الطاقة في موريتانيا
الطاقة في موريتانيا، تصف إنتاج، استهلاك، وتوليد الطاقة والكهرباء في موريتانيا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نظرة عامة
النفط
اكتشاف النفط
بدأ التنقيب عن النفط الموريتاني مع نهاية الستينات عام 1957 حين حصلت الشركة الأفريقية للبترول (ساپ) أول رخصة للتنقيب في موريتانيا وتزامناً مع ظهور البترول في بعض بلدان القارة بشكل ملفت للانتباه ليوجه البحوث ناحية السواحل الموريتانية وصحاريها إلا أن هذه الاكتشافات لم تكن مغرية للباحثين ومع ذلك فقد عمدوا بفضل اشتراط النظام يومها للحصول على نسخة من تقارير التنقيب بالعبث بهذه التقارير التي لم تتضمن كل المعلومات ولعل السبب الأول هو نظام الترخيص الذي كان معتمداً حتى سنة 1981 وهو التاريخ الذي قررت فيه الحكومة الموريتانية آنذلك التحول إلى نظام عقود تقاسم الإنتاج. وقد أودعت هذه التقارير في وزارة الصناعة والاقتصاد، لكنها صارت للنسيان بعد الانقلاب العسكري عام 1984 لم يعد يذكرها ذاكر ولم تدخل في صميم برامج الوزارة ولا اهتماماتها، ظلت تلك المعلومات مركونة حتى بداية حكم ولد هيدالة الذي اقترح عليه العراق يومها أن ينقب عن النفط والغاز في السواحل والصحاري الموريتانية وهو الذي بدأ يراكم خبراته في مجال النفط بعد تأميم 1975، لكن الآليات العراقية التي وصلت للشواطئ الموريتانية لم تتحرك من ساعاتها كما يذكر، فقد بدأت التحركات الغربية وحتى الجوار جهوده لوقف التنقيب بدواعي متعددة لتضاف لذلك الخلافات بين هيدالة والعراق منذ 1982 ليذهب ذلك الجهد أدراج الرياح.[1]
التسعينيات: معاودة التنقيب
في 1994 استطاع منقب عن الذهب من أستراليا الوقوف على تلك التقارير المودعة في وزارة الاقتصاد والتي تلقفها بسرعة ليكتشف بخبرته أنها تعرضت للتزوير وتغيير الحقائق والمعطيات، و لا شك أن القائمين عليها قد تعاونوا معه بكل الطرق وأخذوا رشاويهم بزيادة فالرجل يعرف قيمة الكنز الذي وقع عليه وسوء التسيير في الوزارة التي يقف داخلها، وهو ما تطلب منه البحث عن الأصول في مقر شركة التنقيب بهيوستن في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما تم له بتكلفة قليلة جدا ليبيع تلك التقارير لشركة وود سايد الاسترالية بملايين الدولارات، بدأت شركة وودسايد للنفط عام 1998 مباشرة العمل متجاوزة كثيراً من مراحل التحضير والبحث والتحليل معتمدة على نتائج التقارير السابقة لتعلن صبيحة 13 مايو 2001 عن اكتشافات للنفط والغاز ستشكل ما سيعرف لاحقا بحقل شنقيط-1. لقد بدأ الحلم بالثراء يراود النظام وفي خضم ذلك تناسى كل شيء مقابل ما سيحصل عليه، وأوكلت كل الأعمال والاتفاقيات للابن المدلل للنظام، الذي كان يظهر في كل منبر وقريباً من ولد الطايع.
مكتب لندن
في تاريخه السيء أنشئ مكتب لندن الواجهة المالية لكل المخالفات والأنبوب السالك لتمرير كل الصفقات وإيداع كل الأموال المتسخة لإعادة البريق لها، فكانت تمر عبره كل التحويلات، ففي لندن لن يشك أحدهم في ذلك والمكتب واجهة اقتصادية للبيع والشراء والتحويل لكن مهامه الأساسية هي بيع التراخيص واجتذاب العملاء المستعدين للمشاركة في كل جريمة والدفع تحت الطاولة مع بند يمنحهم بيع رخصهم لمن يريدون وبالشروط التي يرونها مناسبة. إنه كنز العصابة الذي لا ينضب وماخورهم السيء الذي يغري كل الباحثين عن الثروة دون وجه حق في دولة يباع فيها حتى المواطن.
