المناهج المفتوحة
المناهج المفتوحة OpenCourseWare, أوOCW، يرمز هذا المصطلح لأي عمل تعليمي أو وحدة دراسية يتم طرحها على شبكة الإنترنت مجاناً وتحت رخصة مفتوحة. وقد بدأت المناهج المفتوحة بمبادرة من معهد مساتشوستس للتكنولوجيا في اكتوبر 2002 تحت اسم المناهج المفتوحة من معهد مساتشوستس للتكنولوجيا. منذ ذلك الوقت، قام عدد من الجامعات بإنشاء مشروعات للمناهج المفتوحة، بعضها أسسه مؤسسة وليام وفلورا هيولت.
هذه الموارد التعليمية المفتوحة وضعت بين أيدي الناس خبرات الجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية الرائدة في بناء وتصميم المناهج التعليمية مجاناً، وهذا أدعى للاستفادة منها ومحاولة مجارات المستوى التعليمي في هذه المؤسسات.
ويبين موقع (OCW Consortium) أن هناك أكثر من 120 مؤسسة تعليمية مشاركة بمناهج دراسية مفتوحة على شبكة الإنترنت. مما يعني أن فلسفة المناهج المفتوحة بدأت تلاقي رواجاً بين المؤسسات التعليمية المهتمة بنشر العلم وجعله متاحاً للجميع بدون فوارق.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تعريف المناهج المفتوحة
لا يقتصر تعريف الموارد التعليمية المفتوحة على المحتوى الذي يسهم في العملية التعليمية، بل يتعدى ذلك ليشمل ثلاث جوانب مهمة هي (OECD, 2007):
1- المحتوى التعليمي: مثل مواد المنهج الدراسي، وخطط الدروس، والكتب المدرسية، والمقالات وغيرها التي تدعم التعليم والتعلّم.
2- الأدوات: مثل البرامج التي تساعد في إنتاج واستخدام المحتوى التعليمي إلى جانب التقنيات المفتوحة التي تسهل التعلم التعاوني المرن والمشاركة المفتوحة لممارسات التدريس والتي تمكن المعلمين من الاستفادة من أفضل أفكار زملائهم ومصادرهم التعليمية وإعادة استخدامها (كيب تاون، 2007).
3- الموارد التنفيذية: اللازمة لضمان جودة التعليم والممارسات التعليمية وترخيص الموارد التعليمية (Johnstone, 2005).
وتتبنى الموارد التعليمية المفتوحة فلسفة مبنية على الاعتقاد بأنه لابد من أن يحصل الجميع على الحرية في استعمال وتخصيص وتحسين وإعادة توزيع الموارد التعليمية دون عوائق. هذه الفلسفة القائمة على مفهوم 'الانفتاح' (Openness) تقوم على الفكرة القائلة بأن المعرفة ينبغي لها أن تنشر وتتشارك بحرية من خلال شبكة الإنترنت لصالح المجتمع ككل (Yuan et al, 2008).
ولكن ما الذي يدفع الأشخاص والمؤسسات للمساهمة في هذه الحركة؟ ترجع الأسباب التي تدفع للمساهمة بالموارد التعليمية المفتوحة إلى عدة نواحي: معرفية واقتصادية وحتى شخصية. وقد قامت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD (2007) بعمل دراسة مسحية على المؤسسات التي ساهمت في حركة الموارد التعليمية المفتوحة لبيان ماهية هذه الأسباب والتي لخصتها في التالي:
- تحقيق مبدأ الإيثار لأن تقاسم المعرفة يتماشى مع العرف الأكاديمي في نشر المعرفة.
- يساعد في رفع جودة الموارد عن طريق مشاركتها، وأيضا خفض كلفة إنتاجها.
- يسهم في الإعلان والتسويق للمؤسسات التعليمية وبالتالي جذب الطلاب.
- يسرع عجلة إنتاج الموارد التعليمية ويحقق إمكانية متابعة استخدامها.
أما على المستوى الشخصي (Hylén, 2007) فقد تتمثل الأسباب في الحصول على الشهرة وأيضا في نشر العلم ومساعدة الدول النامية والفقيرة.
ويوجد على الإنترنت اليوم، المئات من حركات الموارد التعليمية المفتوحة مثل (Wikibooks, و Connexions)، مع وجود أدوات مبتكرة وخدمات لتمكينها من المشاركة والإنتاج التعاوني للموارد التعليمية. وقد ركزت هذه الحركات على التالي (Gurell, 2008):
- وضع الكتب الدراسية مجانا للصفوف الابتدائية والثانوية.
