الهرم الأبيض

Coordinates: 29°48′20″N 31°13′22″E / 29.80556°N 31.22278°E / 29.80556; 31.22278
الهرم الأبيض
White Pyramid
هرم-أمنمحات-الثاني.jpg
أمنمحات الثاني
الأسرة الثانية عشر
النوعهرم حقيقي أملس السطح (أطلال)
الارتفاع~ 60 متر
القاعدة~ 105 متر
الميل~ 7 / 5


الهرم الأبيض هو الهرم الذي بناه أمنمحات الثاني من الأسرة الثانية عشرة، ودُفِن فيه. ويقع الهرم الأبيض في دهشور. وقد تهدم على مر الزمان وبسبب اقتلاع الأهالي لأحجاره البيضاء المتميزة من الحجر الجيري، وهي سبب تسميته "الهرم الأبيض". وهو الآن عبارة عن كومة من الصخور.

استحوذ المجمع الجنائزي للهرم على شهرة بسبب "خبيئة دهشور" التي عثر عليها جاك ده مورگان، في عامي 1894-1895، من مقابر الأميرات إيتا، خنومت، إتي‌عويرت و ست‌حتحورمرت، من نهاية الأسرة الثانية عشر، وتقع في مجمع الهرم إلى الغرب من الهرم.

مسقط رأسي لمحيط الهرم الأبيض لأمنمحات الثاني
ممر الدخول وغرفة الدفن - المستوى الأول ونظام الإخفاء


الهرم يحيطه سور مستطيل مستطيل طوله 225 متر وعرضه 100 متر، وكان كما يقترح عالم المصريات ديتر أرنولد مزيناً بإطارات تصويرية. الطريق الرابط بين المعبد الجنائزي والمعبد في طرف الوادي يزيد طوله عن 20 متر. وقد عُثر، في جنوب المجمع على طرف الوادي، على العديد من المقابر السليمة داخل السور لأقارب أمنمحات الثاني، منهم مقابر الأميرات إيتا، خنومت، إتي‌عويرت و ست‌حتحورمرت. وقد عُثر على تشكيلة كبيرة من الأثاث الجنائزي في تلك المقابر بما فيها توابيت خشبية وقوارير عطور من الألباستر وخزانات كانوبية. وكان هناك كم كبير من الحلي الجميلة في مقابر إيتا وخنومت.

حالة التدهور التي لحقت بالمجمع لا تسمح برسم خريطة للمجمع.

وفي عامي 1894 و 1895 حفر جاك ده مورگان Jaques de Morgan مُنـَقـِّباً في مجمع الهرم، مركـِّزاً على المقابر الملكية المحيطة، مع استكشاف للمناطق الأخرى، إلا أنه للآن لم يتم القيام بفحص شامل للمجمع ككل.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نهب الهرم في 2014

فى الوقت الذى كانت تصوت فيه لجنة «الخمسين» لكتابة الدستور في ديسمبر 2013 على نص يقول «تلتزم الدولة بحماية الآثار، والحفاظ عليها، وعلى مناطقها وحمايتها، وحظر الاتجار فيها»، كان وعلى بعد 40 كيلومترا فقط من مجلس الشورى، الذى شهدت قاعاته التصويت على هذه المادة، هناك لصوص ينبشون ويخربون بحثا عن آثار فرعونية، تمهيدا لبيعها داخل البلاد، وقبل أن يجد بعض القطع طريقه للخارج في ظل وجود وزارة «كاملة» كل مهمتها حماية الآثار كان هذا التحقيق.[1]

هناك في منطقة دهشور يمتد الطريق الزراعى الموازى للهضبة إلى مزارع النخيل بنهاية الطريق، تستقر وراءه أربعة أهرامات كل منها مشيد من حجر مختلف عن الآخر ترتفع شامخة وسط الصحراء.

هناك عاشت ثلاث أسر أولاها الأسرة الرابعة، التى أسسها الملك «سنفرو»، وشيد مجموعته الهرمية، الهرم المنحني والأحمر الداكن، الذى استخدمت فيه حجارة تميل إلى اللون الأحمر، كما أسس أسرة ملكية جديدة، والثانية الأسرة الثانية عشرة التى بنى أمنمحات الثاني - ثالث ملوكها- هرمه فيها على بعد 3 كيلومترات جنوب غرب الهرم الأحمر.