كان لهذا التشكيل الذي هو في ظاهره مكتب وواجهة اقتصادية وترويجية الدور في إقناع رؤوس الأموال للحضور وكثيرا ما يكون الاستقطاب عبر رجل أعمال أو رجال أعمال هم الوسيط والمتحدث مع الشريك ويحاصر فيها الشريك الأجنبي بكل المحاولات ليكون متورطا في ملفات وسخة من رشاوى وهدايا للسلطة ثم تبدأ المساومة معه حول السمسرة. قبل يومين أعلن النظام عن افتتاح مكتب في ابريطانيا أسماه (مركز الأعمال الموريتاني البريطاني) في محاولة لتجاوز تاريخ مكتب لندن وطمسه على القراء حتى لا يتذكروا تاريخه الأسود في بيع الممتلكات الموريتانية والإجهاز على ممتلكات المستثمرين، لقد كان من الأنسب لهم أن يقال إعادة افتتاح مكتب لندن؟ فهل كان لزيدان دور جديد في إقناع النظام بفتح المكتب؟.
الاستثمارات الخليجية
قبل فترة حاولت شخصيات مقيمة في الخليج منها رجال ثقة لدى الأوساط المالية الخليجية إقناع بعض رجال الأعمال بالاستثمار في موريتانيا في مجال النفط والغاز وقد عمد رجلا أعمال لزيارة موريتانيا وتم الاتفاق بينهما مع خلية مكتب لندن على التنقيب في ولاية آدرار شملت في الأساس النفط والمعادن، وكشفت عمليات المسح والقراءة عن وجود مخزون مائي هائل في واحدة من أكثر مناطق موريتانيا ندرة مياه، وقدم الرجلان تقريرا للحكومة الموريتانية بتحويل نشاطها للزراعة والتنمية الحيوانية ووجدا الموافقة الأولية حيث تواصلا مع شركة نستله للبدء في مشروع كبير مضمون التسويق تحت اسم الشركة الأم، ومع توفر البحيرات الثلاثة المكتشفة في آدرار والتي كانت ستحل مشاكل كثيرة من ندرة المياه في الشمال عموما، الزويرات - انواذيبو وولاية ادرار وانشيري، فقد كانت ستحل مشاكل الري في الزراعة وخاصة النخيل التي شهدت انتكاسة كبيرة في الولاية التي كانت تعتمد عليها، إضافة لمشاريع التشغيل والتطوير التي تشهدها المنطقة بوجود مزارع مثل هذه. لكن المشروع قتل في المهد فعمليات الابتزاز التي تعرض لها الخليجيون جعلتهم يقفون مشدوهين أمام جشع المسؤول الموريتاني بدأ من والي ادرار الذي طالب بمائة ألف دولار (يشغل الوالي حاليا منصبا هاما في تسلسل النظام) لتسهيل الإجراءات لديه وحتى القيادات العليا في النظام والتي تصلهم عبر السماسرة.
وحين أدركت الخلية صعوبة فك العقد مع الخليجين خاصة الشق المتعلق من اتفاقيات التنقيب في حوض تاودني عن النفط والتي دخلت عليها شركة توتال بعرض احتكار، فقد بدأت الخلية بتفكيك الثقة بين المستثمرين الخليجيين لينفك الارتباط بيهما وتصفية الشراكة حيث بقي أحدهما صامدا في وجه المعضلات التي تطرح أمامه وفي الأخير فاوضه وزير النفط نفسه زيدان على التخلي عن التنقيب في حوض تاودني مقابل 60 مليون دولار وبتوقيعه على التخلي انتهت الشراكة ليجد الرجل نفسه على قارعة طريق صحراوي لا ماء ولا مرعى ولا حياة وبدون التعويض الذي ذكر له. فلم يجد غير العودة لبلده وهو يحمد الله على خروجه من مستنقع التماسيح.
