المهد العربي (كتاب)
المهد العربي - المسيحية المشرقية على مدى ألفي عام والعلاقة المتبادلة مع الإسلام (2009) تأليف سميح غنادري. الناشر مكتبة كل شيء، حيفا، إسرائيل.
أشبع موضوع المسيحية العربية المشرقية والعلاقة المتبادلة مع الإسلام بحثًا وحدسًا وتحليلاً، بعلمية وصدق. وقد استفزه الزيف المحيط بنا بخصوص الصراع المصطنع بين الإسلام والمسيحية، لكنه في الوقت نفسه لم يرحم أي عمل شائن بائس يتم باسم الإسلام والمسيحية. هذا الكتاب ثري وبطاقة هوية لكل عربي وطني".
عن المسيحية المشرقية العربية على مدى ألفي عام بما فيه عن حياتها في ظل الإسلام وموقف الإسلام منها على مدى ألف وثلاثمائة عام منذ ظهوره وبناء دولته حتى انهيار الخلافة العثمانية. لكن الكتاب، بل المجلد من 608 صفحات، ليس تأريخاً عاديا للكنيسة العربية بقدر ما هو بحث تاريخي وفكري لمواقف ودور العرب النصارى على مدى تاريخهم وللعلاقات بين المسيحية المشرقية والإسلام.[1]
يحتوي الكتاب على خمسة فصول هي بالتوالي: نشوء وأفكار المسيحية في الشرق، والمسيحية في ظل الإمبراطورية الرومانية بعد تنصّرها، والعرب النصارى وموقف وتعامل الإسلام معهم في دول الخلافة المتعاقبة من راشدية وأموية وعباسية، والحروب الصليبية – حملات الفرنجة، والمسيحيون في الخلافة العثمانية ودورهم ومساهمتهم في وضع أسس النهضة العربية الحديثة. يشمل الكتاب ملحقا بالخرائط التوضيحية بالألوان، وهو مطبوع على ورق صقيل بشكل أنيق وبغلاف مقوّى تزينه لوحة للفنان عبد طميش الذي قام بتصميم الكتاب مستعملا الرسم بالفسيفساء (الفن البيزنطي السوري) للوحة أرابيسك (الفن العربي الإسلامي)، عاكسا بهذا موضوع الكتاب وجوهره – العرب المسيحيون والمسلمون الذين عاشوا وبنوا معا حضارة وتمدن الشرق العربي عبر تاريخه، كما يؤكد المؤلف في أكثر من مكان في كتابه.
الكتاب مليء بكم كبير من الحقائق التاريخية والمعلومات والاستشهادات الموثقة، إلى جانب التحليل العلمي الموضوعي غير المنحاز. لكن هذا الفيض من المعلومات العلمية وتحليلها لا يجعله كتابا جافا للأخصائيين الأكاديميين فقط، وإنما يبقيه كتابا سهل القراءة والفهم للقارئ العادي رغم أكاديميته. وذلك لأن المؤلف يكتب بلغة سهلة سلسة هي أقرب للغة الصحفية، لاجئاً إلى منهج وأسلوب الجدل والحوار والإكثار من تقديم البينات والأمثلة المقنعة والمبسّطة. والفكرة المركزية التي تخترق كل فصول وصفحات الكتاب تتمحور حول، أولاً، تأكيد أصالة وأصلانية المسيحية المشرقية العربية وعدم كونها نبتة غريبة في المنطقة. فالعرب من أوائل من اعتنقها في البلاد السورية والجزيرة العربية وما بين النهرين وسيناء ومصر. ثانيا، إبراز موقف الإسلام من المسيحية بالاعتماد على النص القرآني وشتى الاجتهادات الفكرية وممارسات الحكام، ونفي تهمة عدم التسامح والعنف بحق الإسلام. فالعرب النصارى والمسلمون، كما يؤكد المؤلف عاشوا وبنوا معا حضارة شرقهم العربي الذي لم يعرف لوثة الطائفية عبر تاريخه الماضوي. هذا هو "المهد العربي"، ولهذا، كما يظهر اختار المؤلف هذا الاسم لكتابه. فأرض العروبة مهد للمسيحية، والمسيحية عاشت في ظل الإسلام العربي على مدى قرون وقرون. وبقدر ما حدثت ظلومات بحق النصارى، يبحثها المؤلف ضمن تاريخيتها والقيم التي كانت سائدة مؤكدا على وجوب التمييز بين دين النص ودين الدولة وممارسة حكامها.
ويعتبر هذا الكتاب غير مسبوق في المكتبة العربية والعالمية بشموليته وبجعله العرب النصارى والعلاقة مع الإسلام موضوعه المركزي، وبتناوله لتاريخ ألفي عام، وأولاً وقبل كل شيء بروحه القومية وحرصه على تعميق فهم الذات والآخر والإطاحة بمسلمات عديدة خاطئة اعتدنا ترديدها مما يعزز الوحدة الوطنية للشعب الواحد على شتى انتماءاته الدينية.
الكتاب يبين تاريخ العرب المسيحيين، ما قبل ظهور الإسلام وما بعده وأصلانيتهم في الشرق العربي ودورهم في بناء الحضارة العربية العامة للعرب ومساهمتهم الكبرى في إحداث النهضة العربية الحديثة منذ القرن التاسع عشر، بالإضافة لما سيعرضه الكتاب من فهم للإسلام على حقيقته وتسامح
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .