المستشفى العسكري الأمريكي، غزة

صورة جماعية لفريق إنشاء المستشفى العسكري في غزة، نوفمبر 2019.

المستشفى العسكري الأمريكي، هو مشروع لإنشاء مستشفى عسكري تابع للجيش الأمريكي في شمال غزة، بدأ في نهاية 2019. عند إكتماله، سيكون للمستشفى بوابتين، الأولى تحت إدارة حماس والثانية تحت الإدارة الإسرائيلية، على أن تكون أرض المستشفى نفسها حرم أمريكي خاص لا يحوز لأي من الطرفين دخوله دون إذن المشغل ويخضع لحماية الولايات المتحدة. لاقى إنشاء المستشفى رفض شعبي وفصائلي واسع، خاصة أنه يجري دون تنسيق مع الفصائل الفلسطينية، ووزارة الصحة الفلسطينية أو أية جهة حكومية فلسطينية رسمية، بالإضافة إلى الشبهات الأمنية المرتبطة بموقعه بالقرب ما يسمى السياج الأمني الخاضع لسيطرة إسرائيل.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فكرة المشروع

حسب المحامي والباحث الفلسطيني، لؤي ديب، فطالما طالبت حماس بتأسيس مستشفى إضافي لقطاع غزة، وذلك عبر وسطاء متعددين نقلوا الرسالة إلى الولايات المتحدة. عُرضت فكرة إنشاء مستشفى عسكري أمريكي في القطاع على حماس عبر المخابرات الإندونيسية والتركية التي اقترحت علي قيادة حماس بالخارج وفي اجتماع مشترك بالقبول بوجود مستشفي عسكري أمريكي بمدخل فلسطيني وسرائيلي وأنه سيكون بمثابة اتصال غير مباشر مع الأمريكان وهو سيؤسس للاعتراف بالحركة لاحقاً، وسيوقف أي اجراءات ضدها وسيؤسس لتعاون أمني، ومن ناحية أخري سوف يتيح لسكان القطاع الاستفادة من خدماته.[1]

أُلحق فيما بعد المستشفي كأحد بنود التهدئة، ودخل علي تفاصيل تشغيله المصريين والقطريين ووسطاء دول أوربية متعددة والأمم المتحدة حيث تم الاتفاق علي التفاصيل التالية:

  • تستورد المباني والخيام والمعدات من مستشفي ميداني سابق أُقيم في سوريا.
  • الطاقم الطبي والتمريضي والهندسي والأمني سيكون نفس الطاقم الذي عمل سابقاً في سوريا.
  • سيكون هناك 16 قسم للمرضي.
  • سيضم قسم للولادة وقسم للأطفال والباطنية والقلب وأقسام أخري.
  • سوف يتولي مهمة أساسية وهي تشخيص حالات المرضي المصابين بأمراض وراثية أو أمراض مزمنه تهدد حياتهم.
  • سوف يتولي مهمة تحويل المرضي لمستشفيات إسرائيل أو القدس أو الضفة الغربية.
  • الحالات المحولة سوف يتولي فاتورتها المتظمة المشغلة مع تعهد قطري بسد أي عجز أو تكاليف خارج الموازنة العادية.

سييقام المستشفي علي مساحة 40 دونم من الأراضي الخاضعة لسيطرة حماس، وببوابتين الأولي تسيطر عليها إسرائيل والثانية تسيطر عليها حماس وتعتبر أرض المستشفي حرم أمريكي خاص لا يحوز لأي من الطرفين دخوله دون إذن المشغل ويخضع لحماية الدولة الأمريكية.

أشرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصياً علي القياسات والخرائط الهندسية وقد صادق عليها بنفسه وقد أعلن مكتبه عن ذلك سابقاً وأنها جائت ضمن التفاهمات مع حماس.

ضغط أطراف أوروبية على نتنياهو من أجل اشراك السلطة في إدارة المشروع واعطائها نوع من الإشراف علي عمله، وقد فعلت إسرائيل وأرسلت العرض للسلطة التي رفضت المشاركة فيه قبل الإجابة علي تساؤلات سبعة تتعلق بالسيادة الفلسطينية وطلب ثلاثة تفسيرات لمفاهيم وردت في مذكرة المشاركة، ولم ترد إسرائيل ومضت بالمشروع.

بالبحث المبدئي عن المشغل للمستشفي تبين أنها منظمة تدعي Friendship وبالبحث المعمق أكثر تبين أنها مسجلة في الولايات المتحدة وتعمل بواجهة من بنگلادش ودول آسيوية. ومنذ تسجيلها لم تعلن المنظمة عن نشاطها ولم تؤسس موقع إلكتروني لعملها المنطلق من الولايات المتحدة ودرجت علي تأجير خدماتها للحكومات، ضمن مفهوم عولمة جديد يطال المنظمات الغير حكومية في استغلال خدماتها بشكل يقارب تسجيل السفن في المناطق الحرة في پنما.

