الكوليرا في السودان
الكوليرا في السودان، هو تفشي لمرض الكوليرا في السودان، والذي أعلنته وزارة الصحة السودانية في أغسطس 2024، أثناء الحرب الأهلية السودانية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خلفية
في ظل الحرب الأهلية الدائرة في السودان، وتضرر البنية التحتية الصحية بشكل كبير، عانت العديد من ولايات السودان من انعدام المياه الصالحة للشرب وسوء شبكات الصرف الصحي مع نزوح آلاف السكان بسبب النزاع. كما أدى تفاقم عدد السكان في مناطق النزوح، الغير مؤهلة في الأصل لاستيعاب هذه الأعداد، إلى سرعة انتشار الوباء، بحسب ما أفادت به منظمة الصحة العالمية، إضافةً إلى ذلك يؤدي نقص النظافة وسوء تخزين المياه إلى زيادة فرص الإصابة.
إلى جانب الكوليرا، يعاني السودان أيضاً من تفشي حمى الدنك، حيث تم تسجيل 232 حالة اشتباه في خمس ولايات، مما يضيف المزيد من التحديات للنظام الصحي المتعثر في البلاد.
مرض الكوليرا
وفق منظمة الصحة العالمية، فإن الكوليرا هي عدوى حادة تسبّب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة ببكتيريا ضمات الكوليرا، ولا تزال تشكل تهديداً عالمياً للصحة العامة ومؤشراً على انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية. وتصف المنظمة الكوليرا بأنها مرض شديد الضراوة ينتقل عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوث، ويمكن أن تسبّب الكوليرا إسهالاً مائياً حاداً ووخيماً، ويمكن للأشكال الحادة من المرض أن تؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات إذا تُركت دون علاج.[1]
ولا تظهر أي أعراض على معظم الأشخاص المصابين ببكتيريا الكوليرا، على الرغم من وجود البكتيريا في برازهم لمدة تتراوح من يوم إلى 10 أيام بعد الإصابة، ثم تُنثَر مرة أخرى في البيئة المحيطة، ممّا قد يؤدي إلى إصابة أشخاص آخرين. ومعظم من يُصابون بعدوى المرض يبدون أعراضاً تتراوح بين الخفيفة أو المعتدلة، في حين يستغرق الأمر ما بين 12 ساعة و5 أيام حتى تظهر الأعراض على الشخص. وأكدت منظمة الصحة أنه للوقاية من المرض ومكافحته ينبغي اتباع نهج متعدد الأوجه أمر أساسي لمكافحة الكوليرا والحد من الوفيات، مع استخدام مزيج من الترصّد والمياه والإصحاح والنظافة الصحية والتعبئة الاجتماعية والعلاج ولقاحات الكوليرا الفموية.
تفشي الوباء
الكوليرا مرض ينتقل عن طريق المياه الملوثة وسوء الصرف الصحي، ويتفاقم الوضع في السودان نتيجة نقص الإمكانيات الطبية والبنية التحتية الصحية ومع استمرار الحرب والنزاعات السياسية تواجه الحكومة تحديات كبيرة في توفير العلاج والرعاية اللازمة للمصابين، وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن عدم التدخل السريع قد يؤدي إلى كارثة صحية أكبر. وقالت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية مارگريت هاريس، إن الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الأهلية في السودان تؤدي أيضاً إلى تفاقم انتشار أمراض منها الكوليرا، مشيرة إلى الإبلاغ عن 11.327 حالة إصابة بالكوليرا و316 حالة وفاة.
وسبق أن كشف ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان شبل صحباني، عن الإبلاغ عن تفشي 5 أمراض على الأقل، هي الكوليرا والملاريا والحصبة والتهاب السحايا وحمى الدنك. وقال صحباني إن الوضع السائد أدى إلى العديد من المخاطر الصحية، بما في ذلك زيادة أعداد المرضى، مدللا على ذلك باكتشاف أكثر من 11.000 حالة كوليرا، و1.6 مليون إصابة ملاريا، وحوالي 95.000 حالة مشتبه بها لحمى الضنك، و4920 مريضاً بالحصبة، و134 حالة لالتهاب السحايا. وأضاف: "تعمل منظمة الصحة مع السلطات المحلية على الاستجابة لانتشار هذه الأمراض من خلال توفير الإمدادات وتوفير مشورة الخبراء"، مشيرا إلى "تخزين الإمدادات مسبقا في المناطق المعرضة للفاشيات والفيضانات لمنع تفشي الأمراض التي يمكن أن تفاقمها الأمطار الغزيرة".
المصابون والضحايا
منذ إعلان وزارة الصحة السودانية في أغسطس 2024 تفشي الكوليرا رسمياً سجلت البلاد أكثر من 11.000 إصابة مؤكدة، وقد انتشر الوباء في 9 ولايات سودانية من أصل 18، أبرزها ولايات كسلا والقضارف والبحر الأحمر ونهر النيل وسنار والنيل الأبيض، ووصل عدد الوفيات حتى الآن إلى 348 حالة، وهو رقم مقلق يعكس خطورة تفشي المرض في هذه المناطق.[2] في ولاية نهر النيل، أعلنت وزارة الصحة السودانية في سبتمبر 2024 تسجيل 197 إصابة جديدة في آخر تقاريرها، مما يرفع العدد الإجمالي للإصابات في الولاية إلى 3197 حالة، منها 77 حالة وفاة، وتعد محلية بربر من أكثر المناطق تضررًا حيث سجلت أعلى معدل للإصابة بنحو 71 حالة.
الاستجابة
بالرغم من الوضع المتدهور، تعمل السلطات الصحية في السودان على اتخاذ إجراءات وقائية للحد من انتشار الكوليرا تتضمن هذه الإجراءات تحسين إمدادات المياه الصالحة للشرب، وتعزيز التوعية الصحية بين السكان، وتقديم الرعاية الطبية للمصابين في مراكز العزل.
مصر
كشف مساعد وزير الصحة المصري، حسام عبد الغفار، في سبتمبر 2024 عن رفع درجة التأهب والترصد المكثّف بالمنافذ البرية مع السودان، فضلًا عن تشديد الإجراءات الاحترازية بالمطارات، ضمن استعدادات البلاد لمواجهة تفشي الكوليرا في السودان.
المصادر
- ^ "مصر تتحرك لمواجهة "كوليرا السودان".. ماذا فعلت؟". سكاي نيوز عربية. 2024-09-22. Retrieved 2024-09-22.
- ^ "أعداد صادمة لوفيات الكوليرا في السودان .. الحرب والفقر يكشفان عن جرح غائر". جريدة المصري اليوم. 2024-09-21. Retrieved 2024-09-22.