في مؤتمر للمستثمرين في الولايات المتحدة الأمريكية خصص رجل الأعمال الخليجي مداخلته ليحكي قصة الذئاب المتوحشة في موريتانيا وخطر ها على اقتصاد البلد والاستقرار، ليحكي عن قصص من قصص الجشع الموريتاني والسمسرة البغيضة والاحتيال والتحايل.
ما بعد انقلاب 2005
حين وقع انقلاب 2005 سقط الإنقلابيون في شرك الطمع فكل هذا الأموال كانت تدخل لحسابات هؤلاء اللصوص وهم "الانقلابييون" النائمون في العسل المنتشون بالصفقات الجانبية والصغيرة والتحويلات الرخيصة وبيع الرخص الساذجة وبقايا مؤونة ومعاش الجنود البسطاء وفوترة الاحتياجات، في وقت يضارب البعض بعمولات صفقات المعادن النادرة ومستقبل تاودني وأفق النفط والغاز وما ولد وما سيولد... كان الأمر بسيطا للمجلس العسكري إنه اعتقال "زيدان احميده" مفتاح كل تلك الصناديق السوداء والخبير في شؤون الفندقة والزندقة في لندن، اعتقل زيدان ولد احميده و لم يكن الوضع خافيا إنه محاولة لأخذ نصيب من كل تلك الكعكات التي اقتطع منها وملف كل الشخصيات التي كانت تنسق معه ليتم ابتزازها بقضاء الهاتف والأوامر والملفات وإعادة الحبكة والسيناريو والتكييف. أدرك زيدان أنه في ورطة حقيقية ولا شك أدرك زبناؤه ذلك وعملاؤه فأعطى للجائع ما يسد رمقه وليس ما يشبعه. مئات الملايين من الدولارات هي المحرك الأساسي لاعتقاله لكنهم سربوا أن كل المشكلة تدور حول مائة مليون دولار فقط هي صفقة وودسايد.. كانت وود سايد الاسترالية سيئة السمعة في مجال النفط و البيئة و نهب الثروات..
لا أحد حتى اليوم يعرف نتائج عملية التعديل التي طالت البنود الأربعة في اتفاقية وودسايد السيئة ونظام المجلس العسكري التي قادها بلا شك ولد عبد العزيز، كل ما يعرف هو ما أعلنه الوزير الأول سيدي محمد ولد بوبكر أن وودسايد ستدفع ما قيمته 100 مليون دولار تعويضا لموريتانيا عن الخسارة في المقطع ب، 200 مليون لتعويض أي خسائر عن البيئة (ويمكن للملاحظ أن يدرك أن هذا الرقم وهمي حيث لم تتعرض الاتفاقية لحصر المخالفات البيئة ولا تحديد أماكنها ومواقعها و لا ما تتطلبه من عملية إعادة تأهيل ولا تاريخ البدء ولا النهاية المتوقعة لها - إنها في مجملها تسمية وهمية لرشاوى خاصة للقائمين على الملف ستذهب لحساباتهم الخاصة) ثم الملحق الوهمي الثاني باستعادة 50% من المساحات الاستكشافية الممنوحة للشركة في البحر ومنح النصف من العائدات حين تتجاوز الأسعار 55 دولار . لكن وودسايد التي أتت على الأخضر واليابس بدأت في حزم أمتعتها لعدة أسباب:
- عمليات الابتزاز التي تدخل في عمليات الفساد للنظام وسوء سمعة الاتفاقية على حساب مستقبلها.
- قلة المستخرجات مقابل استثمار التوقعات.
- المبادرة ببيع الرخص قبل انكشافها الاستثماري.
