تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب
المظفر عمر | |||||
---|---|---|---|---|---|
أمير حماة (1179-1191) نائب الملك على مصر (1181-1185) | |||||
العهد | 1179-1191 | ||||
تتويج | 1179 | ||||
سبقه | صلاح الدين | ||||
تبعه | المنصور محمد | ||||
وُلِد | 534 هـ/1140م سوريا | ||||
توفي | 1191 خلاط، بلاد الرافدين | ||||
المدفن | |||||
| |||||
الأسرة المالكة | الأيوبيون | ||||
الأب | نور الدين شاهنشاه | ||||
الديانة | الإسلام السني |
الملك المظفر الأول تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب (534 هـ/1140م - ) هو ابن نور الدولة شاهنشاه بن نجم الدين أيوب بن شاذي بن مروان الدويني (1) وهو ابن اخ السلطان صلاح الدين الأيوبي.
أما شاهنشاه والد الملك المظفر تقي الدين عمر فقد استشهد على باب دمشق قتله الفرنج المحاصرون لها في الوقعة التي اجتمع فيها من الفرنج سبع مئة ألف مابين فارس وراجل على ما قيل، وتقدموا على باب دمشق وعزموا على قصد بلاد المسلمين قاطبة، ونصر الله تعالى المسلمين عليهم وكان استشهاده في شهر ربيع الأول سنة 543 هـ ودفن بالشرف ظاهر دمشق. كان شاهنشاه أكبر أخوته وهو كما أسلفنا أخو السلطان الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي يوسف لأبيه وأمه وخلف ولدين وهما : الملك المظفر المترجم و الملك المنصور عز الدين فروخ شاه أبو الملك الأمجد مجد الدين بهرام شاه صاحب بعلبك وابنته تسمى عذراء وهي التي بنت المدرسة العذراوية داخل باب النصر بدمشق ودفنت فيها سنة 593 هجرية
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سيرته
ولد الملك المظفر سنة 534 هـ ونشأ رحمه الله ككل فتيان عصره يتعلم القرآن الكريم ومبادئ الدين والعلوم والكتابة ثم يتجه الى التدرب على السلاح وتعلم الفروسية ثم يوجه نظره الى ساحات الوغى فينشأ فارسا شجاعاً ذائداً عن حياض أمته من رجس الأعداء بكل ايمان وإخلاص.
كان الملك المظفر ينوب عن عمه السلطان صلاح الدين في امارة دمشق عند غيابه عنها وفي سنة أربع 574 هجرية أنعم عليه عمه السلطان صلاح الدنيا والدين بمملكة حماه بعد موت صاحبها الأمير شهاب الدين محمود الحارمي خال السلطان ورتب في خدمته شمس الدين ابن المقدم، وسيف الدين علي بن أحمد المشطوب، ثم في سنة 579 هجرية كان الملك العادل نائباً بمصر عن أخيه السلطان صلاح الدين فلما فتح حلب كتب إليه يطلبها منه مع أعمالها ويدع الديار المصرية فكتب إليه السلطان أن يوافيه إلى الكرك فإنه سائر إلى فتحها فأشار القاضي الفاضل على السلطان أن يستنيب في الديار المصرية موضع أخيه العادل ابن أخيه تقي الدين عمر فإستصحبه السلطان معه في رجب إلى الكرك ومنها ولاه مصر وعضده بالقاضي الفاضل الذي انتدبه لعونه نظرا لقساوة طبعه رغم كون السلطان لا يؤثر مفارقة القاضي الفاضل .
أنعم السلطان على ابن اخيه الملك المظفر تقي الدين عمر بالاسكندرية ودمياط والفيوم ثم عوضه عن بوش سمنود وحوف ورمسيس وأنعم عليه بالأعمال الفيومية وسائر نواحيها بجميع جهاتها وجواليها وزاد القايات وبوش وابقى عليه في البلاد الشامية حماه وقلعتها وجميع أعمالها، وكان نائبه بحماه ناصر الدين منكورس بن ناصح الدين خمارتكين صاحب أبي قبيس وكان قد جمع بين النهضة والأمانة.
جاء في النجوم الزاهرة لإبن تغري بردي:
"أن إقطاع المظفر تقي الدين عمر كانت البحيرة جميعها وهي باربعمئة الف دينار والفيوم بثلاثمائة ألف دينار وقاي وقايات وبوش بسبعين ألف دينار ثم عوض عن بوش بسمنود والواحات وهي بستين الف دينار وفوّة والمزاحمتين وهي باربعين ألف دينار وحوف ورمسيس وهي بثلاثين ألف دينار والمرتب كل شهر عن الإسكندرية ألف وخمسمائة دينار ."
