الموت عمل شاق
غلاف الرواية بالطبعة الصادرة عن دار العين. | |
المؤلف | خالد خليفة |
---|---|
اللغة | العربية، الإنگليزية |
الناشر | |
الإصدار | الطبعة العربية 2016 |
الموت عمل شاق هي رواية قصيرة من تأليف خالد خليفة صدرت في عام 2016، تتحدث عن رحلة ثلاث اخوة ينقلون جثة والدهم من ريف دمشق في جنوب سوريا الى قريتهم العنابية التي ينحدرون منها في ريف حلب شمال سوريا أثناء الحرب الأهلية السورية. وترجمت الرواية لعدة لغات أبرزها: الإنكليزية، الفرنسية، الإيطالية، المالايالمة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تفاصيل الرواية
تبتدأُ الرواية بموت عبد اللطيف السالم، الذي يوصي أبنهُ نبيل بأن يدفنهُ في قريتهِ التي غادرها يوماً ما لتحقيق ذاتهِ.. فتبدأ رحلة تنفيذ الوصية لمدينة تبعدُ عنهم 250 كلم، شقيقان وشقيقة وترافقهم جثة والدهم. في “الموت عمل شاق” نقرأ رحلة ثلاثة إخوة من الريف يعيشون في دمشق وتسحقهم المدينة، ومع اندلاع الثورة ، أصبحوا مهددين في كل لحظة، بسبب المنطقة التي يأتون منها بوصفها ثائرة ضد النظام، الثلاثة وفي ميكروباص يمتلكه الأخ الأصغر “حسين”، ينقلون جثة أبيهم من دمشق إلى العنابية، رحلة طويلة تتحول فيها الجثة من أب إلى جيفة تنتفخ ويخرج منها الدود، لنقرأ إلى جانب ذلك حكاياتهم وكيف تقطعت الصلات بينهم، كل هذا بوصفهم أثناء الرحلة محكومين بمزاجية الحواجز المسلحة، سواء تلك التابعة للنظام أو الإسلاميين المتشددين أو ميليشيات القتل الطائفية المختلفة التابعة للنظام لدرجة أن حسين فكّر برمي الجثة على طرف الطريق أو دفنها في أيّ مكان يجده.[1]
ورأى الأب "عبد اللطيف السالم" أستاذ الآتي من العنابية إلى دمشق، ثورة الشعب السوري ثورةً على النظام وحسب بل "إنها ثورة ضد العالم كله، لا ضد النظام فقط"، اندمج فوراً مع متظاهري بلدة "س" التي قطنها منذ أن أتى إلى دمشق، تاركاً وراءه العنابية خالية في وجدانه إلا من رماد أخته ليلى التي أحرقت نفسها على سطح بيتها ليلة زفافها من رجل لا تريده. مات عبد اللطيف قبل أن يخبر الشهداء "عن رحيل الطاغية وعن الأطفال الذاهبين إلى مدارسهم مرتدين ثيابا نظيفة، رؤوسهم مرفوعة وعيونهم مليئة ثقة بالمستقبل"، وأوصى ابنه "بلبل" أن يدفنه بجوار أخته ليلى في العنابية، وصيةً ستدفع بأبناء عبد اللطيف الثلاثة "حسين، بلبل وفاطمة" إلى رحلة في المجهول، رحلة يسترجع فيها مخاض الثورة السورية العسير.
أعادت جثة الأب لم شمل الأبناء، استحالوا بقربها عائلة كما كانوا سابقاً، إلا أن دفنها بالعنابية مهمة في غاية الصعوبة في بلاد مقطعة بالموت، و"أصبحت الجثة وسيلتهم لإنقاذ أنفسهم، تثير التعاطف أحياناً، وتبرر وجودهم معا وعلى هذا الطريق في مثل هذا الوقت، كانت فرصة حقيقية لاختبار مستقبل علاقتهم كأفراد عائلة" عائلة عاشت في هناءة واهمة، هناءة لطالما سعى البعث إلى تصويرها على أنها السعادة المنشودة لأي عائلة سورية، هناءة هشة تهاوت أمام قسوة الزمن المعيش، وتفتت الأبناء كل وراء أحلامه وطموحاته التي لم تُحقق أياً منها، فبلبل خريج الفلسفة غدا موظفاً في إحدى المؤسسات الحكومية لا هم له إلا أن يتركه الجميع بسلام في حضرة الموت اليومي في هذه المدينة. بقي وحيداً بعد أن انفصل عن زوجته التي كانت الحياة لديها تختصر في ثلاث لحظات وحسب "يوم الولادة، يوم الزواج، ويوم الموت، وما بينهما برزخ يجب عبوره بأقل قدر من المشاكل". ربما لم تأتِ وحدته من الانفصال عن زوجته، بل اختبر هذه الوحدة حينما عجز عن الزواج من حبه الأول "لميا" صديقة شبابه ودراسته، لم يلتقط "باقة الورد التي تطفو على النهر"، جرف النهر/ الزمن لميا، بينما وقف بلبل خائر القوى أمام اختلاف الأديان بينه وبين حبيبته. وفي الطريق يواجهون عدة مشاكل الا ان ابرزها كان اعتقال جثة الأب التي يصادرها حاجز الأمن أي سلطة الدولة بكونه معارض للسلطة، ولا خلاص لها إلا عبر دفع المال الذي يدل على الفساد المستشري حتى في الحرب وعلى الاتجار بالجثث.[2]
