العوشزية
قرية العوشزية - عنيزة - المملكة العربية السعودية
المسمى
سميت القرية بالعوشزية ( نسبتا إلي نبات العوسج ) ولقد أشتهر نطق هذا النبات بهذا الاسم في كثير من مدن نجد وحائل وهو اسم حديث نسبيا وللقرية أسم قديم أعتاد كبار السن على ترديده وهو ( البصيره ) بتسكين الباء والصاد ( على العادة التي تميز بها أهل نجد في تسكين الأول والثاني ) والياء وكسر الراء ولكن هذا الاسم قد اندثر ولم يبقى لها إلا المسمى الحالي وهو العوشزية
الموقع
وتقع إلى الشرق من عنيزة وتبعد عنها بقرابة العشرين كيلا ، وتجثم العوشزية بين ثلاث محافظات رئيسية بالمنطقة ، هي عنيزة والمذنب ثم الشماسية ولهذا فلموقعها أهمية قصوى لاسيما وأنها ترتبط بعنيزة بطريق مسفلت وطريق آخر يربطها بطريق القصيم - الرياض وهذان الطريقان هما شريان الحياة في المركز
لمحات جغرافية
هي متنوعة التضاريس ما بين أراض طينية زراعية خصبة وأراض صحراوية وأراض رعوية ويعمل سكانها بالزراعة حيث تشتهر العوشزية بالقمح والشعير والأعلاف والتمور الممتازة مثل السكري - البرحي - الشقراء - المكتومي الخ كما يعمل السكان الرحل منهم بالرعي وتربية الماشية ولوجود البحيرة المشرفة على البلدية المشهورة بإنتاج الملح الأبيض الشديد النقاء وذو الطعم اللذيذ المتميز فكان الأهالي منذ القدم يقومون باستخراج الملح ، والآن هناك مصنع لاستخراجه وتسويقه.
وهناك أيضا بحيرة العوشزية التي تتجمع مياهها من ثلاثة أودية رئيسية وتعتبر أكبر بحيرة في الجزيرة العربية وتبلغ مساحتها 50كلم مربع وهي مقصد الزوار والمتنزهين من مختلف مناطق القصيم والمناطق المجاورة ولها مستقبل سياحي كبير وقد تصبح إحدى المعالم السياحية للبلاد على مستوى الخليج العربي كله في المستقبل وتتمتع العوشزية بكافة الخدمات والإدارات الحكومية ففيها مركز للرعاية الصحية الأولية به طاقم تمريض وطبيب عام وأجهزة متطورة كما أن بها مدرسة ابتدائية للبنين والبنات ومكتب للبريد.
قصة بناء قرية العوشزية
بالنسبة للموقع فلقد عرفه الناس منذ القديم كمقر لجلب الملح وعرفت القبائل الموقع لوجود بحيرة ( المقفازة ) والتي تجمع مياه الأمطار في الشتاء إلا أن أول عمران معروف عن قرية العوشزية كان على يد منصور الحماد المطرودي وأخوه حمد ( وقيل أحمد ) وأسرة المطرودي هي أحد الأسر التي يرجع نسبها إلي ( خويطر ) وأسمه الحقيقي ( علي الحميد الخالدي المخزومي القرشي ) وهو جد اسر عديدة في عنيزة منها المطرودي والخويطر والجابر والنعيم والونين والعبيكي .
( منصور المطرودي خرج من عنيزة مغاضبا لأميرها بان سليم ( ولا صحة لما يعتقد ان ابن سليم طرد منصور المطرودي من عنيزة فأصبح اسمهم المطاريد بل أن أسمهم مستمد من رجل أسمه مطرود ( وأظن أنه لقب لأحد أبناء خويطر أو أحفاده ) ) أدعكم مع القصة :
( كان منصور المطرودي وأخوه حمد من سكان عنيزة، ثم انتقلا إلى العوشزية ، وسبب ذلك أن منصوراً هذا، بينما هو شيخ كبير، قدر انه كان ذات يوم جالساً في الطريق، في بلدة عنيزة، إذ مر الأمير، وكان في فكره مستغرقا. فلما جاوزه لم يسلم عليه، فوجد منصور في نفسه على الأمير، وناداه باسمه: ألا تلقي تحية الإسلام، وهي السلام، بل تجاوزني كأنك لا تعرفني، ونسيت أياما مضت بيننا من المساعدة والمناصرة. فجعل الأمير يقلب الحيلة في التخلص من هذا السهو، ويعتذر، غير أن منصوراً أبى أن يقبل منه عذرا، ثم انه طلب من أخيه حمد النقلة إلى العوشزية الواقعة إلى جهة الشرق عن مدينة عنيزة بقدر من عشرين كيلو مترا، فسكنها هو وأخوه. ) (1 )
تاريخ بناء العوشزية
هذه القصة حدثت في حدود النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري وهو تاريخ بناء العوشزية وفي محاولة مني لربط الحوادث بتواريخها فأني أتوقع أن أمير عنيزة الذي غضب عليه منصور الحماد المطرودي هو يحيى السليمان الزامل السليم ( والذي حكم عنيزة منذ عام 1238 – 1257 هجرية وعلى فترتين ) ودليلي أستقيه من هذا النص الذي وقعت يدي عليه وهو خاص بمبايعات أراضي يقول :
