أبيه، وكانت فيه فضيلة، وله ديوان شعر.
ومن شعره في أحد مماليكه وقد أقبل من جهة المغرب راكباً على فرس أشهب :
أقبل من أعشقه راكباً
من جانب الغرب على أشهب
فقلت : سبحانك يا ذا العلا
أشرقت الشمس من المغرب
ومنه :
يا غزالاً يميت طوراً ويحيي
وهو برء السقام سقم الصحيح
هذه المعجزات ليست لظبي
إنما هذه فعال المسيح
ومنه قوله :
أيا حامل الرمح الشبيه بقده
ويا شاهراً سيفاً حكى لحظه عضبا
ضع الرمح واغمد ما سللت فربما
قتلت وما حاولت طعناً ولا ضربا
ومنه أيضاً :
شربت من الفرات ونيل مصر
أحب إلي من شط الفرات
ولي في مصر من أصبو إليه
ومن في قربه أبداً حياتي
فقلت وقد ذكرت زمان وصل
تمادى بعده روح الحياة
أرى ما أشتهيه يفر مني
ومن لا أشتهيه إلي باتي
ومنه قوله :
يا حياتي حينى يرضى
ومماتي حين يسخط
آه من ورد على خد
يك بالمسك منقط
بين أجفانك سلطا
ن على ضعفي مسلط
قد تصبرت وإن بر
ح بي الشوق وأفرط
فلعل الدهر يوماً
بالتلاقي منك يغلط
ومنه :
رمضان بل مرضان إلا أنهم
غلطوا إذا في قولهم وأساءوا
مرضان فيه تخالفا فنهاره
سل وأما ليله استسقاء
وفاته
توفى سنة (579هـ) في مدينة حلب من جراحة أصابته لما حاصرها أخوه صلاح الدين، وكانت الجراحة طعنة في ركبته.
وكان السلطان قد أعد للصالح إسماعيل صاحب حلب ضيافة في المخيم بعد الصلح فجاءه الحاجب وهو على السماط فأسر إليه موت بوري أخيه فلم يتغير وأمر بتجهيزه . ودفنه سراً وأعطى الضيافة حقها وكان يقول : ما أخذنا حلب رخيصة .