بحر الدموع-كتاب
كتاب بحر الدموع مؤلف: عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي ابن الجوزي أبو الفرج
الناشر: دار الصحابة للتراث
الصفحات: 200
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عن الكتاب
هو من أبرز الكتب الوعظية التي قدمها لنا ابن الجوزي رحمه الله، ويشتمل على سلسلة وعظية من الأحاديث والقراءات القرآنية والسجع والإنشاد والحكايات لإستمالة القلب، وكذلك يحكي عن كرامات وعن مشاهدات جمالية للتابعين وغيرهم والتي لا نقول إلا أنها حق، وكلها تفيق القلب من غقلته وتُجلي الصدأ الذي اعتلاه، يتحدث عن التوبة وعن اللجوء إلى الله، وعن عدم ترك بابه، وعن الافتقار إليه وغير ذلك، وبرز في الكتاب اللغة القوية لابن الجوزي والاطلاع الكبير والثراء والذائقة الأدبية الماتعة.
أقتباسات
قال رجل لذي النون (المصري) وهو يعظ الناس
ما الذي اصنع كلما وقفت علي باب من ابواب المولي صرفني عنه قاطع المحن والبلوي؟
قال له يا اخي ، كن علي باب مولاك كالصبي الصغير مع امه كلما ضربته امه ترامي عليها وكلما طردته تقر اليها فلا يزال كذلك حتي تضمه اليها
قال ابن المبارك عليه رحمة الله: قَدِمتُ مكة ، فإذا الناس قد قحطوا من المطر، وهم يستسقون في المسجد الحرام، _ يستغيثون ولم يغاثوا_
وكنت في الناس من جهة باب بني شيبة، إذ أقبل غلام أسود، عليه قطعتا خيش، قد ائتزر بإحداها، وألقى الأخرى على عاتقيه، فسار حتى أتى موضع خفيٍّ إلى جانبي، فسمعته يقول:
“إلهي! أَخْلَقَتِ الوجوه كثرة الذنوب ومساوئ العيوب، وقد منعتنا غيث السماوات لتؤدّبنا بذلك,,, فأسألك يا حليماً ذو أناة! يا من لا يعرف خلقه منه إلا الجميل! اسقهم الساعة الساعة!!.
قال ابن المبارك رحمه الله : فلم يزل يقول : أسقهم الساعة الساعة، حتى انسدّ الجو بالغمام ، وأقبلت السحاب تهطل كأفواه القرب ، وجلس مكانه يسبح الله تعالى ، فأخذت في البكاء حتى قام ، فاتبعته حتى عرفت موضعه.
فجئت إلى الفضيل بن عياض ، فقال لي : ما لي أراك كئيبا ؟ فقلت له : 'سَبَقَنَا إليه غيرنا ، فولاَّه دوننا'،
قال: وما ذلك ؟ فقصصت عليه القصة، فصاح وسقط على الأرض،
وقال ويحك يا ابن المبارك ، خذني إليه، فقلت: قد ضاق الوقت، وسأبحث عن شأنه. فلما كان من الغد، صليت الغداة، وخرجت أريد الموضع ، فإذا بشيخ على باب ، وقد بُسِط له وهو جالس، فلما رآني عرفني،
وقال: مرحبا بك يا أبا عبد الرحمن، ما حاجتك ؟ فقلت: احتجت إلى غلام ، فقال: نعم، عندي عِدّة غلمان، اختر أيهم شئت، فصاح يا غلام!، فخرج غلام جَلْدْ فقال: هذا محمود العاقبة وإني أرضاه لك ، فقلت: ليس هذا حاجتي.
فما زال يخرج واحداً بعد الآخر حتى أخرج لي الغلام!!، فلما أبصرته بدرت عيناي بالدموع ،
فقال: هذا؟! فقلت نعم، فقال: ليس لي إلى بيعه سبيل!!،
قلت: و لم؟
قال: قد تبركت بموضعه في هذه الدار، وذلك أنه لم تصبني مصيبة ولا رزية منذ دخل عندي .. وأخبرني الغلمان عنه أنه لا ينام في الليل الطويل ولا يختلط بأحد منهم، مهتم بنفسه، وقد أحبه قلبي،
فقلت في نفسي: أأنصرف إلى الفضيل وسفيان بغير قضاء حاجة؟! ثم رجعت إليه وسألت فيه بإلحاح، فاستحيا مني و قال: يا أبا عبدالرحمن! إن ممشاك عندي كبير خذه بما شئت، قال: فاشتريته، وسرت معه نحو دار الفضيل ، فمشيت ساعة ، فقال لي: يا مولاي!
فقلت له: لبيك ، فقال : لا تقل لبيك ، فإن العبد أولى بأن يلبي من المولى ،
قلت: ما حاجتك يا حبيبي، قال: أنا ضعيف البدن لا أطيق الخدمة ، وقد كان لك في غيري سعة، وقد أخرج لك من هو أجلد مني, فلم أخذتني من أولئك الغلمان وقد لا أستطيع خدمتك مثلهم ؟.
فقلت له: (معاذ الله أن يراني الله وأنا أستخدمك)!! إنما أخذتك لأكرمك!.
فقال: فإنك لم تفعل هذا، إلاّ وقد رأيت بعض صِلاتي بالله تعالى و إني أسألك بالله إلا أخبرتني،
فقلت له: بإجابة دعوتك!! ، فقال لي: حسناً! إني إذاً لأحسبك إن شاء الله رجلا صالحا ، فإن لله عز وجل خيرة من خلقه، لا يكشف شأنهم إلا لمن أحب من عباده.
ثم قال أترى أن تقف عليّ قليلاً ، فإنه قد بقي عليّ ركعات من البارحة ، فقلت: هذا منزل الفضيل، قال: لا، هاهنا أحبّ إلىّ، إن أمر الله تعالى لا يؤخّر ، فدخل المسجد ، فما زال يصلي حتى أتى على ما أراد،
ثم التفت إليّ , وقال : يا أبا عبد الرحمن ، هل لك من حاجة ؟
قلت : ولمَ؟ قال: لأني أريد الانصراف،
قلت إلى أين ؟ قال: إلى الآخرة!!! ،
قلت : لا تفعل ، دعني أنتفع بك ،
فقال لي: إنما كانت تطيب الحياة حيث كانت المعاملة بيني وبينه تعالى ، فأما إذا اطّلعت عليها أنت، سيطّلع عليها غيرك، فلا حاجة لي في ذلك، ثم خرّ على وجهه ،
وجعل يقول: إلهي! اقبضني إليك الساعة الساعة.. فدنوت منه ، فإذا هو قد مات،
ٍِ
فوالله ما ذكرته قطّ إلا طال حزني ، وصغرت الدنيا في عيني ، وحقرت عملي. رحمه الله
بن الجوزي
..
قال ذو النون المصري لرجل لزاهد اسمه شيبان المصاب اوصيني
فقال يا بني من انسه الله سبحانه بقربه اعطاه اربع خصال
عزا من غير عسيرة . وعلما من غير علم . وغني من غير مال .وأنسا من غير جماعه
مصادر
https://www.kutub-pdf.net/book/2276-%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D9%88%D8%B9.html