فبدأت بالبحث عن شركاء أو مشترين فكانت الشركة پتروناس الماليزية التي بدأت أعمالها في موريتانيا وسط شراكة مشبوهة لهاردمن التي باعت هي الأخرى أسهمها لشركة تولو أويل وبريتش غاز التي باعت كذلك لشركة كوفبك بالاضافة لبرايمر أويل وإينرجي آفريكا . ومما يثير الانتباه هو عمليات التداول وبيع الرخص التي أصبحت الحالة المسيطرة على أعمال الشركات بل إن البعض يقول إن الشركات كانت تتاجر كذلك في بيع المعلومات والتقارير والمسوح الجيلوجية للشركات ومراكز الأبحاث كما حصل مع المنقب الاسترالي ماركس الذي كرمته موريتانيا والذي تخصص - رغم إنشائه لشركة تنقيب بالشراكة مع ولد تاج الدين - في بيع المعلومات والتقارير المسحية.
كان تحالف الثلاثي المشؤوم (وودسايد وگتروناس وشانكر للوجستيات) ظاهره التنمية وباطنه النهب والسرقة والتزوير .. ومما يثير الانتباه هو تلك المئات من الرحلات الجوية للحقول والعشرات من الأجانب الذين يحطون الرحال ويغادرون عبر مكاتب اللوجستيك في المطار القديم، رحلات قادمة وأخرى مغادرة، تموين، ومواد وقطع غيار، وقود وعمالة مستغلة أقرب للسخرة منها للعمالة، و ما لا يعرف أيضا أن عمليات بتروناس منحت كعمولات لشركات مقربة من النظام وشخصيات من داخله عسكرية و سياسية واجتماعية، كانت في كل مرة يعاد تشكيلها بطريقة (قسمة الكعكة) ولشركة اللوجستيك شانكر شركة أجنبية ألمانية للوجستيك منحت مزاياها لأهل عبد الله أيام ولد الطايع لمزيد من الثراء على حساب الثروة الموريتانية والاتفاقيات الاقتصادية وعلى حساب الشعب الموريتاني، ولزيادة النفقات على المستثمرين، بما يجعلهم يدخلون في متاهات الرشاوى من تحت الطاولة للإبقاء على أرباحهم، حين وقع الانقلاب في 2005 وقبل أن يتفكك الخيط الجامع للفساد بحثت شانكر عن شريك حماية لها وهي العليمة بطريقة إدارة الاستثمار في موريتانيا ، إذ لا بد أن تعتمد على قريب لرأس السلطة ليحميك من الذئاب المتغولة، تم إدخال عالي ولد الدولة ليكون حارسا لقرابته من رأس النظام، قبل أن يتم استبعاده بعد مشاكل مالية معه وإحلال مفوض الاستثمار السابق محمد عبد الله ولد إياها محله علما أنه هذا الأخير هو مالك المقر الرسمي لشانكر يومها ولديهم به معرفة و يمتلك مفاتيح الولوج للنظام لقربه منه. دور يا زمن. وسيدور الزمن مرات. ستظل شانكر هي الجسم الكبير الذي ينهب تحت مظلة "موري لوغ أو الموريتانية للوجستيك التي يملكها ولد أياها".
الغريب في هذا الملف هو تلك الوظيفة الوهمية (مفوضية ترقية الاستثمار) التي امتدت من حكم ولد الشيخ عبد الله وسميت بمفوضية ترقية الاستثمار وهي الوظيفة التي شغلها محمد عبد الله ولد أياها حتى الانقلاب على ولد الشيخ عبد الله، فحين زار الإمارات و انتهت زيارة الرئيس بقي المفوض في دبي لمدة قاربت الشهر وهو يسوق فرص الثراء و الامتيازات لرؤوس الأموال التي ستستثمر في موريتانيا ، لكن للأسف فلم يكن الرجل مؤهلا ليقنع رأس المال وهو يفاوض من خبر سوء معاملتهم و لصوصيتهم التي جردوا بها العشرات من المليارات من الأجانب و المستثمرين ويكفي للمطلع على ملفات الاستحواذ على ممتلكات الشركاء أن يقوم بزيارة سريعة للمحاكم الموريتانية ليقف على ما يحصل.