- تبسيط ترخيص الموارد للمؤلفين والمعلمين.
- تغليف وفهرسة المواد التعليمية حتى يسهل إيجادها واستخدامها.
- تعزيز دور مجتمعات المعلمين والمؤلفين على الانترنت.
- ودعم التعليم المفتوح كحركة ومجال.
ومن أبرز البارزين على الصعيد العالمي في هذه الحركة هي منظمة اليونسكو، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) ومؤسسة وليام وفلورا هلويت وشركة صن (Sun) والتي قامت بدور كبير في خلق فضاء عالمي مفتوح للتعليم.
مبادرات تطوير ونشر المناهج المفتوحة
تتدرج أنواع المبادرات المطروحة في تطوير ونشر الموارد التعليمية المفتوحة من مستوى وطني إلى مستوى فردي. وطبقاً لتصنيفات اليونسكو (UNESCO, 2009) هناك أربعة أنواع لهذه المبادرات، هي:
1- مبادرات على مستوى وطني (National initiatives). 2- مبادرات على مستوى مؤسسي (Institutional initiatives). 3- مبادرات على مستوى مجتمعي (Community development projects). 4- مبادرات على مستوى فردي (Individual initiatives).
مبادرات على مستوى وطني
ويقصد بهذا النوع من المبادرات القيام بتطوير ونشر الموارد التعليمية المفتوحة لتستفيد منها جميع مؤسسات التعليم (العالي أو العام). وتأتي هذه المبادرات على نوعين نوع عام وآخر متخصص بموضوع معين. فعلى مستوى الموارد التعليمية المفتوحة العامة نجد أن كلية العلوم التطبيقية في نيوزيلندا قامت بطرح دورات تعليمية مفتوحة (courseware) في مجال الأعمال، والبناء والتشييد، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
أما على مستوى الموارد التعليمية المفتوحة المتخصصة بموضوع معين. فنجد أن البرنامج الوطني لتعزيز التعليم والتكنولوجيا والذي دشن في سبتمبر من عام 2006 بتحالف سبعة معاهد تقنية في الهند وبدعم من وزارة تنمية الموارد البشرية الهندية، تقدم دورات دراسية مفتوحة بالفيديو لقطاع التعليم العالي يهتم بعلوم الحاسب والهندسة.
مبادرات على مستوى مؤسسي
ويقصد بها أن تقوم مؤسسة أكاديمية أو خيرية بتبني تطوير ونشر الموارد التعليمية المفتوحة. وتأتي هذه المبادرة بعدة أشكال منها ما هو عام للتخصصات ككل أو خاص بتخصص معين أو خاص بنشر المناهج الدراسية أو خاص بنشر الفيديو والصوت.
من المبادرات العامة لجميع التخصصات مبادرة التعليم المفتوح بجامعة كارنجي ميلون (Carnegie Mellon). بدأت مبادرة جامعة كارنجي ميلون (Carnegie Mellon Open Learning Initiative (OLI)) مطلع عام 2006م وقدمت حتى الآن ثمان دورات دراسية متكاملة في الاقتصاد والمنطق والإحصاء والاستدلال. وكل دورة دراسية مزودة بآلية لتقييمها من قبل الطلبة، مما يساعد في تكوين مجتمع تعليمي مهتم في تحسين المادة التعليمية لكل دورة دراسية.
كما أن هناك مبادرات مماثلة من مؤسسات أكاديمية مثل مبادرة صوفيا للتعليم المفتوح، مقررات جامعة ييل المفتوحة، ومقررات جامعة المملكة المتحدة المفتوحة.
أما من المبادرات المتخصصة في مجال علمي معين فمنها مبادرة جامعة (ArsDigita) التي استمرت لسنة واحدة ثم أغلقت عام 2001م ولكن لازالت المواد الدراسية الثلاث عشرة موجودة على موقعها.
