المظاهرات في السعودية
تعتبر المظاهرات عمل محضور في المملكة العربية السعودية منذ إنشائها، وقد التقت مصالح الحكومة السعودية مع المؤسسة الدينية في منع وتحريم المظاهرات لأي سبب كان، فمن جهة المؤسسة الدينية، فإنها ترى تحريم المظاهرات لأنها شكل من أشكال تقليد الغرب وهو امر تعتبره المؤسسة الدينية محرم ومحضور دينيا. اما من جهة الحكومة السعودية فإنها ترى المظاهرات تخل بالأمن وتضر بمصالح الدولة بالإضافة للأخذ برأي المؤسسة الدينية بشأن تحريم المظاهرات. ورغم كل ذلك ، إستطاعت مجموعات من السعوديين بالتظاهر للمطالبة بأمور مختلفه منذ مطلع الخمسينات الميلادية حتى الآن. عرفت السعودية اولى المظاهرات مع بداية إكتشاف النفط وانخراط بعض المواطنين السعوديين في أعمال الحفر والتقيب التي تقوم بها شركة ارامكو، ففي مطلع الخمسينات قام مجموعة من العمال السعوديين بمظاهرات و إعتصامات لمطالبة الحكومة السعودية بإعطائهم المزيد من الحقوق ومساواتهم بالعمال الأمريكيين حيث كانت رواتبهم متدنية و يعيشون في اوضاع معيشية صعبة. كما قامت مجموعات من السعوديين بالتظاهر تأييدا لـجمال عبدالناصر الرئيس المصري آنذاك. وفي بداية الثمانينات قامت مجموعات من السعوديين الشيعة بالتظاهر تأييدا للخميني و الثورة الإسلامية في إيران ترافق ذلك مع مظاهرات و احتجاجات قام بها الحجاج الإيرانين طوال مواسم الحج خلال الحرب العراقية الإيرانية. ومع بداية حرب الخليج الثانية قامت مجموعة من السعوديات بالتظاهر للمطالبة بحقهن في قيادة السيارات وذلك عن طريق السير بموكب مكون من اربعين سيارة تقودها النساء في شوارع الرياض. وبعد إنتهاء الحرب قامت مجموعات من السعوديين بالتظاهر للمطالبة برحيل القوات الأمريكية عن السعودية سجن على اثرها بعض المشائخ مثل سلمان العودة و سفر الحوالي ، ثم قام اتباعهم بالتظاهر للمطالبة بالإفراج عنهم. ومع بداية الإنتفاضة الفلسطينية الثانية قامت مجموعات من السعوديين بالتظاهر إحتجاجاً على ما يتعرض له الفلسطينيين. وفي عام2002 تظاهرت مجموعة من السعوديين الشيعة في نجران وقامت بمحاصرة قصر أمير نجران وإطلاق النار، والسبب كبقا للرواية السعودية الرسمية هو القبض على مشعوذ ينتمي للطائفة الإسماعيليه، في حين ان المتظاهرين يقولون ان السبب هو القبض على احد شويخ الطائفة و مصادرة كتب دينية من احد المساجد. وفي عام 2003 قامت مجموعات من السعوديين بالتظاهر للمطالبة بالإصلاح وكان ذلك إستجابة لدعوات اطلقتها المعارضة السعودية بقيادة سعد الفقيه.
يذكر ان جميع المظاهرات كانت تقابل بالقمع من قبل الحكومة السعودية إذ يعاقب المشاركون في المظاهرة عادة بالسجن لعدة شهور.