بوابة:سيدي بنور/شخصية مختارة/6
يقول عبد الله غيتومي أحد رفاق دربه إن أول وظيفة شغلها الراحل هي التدريس في إحدى المدارس الابتدائية في ضواحي أكادير، بعد أن تلقى في العاصمة الرباط تكوينا كمدرس، وكان معلما للغة الفرنسية، لكنه لم يستمر طويلا في التدريس، بعد أن كثرت احتجاجاته على الوزارة، ولمس فيه رؤساؤه نزعة نقابية مستترة سرعان ما تفجرت حين قرر أرسلان مغادرة وزارة التربية والتعليم، واجتياز مباراة لولوج وظيفة بالمكتب الشريف للفوسفاط بخريبكة، وهناك وفي عنفوان الشباب يحتضن الشاب أرسلان من طرف الاتحاد المغربي للشغل النقابة التي كان يتزعمها المحجوب بن الصديق، ومع مرور الأيام اشتد عوده النقابي وراح يتزعم إضرابات صاخبة، أقلقت النظام يومذاك وهو الأمر الذي جعل الدولة تقرب منها هذا الشاب القادم من عمق بادية دكالة، وتدخله دواليبها ليغرد داخل السرب وليس خارجه، وهكذا سيعينه الراحل الحسن الثاني مندوبا ساميا للإنعاش الوطني، ثم فيما بعد وزيرا للشبيبة والرياضة في حكومة كان يقودها محمد كريم العمراني، ثم وزيرا للشغل والتكوين المهني » . على الرغم من كونه رجل تربية، إلا أنه ظل يوظف الدارجة المغربية في خطبه السياسية بالخصوص، فحين كان مرشحا للانتخابات البرلمانية في الجديدة سنة 1976 ، باسم حزب الأحرار ولونه الأبيض، ضد عبد الكريم الخطيب الذي كان يتزعم حزب الحركة الشعبية الدستورية باللون الأصفر، قال أرسلان في تجمعه قولته الشهيرة « حنا جينا نجلبو لبوصفير » في إشارة للون خصومه .
ظل أرسلان حريصا على زيارة المدرسة التي بدأ فيها مشواره الوظيفي، وحين كان وزيرا التمس من وزير التعليم ترميمها وصيانتها وفاء لهذا الفضاء . وحين أسندت للجديدي مهمة تسيير بلدية الجديدة مرتين من 1976 إلى 1983 ومن 1992 إلى 1997 ، بادر إلى بناء مدارس في المدينة وفي عهده تم بناء معهد التكنولوجيا والمدرسة الفندقية وجامعة شعيب الدكالي والمركز التربوي الجهوي لتكوين الأساتذة ومدرسة تكوين المعلمين .