بوابة:سوريا/عن سوريا/2
قُمْ نَاجِ جِلَّقَ وانْشُدْ رَسْـمَ مَنْ بَانُوا | مَشَتْ عَلَى الرّسْمِ أَحْدَاثٌ وَأَزْمَانُ |
هَذا الأَديـمُ كِتابٌ لا انْكِفَـاءَ لَـهُ | رَثُّ الصَّحَائِفِ، بَاقٍ مِنْهُ عُـنْوانُ |
بَنُـو أُمَـيَّـةَ للأنْبَـاءِ مَا فَتَحُـوا | وَللأحَـادِيثِ مَا سَـادُوا وَمَا دَانُوا |
كَـانوا مُلُوكاً، سَرِيرُ الشّرقِ تَحْتَهُمُ | فَهَلْ سَأَلْتَ سَريرَ الغَرْبِ مَا كَانُوا؟ |
عَالينَ كَالشَّمْسِ في أَطْرَافِ دَوْلَتِها | في كُلِّ نَاحِـيَـةٍٍ مُلْكٌ وَسُلْطَـانُ |
لَوْلا دِمَشْـقُ لَمَا كَانَـتْ طُلَـيْطِلَةٌ | وَلا زَهَـتْ بِبَني العَبَّـاسِ بَغْدانُ |
آمَنْـتُ بالله واسْـتَثْنَيْـتُ جنَّتَـهُ | دِمَـشْـقُ رُوحٌ وَجَنَّـاتٌ وَرَيْحَانُ |
قَالَ الرّفَاقُ وَقَـدْ هَبَّـتْ خَمَائِلُهـا: | الأرْضُ دَارٌ لَهَا (الفَيْحَـاءُ) بُسْتانُ |
جَـرَى وَصَفَّقَ يَلْقَانا بِها (بَرَدى) | كَمَا تَلقَّـاكَ دُونَ الخُلْـدِ رُضْـوانُ |
دَخَـلْتُها وَحَواشِـيها زُمُـرُّدَةٌ | والشَّمْسُ فَوقَ لُجَيْنِ المَـاءِ عِقْيانُ |
والحُورُ في (دُمَّرَ) أو حَوْلَ (هَامَتِها) | حُورٌ كَواشِفُ عَنْ سَـاقٍ ، وَوِلْدَانُ |
و(رَبْوَةُ) الوَادِ في جِلْبَابِ رَاقِصَةٍ | السَّـاقُ كَاسِـيَةٌ، وَالنَّحْـرُ عَرْيَانُ |
وَالطّيْرُ تَصْدَحُ مِنْ خَلْفِ العُيُونِ بِها | وَلِلعُيُـونِ ، كَـمَا لِلطَّيْـرِ أَلْحَـانُ |
وَأقْبلَـتْ بالنَّباتِ الأَرْضُ مُخْتَلِفَـاً | أَفْـوَافُـهُ ، فَـهُـوَ أَصْبَاغٌ وَأَلْوَانُ |
وَقَدْ صَفَا (بَرَدَى) لِلرِّيحِ فَابْتَرَدَتْ | لَدَى سُـتُورٍ، حَوَاشِيهِـنَّ أَفْنَـانُ |
يا فِتْيَةَ الشَّامِ، شُكْرَاً لا انْقِضَاءَ لَهُ | لَو أنَّ إحسَانَكْـمْ يَجْزيهِ شُـكْرَانُ |
ما فَوْقَ رَاحَاتِكُمْ يَـوْمَ السَّمَاحِ يَدٌ | وَلا كَأَوْطانِكـم في البشـرِ أوطانُ |
خَمِيلَـةُ الله وَشَّـتْهَا يَـدَاهُ لَكُـمْ | فَهَـلْ لَـهَا قيِّمٌ مِـنْكُـمُ وَجَنَّـانُ |
شَيِّدُوا لَهَا المُلْكَ وَابْنُوا رُكْنَ دَولَتِها | فالمُلْـكُ غَـرْسٌ ، وتَجْديدٌ، وبُنْيانُ |
المُلْكُ أَنْ تَعْمَلوا مَا استَطَعْتُمو عَمَلاً | وَأَنْ يَبِيـنَ عَلى الأعمالِ إتْـقـانُ |
المُلكُ أَنْ تُخْـرَجَ الأَمْوالُ نَاشِطَةً | لِمَطْلَبٍ فـِيـهِ إصْـلاحٌ وعُمرانُ |
الملكُ أن تَتَلاقُـوا في هَوَى وَطَنٍ | تَفَـرَّقَـتْ فِيـه أَجْـنَاسٌ وَأَدْيـانُ |
جِلّق (بكسر الجيم وفتح وتشديد اللام): اسم أطلق على مدينة دمشق في العهد الإسلامي. هو في الأساس موضع جنوبي دمشق استوطن فيه الغساسنة، وتردد إليه يزيد بن معاوية. الكلمة فارسية الأصل وتعني مئة ألف زهرة، وفي هذا إشارة للغوطة وما تزخر به من ألوان المزروعات والورود وغيرها.