الملك هو الملك
الملك هو الملك هي مسرحية من تأليف سعد الله ونوس، وتم تمثيلها عدة مرات ومنها بطولة محمد الشويحي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قصة المسرحية
تحكي المسرحية عن ملك ظلم شعبة ظلماً لا يطاق، حيث إزداد الفقر والتخلف والأمية وإزاداد الإنسحاق الشعبي إلى درجة كبيرة، وبذلك أصبحت هنالك فئة صغيرة تسيطر على بيت المال وتعيش البذخ والنعيم بينما عامة الشعب تتضور جوعاً وتحلم برغيف الخبز ولا تجده إلا ما ندر،
وكان من بين الجياع رجل فقير جداً يتمنى أن يكون هو الملك ليوم واحد فقط لكي ينشر العدل بين الناس ولكي يعطي كل ذي حق حقه ويرفع الظلم عن الجميع، وكان أينما ذهب يعلن عن أمنيته للملأ، حتى ذاع صيته وأنتشر فوصل خبره الى الملك الذي أرسل العسس لكي يلقون القبض عليه ويحضرونه أمامه، هذا هو الفعل الدرامي الرئيسي في المسرحية، لكن الفعل الآخر الذي هو أكثر درامية منه هو أن الملك بدلاً من أن يعاقبه ويحز رأسه قد أمر بتحقيق أمنيته ليتنازل عن العرش لمدة يوم واحد فقط كما ذكرت. بيد أن هذا الرجل ما أن وضع ( التاج على رأسه ) حتى تغير كلية فإزداد الظلم ظلماً وإزداد البطش بطشاً، وبدأت النساء لا تخرج من بيوتهن خوفاً من الإغتصاب والأطفال يبقون في بيوتهم خوفاً من الإختطاف أو من بيع أعضائهم الداخلية في بلدان الغنىى المجاورة.
ومرت الأيام والشهور والسنوات والشعب على هذه الحال، لكن الطامة الكبرى أن الناس مازالوا غير موقنين تماماً أن الملك هو الملك مهما تغيرت الوجوه أو تبدلت، بل أن بعضهم ظل يترحم على الملك السابق لشدة ما يقع عليهم من ظلم هذه الأيام. نعم إن الظلم الذي وقع عليهم على الرغم من تعدد الوجوه قد إزداد سوءاً، ولا يكفي أبداً أن يضع مسببه تاجاً مرصعاً بالزمرد والياقوت واللآلئ على راسه، خاصة ذلك الذي كان من الذين يتقلب في آرائه كما يتقلب في فراشه يمنة ويسرة من كثرة الكوابيس التي تحيط به في اليقظة والمنام.[1]
تبقى مسرحية «الملك هو الملك» والتى أعيد عرضها أكثر من مرة هى أهم مسرحيات منير والمخرج مراد منير. «الملك هو الملك» مسرحية سعدالله ونوس الرائعة المكتوبة بالفصحى رفيعة المستوى تحمل داخلها ذلك المزج العبقرى النادر بين الصبغة الشعبية والصبغة الفلسفية، بين التركيب الدرامى البنائى شديد التعقيد والبراعة، وبين الحبكة البسيطة السهلة، بين عمق مناقشة فكرة البناء السلطوى وطبيعة تكوينه المعقد، وبين بساطة وسهولة الحياة البشرية الفطرية، عندما يتعاون البشر على الحياة ويبتهجون بالاشتراك فى جنى الثمار، عندما لا يصبح فى الأرض فقر ولا ضعف ولا ظلم.
بين الوجه الإنسانى الحقيقى وبين التنكر والأقنعة والأوجه المستعارة.. ولقد أدرك منير مراد جوهر هذا النص، وأمعن فى أخذه أكثر وأكثر فى رؤيته الإخراجية ذات الطابع الجمالى الأخاذ نحو كونه عملا شعبيا. فكان أن مزج الفصحى الشاعرية بالعامية المصرية، ورغم أن العديد من النقاد رفضوا هذا المزج آنذاك، فإنه كان اختيارا فنيا مهما لصالح أخذ المسرحية فى اتجاه الإطار المرجعى للجمهور العام. وقد كان أن استعان المخرج بالشاعر المصرى الكبير أحمد فؤاد نجم الوريث الشرعى ل عبدالله النديم و بيرم التونسى معا. وقد كان ذلك هو أول إذن سماح رسمى بظهور إبداع أحمد فؤاد نجم فى مسرح الدولة. وهو الأمر الذى سيبقى درسا للقائمين على إدارة المسرح المصرى الآن.
القيادات المهنية فعلت ذلك فهمى الخولى وهو يدير إنتاج المسرحية فى المسرح الحديث، صلاح السقا وهو رئيس البيت الفنى للمسرح و فاروق حسنى الوزير صاحب إذن السماح السياسى آنذاك لضمير مصر الشعرى كى يدخل المؤسسة الرسمية. وفى الظلال يبقى دور محمد منير وصلاح السعدنى الممثل القريب آنذاك من رجال السياسة فى إنجاز هذا الأمر. وقد جاء اختيار حمدى رءوف الملحن الموهوب المسرحى شديد الحساسية مكملا لهذا الإطار الشعبى بمجموعة الموسيقى المصرية البسيطة.
صلاح السعدنى الشعبى المتوهج صاحب الفهم الممثل المثقف وقف خلفه ليدعم هذا الحس الشعبى الاحتفالى موهبة مدهشة ظلت علامة فى المسرح المصرى حتى الآن ألا وهو المسرحى مجدى فكرى.فايزة كمال الوجه الحبيب للجمهور.. حسين الشربينى الطابع الخاص اللامع لطفى لبيب، وغيرهم كانوا فى حالة وهج إلا أن محمد منير الفتى الأسمر الذهبى ابن وادى النيل بكل هذا الحضور الدافئ والطاقة العاطفية الرقيقة التى لم يعرفها الغناء المصرى منذ عبدالحليم حافظ.
منير عندما ترى الملك هو الملك لا تعرف فى أى خانة تضعه فى خانة الفلسفة والرقى والمستوى الرفيع، أم فى خانة الحس الشعبى العميق. وحقيقة الأمر أنه هو «السهل الممتنع» وسر حيويته أنه هو الجمع بين الأمرين الفنى رفيع المستوى، والشعبى العميق بكل تراث المصريين العاطفى من الفهم والحزن القديم حزن أول حضارة فى التاريخ عرفت الله والحب.
إنه محمد منير الحريص على أن يكون مهذبا رقيقا ملتزما بالحوار الدرامى جادا، لم يستطع الإطار الارتجالى الذى فجره السعدنى جذبه نحو الخروج عن النص.. ذلك لأن محمد منير نص خارج عن النص التقليدى؛ لأن روح الفنان العبقرى تكمن فى قدرته على الاختلاف والفرح بالجديد، محمد منير كل سنة وأنت طيب، كل سنة وأنت قيمة وقامة وبهجة دائمة.>
تم تقديم المسرحية لأول مرة على مسرح السلام بشارع القصر العيني ب وسط القاهرة عام 1988 وكان من أبطالها صلاح السعدني و حسين الشربيني و لطفي لبيب و فايزة كمال محمد منير و من اخراج المخرج مراد منير
نص المسرحية
مرئيات
مسرحية الملك هو الملك |