في سنة 582 وقعت منافرة بين الملك تقي الدين عمر والملك القضل نور الدين علي بن السلطان صلاح الدين الذي كان بالديار المصرية بكفالة عمه العادل ثم صار بكفالة الملك المظفر تقي الدين عمر ابن عم النائب فيها وذلك ن الملك المظفر كان شديدا فينقم على أحدهم فيأتيه الملك الفضل ويثقل عليه ويمنعه من إيقاع المكروه به فكتب المظغر يشكو للساطان صلاح لدين ابنه الملك الأفضل وكان في نفس السلطان صلاح الدين نقل ابنه عبد العزيز وتفويضه ملكاً على مصر فكتب السلطان إلى ولده الملك الأفضل يتشوقه ويستدعيه بجميع اهله وجماعته ووالدته وحشمهم وأصحابهم إلى الشام فوصل دمشق وكتب السلطان إلى الملك المظفر تقي الدين عمر : " أنه قد استقل أمره وزال عذره" ففرح بذلك وخفي عليه أن السلطان جعله في ذمة ولده الملك العزيز وعصمته .
وفي نفس العام وصل الملك العزيز عماد الدين عثمان مصر التي صارت في ملكه مع أخية الملك الأفضل وأصبح الملك العادل أتابكه (7) وصرفت للملك العزيز الإقطاعات العظيمة وعزل الملك المظفر عن نيابة مصر فغضب وحزن لذلك وعبر باصحابه إلى الجيزة يريد اللحاق بغلامه قراقوش التقوي وأخذ بلاد المغرب وكان قراقوش قد إستولى على جبال نفوسه وبرقة وغيرها وكان قراقوش قد أرسل الى سيده الملك المظفر كتابا يقول فيه " إن البلاد سائبة " فعزم الملك المظفر أ يأخذ تلك البلاد بسيفه ومال عسكر مصر الى الملك المظفر لشجاعته وبذله وقدم مملوكه (يرزبه) في المقدمه وكتب للسلطان يستأذنه .
ولم انتهى للسلطان خبر عزمه قال: لعمري إن فتح المغرب مهم لكن فتح بيت المقدس أهم وإذا توجه تقي الدين واستصحب معه رجالنا المعروفة ذهب العمر في اقتناء الرجال وإذا فتحنا القدس والساحل طوينا إلى تلك الممالك المراحل."
وعلم السلطان بنجاح تقي الدين عمر في ركوب تلك اللجّة، فكتب إليه يأمره بالقدوم عليه ليودعه ويوصيه بما يفعله وكتب إليه القاضي الفاضل.
سبب هذه الخدمة ما اتصل بالمملوك من تردد رسائل مولانا في التماس السفر إلى المغرب والدستور إليه (يكفي الزمان فمالنا نستعجل) يا مولانا ما هذا الواقع الذي وقع ؟ وما هذا لعزيم من الهم الي اندفع ؟ بالأمس ما كان لكم من الدنيا إلا البُلغَة، واليوم قد وهب الله هذه النعمة وقد كان الشمل مجموعا، والهم مقطوعاً ممنوعا، أفتصبح الآن الديا ضيقة علينا وقد وسعت ؟ والأسباب بنا مقطوعة - لا والله – ما انقطعت، يا مولانا إلى أين ؟ وما الغاية ؟ وهل نحن في ضائقة من عيش أو قلة من عدد، أو في عدم من بلاد، أو في شكوى من عدم ؟ كيف نختار على الله وقد إختار لنا ؟ وكيف ندبر لأنفسنا وهو قد دبّر لنا ؟ وكيف ننتجع الجدب ونحن في دار الخصب ؟ وكيف نعدل إلى حرب الإسلام المنهي عنها ونحن في المدعو إليها من حرب أهل الحرب ؟ معاشر الخدام والجيش وارباب العقول والآراء أليس فيكم رجل رشيد ؟
تعقب الأمر وأنظر في أواخره = فطالما أتهمت قِدمها اوئله
لا زال مولانا يمضي الأراء الصائبة ويلحظها بادية وعاقبة ولا خلت منه دار إن خَلَت هيهات أن تعمر، ولا عدمته أيام لم تطلع فيها شمس وجهه دخلت في عداد الليالي فلم تُذكر"
ثم أرسل السلطان صلاح الدين الفقيه عيسى الهكاري وكان كبير القدر عنده مطاعا في الجند في مصر وأمره بإخراج تقي الدين عمر والمقام في مصر فسار مجدّاً فلم يشعر الملك المظفر تقي الدين عمر إلا وقد دخل الفقيه عيسى إلى داره بالقاهرة وأرسل إليه يأمره بالخروج منها فطلب أن يمهل إلى أن يتجهّز فلم يفعل وقال :" تقيم خارج المدينة وتتجهز "فخرج وأظهر أنه يريد الدخول الى المغرب فقال له السلطان : " إذهب حيث شئت "
فلما سمع السلطان صلاح الدين الخبر أرسل إليه يطلبه ولم يزل يتلطف به ويترقق له حتى أقبل بجنوده نحوه فأكرمه واحترمه، وأعاد إليه إقطاع حماه المحروسة وبلادا كثيرة وقد كانت له من قبل ذلك وزاد على ذلك مدينة ميافارقين ولم يظهر له شيئا مما كان لأنه كان حليماً كريماً صبوراً رحمه الله .
