بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم واستقرار الصومال
بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم واستقرار الصومال "أوصوم" (African Union Mission for Support and Stabilization of Somalia، "AUSSOM")، هي بعثة سلام تابعة للاتحاد الأفريقي كجزء من عمليات حفظ السلام في الصومال، ستتولى مهمتها في يناير 2025. وهي ثالث بعثات الاتحاد الأفريقي في البلاد، بعد بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (2007–2022)، وبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (2022-2024).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
بعد نحو 17 عاماً من نشر أول بعثة تابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال لمواجهة الأحداث الناجمة عن الحرب الأهلية الصومالية، من المقرر أن تشهد البلاد عملية دعم سلام ثالثة تبدأ في 1 يناير 2025. وهذا الشهر أقر مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي اقتراحاً يقضي بتشكيل بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم واستقرار الصومال. وستتولى مهام بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال، التي حلت محل أول بعثة في البلاد (أميصوم) في أبريل 2022. ولا يزال الانتشار الجديد يتطلب موافقة مجلس الأمن الدولي، الذي يجيز في نهاية المطاف بعثات السلام على أساس الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة. وأشار قرار المجلس رقم 2748 (2024) إلى إمكانية تشكيل البعثة الجديدة، في انتظار تقرير عن تصميمها بحلول 15 نوفمبر 2024.[1]
وتمكنت البعثات السابقة إلى الصومال من تحقيق مكاسب حيوية في مجال الأمن وبناء الدولة، بما في ذلك تعزيز نظام الحكم الفدرالي وإجراء الانتخابات. وأصبح الصومال عضواً في تجمع شرق أفريقيا عام 2023 وانضم إلى مجلس الأمن كعضو غير دائم للفترة 2025-2026. كما ساعدت بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال وقوات حفظ السلام في البلد، إلى جانب الشركاء الدوليين، على إطلاق عمليات هجومية ضد حركة الشباب وتطوير قدرات قوات الأمن الصومالية. ونتيجة لذلك تم تحرير العديد من الأراضي والمدن الإستراتيجية. وعلى عكس قوات حفظ السلام في الصومال، سيكون لدى بعثة حفظ السلام في الصومال إطار زمني أكثر واقعية وأطول ودعم دولي قوي.
المهام والقوات المشاركة
سيأتي نشر هذه البعثة في بيئة جيوسياسية متغيرة، تتسم بتصاعد التوترات بين الصومال وإثيوپيا، وهي تساهم بقوات في نظام مراقبة الحدود بين الصومال وإثيوپيا. ويختلف الطرفان بشأن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في يناير بين إثيوپيا وأرض الصومال، وهي دولة مستقلة معلنة من جانب واحد. ولم يُكشف عن تفاصيل الاتفاق، ولكن من المفترض أنه يمنح إثيوپيا إمكانية الوصول إلى البحر وقاعدة عسكرية في مقابل الاعتراف السياسي بأرض الصومال. وفي حين قد تساعد البعثة على تجديد الدعم القاري والدولي لمكافحة الإرهاب في الصومال، فإن حمايتها من التوترات الإقليمية ستكون ضرورية.
تختلف البعثة الجديدة عن سابقاتها في تفويضها وأساليب عملها. وبسبب التوترات بين إثيوپيا والصومال من غير المرجح أن تساهم إثيوپيا بقوات، في حين من المرجح أن تساهم مصر. وواجهت البعثات السابقة صعوبات في التعامل مع الأدوار والتوقعات المتعددة والمتضاربة في بعض الأحيان. وعلى النقيض من هذه البعثات، سيكون لبعثة الاتحاد الأفريقي دور داعم أكثر تحديداً، مع وظائف أكثر وضوحاً لقوات الأمن الصومالية. وعلى النقيض من بعثة الاتحاد الأفريقي التي شارفت على انتهاء ولايتها في الصومال، ينبغي أن يكون لبعثة الاتحاد الأفريقي لدعم واستقرار الصومال جدول زمني أكثر واقعية.