تستغرق الرحلة ثلاثة أيام حيث تمضي العائلة ليلة في ضيافة لمياء صديقة بلبل وليلة أخرى في العراء حيث يعرب الأخ الأكبر عن رغبته في التخلص من الجثة ورميها في البراري. أخيراً تصل العائلة إلى العنابية بدون بلبل، ويُدفن الأب ولكن ليس في قبر أخته. يقترب بلبل من حافة الجنون وتفقد فاطمة قدرتها على النطق وتصبح خرساء، وهنا تنفتح الرواية على قصص أخرى وتتم استعادة حكاية كل شخصية على حدة داخل القصة الأساسية. وفي موازاة رحلة الأسرة إلى العنابية يعود بنا الراوي إلى ماضي الشخصيات التي لا تنفصل محطات حياتها عن تأريخ الوطن، فيستبطنها كاشفاً خلجات النفس وما عاشته كل شخصية من التجارب وما تنتظره من المستقبل. كان عبد اللطيف متفائلاً بالثورة ولم يكف عن التذكير بأنَّ أبناء الثورة في كل مكان. في شبابه كان من أنصار البعث لكنه سرعان ما أدرك عدم إخلاص الرفاق. أمضي عمره فى التعليم وأراد أن يربي أبنائه على مبادئ مثالية غير أنه أخفق مرة أخرى عندما تمرد الابن الأكبر واختار العمل مع نغوم التي يوحي اسمها بشخصيتها المشبوهة. تمر فاطمة بتجربة فاشلة في الزواج وتنهار أحلامها بالصعود إلى الطبقة الأريستوقراطية، كذلك يذوق بلبل تجربة الإنفصال عن هيام ويعيش وحيداً مع ذكرى لمياء التي لم يتجرأ على مصارحتها بحبه لأنه خاف أن لا يلقى قبولاً بسبب اختلاف الدين. إضافة إلى قصة ليلى التي أحرقت نفسها رافضةً ربط حياتها بمن لا ترغب فيه، حيث يحضر طيفها في تلافيف [3]
اقتباسات من الرواية
- إن مرور جنازة كان يثير تعاطف الجميع أيام السلم، السيّارات تفسح الطريق، المارة يتوقفون وفي عيونهم تعاطف حقيقي، لكن في الحرب مرور جنازة حدث عادي لا يثير أي شيئ سوى حسد الأحياء الذين تحولت حياتهم إلى انتظار مؤلم للموت.
- لا يمكن احتمال العيش وسط طوفان بشري يحرض على القتل إلى هذه الدرجة، يستحضرون ثارات من أعماق التاريخ لتبرير القتل، اقتنع بأنها مشكلته الشخصية، وليست مشكلة عموم البشر الذين وجدوا ضالتهم بالانتماء إلى مجموعات بشرية تشبههم، أو تحولوا كي يشبهوا تلك المجموعات البشرية الغارقة في أعماقها بالفراغ.
- السجن قادر على قتلك، والشخص الذي يخرج ليس أنت بالضرورة، رغم أنّ له عينيك وتسريحة شعرك
- من الصعب اكتشاف أنّك عبارة عن وهم، تحسّب نفسك بعيداً عن قوّة الكتلة الجماهيرية وبطشها، في النهاية تكتشف وهم فرديّتك المتميزة، وما أنت إلا حذاء قديم يسير وسط الحشود
- إن أفضل الوسائل لهزم الحرب هي التوقف عن الحديث عنها
- كل الذين يفقدون كبرياءهم يصبحون بخلاء وأكثر عنجهية، تخبو عيونهم وتتراكم الأحقاد داخلهم، يميلون إلى الثرثرة وتأليف بطولات وهمية عن حياة لم يعيشوها.
- الحياة في أزمنة العار والصمت الذي عاشوه سنوات طويلة يجري الآن دفع ثمنها، الجميع سيدفعون الثمن، الجلاد والضحية. تصحيح خطأ الحياة المنافقة قد يكون ثقيلاً إلا أنه لا بد منه في النهاية
- الاستسلام للذكريات أفضل ما يقوم به كائن يريد الهرب من جروح هذه الذكريات , تكرارها يفقدها الألق والمهابة , وقتها يطفح الألم ويغور في أعماق الأرض.
- في الحرب يكفيك أشياء صغيرة للأمل , تعاطف عسكري على حاجز , حاجز غير مزدحم , سقوط قذيفة بعد مئات الأمتار عنك على سيارة كانت تزاحمك على أخذ دورك .. حياة جديدة منحتك إياها الصدفة، لو لم تزاحمك هذه السيارة لسقطت القذيفة عليك , هكذا يفكر البشر الذين يعيشون تحت سقف الأمنيات الواطئ في الحرب.
- لحظة دفن الخوف تشبه متعة أول لذّة جنسية
- اللحظة الأخيرة دومًا عاطفية، غالبًا غير مناسبة للتفكير، لا مجال فيها لمحاكمات عقلانية، ويتكثف فيها الزمن
- الموت الذي لا يراكم غضبًا، لم يعد يعول عليه
- شيء مؤلم اكتشاف المرء أنّه نسخة زائدة عن عائلته، يكرّر في حياته المديدة الأفعال الّتي كرهها من قبل
- أسوء ما في الحرب تناسل الأحداث الغرائبية ,وتحول القصص المأساوية إلى حدث عادي
المصادر
- ^ ""الموت عمل شاق" لخالد خليفة: الأدب يرشحُ دماً". العربي الجديد. 2017-02-12. Retrieved 2019-03-03.
- ^ ""الموت عمل شاق" في رواية خالد خليفة". العرب. 2016-01-17. Retrieved 2019-03-03.
- ^ "كتاب - "الموت عمل شاق" لخالد خليفة: مرثية سوريا الروائية". جريدة النهار اللبنانية. 2016-03-08. Retrieved 2019-03-03.