أما فيما يتعلق بنشر المناهج الدراسية المفتوحة (OpenCourseWare) فيعتبر مشروع معهد ماسيتوشتس أول مبادرة ناجحة في طريق توفير المصادر والمناهج الدراسية المفتوحة على شبكة الانترنت. فمنذ أكتوبر من عام 2003م تلقى موقع المناهج الدراسية المفتوحة لمعهد ماسيتوشتس أكثر من 50 مليون زيارة من مختلف أنحاء العالم (المصدر: إحصائيات الموقع). يقدم الموقع دوراته الدراسية في معظم التخصصات المتاحة في المعهد مثل الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسب وهندسة البرمجيات والهندسة الكيمائية وغيرها. كما أن نوعية المصادر التي يوفرها الموقع تتراوح بين الخطط الدراسية والمذكرات والامتحانات والواجبات وحلولها ومقاطع صوت مسجلة وفيديو للمحاضرات.
معظم المناهج والمصادر التعليمية في الموقع مصرحة تحت رخصة العموميات المفتوحة (Creative commons) غير التجارية، مما يعني أنه بإمكان الجميع من مهتمين وطلاب ومدرسين الاستفادة من هذه المناهج مجاناً وتطويرها والبناء عليها بشرط عدم استغلالها تجارياً.
يليها من ناحية الشيوع، مشروع جامعة أوتاه الأمريكية عن طريق مركزها للتعلم المفتوح والمستمر (Center for Open and Sustainable Learning (COSL)) والذي له إسهامات فاعلة في مبادرة الموارد التعليمية المفتوحة. فقد أنشأت جامعة أوتاه موقع eduCommons لإدارة ونشر المحتوى التعليمي المفتوح باستخدام نظام متطور لإدارة المحتويات. كما أن الموقع يقدم الدعم والاستشارات اللازمة لتبني فلسفة المحتوى التعليمي المفتوح والمساعدة في بناء مواقع شبيهه بموقع معهد ماسيتوشتس. كما أن الموقع يساهم في نشر محتويات خالية من أية ارتباطات للملكية الفكرية أو براءات الاختراع، وهذا يسهم في عملية تبني المحتوى الموجود في الموقع والتعديل والبناء عليه.
تتبع نفس المنهجية مبادرة المصادر التعليمية الصينية المفتوحة (CORE- China Open Resources for Education) والتي قامت بترجمة المناهج التعليمية لمعهد ماسيتوشتس للغة الصينية، وجامعة تافتس (Tufts) المفتوحة في الولايات المتحدة وجامعة كيو اليابانية (Keio) وجامعة باريس التقنية من فرنسا وجامعة كيب الغربية (Western Cape) في جنوب أفريقيا.
أما عن المبادرات الخاصة بنشر الفيديو والصوت، فهناك مبادرة جامعة بيركلي سواء كانت على الويب مباشرة أو عن طريق برنامج الآي تونز (iTunes). كما أن الجامعة لها قناة مخصصة على موقع يوتيوب للفيديو. يضاف إلى ذلك أن جامعة ستانفورد لها قناتها على برنامج الآي تونز أما جامعة أريزونا فلديها موقع خاص لأرشفة المحاضرات الفيديوية والصوتية.
مبادرات على مستوى مجتمعي
ويقصد بها المبادرات التي يقوم على إطلاقها مجتمع من الأشخاص من ذوي الاهتمام المشترك. وقد يكون مشروع كونيكشنز (Connexions) من أشهر هذه المبادرات المجتمعية المعروفة في نطاق الموارد التعليمية المفتوحة.
ففي عام 1999م قرر فريق من الأكاديميين في جامعة رايس (Rice) الأمريكية إطلاق مبادرة لعمل قاعدة بيانات عالمية لنشر المواد الدراسية فيها. و في عام 2006م نجح المشروع في بناء قاعدة بيانات تعليمية تحتوي على أكثر من 429 دورة دراسية و 7964 وحدة تعليمية (المصدر: الموقع نفسه حتى تاريخ هذه الورقة). وعن طريق موقع المشروع يمكن تصفح محتوى المناهج الدراسية مجاناً والاستفادة منها أو الاشتراك في تحرير مواد جديدة. وقد رخصت جميع المناهج الدراسية تحت رخصة Creative Commons بحيث يمكن لأي أستاذ حول العالم أن يقوم بإعادة استخدام المحتوى والتعديل عليه مع ذكر المصدر.
مبادرات على مستوى فردي
وهي المبادرات التي يعمل على تبنياه أفراد يؤمنون بحق التعلم للجميع. ومن أبرز هذه المبادرات مبادرة (Free-Ed) الذي أوجدها ديفيد هيسرمين عام 1997م. ويحتوي موقع المبادرة على أكثر من 100 مورد تعليمي وفي عدد من التخصصات الأكاديمية.
