الكاريكاتور الجزائري

الكاريكاتور الجزائري يتميز بخصوصية وبحداثة وبألمعية وبمهارات حرفية وبمعرفة متينة لأصول المهنة وبنجاح في تراسم معقول في هذا الفن كما يتسم بوضوح التأثيرات الأجنبية الفرنسية والبلجيكية وبأن كل الرسوم مازالت تهدر بالرطان الفرنسي وليس باللسان العربي ويرجع ذلك الى الاحوال الثقافية الخاصة المعروفة عن الجزائر، والى ان الرسامين تدربوا في بداياتهم على يد رسام برتغالي لاجئ في بلادهم اسمه «كابيتا» وبمساعدة مخرج سينمائي جزائري هو «الأمير مرباح» علمهم اصول وضع السيناريو وتنويع اللقطات وتحويل الأحداث الى مشاهد مرسومة ومقطعة.[1]

ويضيف اللباد بأنه منذ 20 عاما نشر الرسام الجزائري الأشهر بطله «بوزيد» للمرة الأولى كشخصية للاطفال في مجلتهم «مقيدش» لكن معارك ما بعد الاستقلال في الجزائر سرعان ما أودت ببطله الفقير وخطيبته زينة الى طريق آخر تحف به السياسة والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المجتمع الجديد المتحول، ومنذ دخل البطل هذا الطريق أصبح أغلب قراء الفرنسية يعرفون ما تعني تلك الاشرطة المرسومة التي حملت دائما عنوان «زيد يا بوزيد » ZIDYAZID YA وأصبحوا قادرين بكل يسر على التقاط المعاني الانتقادية الهجائية القاسية في سخريتها والرموز والتلميحات التي اخفيت بمهارة بين خطوط وحوار هذا الهزل المرسوم.

ويشير الكتاب الى ان الصفحات الهزلية قدمت «بوزيد» الفقير الأجير المعدم من كل شيء إلا من عصا طويلة وجلباب قصير وعصبة على رأسه وشارب كبير تحت أنفه الطويل بلا عمل ثابت وبلا مسكن معروف، وهو ما يؤرخ لمسار مرحلة الثورة الزراعية في سنوات الاستقلال الأولى، مستعرضا التناقضات الاجتماعية التي طرحتها تلك المرحلة من فساد عظيم وتفاوت في الدخول وسوء توزيع في الثروة وقمع وشعارات منافقة وسوء الخدمات وخراب الادارة ونقص المواد الضرورية.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ديلم في هذا اليوم

تقدم الصحيفة الجزائرية اليومية الفرانكوفونية »ليبرتي« Liberté في كل عدد على صفحتها الأخيرة رسم فكاهي بعنوان: "ديلم في هذا اليوم" Le Dilem du jour. وعلي ديلم هو الرسام الكاريكاتوري الأكثر شعبية في الجزائر، يتلهف القراء كل يوم إلى جديده، إلى ما يهاجمه من جديد، إلى الفضائح التي سيكشفها ممثلوه ذوي الأنوف البصلية. تقدم الرسوم الكاريكاتورية قبل كل شيء نكات وفكاهة. وهل هناك من يضحك أو يبتسم على مضض، من يفرح بغير شماتة، من يستطيع أن يتهرب من الشماتة، عندما يُجعل من المكروه أضحوكة للناس، أو هل ثمّة من لا يوافق برضًى عن استطاعة الريشة الحادة الطعن في الأحوال السيئة.[2]

عجز الدولة والإدارات، وتزييف الانتخابات، والفساد، واحتقار حقوق الإنسان، والأصولية الإسلامية، وأعمال الإرهاب والعنف، واضطهاد النساء، والنقص في حرية الصحافة: مواضيع من السياسية الداخلية التي يمكن لها أن تثير غيظ المواطنين. وهذه المواضيع كثيرة جدًا عند الكاريكاتوريين المغاربيين. ولكن عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية أو بنقد دول أخرى، يتم تحويل مواضيع مثل العلاقات مع الغرب وقبل كل شيء مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأزمة الشرق الأدنى، والأحداث في أفغانستان أو العراق وكذلك سياسة التعامل مع النفط، إلى رسومات كريكاتورية.

أما المواضيع التي تدعوا للرسم فهي تتمثل على سبيل المثال في: تعارض التراث مع الحداثة، وأشكال العلاقات المقرة دينيًا، والخطايا البيئية، والشؤون الأسرية، والعادات المتبعة في الأعراس، ومشاكل المرور، ومرض الإيدز، بالإضافة إلى الفقر والغنى. الروؤساء والجيش والخطوط الحمراء.

ومن بين البلاد المغاربية الأربعة لا يتم نقد الدولة والأحزاب والجيش بوضوح إلاّ في الجزائر. بيد أن الفنانين يتبعون أسلوبًا مختلفًا عما لدينا في أوروبا. فهم لا يصورن بوضوح تقريبًا أشخاصًا حقيقيين يمكن التعرف عليهم (لذلك يُظهر رسم كاريكاتوري عنوانه "سبق صحفي - استنساخ البشر في الجزائر"، عالمًا في مختبر يقول: "نعم. منذ سنة ١٩٦٢ ولا يزال لدينا نفس الرؤساء").


المصادر

  1. ^ محيي الدين اللباد (1986). نظر (كتاب محيي الدين اللباد). الموقف العربي.
  2. ^ محمد منير (2008-09-18). "الكاريكاتور في المغرب العربي: ماكر، مضحك، متعب". منتدى مطر. Retrieved 2008-12-16.