المقامة الجنريتورية
المقامة الجنريتورية، من تأليف الطبيب مدحت رءوف.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تاريخ الكتابة
كُتب المقامة انفعالاً بالإعصار ساندي وتيمناً ببيرم التونس ومقاماته الإبداعية.
المقامة
حدثنا الفقيه بردان بن المولّد فقال:
أنعم الله علينا بچينيريتور ظريف
يقينا برد الشتاء والخريف
ولقد اشتريته من شخصٍ في ويين
على وجهه سمات النصابين
والرجل له ولدٌ قصيرٌ رُبْعَة وامرأةٌ تزن من الأطنان سبعة
و قد استغل الرجل حال الأمة
وغالى في الأسعار في هذه الأزمة والغُمة
ولكن في النهاية كلُ شئٍ يهون
من أجلِ عيون الچينيريتور الملعون
ولقد استعرت سيارة فاروق وسلوى
لحمل ونقل هذه البلوى
وما أن حمَّلتُ في السيارة هذه التهمة
حتى انطلقت راجعاً بكل حماسٍ وهمة
وعدتُ فرِحاً إلى البيت العتيد
يلقانى التهليل والتكبير والزغاريد
ولما فتحنا الصندوق
وطالعنا هذا البابور
هلَّت علينا إماراتُ البِشرُ والنور
فبدأنا العمل على الفَوْر
حتى يتسنى لهذا العملاق اداء الدوَرْ
ولما كان لإبراهيم في الكهرباء طول الباعة
فقد ظل معى على التلفون نحو الساعة
يأمر ويوجه ويسدى النصائح الفنية
كى يجنبنى شر الفضيحة الكهربائية
ثم جاءت لحظة التوصيل
وقد انتظرناها الأمد الطويل
فدبت في السخان الحياة فيحرق الغاز
فتدور المياه الدافئة وتحل الألغاز
أما عن محبوبنا الجينيريتور العظيم
فقد أصبح زئيرُه شفاءً للآذان
وصوتً رخيم
ومرت الدقائق والساعات
وللنور والدفء آهاتٌ وآهات
بَيْدَ أن الحلو لا يكتمل بدون نقصان
فقد بات اللعينُ ظمآنَ وعطشان
وأدمنَ تعاطى الجازولين إدمان
ولما كانت محطاتُ البنزين ذوات طوابيرٍ طولها ميلين
وانتظار يفوق الساعتيْن
فانقلب زئيرُ الأسدِ همسا
ثم اضطرب واهتز كمن مُسَّ مسَّا
وجاء صمتُه مخيباً للآمال
وسبحان مبَدِّلُ الحال بالحال
فقبعنا جميعاً في الداخل ننظر
على ماكان المنقذ المظفَّر
فأمسى مجرد منظر
فإلى البطاطين والشمرع نعود
ويا ولد أين الكبريت ويا بنت أين العود.