بالرجوع إلي عمل المستشفي في سوريا قبل نقله تبين أن اسمه تردد في الكثير من التحقيقات الدولية والاحتجاجات الروسية والسورية لدي الأمم المتحدة، وهناك اتهامات أنه من أرضه استطاع ضابط المخابرات البريطاني المتقاعد جيمس لو ميسورييه من تحويل فرق الدفاع المدني إلي الخوذ البيضاء، وتم الاحتجاج أيضاً أنه كان نقطة اتصال مع قادة المجموعات الإرهابية ومحطة لنقل الأموال والاشراف علي عمليات التجنيد التي تمت وسط شباب سوري حكمته ظروف الفقر والفوضي التي سبقت قدوم المستشفي، وهي حالة شبيهة بحالة غزة، وقد ورد اسمه في تحقيقات دولية أيضاً لها علاقة بتجارة الأعضاء البشرية وأن الأمريكان لم يكونوا وحدهم هم المتحكمين في ادارة الأمور من داخله وأن أجهزة مخابرات غربية وإسرائيل كانت تعمل من خلاله، مما قرب الرؤوي بأنه مشروع إسرائيلي قبل ان يكون أمريكي، فقد اجمعت الآراء كلها علي أنه كان نقطة الاتصال الإسرائيلي الأكثر تقدماً في سوريا بمظلة حماية أمريكية.


الإنشاء

طواقم العمال الأمريكان أثناء إنشاء المستشفى العسكري في غزة، نوفمبر 2019.

في أول نوفمبر 2019، وصلت طواقم أمريكية إلى غزة وبدأت العمل على إنشاء المستشفى الميداني الأمريكي على أراض متاخمة لمعبر بيت حانون "إيرز" الخاضع لسيطرة القوات الإسرائيلية شمال قطاع غزة. ووصلت معدات وأجهزة خاصة بالمستشفى عبر معبر كرم أبو سالم جنوب شرق القطاع.[2]

ويشرف على المستشفى مؤسسة Friend Ships الأمريكية، التي يديرها دون تيبتون، والمعروف بصداقته الشخصية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتأييده لإسرائيل وعدائيته للعرب. حسب تقرير لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.

وحسب التقرير، كان تيبتون قد أنشأ في السنوات الأخيرة مستشفى ميدانياً على الحدود السورية داخل قاعدة عسكرية إسرائيلية، كما يساعده في إدارة المؤسسة مستشار نتنياهو السابق ران إيخاي.

وأظهرت مقاطع ڤديو وصور الطواقم الأمريكية تعمل على إنشاء خيم عسكرية في مكان المستشفى، في حين ظهرت صور لهذه الطواقم وهي تشارك في فعاليات بمستوطنة سديروت.

ردود الفعل

  • حزب الشعب الفلسطيني: في بيان صحفي صدر عن حزب الشعب الفلسطيني، في 30 نوفمبر 2019، جدد الحزب رفضه لإنشاء المستشفى الأمريكي، معتبراَ إنشائه استكمالاً لمخرجات ورشة المنامة التي تعطي الأولوية للحل الاقتصادي على حساب الحل السياسي لقضايا شعبنا الوطنية، حسب بيان الحزب. وشدد الحزب في بيانه على أنه بالرغم من حاجة قطاع غزة لكل شيء، إلا ان أقصر الطرق لتلبية ذلك هو طريق الوحدة الوطنية عبر إنهاء الانقسام بعيداَ عن الخضوع للابتزاز تجاه معاناة شعبنا من خلال بعض الأموال التي تقدم من هنا وهناك.[3]
  • وزارة الصحة الفلسطينية: كما رفضت وزارة الصحة الفسلطينية على لسان وزيرتها مي كيلة مشروع المستشفى، لعدم التنسيق مع الوزارة. وأضافت كيلة: "إذا كان الساسة الأمريكيون يريدون مساعدة أبناء شعبنا في غزة، عليهم وقف الحرب على القطاع، وأن يدعموا وكالة الأونروا التي أوقفوا الدعم المالي عنها؛ لأن 80% من المواطنين في القطاع من اللاجئين، إضافة إلى أنه بإمكانها تقديم الدعم لمستشفيات القدس التي تقدم الخدمة للمواطنين في القطاع".[4]
  • حماس: وقال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، إن إنشاء المستشفى الميداني الجديد في شمالي القطاع، جزء من التفاهمات الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية، والاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي نفته الفصائل جملةً وتفصيلاً.

معرض الصور

المصادر

  1. ^ "المستشفى العسكري الأمريكي وحل الأحجية". دنيا الوطن. 2019-11-30. Retrieved 2019-12-01.
  2. ^ "المستشفى الأميركي..رفض فصائلي وموافقة من "حماس"". وكالة قدس نت للأنباء. 2019-11-29. Retrieved 2019-12-01.
  3. ^ "ويحذر من اعتماد المسار الإنساني والاقتصادي على حساب الحل السياسي". دنيا الوطن. 2019-11-29. Retrieved 2019-12-01.
  4. ^ "كيلة: المستشفى العسكري الأمريكي مشبوه لارتباطه ببرنامج سياسي". وكالة قدس نت للأنباء. 2019-11-30. Retrieved 2019-12-01.