وبالمثل مبادرة المنظمة الدولية للتعليم المهني (PEOI (Professional Education Organization International)) والتي أنشأها البروفسور جون بيتروف (أستاذ الاقتصاد المتقاعد). يحتوي موقع المبادرة على عدد سبع دورات دراسية كاملة في التطوير المهني ومتوفرة هذه الموارد التعليمية بست لغات من ضمنها العربية.
مبادرات على مستوى دولي (برامج ائتلافية)
جميع الأمثلة السابق ذكرها كانت لدول صناعية ومتقدمة، غير أن هناك حركات مماثلة في الدول النامية صنفناها على أنها على مستوى دولي وذلك لتشارك أكثر من دولة في دفع هذه الحركة.
ففي الدول الإفريقية نجد برنامج تيسا (TESSA) الائتلافي والذي يضم 18 دولة أفريقية ودولية من بينها 13 مؤسسات وطنية من جميع بلدان جنوب الصحراء الأفريقية.
تستخدم موارد برنامج تيسا التعليمية في البرامج الخاصة بتعليم وتدريب المعلمين في بلدان جنوب الصحراء الأفريقية، وتغطي الموارد برنامج بكالوريوس التربية، برامج المعاهد المتوسطة، برامج التطوير المهني المستمر، وبرامج الترقية. كما أن الموارد نفسها تشمل خمس مجالات هي: الأدب والرياضيات والعلوم ومهارات الحياة والدراسات الاجتماعية والفنون. وهذه الموارد التعليمية في برنامج تيسا متوفرة بأربع لغات هي: العربية والانجليزية والفرنسية والسواحلية.
التحديات والفرص التي تواجهها المناهج المفتوحة
اتفقت كل من سوزان دانتوني (دانتوني، 2008) و (Atkins et al, 2007) و (Hylén, 2007) وأيضا (Yuan et al, 2008) على أن أهم التحديات التي تواجه حركة الموارد التعليمية المفتوحة تتمثل في:
- الاستمرارية ويقصد بها "تحديد وتطبيق النماذج التي تضمن استمرارية مبادرات حركة الموارد التعليمية المفتوحة" (دانتوني، 2008)، سواء كانت الاستمرارية تتناول جانب خلق الموارد التعليمية أو حتى استخدامها.
- حقوق النشر والتراخيص: وقد لخصت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD (2007) هذا التحدي في المشاكل التالية:
- صعوبة الحصول على الحقوق الملكية للعناصر المكونة للمورد التعليمي، وقد يكون تكاليف الحصول على الرخصة لهذه العناصر أكبر من تكلفة إنتاج المورد.
- قلة الوعي لدى المعلمين في الحقوق الملكية للغير أو حتى لهم، والتخوف من أن نشر أي مورد تعليمي على الويب قد يسبب في ضياع حقوقهم الأصلية في الإنتاج.
- التعارض بين رخص الموارد التعليمية المفتوحة المتنوعة بسبب استخدام رخص مختلفة التي قد تتعارض مع بعضها البعض. ويمكن تجاوز مشكلة الترخيص عن طريق استخدام رخصة العموميات الخلاقة للموارد التعليمية (انظر قسم 1.4).
- ضمان الجودة: ويقصد بها " المراجعة المنهجية للموارد التعليمية المفتوحة لضمان التحقق المستمر لمعايير قياسية مقبولة للتعليم ولتطوره وكذا البنية التحتية " (دانتوني، 2008). ويمكن تحقيق الجودة العالية للموارد التعليمية المفتوحة عن طريق المراجعة الندية (Peer Review) من أشخاص معتمدين أو عن طريق المراجعة المفتوحة من المستخدمين أنفسهم (Open Users Review) وذلك بالسماح للمستخدم من تقييم المورد التعليمي والتعليق عليه، أو عن طريق استخدام سمعة المؤسسة التعليمية لإقناع المستخدم بجودة المورد التعليمي (Yuan et al, 2008).