وحين كانوا ( المطرودي ) بعنيزة كانت منازلهم مكان البستان المسمى ( القطعة ) في حي الفاخرية وكانت قبلهم منازل لأسرة آل هميهم ، فاشتراها جد المطرودي من آل هميهم وسكنوها فلما انتقلوا من عنيزة إلى العوشزية بقيت لهم ، ثم باعها أحفاده إلى زامل العبد الله آل سليم أمير عنيزة المعروف . ( 2)
فكما يوضح النص أن الذي اشترى البستان هو أمير عنيزة زامل السليم من أحفاد المطرودي وعند البحث في مصنف ترتيب أمراء عنيزة نجد أن أقرب حاكم من هذه الحقبة هو الأمير يحي السليمان الزامل وهذا يقوي اختياري أن بناء العوشزية تم بين ( 1245- 1250 تقريبا ) ___________________________ (1) المرجع مقال ( وسم على أديم الزمن لمحات من الذكريات ) لمعالي الدكتور عبد العزيز الخويطر، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء (2) أعلام بني خالد ج4
حكام العوشزية
في الحقيقة لم تقع يدي على أي مستند يستعرض أسماء من حكم العوشزية أو التسلسل ألتتابعي للأسماء مما حدا بي للبحث في المصنفات وسؤال كبار السن من الذين لديهم بعض المعرفة بأسماء من سبق لهم حكم القرية واجتهدت في محاولة مني لترتيب أسماء من حكم العوشزية ولعل الله يوفقني في اجتهادي . يبدو لي أن منصب أمير العوشزية لم يكن معروفا في أول الأمر خصوصا وأن السكان الوحيدون كانوا يشكلون أعضاء في عائلة واحدة هي عائلة المطرودي حتى أن بعض كبار السن في عائلة المطرودي لم يتذكر من حكم القرية في ذلك الزمان ! لذلك لم نحصل على تصنيف محدد لهذه الحقبة حتى النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري حين توافد الكثير من السكان على القرية خصوصا من سكان المذنب وعندها احتاجت القرية إلي تسمية أمير رسمي لها وأمام هذه الفكرة رأيت أن أصنف الأمراء إلي قسمين: - الأول : ما قبل منتصف القرن الرابع عشر والخاص بشخصيات شكلت زعامات عمرية داخل العائلة وإن كانت تسميتنا لهم بالأمراء مقبولة باعتبار ما طرأ على القرية من تنظيم مع سيطرة آل سعود على المنطقة خلال حقبة الدولة السعودية الثانية ثم بدايات الثالثة منذ عام 1315 هجرية وبعد دخول الملك عبدا لعزيز إلي عنيزة والقصيم وضمها إلي سلطنة نجد عام 1321 هجرية.
- الثاني بعد منتصف القرن الرابع عشر حين تعارف الناس على شخصيات تحمل مسم الأمير بشكل رسمي
القسم الأول : قبل منتصف القرن الرابع عشر
1- منصور الحماد المطرودي باني قرية العوشزية في حدود العام 1245 – 1250 هجرية بعد أن خرج من عنيزة مغاضبا لأميرها يحي السليم فانتقل الي العوشزية وأختط له قصرا وقام بغرس نخل مزرعته الشهيرة والتي تسمى ( القبلي ) في قطعة أرض قر يبة من بحيرة الملح وحفر الآبار واجرى في القرية الثمائل ( سواقي كبيرة الحجم التي تنقل الماء خلال أبعاد قريته )
2- حمد الحماد ( الأول ) المطرودي ساعد أخوه منصور في بناء العوشزية وخرج معه من عنيزة 3- محمد بن منصور المطرودي ( ابن رقم 1 ) 4- عبدالله محمد المنصور المطرودي ( ابن رقم 3 )
كما أن القصص التاريخية نقلت لنا وجود شخصية تسمى حماد المطرودي على لسان مزنة المنصور وهي لاتخرج في رايي عن أحتمالين : أحدهما أنه والد منصور ( رقم 1) وهو مستبعد لأن منصور كان كبيرا في السن . والآخر أنه ابن منصور ( رقم 1) وهو الأقرب ولآأستبعد أنتقال الزعامة اليه قبل محمد المنصور ( رقم 3) .
القسم الثاني : منتصف القرن الرابع عشر
5- محمد العبد الله المطرودي 6- ثامر المحمد المطرودي ( ابن رقم 5 ) قتل في البصرة في العراق حيث ذهب للعمل عند الذكران ( الذكير من أهل عنيزة ) في العراق 7- علي المحمد المطرودي ( ابن رقم 5 ) ويعد من أبرز أمراء القرية واستمر في الحكم لمدة طويلة وعلى مدي فترتين ولقد قام الرحالة أمين الريحاني بزيارة العوشزية عام 1341 في عهده وقال عنه أنه رجل كريم وقال: عن العوشزية أنها قرية صغيرة فقيرة ولكن أهلها طيبون وهم ملح الأرض ولقد امتاز زمنه بالتنظيم الشديد لكثير من أمور القرية يؤيد هذا التنظيم قوة شخصية هذا الرجل والذي كان يحرص على قيام أهل القرية بالالتزام بالأنظمة التي يتفقون عليها ومنها منع صيد الطيور المهاجرة والتي كثيرا ما كانت تزور بحيرة الملح في طريق هجرتها مما جعل منها مصدر من مصادر الرزق والغذاء في ذلك الحين ، كما أنه قد سكن قصر ( العين ) والذي مازالت آثاره قائمتا حتى اليوم على بعد 300 متر عن جال بحيرة الملح.
