الفتنة السبألوسية
الفتنة السبألوسية: لقد صك هذا المصطلح أستاذ الوعي الاجتماعي د.شائم الهمزاني وذلك من خلال عدة مقالات ، وهو مركب من ثلاثة مفاهيم ، تؤلف فيما بينها موضوعا مشتركا يشير إلى مكونات ذلك الثالوث الباطني الذي أوجد تلك الفتنة التي شقت وحدة الإسلام وفرقت المسلمين ، وكادت في بعض الأحيان أن تجهز على هذا الدين وأهله خاصة في بداياته ، والتي لا تزال تفعل فعلها حتى يومنا هذا.
وهكذا فقد جاء مصطلح السبألوسية ليشير إلى محصلة التكامل بين الأقطاب الباطنية الثلاثة التالية :
- (الحركة السبئية) وتمثل البعد الباطني اليهودي وزعيمها هو ذلك الرجل اليهودي المسمى عبد الله بن سبأ
- (الحركة السلولية) وتمثل البعد الباطني العربي بزعامة رأس النفاق وهو ذلك الرجل المسمى عبد الله بن أبي بن سلول
- (الحركة المجوسية) وتمثل البعد الباطني الفارسي ممثلا بأولئك الزنادقة من القرامطة المزدك.
فقد تعاون رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول هو وأنصاره مع أنصار حركة اليهودي عبد الله بن سبأ الذي يعد رأس الفتنة ومن أهم نتائج تعاونهما المبكر حادثة الإفك بخصوص الإفتراء على أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق (رض)، وظهور حركة مدعي النبوة مسيلمة الكذاب ومن مكائدهم التأليب على محاربة الرسول (ص) ومحاولات دس السم له ، بالإضافة إلى نشر شائعات مغرضة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن كبار الصحابة (رض) ، ونصب المكائد لهم ، إلى درجة دس السم في طعام رسولنا الكريم (ص) وكذلك وضع الكثير من الأحاديث المكذوبة التي يزعمون زورا أنها من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لاسيما تلك التي تبالغ في فضل الإمام علي بن أبي طالب وآل بيته عليهم السلام ، والتي تتهم بقية الصحابة بالنفاق أو العصيان أو التآمر ، وكذلك حركة الردة عن دفع الزكاة بعد وفاة الرسول، ومن ذلك حبك مؤامرة اغتيال الخليفة عمر بن الخطاب ، وفتنة اغتيال الخليفة عثمان بن عفان، و فتنة الخوارج حيث الخروج على خلافة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وصولا إلى اغتياله الأثيم ، وظهور الطائفة الشيعية وهذان الضلعان قد أضيف لهما لا حقا ضلعا باطنيا ثالثا وهو الضلع الفارسي المجوسي المتمثل في حركة القرامطة وثم ما تبع ذلك من مؤامرات وأساليب ماكرة هدفها هدم الإسلام من الداخل ، وقد التقت أهداف هذا الثالوث الباطني مع أهداف بعض الحركات والمبادئ الهدامة العالمية مثل الماسونية والصهيونية وغيرهما ، ممن يعملون على بث الفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة ، وذلك من خلال إثارة بعض الأقاويل المتطرفة التي تمس صحابة رسول الله أو زوجاته رضي الله عنهم ، أو تدعي التآمر على الإمام علي بن أبي طالب أو تشكك في مصادر الإسلام وفي نصوصه أو في تأويل بعض الأحكام ، وكل من يأخذ بمثل هذه الأباطيل فهو إما جاهل مضلل أو فاجر زنديق يتظاهر بالإسلام بينما يضمر له ولأهله العداوة والبغضاء ويكيد لهم متى سنحت الفرصة لذلك .