المعرفة:مقالة اليوم المختارة/25-12-2024
قوبلاي خان (1259-1294)، الخاقان الخامس في للإمبراطورية المنغولية، وثاني أبناء طولوي وصرغاغتاني بكي وحفيد جنكيز خان، عندما كان منكو خان منهمكاً بفتوحاته في جنوب الصين ، كان قد ترك أخاه – أريق بوقا – نائباً عنه في العاصمة قرة قورم ، فلما جاء نبأ وفاته أسرع"أريق بوكا" فأعلن نفسه إمبراطوراً على عرش المغول. ولكن قوبلاي اعترض عليه، وبعد نزاع حربي انتزع قوبلاي عرش المغول، وأعلن نفسه إمبراطوراً على المغول وهو في سن 46 سنة في سنة 1259م. وقد نظم قوبلاي البريد تنظيماً دقيقاً بلغ الذروة في عهده ، وذلك لأهميتها القصوى عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وإدارياً. ويقرِّر ماركو پولو (التاجر والرحالة الإيطالي الشهير الذي يزعم أنه زار مع أبيه وعمه بلاد المغول، وأنه قضى بها بضعة عشرة سنة) أن دور البريد كانت على عهد قوبلاي منظمةً مرتبةً في جميع أنحاء الإمبراطورية. قام خوبيلاي بجمع العلماء وأرباب الحرف والصنائع، وكان يكرمهم ويحثهم على مواصلة جهودهم ويبذل كل ما بوسعه لإزالة العقبات في طريقهم. اهتمّ أيضا بالعمران والتعمير، وأقام مدينة فخمة بجوار العاصمة بكين، وجلب إليها من كل بلد أشجارا مثمرة وأنشأ فيها الحدائق الغناء والبساتين الناضرة، كما أنشأ عدة قصور كان أهمها قصره الكبير الذي كان غاية الأبهة وآية في فن المعمار. تغلبت النزعة الإنسانية وحب الخير على قوبلاي فأنشأ الملاجيء لإيواء العجزة والضعفاء والمسنين. وعرف عنه أنه كان واسع الأفق، حر الفِكْر، بعيداً عن التعصب، متسامحاً مع جميع الأديان وكان كثيراً ما تعقد المناظرات الدينية بحضرته بين أصحاب الأديان وأرباب المذاهب من شتى الديانات وقد تُرجم- بناء على أمرٍ منه- أقسام من القرآن الكريم والإنجيل والتوراة؛ ومن تعاليم بوذا وكانت المناظرات في المسائل الفلسفية التي تتعلق بما وراء الطبيعة تجد ميلًا شديداً لديه، وفي نهاية المناظرات، كان يشمل المتناظرين جميعاً بعطفه ورعايته.