8- محمد السليمان المطرودي ويشكل أبناؤه فرعا من عائلة المطرودي يسمى بال سليمان 9- علي المحمد المطرودي ( رقم 5 مرة أخرى ) توفي في حدود عام 1370 هجرية 10- عبدا لعزيز المحمد المطرودي ويعد أهم أمراء القرية على الإطلاق فلقد أتسم عهدة بقوة التحام أبناء القرية مع بعضهم وأشتهر بحرصه الشديد على أتساع حدود المدى العمراني للقرية فلقد كان يختط لكل فرد من أبناء القرية قطعة أرض حتي يقيم عليها منزله ويساهم في إدارة شئون كل عوائل القرية ، كما شكل مع نائب القرية ( عضو الحسبة ) الشيخ سعد العمر المبايع ( توفي عام 1426 عن عمر 100 سنة تقريبا ) حجر الأساس في رعاية شئون القرية وأهلها ويرجع لهم الفضل بعد الله في المطالبة بإنشاء مدرستي الأولاد والبنات ومستوصف القرية وتم تعيين المعلم محمد السليم ( الربش ) كأول مدير ومعلم في مدرسة العوشزية عام 1371 هجرية ويذكر والدي أن الشيخين رحمهما الله سافرا الي الدمام لكي يخبراه عن مرض والده ، توفي في حدود 1394 هجرية في تركيا بعد أن نقله أخوه عبدالله للعلاج فيها من مرض السرطان ودفن فيها. 11- ابن خزيم الحربي ( خوي من خوايا أمراة القصيم تأمر في العوشزية فترة حتى تم ترسيم حماد الحمد المطرودي رسميا ويذكر بانه قد ساهم بحل مشكلة مياه الشرب في القرية ) 12- حماد الحمد المطرودي توفي في حدود 1405 هجرية 13- محمد العبد العزيز المطرودي ( ابن رقم 10 ) وما يزال أميرا لها ( تم تعديل المسمى إلي رئيس مركز حسب النظام الجديد للمناطق والمحافظات الذي أنشئ في عهد الملك فهد بن عبدا لعزيز رحمه الله ) تم تطوير المباني الحكومية وتوزيع أراضي ( السهدة ) على المواطنين وسفلتة طريق الملح في عهده وأتوقع أن في جعبته الكثير وفقه الله ...
قالوا عن العوشزية
أمين الريحاني رحالة أمريكي نصراني من أصل لبناني زار المملكة في عهد الملك عبدالعزيز وطاف الكثير من المدن والقرى في نجد وتنسب له التسمية المشهورة وهي ( عنيزة باريس نجد )
ووصف أمين الريحاني المكان ( العوشزية ) عندما زار نجد عام 1341ه فقال سرنا أنا ورفاقي إلى القاع شرقا من القرية فإذا نحن بعد ذلك في أرض سبخة موحلة وإذا بالنهر والقاع قيد بضعة أبواع من النهر في نجد,, أي نعم نهر من الملح المتجمد من فصفات السوداء عرضه نصف ميل وطوله من الخمسة إلى السبعة أميال,,ووجهه كوجه الماء وفي عقده القر جليدا خضنا الأرض الموحلة إلى الصفحة البيضاء فألفيناها جامدة مصقولة كالجليد وصلبة كالجمود وناشفة كالرمل ولا باردة هي ولا حارة جلست هناك وتربعت وشكرت الله على هذا المظهر الغريب العجيب في الكائنات هو ذا نهر ماؤه جامد جاف وهي ذي بحيرة حار جليدها. ويواصل الريحاني وصفه فيقول قطعنا صفيحة من هذا الملح فإذا سمكها أربعة أصابع ويتخلله شيء من التراب والقش أما إذا دنوت من وسط القاع فيزداد السمك ويصفو الملح فيقل فيه التراب. يذكر أن هناك بعض العيون التي تسيل على وجه الأرض وكانت تزود الملح بالماء غير أنها اندثرت الآن نظرا لقلة المياه وكثرة المزارع المحيطة.
يقول الرحالة الفرنسي شارل هوبر عندما زار عنيزة وزار خلالها بعض قرى عنيزة ومنها العوشزية في
أغسطس 1880م/ رمضان 1297هـ : بأن سكان العوشزية 1000 نسمة *
الرحالة الإنجليزي سانت جون فيلبي
ضابط انجليزي زار المملكة ثم تعلق بحب أرضها فرافق الملك عبدالعزيز سنوات عدة ساهم فيها بتحديث الكثير من الأنظمة بعد أن أعلن أسلامه وغير أسمه إلي عبدا لله فلبي
عام 1917م 1336هـ الرحالة الإنجليزي سانت جون فيلبي قال عن بحيرة العوشزية إلى غور واسع من الملح يستمر عدة أميال على طول الجبل يسمى مملحة العوشزية التي تبدو كبحيرة ضخمة متجمدة ومغطاة بالثلج ولكنها تحتوي على طبعة من الملح الأبيض الصافي بعمق قدم واحد وبعدها طبقة من الطين الأسود الذي يصبح بعد سقوط الأمطار خطراً على من يسير عليه. ويستفيد من هذا الملح سكان السر والمذنب والعوشزية ويأخذون حاجتهم منه بالمجان وخاصة الجزء الشمالي الأكثر جودة. وأضاف أنه يعتقد أن مخزون الملح لا ينضب وان من الصعوبة بمكان أن ينقل الملح الجيد من السواحل لصحاري نجد. وقال إنه على الرغم من أنه يبدو ممتازاً من ناحية النوعية إلا أنه اقل جودة من ملح الشقة قرب بريدة الذي يجلب بكثرة في أسواق القصيم **
في سلسلة مواضيع (القصيم سلة غذاء المملكة ) المطروحة في جريدة الجزيرة
أعد الأخ الكريم / محمد بن عبد الكريم الحنايا
وعلى هذا فان الجناح من بني خالد هم من انشأ مدينة عنيزة بحكم إنشائهم أقدم أجزائها. وفي سنة 1097ه هدمت أجزاء من قرية العقيلية بفعل شريف مكة آنذاك، ونتيجة للأوضاع الأمنية في القرن الثاني عشر بسبب من الصراعات السياسية في تلك القرى وفيما بينها هاجر سكان محلة البويطن شرق القرى السابقة سنة 1140ه فعمروا الخبراء، كما هدمت قرية الجادة سنة 1143ه فهاجر سكانها إلى العوشزية لكنهم رجعوا سنة 1155ه فعمروها،*** تاريخ نجد لأبن غنام أبن غنام عاصر عهد الدولة السعودية الأولى وألف كتابه الشهير والمسمى بتاريخ نجد
ذكر ابن غنام أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب في عهد عبدالعزيز بن محمد وتحت قيادة سعود بن عبدالعزيز 1202 هجرية قد تلاقى في حرب مع أهل عنيزة في أرض يقال لها قنى وقنى هذه هي منطقة تتكون من عدد من الرياض ( جمع روضة ) وتبتعد ما يصل الي 3 كيلومترات شمال العوشزية وهي أرض زراعية تمتاز بمحصول الحنطة وفي طرف منها يوجد منطقة روضة طينية ينبت فيها الكمأ بكثرة وتسمي ( قاع فطيمة ) ****
- يرى الدكتور عبدالعزيز الشبل أن هذا العدد مبالغ فيه وهو رأي أكاديمي يقنع من يفكر في وضع القرية الناشئة خلال هذه الفترة القريبة.