محبة عمه السلطان صلاح الدين الأيوبي له :
قال ابن واصل الحموي في كتابه مفرج الكروب في أخبار بني أيوب:
" كان السلطان صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله – يحب الملك المظفر تقي الدين عمر أكثر من محبته لسائر أهله لما كان خُصّض به الملك تقي الدين عمر من الشجاعة والإقدام العظيم الذي لم يكن لأحد مثله من بني ايوب ولفرط طاعته لعمه صلاح الدين وإنقياده إليه ولأنه كان ألصقهم به قرابة لأن والد الملك المظفر ركن الدين شاهنشاه رحمه الله كان اخا الملك الناصر صلاح الدين لأمه وأبيه أما الملك العادل وتاج الملوك وسيف الاسلام فكانوا إخوته لأبيه فقط "
قال الامام شمس الدين الذهبي في (تاريخ الاسلام):
"كان عمه السلطان صلاح الدين يحبه ويعتمد عليه وكان عزيزا عنده "
قال الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية ):
"لما مرض السلطان صلاح الدين في سنة إحدى وثمانين وخمسمائة وخاف الناس عليه وأرجف الكفرة والملحدون بموته، أشار عليه أخوه الملك العادل بأن يوصي فقال : ٍ( ما أبالي وأنا أترك من بعدي أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً يعني أخاه العادل أبو بكر وتقي الدين عمر وهو إذ ذاك نائب بمصر وإبنيه العزيز عثمان والأفضل علياً ثم شفاه الله "
الهوامـــش
(1)الدويني : بضم الدال المهملة وكسر الواو نسبة إلى مدينة باذربيجان (2) وقيل قتل في الكسرة على أفاميا من السنة نفسها وقيل في كسرة البقيع والله أعلم (3) ذكر هذا النعيمي في (الدارس في تاريخ المدارس )نقلا عن العلامة الأسدي في (كواكبه) وابن كثير في (تاريخ ابن كثير ) (4) القاضي الفاضل : هو عبد الرحيم بن علي البيساني ثم العسقلاني ثم المصري صاحب ديوان الإنشاء بمصر وشيخ البلاغة المتوفى سنة 596 هجرية . (5) قال صاحب (شفاء الغليل ) الجوالي هم أهل الذمة وإنما قيل لهم الجوالي لأنهم جلوا عن مواضعهم وهم ليسوا بعرب . (6) قال ابن واصل صاحب مفرج الكروب الجزء الثاني صفحة 263 : " كان ناصر الدين له همة عالية ومعروف كثير وسياسة تامة وصدقات كثيرة ودارّة ووقف وقوفاً جليلة ولم يزل مشكور السيرة مرضي الطريقة مقصدا وملاذا لمن قصده من أهل الفضل والدين إلى أن توفي وهو مالك صهيون (جبل صهيون في سلسلة جبال العلويين ) (7) الأتابك : يتألف هذا اللقب من لفظين تركيين وهما : أتا : بمعنى أب وبك : بمعنى أمير وأطلق هذا اللقب ايام المماليك على مقدم العساكر أو القائد العام على إعتبار أنه أبو العساكر والأمراء جميعا وكان يسمى بأتابك العساكر .
المراجـــــــــــع
(1) كتاب الملك العالم أبو الفداء والملوك الأيوبيين في حماه للشريف البحاثة احمد قدري الكيلاني . (2) الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي (3) البداية والنهاية للحافظ ابن كثير (4) مفرج الكروب في أخبار بني أيوب لجمال الدين محمدبن سالم بن واصل الحموي (5) أخبار الدولتين النورية والصلاحية لإبن شامة (6) النجوم الزاهرة لإبن تغري بردي (7) تاريخ الاسلام للحافظ شمس الدين الذهبي