- الإتاحة وقابلية التبادل (Interoperability): تعتمد حركة الموارد التعليمية المفتوحة اعتماد كلي على مفهوم إعادة الاستخدام (reuse) وإعادة التبني (repurpose) للموارد التعليمية. وبالتالي قابلية تبادل الموارد التعليمية بين أنظمة التعليم المختلفة والمستودعات التعليمية وأيضا إمكانية دمجها مع موارد أخرى تعد من أهم التحديات التي تواجهه حركة الموارد التعليمية المفتوحة. ويمكن تجاوز ذلك باستخدام معايير قياسية مفتوحة تخفف من هذه المشكلة (Yuan et al, 2008). كما أن الإتاحة والتي تعني "درجة تيسير وصول الناس واستخدامهم لتقنيات المعلومات والاتصالات ومن خلالها وصولهم إلى الموارد التعليمية المفتوحة" (دانتوني، 2008) يعتبر أحد التحديات التي على الحركة أن تتجاوزها وذلك بتبني معايير قياسية مفتوحة وتكشيف المورد بحيث يصبح قابل للوصول والفهرسة بواسطة محركات البحث.
- التمويل: التمويل المالي هي من أهم أسباب استمرار أي مشروع، وحتى نضمن استمرار حركة الموارد التعليمية المفتوحة في أي دولة أو مؤسسة تعليمية لابد من وجود دعم مادي مستمر سواء بأشكال مباشرة أو غير مباشرة لضمان استمرارية المشروع (يمكن الاطلاع على مقالة ستيفن داونز عن النماذج المختلفة لتمويل هذه الحركة (Downes, 2006) وورقة (Hylén, 2007)).
أما عن الفرص التي يمنحها الإسهام في حركة الموارد التعليمية المفتوحة أو حتى الاستفادة منها فيمكن تلخيصها في التالي (Yuan et al, 2008):
- دفع عجلة التعليم المستمر (Life-Long Learning).
- إمكانية مساهمة الطالب في إنتاج موارد تعليمية مفتوحة.
- التنوع الثقافي و المعرفي واختلاف الأوعية العلمية التي يمكن الاستفادة منها ومزجها لخدمة أهداف التعليم المختلفة.
الحقوق الفكرية للمؤلف والرخصة العمومية الخلاقة للمناهج المفتوحة
تعتبر رخصة العموميات المفتوحة للتعليم (ccLearn) مبادرة مكملة للهدف الأساسي للرخصة العمومية الخلاقة (Creative Commons). فهذه الرخصة تمنح أي عمل إبداعي من صور فوتوغرافية ومقاطع صوتية وفيديوية ومواقع وكتابات وغيرها رخصة عامة تمكن من الاستفادة منها بدون مقابل مادي. ومؤخراً بدأ استخدام هذه الرخصة في مواقع المناهج الدراسية المفتوحة. فموقع مثل موقع معهد ماسيتوشتس للمناهج الدراسية المفتوحة تبنت هذه الرخصة لجميع دوراتها الدراسية، نظراً لمرونة هذه الرخصة وانتشار استخدامها.
ويستطيع مؤلفي الموارد التعليمية المفتوحة عن طريق استخدام رخصة العموميات المفتوحة للتعليم منح مستخدمي مواردهم إمكانية الاستفادة من مواردهم واستخدامها بصلاحيات مثل: تعديلها، وترجمتها، أو تحسينها ومشاركتها مع الآخرين (Gurell, 2008).
أيضاً، هناك رخصة أخرى تدعى رخصة جنو الوثائق الحرة (GFDL) والتي قامت بصياغتها مؤسسة البرمجيات الحرة لترخيص الوثائق المصاحبة للبرامج الحرة (Gurell, 2008). هذه الرخصة تستخدم أساساً للنصوص والصور وتستخدمها موسوعة ويكيبيديا لترخيص محتوياتها. وهذه الرخصة غير متوافقة مع رخصة العموميات الخلاقة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مستقبل الموارد التعليمية المفتوحة
الموارد التعليمية المفتوحة ليست سوى جزء واحد من التغير السريع في بيئة التعليم والذي يشار إليه بالتعليم المفتوح (Open Education)، وكلما انتشرت رقعة هذه الحركة ظهرت عدة استفسارات متعلقة باستمراريتها ودور المؤسسات الأكاديمية والمجتمعية فيها (Gurell, 2008). من بين هذه الأسئلة:
- جودة المصادر التعليمية وجودة التعليم والتعلم: هناك بعض المشككين بجودة الموارد التعليمية المفتوحة ومدى الثقة بما تقدمه من مادة تعليمية. ومع أن هذه الشكوك بدأت تخبو إلا أنها لم تختفي بالكلية، فكيف يمكن تقييم جودة مورد تعليمي مفتوح من دون وجود آلية واضحة للتغذية الراجعة. وفي السنوات المقبلة ومع انتشار حركة الموارد التعليمية المفتوحة سنواجه مشكلة إيجاد الموارد ذات الجودة العالية من بين الكم الهائل من الموارد التعليمية التي تمت مشاركتها. ولعل حلول مثل أنظمة التقييم ووجود محركات بحث متخصصة تخفف من هذه المشكلة.