وقد مُنحت بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال أقل من ثلاث سنوات لإضعاف حركة الشباب من خلال دعم العمليات العسكرية الهجومية وبناء القدرات في قوات الأمن الصومالية. أما البعثة الجديدة، بعثة دعم واستقرار السودان، سيكون أمامها خمس سنوات لإجمال عملها (2025-2029)، وستكون أولوية البعثة تعزيز عمليات قوات الأمن الصومالية وبناء القدرات. وعلى النقيض من البعثات السابقة، لديها تفويض صريح لحماية المدنيين المعرضين لخطر العنف الجسدي المباشر. وستتبع البعثة الجديدة نهجاً احتياطياً وعملياتياً في المناطق الحضرية، بقوة قوامها 11.146 جندياً و85 مدنياً و680 ضابط شرطة. وهذا أقل من الحد الأقصى لقوة بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (حوالي 22.000) وقوة حفظ السلام في الصومال (19.626).
ويرى معهد الدراسات الأمنية أن العديد من التحديات التي قيدت كل من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال وبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية (أتميس) ربما تواجه أيضا بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة في الصومال. فمازالت حركة الشباب تشكل تهديداً إقليمياً، وهي تتكيف مع جهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها بعثات الاتحاد الأفريقي والحكومة الصومالية. وباستخدام تكتيكات الحرب غير المتكافئة، تواصل الحركة هجماتها القاتلة، ما يعرض طرق الإمداد الرئيسية للخطر. كما تدير المجموعة أراضي، وخاصة في جنوب الصومال. وقد عززت التحالفات مع الجماعات الإرهابية الدولية، مثل تنظيم القاعدة، قدرات حركة الشباب في الصومال والمنطقة.
وناضلت بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال وأتميس من أجل إخضاع حركة الشباب بسبب التمويل المحدود وغير المتوقع والذي يأتي معظمه من الاتحاد الأوروپي، والتحديات اللوجستية. وكانت إحدى المشاكل التي واجهتها أتميس تتمثل في انسحابها التدريجي للأفراد المرتبط بمعايير محددة. وفي حين أن هذه العملية ضرورية للخروج المنظم، فإن الجدول الزمني غير واقعي ولا يعكس التغيرات في الصراع.
وتقترح الخطة التي تمتد لست سنوات، والتي أقرها الشركاء الدوليون، نهجاً شاملاً لهزيمة حركة الشباب وتحقيق السلام والأمن المستدامين. وتشمل الخطة تعزيز الأمن في المراكز الحضرية، ومكافحة تمويل الإرهاب والأيديولوجيا المتطرفة، وتعزيز الاتصالات الإستراتيجية. ويتعين على بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة في الصومال أن تتبنى نهجاً شاملاً يتجاوز الأنشطة العسكرية لدعم الخطة. ولابد أن تتوافق القدرة العملياتية للبعثة مع تفويضها. وهناك حاجة إلى التمويل الكافي، إلى جانب الموظفين المؤهلين والموارد مثل المروحيات الهجومية. وسوف يكون التنسيق الفعال مع مختلف الشركاء وأصحاب المصلحة أمراً بالغ الأهمية أيضاً.
وسيكون عامل النجاح الحيوي الرابع هو إدارة التوترات الجيوسياسية في المنطقة، وخاصة في ضوء الخلاف الدبلوماسي بين إثيوپيا والصومال. وفي حين أن تفويض بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة في الصومال أمر مهم، يتعين على الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أن يعملا بشكل استباقي على حماية البعثة من التداعيات السياسية، بما في ذلك من خلال تيسير المحادثات بين إثيوپيا والصومال.
انظر أيضاً
المصادر
- ^ "بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال: مهمة جديدة ومشاكل قديمة". alarab.co.uk. 2024-08-31. Retrieved 2024-09-01.