- ولعل فلبي سمع من مرافقيه وبعضهم من بريدة أ ملح الشقة أجود من ملح العوشزية والمعروف أن ملح الشقة أسمر اللون بينما يتميز ملح العوشزية بصفاء اللون وتميز الطعم بسبب كثرة الشعبان التي تصب فيه
- وفي هذا إشارة إلي سكنى العوشزية قبل عام 1155 ولكن هذا السكنى من بني الجناح كان مجرد نزوح مؤقت إلي موضع القرية ولم يتبع ذلك عمران حقيقي إلا مع سكنى منصور المطرودي لها ويدعم فكرتي هذه أنه لم يذكر لنا التاريخ أن هناك من طالب بملكية القرية قبل وصول المطرودي ولم يرد أن منصور اشتراها من أحد أو تنافس حولها مع أحد.
- تاريخ نجد ، ابن غنام ، ص 170
العلماء وأئمة المساجد 1 ـ الشيخ عبد الله بن محمد بن منصور المطرودي 1311 تقريباً ـ 1361هـ: ولد المترجم عي عنيزة حوالي 1311 هـ وكان ضرير البصر ، فحفظ القرآن الكريم وشرع في القرآن على علماء بلده كالشيخ صالح بن عثمان آل قاضي والشيخ عبد الرحمن السعدي حتى أدرك لاسيما في علم الحديث وأصوله . وكان يحفظ صحيح البخاري بأسانيده وكثيراً من أحاديث الأمهات وقد رحل إلى الرياض فقرأ علمائها، وكان صاحب عبادة وقد توفي في مدينة عنيزة في الثاني من شعبان عام 1361 هـ، رحمه الله تعالى. 2- أبن حصّن 3- حسن العبدالله الدبيان أنتقل الي العوشزية من المذنب (وهو ينتمي الي فخذ المصاليخ من قبيلة عنزة ) بطلب من المطاريد من أجل التدريس والتعليم والأمامة في القرية وخلف ذرية سكنت في العوشزية ومن ثم أنتقل الي عنيزة وله ثلاثة أبناء هم عبدالله ومحمد وحمد وقد توفي محمد وحمد رحمهم الله 4- سليمان المحمد المطرودي ابن أمير العوشزية محمد السليمان المطرودي 4- عبدالعزيز المحمد المطرودي أمير العوشزية وأحد أهم الشخصيات التي ساهمت في تطور العوشزية 5- عبدالرحمن العلي المقبل ( ابو علي ) *ولقد درس على يد الشيخ ابن دخيل في المذنب وحفظ القرآن كاملا وكان يقوم ببعض أعمال الفتيا وكتابة عقود الانكحة وخطبة الجمعة في عهد الأمير علي المحمد المطرودي والأمير عبدالعزيز المحمد المطرودي والآذان في مسجد العين ( مسجد بجوار قصر العين ) توفي في حدود عام 1392 هجرية وله ولدين هما محمد ( والد الباحث ) والعميد طيار عبدا لله 6- صالح بن حمود الناصر الباهلي معلم لغة عربية قام بالإمامة بعد وفاة عبدالعزيز المطرودي ومايزال يؤم الصلاة حتى وقت كتابة هذا البحث
ولقد قام بالآذان فيها العديد من الشخصيات نذكر منهم
1- محمد الفرحان
2- صالح الحمد المبايع
وكان شاعرا وكان يباشر أعمال كتابة عقود الأنكحة في القرية
3- عبدالله المسلط وهو لبعض افراد عائلة الهطلاني من ناحية الأم
4- حمود الناصر الباهلي
وكان له مسجد شرق العوشزية بجوار منزله وكان المسجد يسمى باسمه ولقد تم هدم المسجد الطيني وإعادة بناؤه على الطراز الحديث وما يزال قائما إلي الآن توفي عام 1413 عن مائة عام تقريبا
5- سعد العمر المبايع **
أستلم الآذان وهو صغير السن وقبل أقرار نظام مكافآت المؤذنين وعمل في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل عنيزة والعوشزية حتى تقاعد وبقي في الآذان حتى أخر سنتين من عمره وأعتبر أقدم مؤذن في عنيزة قبل وفاته في عام 1426 هجرية حيث صلي عليه في مسجد الضليعة خمس تكبيرات ودفن في عنيزة
6- عبدالله محمد المحبوب
وكان يؤذن في مسجد العين منذ وفاة عبدالرحمن المقبل واستمر في الصلاة فيه ثم نقل المسجد الي مزرعته ( الوايلية ) بعد تهدم مسجد العين الطيني واستمر في الآذان حتى توفي عام 1426 هجرية
- جد الباحث لأبيه
- جد الباحث لأمه
شخصيات مشهورة