- القدرة على تحمل تكاليف إنتاج الموارد التعليمية المفتوحة: قد تكون كلفة إنتاج وحدات منفصلة من الموارد التعليمية المفتوحة أمر يمكن تحمل تكاليفه، غير أن المشاريع الضخمة مثل عمل مستودع لحفظ الموارد التعليمية المفتوحة أو حتى إنتاج عدد هائل منها في خط إنتاج أمر مكلف مادياً. ومن هنا يبدأ التفكير والبحث عن مصدر دخل يضمن استمرارية هذه المشاريع.
- قابلية الوصول للموارد التعليمية المفتوحة: قد تكون هذه من أهم العقبات المستقبلية التي ستواجهها مثل هذه الحركة، حيث أن المورد التعليمي سيفقد قيمته التشاركية إذا لم يستطع المستفيد الوصول إليه.
بناء المناهج المفتوحة
قبل أن نختتم هذا الجزء من الورقة لابد من الإشارة إلى المراحل التي يمر بها بناء أي مورد تعليمي مفتوح. وقد أجملها كتاب "Handbook of Open Educational Resources" (Gurell, 2008) في خمس مراحل هي:
1- البحث (Search): تبدأ بالبحث عن موارد مناسبة تسهم في تلبية حاجات ورغبات المادة التعليمية. ويمكن أن يتم ذلك باستخدام محركات البحث العامة أو المتخصصة، أو المستودعات الخاصة بالمصادر التعليمية أو حتى المواقع الفردية.
2- التكوين (Compose): بعد الحصول على المصادر يمكن تشكيل موارد تعليمية جديدة من هذه المصادر أو عمل موارد جديدة من الصفر.
3- التكييف (Adapt): خلال عملية تكوين الموارد التعليمية لابد من الأخذ في عين الاعتبار الاحتياجات التربوية والثقافية للبيئة المحلية التي تقوم بإنتاج مورد لها. وقد تتطلب هذه التصحيحات والتحسينات الطفيفة إلى إعادة صياغة كاملة لاستخدام المورد في سياقات مختلفة.
4- الاستخدام (Use): الاستخدام الفعلي للمورد التعليمي في الفصول الدراسية، وعلى شبكة الإنترنت، وخلال أنشطة التعليم غير الرسمية وغيرها.
5- المشاركة (Share): بمجرد الانتهاء من تكوين المورد التعليمي لابد من إتاحتها كمورد مفتوح للمجتمع لإعادة استخدامها وحتى تبدأ دورة الحياة من جديد.
وبالطبع قبل نشر المورد التعليمي لابد من تزويده برخصة حتى يضمن الحقوق الملكية الفكرية للمؤلفين والمساهمين في إنتاج المورد التعليمي.
حركة الموارد المناهج المفتوحة العربية
لا يوجد على مستوى العالم العربي حركات أو مبادرات لإنتاج موارد تعليمية مفتوحة المصدر مماثلة لما تم ذكره في الجزء الأول من هذا المبحث. غير أن جامعة السودان المفتوحة لها مساهمتها في هذا المجال عن طريق إتاحة موارد ثلاث مواد مدرسة في جامعتها وهي: برنامج التربية وبرنامج علوم الحاسب وبرنامج العلوم الإدارية، مشاعة للجميع تحت شعار "التعليم للجميع".
أيضا قامت جامعة مصر بمبادرة ترجمة المناهج المفتوحة من جامعة ماسيتويشتس وذلك باختيار عدداً من المناهج وتكييفها لتلبية احتياجاتهم المحلية بما في ذلك الترجمة إلى اللغة الفرنسية. كما أن هذه المبادرة ستعمل على استكمال بعض الوحدات الدراسية وإضافة الرسومات و/أو الرسوم المتحركة لتوضيح المفاهيم (Sabry, 2005).