يتميز الهرم الأبيض، الذى بناه أمنمحات الثانى بسطحه الأملس، وحجارته البيضاء الجيرية، كان في زمن آخر يقف شامخا وسط الصحراء بين الأهرام الثلاثة المحيطة به، يتميز عنها بلونه الأبيض الجذاب، الذى يعكس ضوء الشمس على مرمى البصر، لكنه الآن أصبح كومة من الصخور مدفونة تحت رمال صحراء دهشور.

يعود اكتشاف هذا الهرم إلى عام 1894 عن طريق عالم أثريات يدعى «جاك دى مورجان»، لم يتم العمل بالهرم، أو محاولة تنظيفه من الرمال، التى تغمره حتى أصبحت المنطقة في قبضة متخصصي النبش عن الآثار بشكل شبه يومى عقب الثورة وانسحاب الشرطة، يبحثون عن أثر هنا تحت الأرض، أو قطعة هناك بجانب الهرم، بعدما كانت أعمال الحفر في المنطقة تتم على استحياء تام وخلسة قبل الثورة وانسحاب الشرطة، حسبما يقول بعض الأهالى من المنطقة وعاملون في وزارة الآثار التقتهم «المصرى اليوم» أثناء إعداد هذا التقرير.

يقول الدكتور محمود عفيفى، رئيس الإدارة المركزية لآثار القاهرة والجيزة، إن ظاهرة «التعديات الجماعية» تعد أخطر من أعمال الحفر، إذ إن الأهالى بالمنطقة يعتدون أحيانا على مساحات من المناطق الأثرية ببناء مقابر أو بناء بيوت.

يضيف «عفيفى»: «طبقا لقانون حماية الآثار تم إصدار قرار إزالة من الوزارة على أن تتولى الشرطة عملية التنفيذ، لكن ما يحدث أن الأهالى يتجمهرون أمام قرار الإزالة، ويحاولون الامتناع عن تنفيذه». يحذر «عفيفى» من الاستمرار في تلك العملية من استحواذ الأهالى على الأراضى الأثرية، لافتا إلى أنها تعد كارثة كبيرة، حيث إن «الأهالى في الوقت الحالى بدأوا في بناء مقابر وبيعها»، بحسب قوله.

فى البداية حصلت «المصرى اليوم» على مقاطع فيديو وصور لأعمال الحفر، التى جرت بهرم أمنمحات الثانى عن أسامة كرار، أحد المهتمين بالشأن الأثرى، ترصد مقاطع الفيديو والصور كم التعديات، التى حدثت به طوال تلك الفترة من تكسير الغرف الداخلية، وتحطيم تابوت من الجرانيت، وزارت «المصرى اليوم» الموقع لرصد المنطقة. أثناء الجولة داخل المنطقة لرصد الأوضاع داخل منطقة الأهرامات لا بد من المرور عبر نقطة للشرطة، وشباك لبيع تذاكر الهرم، لكن أحدا لم يوقف مندوب الصحيفة رغم وجود رجال شرطة وموظف شباك.

بعد هذه النقطة يقع مقر لشركة بترول، وعلى اليسار تمتد صحراء واسعة تستقر بها الأهرام الأربعة في مناطق متفرقة.

مضينا في المنطقة الصحراوية، التى يعتبر السير فيها محظورا، لأنها منطقة أثرية لم يتم العمل بها من قبل الباحثين والمستكشفين التابعين للوزارة والبعثات الأجنبية الرسمية. خطوات معدودة حتى يبدأ الزائر في اكتشاف بقع سوداء الاقتراب منها أكثر يكشف أنها حفر عملاقة خلفتها أعمال تنقيب غير شرعية بدأت حسب العاملين في المنطقة من يناير 2011.