1- منصور الحماد المطرودي { سبقت ترجمته } باني العوشزية 2- حمد الحماد المطرودي { سبقت ترجمته } أخ منصور وساهم في بناء العوشزية مع أبيه 3- محمد العبد الله المطرودي الذي عرف بنجدته للمحتاج ووصل صيته إلى أبرز الأدباء والمؤرخين حيث تحدث عنه أمين الريحاني 4- علي المحمد المطرودي { سبقت ترجمته } حكم القرية حتى عام 1370 هجرية وله من الأبناء ثامر العلي المطرودي ( مدير المعهد المهني بالقصيم سابقا ) 5- عبدا لعزيز المحمد المطرودي { سبقت ترجمته } أمير العوشزية حتى عام 1394 تقريبا وله من الأبناء محمد ( الأمير الحالي ) وحمد وسليمان وعلي وإبراهيم 6- حماد الحمد المطرودي { سبقت ترجمته } أمير العوشزية حتى عام 1405 تقريبا وله تعود ملكية أرض ( البديع ) وخلّف ثلاثة من الأبناء وهم حمد والدكتور محمد وعلي 7- الشيخ عبدا لله المحمد المنصور المطرودي عالم القرية الضرير الذي حفظ القرآن وصحيح البخاري 8- مزنة المنصور المطرودي (راعية العوشزية ) صاحبة قصة الحنشل 9- رقية المنصور المطرودي والدة الأمير عبدا لله بن جلوي بن تركي أمير المنطقة الشرقية 10- فهد عبدا لله حمد الفديغي ( الضبي ) من قبيلة شمر ويمتلك أرض ( الضبة ) وكانت في ما مضى أفضل مزارع العوشزية من حيث الماء والإنتاج واشتهرت أنها محطة استراحة للذاهب إلي المذنب من السكان وأشتهر عنه حبه للكرم ولقد بنا قصرين في هذه الأرض كما كان يعد من الأثريا وهو أول من أشترى سيارة في القرية وكانت مزرعته وجهة أهل القرية للعمل وشراء محصول البطيخ الذي تمتاز به هذه المزرعة خصوصا لكونها أول مزرعة يحفر فيها بئر ارتوازي في عام 1360 هجرية 11- إبراهيم العلي القنيصي ( مضحي) من المصاليخ من عنزة من أهل المذنب سابقا واشتهر بالقوة البدنية وزرع قطعة أرض تسمى( أم عشيرة ) وهي ملك لأبنائه وأخوه صالح ( على قيد الحياة ) حاليا كما أن له مزرعة أخرى تسمى ( أم حسين ) على طريق عنيزة 12- شداد سارح البدراني الحربي من بادية حرب سكن أرض قنا في العوشزية وأشتهر بالكرم وله ذرية في العوشزية وعنيزة وبريدة 13- علي المحمد الخميري من قبيلة شمر سكن أجداده العوشزية ولهم أملاك فيها حاليا تتمثل في مزرعة تسمى ( أم أثله ) 14- ناصر الباهلي – أول من سكن العوشزية من البواهل وله من الأبناء محمد وصالح وحمود وعبدالله وعلي وينتسب إليه بواهل العوشزية بشكل عام 15- حمد محمد الناصر الباهلي من أثريا القرية وأهل الرأي فيها وزرع طرفا من أرض رياض قنا ومزرعة بجوار الملح تسمى مهيضة توفي عام 1413 ه 16- عبدالله الناصر الباهلي من المعمرين الذين عاشوا ما يزيد عن المائة عام ويمتلك مزرعتا في خارج العوشزية تسمى ( دمشية ) ويذكر عنه من القصص الطريفة ولعه في تربية العقارب !! 17- محمد الناصر الميموني أحد أكبر رجال الأعمال في المنطقة الشرقية خرج من العوشزية سرا خوفا من أصحاب الديون المتراكمة عليه وتوجه إلي الخبر وعمل في تجارة الأراضي حتى أصبح من أكبر تجار العقار فيها وتوفي في عام 1424 ه 18- مزنة العلي المطرودي ابنة أمير العوشزية علي المحمد المطرودي وزوجة محمد الناصر الميموني واشتهرت بحبها للخير وتبرعها المتواصل للضعفاء من أهل عنيزة وجمعياتها الخيرية توفيت عام 1425 ه
19- عبدالعزيز المكتوم من بني خالد وهو أحد أثرياء القرية وله الكثير من الأراضي في العوشزية عاش طويلا حتى تخطى المائة وتوفي في عام 1415 تقريبا 20- عبد الرحمن الحمد الصقهان
( أستاد البناء ) فلقد بنا الكثير من بيوت القرية وكان كثيرا ما يشغّل أبناء القرية معه ومن ثم يعطيهم أجرة تساعدهم على شراء حاجياتهم كما أشتهر( بالكي ) والذي كان أحد وسائل العلاج المشهورة ذلك الوقت 21- رويشد الفهد القنيعان وكان من أثرياء البلد ويملك مزرعة خارج العوشزية تسمى ( الفاوية ) وله مزرعة أخرى في ( غويمض ) ولم يخلف إلا أربع بنات وهن حصة وهيا ومنيرة ( جدة الباحث لأبيه) ونورة ( أطال الله في عمرها.