من جهة أخرى، عند الرجوع إلى ائتلاف المناهج الدراسية المفتوحة (http://www.ocwconsortium.org) سنجد أن التواجد العربي لعضوية هذا الائتلاف محدودة جداً. فهناك دولتان عربيتان هما المملكة العربية السعودية ولبنان، قامتا بالانضمام مؤخراً للائتلاف عن طريق الجامعة العالمية (http://www.gu.edu.lb/) من لبنان وجامعة الفيصل (http://www.alfaisal.edu/) وأرامكو السعودية من المملكة. غير أن هذه الجامعات العربية اكتفت فقط بالعضوية ولم نرى لها أي إسهامات.
ومحلياً، أي في المملكة العربية السعودية، هناك مشاركة فاعلة من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في حركة المناهج الدراسية المفتوحة عبر بوابتين هما (http://ocw.kfupm.edu.sa/) وهي امتداد لمشروع معهد ماسيتوشتس وبوابة (http://opencourseware.kfupm.edu.sa) وهي عبارة عن بوابة لنشر محتوى بعض المواد المدرسة في الجامعة، غير أن هذه المناهج لازالت باللغة الانجليزية.
يضاف إلى ذلك الجهود الفردية في هذا المضمار. فهناك الكثير من الأعمال الفردية التي يقوم بها المعلمون والطلبة لعمل موارد تعليمية مفتوحة، وقد يكون من أبرزها ترجمة وتأليف الكتب العربية التقنية وأيضاً تبادل ملخصات الدروس والعروض التقديمية لمواد التعليم العام.
كما أن للباحثة جهود فردية في هذا المجال عن طريق محاولة بناء مستودع عربي للمصادر التعليمية (أطلق عليه اسم معرفة ) وأيضاً تسخير الذكاء الجمعي لطالبات مادة نظم التشغيل في ترجمة وتأليف كتاب في نظم التشغيل بالعربية وجعله متاح للجميع تحت رخصة جنو للوثائق الحرة.
2.2) التحديات التي تواجه تبني والاستفادة من حركة الموارد التعليمية المفتوحة في العالم العربي قد تكون من أهم التحديات التي نواجهها في العالم العربي من ناحية الاستفادة من الموارد التعليمية المفتوحة هي مدى مناسبة هذه الموارد لخدمة خصوصية البيئة العربية. فعملية تخصيص هذه الموارد المتاحة لتتوافق ومتطلبات البيئة العربية يتطلب الكثير من الجهد والوقت والمال.
أما من ناحية التحديات التي تواجه تبني حركة الموارد التعليمية المفتوحة في العالم العربي، فيمكن الاستعانة ببحث قامت به سوزان دانتوني (2008) لمعرفة أسباب ضعف حركة الموارد التعليمية المفتوحة في العالم عامة وفي الدول النامية خاصة. حيث "قامت بعمل استطلاع للرأي لأكثر من 620 عضواً يمثلون 98 من الدول الأعضاء في اليونسكو، منها 67 دولة من الدول النامية، دُعي المشاركون فيها إلى تحديد أهم ثلاث قضايا من أجل تعزيز وتمكين حركة الموارد التعليمية المفتوحة، وقد أسفرت مداخلاتهم عن قائمة شاملة من أربعة عشر قضية" (دانتوني، 2008)، نجد أن هذه القضايا منطبقة على العالم العربي، وهي مرتبة حسب أولويتها كالتالي:
1- زيادة الوعي والترويج.
2- الجماعات وبناء الشبكات.
3- الاستمرارية.
4- ضمان الجودة.
5- حقوق النشر والترخيص.
6- تنمية القدرات.
7- الإتاحة.
8- التمويل.
9- المعايير القياسية.
10- خدمات دعم التعلم.
11- البحث العلمي.
12- السياسات.
13- الوسائل التقنية.
14- تقييم التعلم.
يضاف إلى ذلك ضعف البنية التحتية للاتصال بالانترنت في بعض الدول العربية، فبعض الموارد التعليمية المتاحة يتطلب تشغيلها أو تحميلها سرعة اتصال عالية.
أما من ناحية اللغة العربية نفسها، فنلاحظ أن اختلاف اللهجات قد يكون عامل آخر في ضعف تبني أي حركة عربية للموارد التعليمية المفتوحة.
وأخيراً لابد من أن تكون الأدوات المستخدمة في إنتاج هذه الموارد مشاعة ومتاحة مجاناً للجميع ويدخل من ضمنها الخطوط وتدعم اللغة العربية بسلاسة.
