المُرقش الأكبر ت(73 ق.هـ/552 م) هو عمرو بن سعد بن مالك من ضبيعة بن قيس. شاعر جاهلي و المرقش الأصغر هو ابن أخيه، وجاء في كتاب الأغاني، أنه كان "للمرقشين جميعا موقع في بكر بن وائل، وحروبها مع تغلب". كما يذكر الأصبهاني أن أباه "دفعه وأخاه حرملة إلى نصارني من أهل الحيرة فعلمهما". وكان لمرقش هوى في نفسه لابنة لعمه. وأثناء غيابه زوجها أبوها من خارج القبيلة، ولما عاد مرقش علم بذلك، بعد أن كانوا كتموا عنه الأمر، وأخبروه بأنها ماتت، فتجهز للبحث عنها، وصحب معه عبدا له مع زوجه، وأصيب في سفره هذا بمرض عضال، وطالت معاناته، وتيقن العبد أنه سوف يقضي، فقرر أن يصحب زوجه ويعود إلى القبيلة، لكن المرقش –رغم وطأة المرض عليه- شعر بخيانته، فتهالك على نفسه، وكتب على لوح مؤخرة الرحل مقطعة من ستة أبيات، يقول في البيت الثالث والخامس منها:
يا راكبا إما عرضت فبلغن
|
|
أنس بن سعد إن لقيت وحرملا
|
من مبلغ الأقوام أن مرقشا
|
|
أضحى على الأصحاب عبئا مثقلا
|
يطلب فيها من أخيه حرملة وعشيرته أن يعاقبوا العبد والأمة على تقصيرهما في خدمة سيدهما، وإهماله بالعراء ذي السباع الضارية. ولما عاد العبدان إلى العشيرة أخبراها بموت المرقش في سفره، إلا أن أخاه حرملة ارتاب في الأمر، ثم نظر إلى الرحل فاطلع على الأبيات المكتوبة عليه، فعلم بجلية الأمر، واعترف العبدان بالحقيقة. لكن المرقش المحتضر احتال لإيصال خبره إلى ابنة عمه، لأنه كان قريبا من حي زوجها، فاستغاثت زوجها، وأحضرا المرقش إلى البيت، إلا أنه كان في الرمق الأخير، فأدركه الموت بمنزل زوج حبيبته.
من قصيدة سرى ليلى:
سَـكَنَّ ببلْدَةٍ وسَكَنْتُ أخرى
|
|
وقُـطِّعَتِ المَوَاثِقُ والعُهُود
|
فَما بَالي أَفِي ويُخَان عهدي
|
|
ومـا بالي أُصَادُ ولا أَصِيدُ
|
ورُبَّ أسِـيلةِ الـخدين بِكْرٍ
|
|
مُـنَعَّمَةٍ لـها فَـرْعٌ وجِيدُ
|
وذُو أُشُرٍ شَتِيتُ النَّبْتِ عَذْبٌ
|
|
نَـقِيُّ الـلونِ بَـرَّاق بَرُودُ
|
لَهوْتُ بها زماناً من شبابي
|
|
وزارتـها النجائبُ والقصيدُ
|