22- زيد المشيلح الحربي من كبار الأثرياء في القرية كانت له مزرعة في قلب عنيزة يشترك هو وأقاربه من آل الشريان في ملكيتها وهي أرض مبنى البلدية الحالي وهو أب الأستاذ عبدا لله 23- عبدا لله فهد العبودي من بني زيد من قبيلة قحطان وأنتقل إلي العوشزية من المذنب وزرع الأرض المعروفة باسم ( المسهرية في رياض قنا ) 24- إبراهيم حمد الخلف ( ابوكحلة )* من بني خالد ويمتلك مزعته القريبة من الضبة والمسماة ( أم شق) ما يزال على قيد الحياة 25- إبراهيم المحمد السعّيد وأشتهر بموقع المزرعة التي كان يفلحها حيث كانت تقع على جال الملح تماما وما تزال نخيلها قائمة حتى الآن وتسمى ( عين حماد ) 26- راشد مبارك الدوسري من سكان القرية ويمتاز هو وذريته بطول القامة 27- سالم ( أبو عرضين ) المطرودي خلّف الكثير من الأملاك منها ما هو في العوشزية ومنها ما هو في عنيزة وحتى جدة !! عمل مع وزير المالية الشيخ عبدا لله بن سليمان 28- أل الحريقي ويمتلكون عددا من المزارع القديمة من ضمنها المزرعة المسماة باسمهم ( الحريقية ) وكذلك ( حوشانة) وهم أخوال الدكتور صالح المسفر ( استشاري أمراض عيون الأطفال )
- ملاحظة : تم التركيز على الشخصيات التي توفاها الله أو من زادوا على التسعين عام
قصص من تاريخ القرية
1- قصة المطرودية - مزنة المنصور المطرودي
وهي قصة مشهورة معروفة خاصة عند أهل القصيم، لغرابتها، واتسام بطلتها بالشجاعة والإقدام. وقد سجل الشيخ إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن هذه القصة في كتابه: ((تذكرة أولي النهى والعرفان (1/99). )) ولما أن كان في إمارة جلوي بن تركي قدر أن المطرودي وأولاده ذهبوا لصلاة الجمعة في عنيزة، لأنه إذ ذاك لم يتأسس لديهم جمعة. فلما كان في ذلك الوقت جاء لصوص من الحنشل فا ستا قوا ابل أهالي العوشزية ، وأخذوها غنيمة باردة، وكانت القرية قد خلت من الرجال، فلم يبق سوى الخدم والنساء والصبيان. وكان لمنصور ابنة تدعى مزنة المنصور، خالة عبد الله ابن جلوي، فلبست ثياب أخيها، وامتشقت الحسام، وامتطت الفرس، وأمرت احد الخدم أن يركب فرسا أخرى، فشدت في طلب القوم، حتى أدركتهم، فقالت لهم. جنبوا عن الأدباش. فقالوا: اخرج، جوابا للمذكر، لظنهم أنها رجل. فأقسمت بالله، لئن لم تجنبوا، لتفقدن العدة. فلما رأوا تصميم الفارس، قالوا لها: يا هذا، اجعلنا في وجهك. فقالت: ممنوعين على رقابكم. فأجابوا، يقولون: من نحن في وجهه؟ فأجابت بوجه حماد المطرودي. ثم إنها استاقتهم مع الأدباش، حتى ألجأتهم إلى مزارع العوشزية وأسرتهم. فلما أن جاء الرجال راجعين إلى القرية مع غروب الشمس، إذا بها قد قدمت العشاء، فلما أن قيل: تفضلوا يا ضيوف أجابوا يقولون: والله لا نطعم حتى يحضر مضيفنا. فتكلم منصور يقول: إن مضيفكم ليس بحاضر، وإنما مضيفكم امرأة، وهي التي طبخت عشاءكم. فظهر بذلك أن الذي كسر أولئك الأبطال، وأسرهم، امرأة، فشاع ذكرها، فتزوجها جلوي بن تركي، وولدت ابنا سعودا وبنتا
2- علاقة الأمير جلوي بن تركي مع أهل العوشزية ( المطرودي )
قد يستغرب الكثير من القراء عن سبب العلاقة والنسب بين المطرودي وبين عائلة بين جلوي من آل سعود خصوصا وقد أشتهر أن آل جلوي كانوا من سكان الرياض مثلهم مثل باقي عائلة آل سعود ومن ثم أنتقل جزء كبير من هذا الفرع إلي المنطقة الشرقية بعد توليهم أمارتها في عهد الملك عبدا لعزيز ولكن الأسباب الرئيسية لهذه العلاقة تتشكل في أمور منها :
أ- تولي الأمير تركي بن جلوي الحكم واليا على عنيزة وسكن فيها وحكم القصيم منها واستمر والياً على عنيزة وسائر القصيم منذ عام 1265هـ. حتى أنتفض أهل عنيزة عليه وقاموا بإخراجه من عنيزة عام 1269 هجرية ونتيجة لذلك وقع الحصار الأول على عنيزة من قبل "عبد الله الفيصل بن تركي "عام 1270 هجرية.
ب- علاقة الصداقة بين منصور المطرودي والأمير جلوي بن تركي فلقد كان كثيرا ما يتردد على الأمير في دار الإمارة في عنيزة خصوصا بعد صلاة الجمعة ويبقى في مضافته حتى صلاة العصر ثم يعود وأهله إلي العوشزية.