المصادر
- [lib4arab.net/vb/uploaded/4_12954269.doc الموارد التعليمية المفتوحة: واقعها ومستقبلها - د. هند بنت سليمان الخليفة - قسم تقنية المعلومات – كلية علوم الحاسب والمعلومات - جامعة الملك سعود]
- سوزان دانتوني. الموارد التعليمية المفتوحة: الطريق للأمام. ترجمة: د/ أمل أمير ، د/محمد نبيل صبري د/ مجدي حماد د/ هدية مهيري سلامي د/ محمد طلعت د/ هدى عثمان.
- [ http://oerwiki.iiep-unesco.org/index.php?title=OER:_the_Way_Forward/Collaborative_work_on_translations/Arabic]
- [ كيب تاون.(2007). تحرير الوعد بموارد تعليمية مفتوحة. متاح على الإنترنت http://www.capetowndeclaration.org/translations/arabic-translation]
- Al-Khalifa, H., and Davis, H. AraCore: An Arabic Learning Object Metadata for Indexing Learning Resources, FNITS2006, Riyadh, Saudi Arabia, February 6-8, 2006. In Arabic
- Hylén, J. (2007). Open educational resources: Opportunities and challenges. OECD-CERI. Available online
- http:// www.oecd.org/dataoecd/5/47/37351085.pdf. (Last Accessed Jan. 11, 2009)
- Johnstone, S. (2005). Open educational resources serve the world. Educause Quarterly, 28(3). Available online http://www.educause.edu/apps/eq/eqm05/eqm0533.asp?bhcp=1. (Last Accessed Jan. 11, 2009)
- Li Yuan, Sheila MacNeill and Wilbert Kraan (2008). Open Educational Resources - Opportunities and Challenges for Higher Education. Briefing paper prepared for the UK Joint Information Systems Committee Centre for Educational Technology & Interoperability Standards (JISC CETIS).
- Downes, S. (2006). “Models for Sustainable Open Educational Resources”, National Research Council Canada. Available online
- http://www.oecd.org/document/32/0,2340,en_2649_33723_36224352_1_1_1_1,00.html. (Last Accessed Jan. 11, 2009)
- Dan Atkins, John Seely Brown and Allen Hammond (2007). A Review of the Open Educational Resources (OER) Movement: achievement, challenges and new opportunities
- OECD (2007), Giving Knowledge for Free: the Emergence of Open Educational Resources, http://www.oecd.org/document/41/0,3343,en_2649_35845581_38659497_1_1_1_1,00.html. (Last Accessed Jan. 11, 2009)
- UNESCO. OER development and publishing initiatives. Available online http://oerwiki.iiep-unesco.org/index.php?title=OER_development_and_publishing_initiatives. (Last Accessed Jan. 11, 2009)
- Seth Gurell. Handbook of Open Educational Resources. The Center for Open and Sustainable Learning. August, 2008.
- M. Sabry, 2005. “Adaptation of OER for Egypt,” In: “IIEP Open Educational Resources Session 3 – Background note, Perspectives of the users and issues related to use, 14–25 November 2005,” at http://www.unesco.org/iiep/virtualuniversity/forumsfiche.php?queryforumspages_id=17, (Last Accessed Jan. 11, 2009).
التقنية
انظر أيضا
- Academic Earth A social entrepreneurial website with lecture videos from major universities in the United States
- المناهج المفتوحة في الصين
- المناهج المفتوحة في اليابان
- المناهج المفتوحة من معهد مساتشوستس للتكنولوجيا
- Berkeley Webcast
- Notre Dame OpenCourseWare
- Open Yale Courses
- Tufts OpenCourseWare
- Stanford Engineering Everywhere
- جامعة كاليفورنيا
- جامعة مساتشوستس بوسطن
- تعليم مفتوحة
وصلات خارجية
الوصلات الخارجية في هذه المقالة قد لا تتبع سياسات المحتوى أو الإرشادات. من فضلك حسـِّن هذه المقالة بإزالة الوصلات الخارجية الزائدة أو غير المناسبة. |
- MIT OpenCourseWare
- Stanford University OpenCourseWare
- Utah State University OpenCourseWare
- Tufts University OpenCourseWare
- Delft University of Technology OpenCourseWare
- Academic Earth
- OER Commons
- Students for Free Culture
- Promoting Free Online Education
- Learning Social Network
- UMass Boston OpenCourseWare
- Indian Ministry of HRD’s initiative: National Programme on Technology enhanced learning. Also, open courses from IITs & IISc on Youtube : 3500 courses.