بوابة:سيدي بنور/شخصية مختارة/9
بعدما تولى الحسن الأول الحكم خلفا لأبيه محمد الرابع بن عبد الرحمن (1859-1873) حاول أن يجعل الحكم مركزيا وأن يبسط سلطة الدولة على كل القبائل دون تمييز. تمكّن من تحديث الجيش، لكن الإصلاحات الأخرى لم تتم للنهاية بسبب تمرد بعض القبائل. ويرجع السبب في عدم تحقيق كل الإصلاحات وبسط سلطة الدولة إلى سياسة التقشف التي اتبعها الحسن الأول لكي لا يُغرق المغرب في الديون ويفتح الباب على مصراعيه للتدخل الأجنبي، الذي أدى في ذلك الوقت إلى التحكم المالي للأوروبيين في كل من تونس ومصر آنداك.
تمكن الحسن من صد الأطماع المتزايدة للأوروبيين في بلاده. وهكذا في مؤتمر مدريد 1880 تم الاعتراف بعدم تبعية المغرب لأية قوة أجنبية، بالمقابل حصلت 13 دولة أجنبية على امتيازات مفرطة. ورغم ذلك حاولت كل من فرنسا وبريطانيا فرض الحماية على المغرب لكنهما لم تتمكنا من ذلك للمعارضة التي لقيانها من الدول الأوروبية الأخرى خاصة ألمانيا، إسبانيا والبرتغال. توفي الحسن الأول فجأة سنة 1894 خلال حملة للمخزن لبسط سلطة الدولة على بعض القبائل الثائرة بجبال الأطلس. خلفا له، تولى ابنه مولاي عبد العزيز حُكم المغرب (1894-1908).
توفي «في الساعة الحادية عشرة من ليلة الخميس ثالث ذي الحجة الحرام، متم عام أحد عشر وثلاثمائة وألف» (يوافقه 6 يونيو (حزيران) 1894) على مقربة من «وادي العبيد، من أرض تادلا».[1]- ^ الناصري: الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، دار الكتاب، الدار البيضاء، 1997، الجزء 9، ص 207