ت- قصة مزنة المنصور : ( مذكورة أعلاه ) حيث أن الأمير جلوي عندما سمع بقصتها طلب من منصور المطرودي أن يزوجه إياها فتزوجها وولدت له ولدا أسمه سعود ( يقال أنه توفي صغيرا ) وبنتا ثم توفيت فطلب الأمير تركي من منصور تزويجه بأخرى من بناته فلم يكن عند إلا ميثا وكانت ذات عيال وقد انفصلت عن زوجها السابق ( من عائلة الخويطر ) وبعد وفاتها طلب تركي الزواج بأخرى من بنات منصور فكان الدور على رقية المنصور المطرودي هذه المرة وقد أرسلت للأمير في الرياض وولدت له أبنه المشهور عبد الله بن تركي بن جلوي الذي شارك الملك عبد العزيز في توحيد البلاد تحت حكم عائلتهما ودخل قصر المصمك مع عبد العزيز العبد الرحمن آل سعود وابن عمهم الثالث عبد العزيز بن مساعد بن جلوي الذي قتل عجلان عامل ابن رشيد وتأمر على القصيم ومن ثم حائل وهذه قصة مقولة المطاريد الشهيرة ( حنا خوال الجلوي ) قلت : إن كثير من الناس كان يعتقد أن مزنة هي والدة الأمير عبد الله بن جلوي بن تركي في حين أن بعض قليلي الضبط يعتقد أن ميثا هي أم عبد الله وأنا لا أعتقد صحة ذلك خصوصا أنني لم أجد ما يدل على وجود أخوة بين الأمير عبد الله وأفراد من عائلة الخويطر ( زوج ميثا السابق ) ولقد ارتاحت نفسي لما ذهب إليه معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر من أن الأم الحقيقية هي رقية أصغر بنات منصور المطرودي
- المرجع معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر وسم على أديم الزمن لمحات من الذكريات
3- تعبئة أمير عنيزة ضد العوشزية
ومن القصص التي اشتهرت بين سكان القرية قصة ( حرب عنيزة ) !! مع ثقتي الكاملة أن هذا العنوان سيفاجئ الكثير من القراء كما حدث معي عندما سمعت مثل هذا العنوان أول مرة مما دعاني إلي أن أفرد له مكانا في بحثي لعلي أصل إلي تصور قريب من القصة الواقعية .
تقول القصة أن أمير عنيزة أرسل خط إلي أمير العوشزية مع أحد مراسليه على جمل له فتوجه المراسل إلي القرية وأتجه إلي دار أمير العوشزية وناوله الرسالة وهو على جمله مما أصاب أمير العوشزية بالغضب من تصرف المراسل حيث طلب منه النزول عن الراحلة والوقوف معه على الأرض فرفض المراسل النزول وقال: أعطني الرد وأنا أنتظرك ! فردد عليه أمير العوشزية الطلب فرفض فأمر أمير العوشزية أخوياه فأنزلوا المرسال وقاموا بضربه ( بالرطيب ) ! وعندما توجه المراسل إلي عنيزة أشار بعض رجال القرية على الأمير بوجوب التجهز لمواجهة أمير عنيزة الذي قد لا يسكت عن ضرب مراسله فتجهزوا للحرب ألا أن الأيام مرت ولم يتجه إليهم أحد!! فتعجب أهل العوشزية من سكوت أمير عنيزة وسألوا بعض القريبين من أمير عنيزة عن سبب سكوته ! فذكروا لهم أن الأمير لم يسكت بل إنه أمر بتعبئة جيش للذهاب للعوشزية بهدف الانتقام من أميرها المطرودي إلا أن أهل عنيزة رفضوا موافقة الأمير على ذلك ووقف رجال من عائلة الخويطر في وجه أمير عنيزة خوفا من أن يهجم على أبناء عمومتهم المطرودي وتسفك الدماء التي يمكن حفظها بجلسة صلح !
بحثت في صحة تفاصيل القصة: فوجدت أنها متواترة عند كثير من كبار السن ولكني لم أستطع الحصول منهم على زمن حدوثها ولكني أعتقد أن القصة قد حدثت في بدايات سيطرة آل سليم على الحكم في عنيزة بعد عودتهم من الكويت مع الملك عبدا لعزيز العبد الرحمن الفيصل رحمه الله ولعلها حدثت في عهد أمير عنيزة عبدا لله بن خالد بن عبدا لله السليم الذي حكم عنيزة منذ عام 1335 إلي 1374 هجرية حيث كان جدي الشيخ سعد العمر المبايع يذكر وقوع هذه القصة عندما كان صغيرا وحيث أنه رحمه الله قد ولد في عام 1332 هجرية فهذا يقودني إلي نتيجة مؤداها أن هذه القصة وقعت بين أمير عنيزة السابق الذكر وبين أمير العوشزية محمد العبد الله المطرودي ولعل السبب الرئيسي يكمن في حرص كل أمير منهم على إظهار هيبته ومكانته فلقد أعتبر المطرودي أن المرسال قد أعتدّ بكونه قادما من قبل أمير عنيزة في حين أراد المطرودي أن يعلن عن قدرته على عقاب من يريد حتى لو كان مرسال أمير عنيزة إذا لم يحترم مكانته .