فى نهاية المرتفع حفرة أخرى عملاقة تظهر فيها خمسة أحجار كبيرة للهرم الأبيض المدفون، تتوسطها فتحات صغيرة، حاول مفتشو الآثار إغلاقها بحجارة صغيرة، وبشكل عشوائى بعد أعمال الحفر غير الشرعية. أزال أحد المفتشين الأثريين أسطوانة بلاستيكية وضعها اللصوص قبل الدخول إلى حجرة الدفن.

يشرح أسامة كرار، مرشد سياحى، ناشط ضد عمليات سرقة وتهريب الآثار، أن «عملية غلق الهرم بتلك الصورة تعتبر كارثة، إذ إن إغلاق المقابر أو غرف الدفن لا بد أن يتم بصورة صحيحة حتى لا يتغير التاريخ يوما»، يقولها وهو يشيح ببصره إلى الناحية المقابلة للترعة الموازية للهرم الطينى. يلتقط ببصره أطفالا يمرقون ذهابا وإيابا في بقعة قريبة.

مقاطع الفيديو والصور، التى توثق عمليات النهب، والتى حصلت عليها «المصرى اليوم» تظهر أجزاء كبيرة من حوائط المقبرة الملساء، وقد تكسرت، وانتشرت بقاياها على الأرض، بعضها تم تكويمه على جانب تم الحفر فيه بشكل أكبر، والبعض الآخر متناثر كقطع صغيرة في أنحاء الغرف الداخلية للهرم المنهوب.

تسجل الصور ومقاطع الفيديو كتابات عشوائية تم رشها بـ«إسبراى أسود» أو فرشاة وأسماء لأشخاص مثل «دب»، «الملك فهد»، «إخناتون»، وفى أرض الغرفة يتناثر الرمل، الذى تسرب من بين الشقوق، التى نتجت عن تصدع الحجارة، بسبب التكسير المستمر، يفسر أسامة كرار تلك الكلمات العشوائية المرسومة على المقبرة بأنها لمجموعات اللصوص، الذين يستعينون بمن يعتقدون أنهم سحرة لإيقاف ما يعتقدون أنها «لعنة الفراعنة». يستطرد كرار: «اللوم يقع على المسؤولين، الذين لم يحركوا ساكنا، ووظيفتهم التى تقتضى عليهم منع هذا اللص من السرقة، والقبض عليه، وتقديمه للعدالة إذا تورط وحاول السرقة».

لا ينكر الأستاذ محمد يوسف، مدير منطقة آثار دهشور، أن هناك تعديات على المناطق الأثرية كالزراعات، أو البناء على الأراضى، أو أعمال المحاجر، بالإضافة إلى عمليات السطو المسلح للحفر، لكنه يقول إن الأمر «أصبح أقل حجما بعد 30 يونيو، وعودة الشرطة بشكل نسبى»، يضيف يوسف «فور استقابلنا بلاغ من الحارس بوجود أعمال حفر تنتقل لجنة من الآثار، وتقيس مساحة الحفر، ونرى إذا كان يمكن استكمال الحفر للتنقيب، أو تنتقل لجنة من الآثار لردم المكان». في البداية أنكر يوسف أن تكون هناك تعديات حدثت في الهرم «ليس هناك أى تعديات على الأهرامات الأربعة»، لكن عندما واجهته «المصرى اليوم» بالصور ومقاطع الفيديو، التى لديها قال إن لصوصا حاولوا وضع أسطوانة بلاستيكية بجانب الهرم، كى لا ينهال الرمل عليهم عند الحفر، وكانت هناك محاولة للدخول إلى الهرم بالفعل، لكن لم يدخل أحد أو يعبث بالهرم.


الهامش

  1. ^ محمد طارق (2014-01-01). "هرم أمنمحات الثانى.. ماضٍ «أبيض» في حاضر «أسود» (تحقيق)". المصري اليوم.

للاستزادة

  • Verner, Miroslav, The Pyramids – Their Archaeology and History, Atlantic Books, 2001, ISBN 1-84354-171-8
  • Lehner, Mark, The Complete Pyramids, Thames & Hudson ISBN 0-500-05084-8

وصلات خارجية


29°48′20″N 31°13′22″E / 29.80556°N 31.22278°E / 29.80556; 31.22278