العلاقات الألمانية السورية
في 7 نوفمبر 1898: بدأ الإمبراطور الألماني غليوم الثاني زيارة تاريخية إلى دمشق في إطار جولة قام بها في الدولة العثمانية شملت أيضاً القدس واسطنبول. واستقبل الامبراطور لدى وصوله بالقطار إلى محطة البرامكة والي دمشق ناظم باشا، وانتقل موكبه إلى ساحة المرجة حيث اصطف لتحيته الآلاف من سكان المدينة، التي كانت قد خضعت خضعت لحملة تزيينية وتجميلية طالت الكثير من شوارعها وساحاتها العامة. في اليوم الثاني قام غليوم الثاني بزيارة المسجد الأموي وضريح صلاح الدين الأيوبي، حيث وضع إكليلاً برونزياً حمل عبارة: "فارس بلا خوف ولا ملامة علّم خصومه طريق الفروسية الصحيح". وقام الإمبراطور بإهداء الضريح نعشاً رخامياً جديداً. ورغم أن رفات صلاح الدين لم تنقل من القبر الخشبي الأصلي، فإن النعش الجديد لا يزال في الضريح إلى الآن. في مساء ذلك اليوم، أقيم في بلدية دمشق عشاء رسمي تكريماً لغليوم الثاني، ألقى خلاله الزعيم الألماني كلمة أكد فيه للسلطان العثماني ولثلاثمائة مليون مسلم في أنحاء العالم أن "ألمانيا ستبقى صديقتهم إلى الأبد". شكلت الزيارة بداية لتحالف تركي-ألماني استمر حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. مما يجدر ذكره أن الإكليل البرونزي المذكور سُرق بعد ٢٠ سنة من قبل الضابط البريطاني المعروف باسم "لورنس العرب" الذي أهداه إلى متحف الحرب الامبراطوري في لندن حيث لا يزال معروضاً.
في 25 يناير 1941، مبعوث أدولف هتلر الخاص، الهر أوتو فون هنتش يصل دمشق في زيارة تستمر لمدة 4 أيام. الأعلام النازية ترفع في كافة الطرق المؤدية إلى فندق أمية حيث نزل الضيف الألماني وقابل كل من فخري البارودي وشكري القوتلي ونبيه العظمة. وعد فون هنتش باستقلال سوريا التام عن فرنسا، في حال فوز ألمانيا بالحرب، وعودة اللواء المسلوب، وتحرير كامل لفلسطين. كما وعد بعالم عربي موحد، عاصمته دمشق.