4- جويسرة
لابد أن أعترف أني قد مررت ببعض الصعوبات وأنا أقوم بإعداد هذا البحث خصوصا مع ندرة المصادر المكتوبة عن القرية مما دعاني إلي تجميع الأخبار والمقالات المتناثرة هنا وهناك بهدف جمعها في هذا البحث تسهيلا على من يحب الإطلاع على تاريخ قرية العوشزية ومن هذا المنطلق حرصت على أن أستفيد من ما تقع عليه يدي أقصى استفادة . جويسرة وهو أسم شهير لبندقية منصور الحماد المطرودي وهي البندقية التي استخدمتها أبنته مزنة المنصور المطرودي للدفاع عن حلال والدها وأهلها في غيبتهم ولقد ذكر الدكتور عبد العزيز الخويطر أن منصور سمع صوت هذه البندقية قبل أن يصل إلي العوشزية فقال : إذا لم يخب ظني فهذا صوت ( جويسره ) وما أن وصل الي قريته حتى تأكد من صدق حدسه حيث أن الصوت كان بالفعل لجويسره حينما كانت مزنة تطلق النار تخويفا للقوم. ويذكر أبناء عائلة المطرودي أن هذه البندقية التي استخدمتها مزنة موجودة لديهم ولقد ذكر الدكتور عبدالعزيز الخويطر بأنه قد رآها عندهم *
- المصدر السابق
5- قتيل قصر فصل وهذه قصة أخرى ترسم لنا صورة واضحة عن نوعية الحياة التي كان أجدادنا يعيشونها خلال القرن السابق والحقبة الماضية ومن هذه القصص قصة قتيل قصر فضل ! قصر فضل هو مزرعة تقع على طريق الراجل والراحل من العوشزية إلي المذنب وهو موقع قريب من الضبة ويحتوي على قصر يسكنه أفراد من عائلة العقيل من أهل المذنب ، هذا القصر شكل عامل جذب لفئتين من الناس كأن طالبوا العمل أولهما وثانيهما الحيافة والحنشل !! وفي أحد الأيام استفاق أهل القصر لصلاة الفجر وإذا قتيل بجوار السور من الداخل مغطى بعدل ( نوع من الأكياس قريبة من ما نسميه بالخيشة ) ووجدوا أحد عمال حراس القصر ( أبو علي – عبد الرحمن المقبل ) جالسا بجانبه ومعه بعض الحراس الآخرين ينتظر طلوع الشمس حتى يتحدث مع ابن عقيل حوله ! جاء صاحب المزرعة وسأل الحارس عن سبب مقتل هذا الشخص وعن قصته فقال له أبو علي حايف وأمكن الله منه ! فقال له لماذا لم تقوموا بتكتيفه بدلا عن قتله ؟
وهنا وجد الحراس أنفسهم أمام سؤال لا يستطيعون معه إلا ذكر القصة فقام أحد الحراس وقال : أنا شاهدت القصة فبينما كأن أبو علي يصعد على السلم لكي يطل من خارج السور تفاجأ برجل آخر يصعد السلم من خارج السور والتقوا في أعلى السور وعندما شاهد الرجل أبا على أمسك به وحاول دفعه إلي الخلف ولكن الحارس تمسك به فسقطا جميعا على الأرض داخل السور ومن ثم قام الرجل بالهجوم على الحارس وكان الرجل ضخم الجثة قوي البنية بينما كان للحارس طول فارع واستمرا في الصراع حتى تمكن الحارس من سحب ( شبريته ) وبقر بطن الحنشل !! فقال ابن عقيل : لا حول ولا قوة إلا بالله ( متى ينزل علينا الله الأمن ونحافظ على هذه الدماء التي تسفك بسبب البحث عن القوت) ولعلها الكلمة التي عبرت عن ما كان يجول في خاطر الكثيرين في ذلك الوقت !! وغسلوا الرجل و صلوا عليه ودفنوه .. قلت : وصلت لي هذه القصة مشافهتا عن كثيرين منهم الأستاذ سليمان العبد الله الخشيبان
6- منع الصيد
تحيط بحيرة الملح بالقرية كما في الصورة الفضائية الظاهرة في الحلقة السابقة ويتحول سطح هذه البحيرة الملحية إلي ماء خلال فصل الشتاء مما يعطي حياة للمنطقة يمتد خلال فصلي الشتاء والربيع قبل أن يتحول إلي ملح في الصيف بسبب حرارة الشمس. ومثل هذه البيئة بلا شك كانت جالبة لكثير من الطيور المهاجرة في ذلك الوقت خصوصا مع ندرة مناطق تجمعات المياه في المنطقة ومنها طيور مالك الحزين والدخّل والقميري والغرنوق وغيرها مما شكل سببا من أسباب المعيشة في القرية ومن يمر بها حيث أعتاد سكان القرية على صيد الطيور باستخدام بنادق ( المقمع ) والتعيش عليها فترة الشتاء والربيع وحفظها في الملح لأطول وقت ممكن.
ولقد تنبه أمير العوشزية ذلك الوقت ( علي المحمد المطرودي ) إلي أهمية الصيد المنظم حتى لا يؤدي إلي تحاسد أهل القرية وتفزيع الطيور بوقت مبكر مما يخيفها ويحثها على الهرب على العكس من لو أن الصيادين قد تركوها إلي بعد زوال الشمس حيث تميل الطيور إلي عدم الطيران بسبب الحر ويسهل الصيد على الجميع ! ولقد تعارف الجميع على قدرة الأمير علي المحمد على تمييز أصوات البنادق ! ويذكر أبنه ثامر أنه قد سمع في أحد الأيام صوت رمي بندقية ما في وقت مبكر من الصباح فقال لأخوياه: هذه بندقية الزيكان ( أحد رجال القرية ) فخرجنا الي عين الرطريط ( عين ماء على جال الملح) فوجدنا الزيكان يصطاد ! فعاقبه الأمير بحجز بندقيته حتى لا يعود الي الصيد قبل زوال الشمس.