أعلن الرئيس إعلي ولد محمد ڤال ذات يوم في 2006 أن موريتانيا لن تفرط في حقوقها وأن "الحفاظ على مواردنا الطبيعية مسؤولية مشتركة وأمانة في عنق كل واحد منا وواجب لا يمكن التفريط به سواء تعلق الأمر بالحكومة الحالية أو بتلك المقبلة". منتقدا بنود الاتفاق مع وودسايد التي عرفت بـ"ملحقات عقود تقاسم الإنتاج النفطي" واستبشرنا خيرا بهذا الإعلان بهذه المحاولة لتصحيح الوضع والتي قد تعيد للدولة الموريتانية أكثر من 200 مليون دولار سنويا من عائداتها النفطية. لكن وودسايد على ما يبدو كانت مدركة لبواعث النظام فأصدرت بيانا في دكار أن خلافها مع نواكشوط بشأن ملاحق وقعها وزير النفط زيدان ولد احميده لن يكون لها تأثير حول بدء الإنتاج المقرر وأن الخلاف لن يكون له تأثير حول حقل نفط أوفشور شنقيطي الذي كان من المقرر أن ينطلق في ذات الشهر فبراير 2006. ليستيقظ الشعب الموريتاني على سجن احميده ويشرب شاي "الظهيرة " على إطلاق سراحه لتتبعه مئات سيارات الدفع الرباعي وتشيعه الزغاريد لبيته في وقت حصرت الجزور والنحائر من كل حدب وصوب وقدم ممثلوا القبائل والمشائخ الدينية لتقديم التهانئ والمباركة بالخروج من السجن. لا أحد يعرف على ماذا أنهي الملف لكن ما هو مؤكد أن السجان حصل على مائة مليون تقريبا مع طي الملف وملاحقه حتى اليوم.
خرج ولد احميده من سجنه دون أن يقدم لمحاكمة أو يفتح الملف إلا في شقه المالي مع وودسايد أو بصورة شخصية معه مع جهات أخرى ربما ليس من بينها القضاء ولا مكافحة الفساد، إنه أقرب لقاضي الطمع!! فكم دفع ولد احميده لقادة القصر ليخرج من سجنه؟؟ و كم دفع لهم ليعود للقصر مستشارا؟ وما علاقته بافتتاح مركز أعمال لندن الجديد؟ هل هي تجربة ونسخة محدثة من مكتب لندن الذي قاده وقاد منه عملياته القذرة ضد الاقتصاد الوطني وضد سمعة الاستثمار الموريتاني التي أوصلها للحضيض. يمكن للقصر الرمادي أن يرد!!
ورغم أن ولد محمد ڤال والمجلس العسكري عموما أو خصوصا شريك في المهزلة فإنه لم يستطع إخفاء حزنه للاحتفاء بلص باع ثروة بلاده لكنه لم يكن سوى "عيب الحمير بالدبر"، كما يقال فلا المجلس العسكري كان يريد فعلا استعادة الممتلكات المنهوبة ولم يكن يريد للعدالة أن تأخذ مجراها إلا بقدر عوائدها على بعض شخوصه.
وفي يونيو 2006 وقع وزير النفط ممثلا للمجلس العسكري الاتفاق الذي غادرت بعده ووسايد بعشرين شهرا تقريبا بعد بيعها لكافة معداتها وآلياتها وحصتها في شنقيط واستثماراتها واكتشافاتها في الماء واليابسة لبتروناس الماليزية في سبتمبر 2007 م وسط انتقادات كبيرة في الصحافة الاسترالية وتهم الفساد والرشاوى التي طبعت ملف التسوية والخروج من موريتانيا للأبد.
في فبراير 2006، استنكرت الحكومة الموريتانية التعديلات على اتفاقية نفط أُبرمت في عهد الرئيس السابق معاوية ولد الطايع مع شركة وودسايد للنفط الأسترالية. في 2004، وافقت وودسايد على استثمار 600 مليون دولار في تطوير مشروع شنقيط البحري للنفط. التعديلات المثيرة للجدل، التي أعلنت السلطات الموريتانية أنه قد تم التوقيع عليها "خارج الإطار القانوني للممارسات المعتادة، على حساب البلاد"، يمكن أن تكلف موريتانيا ما يصل إلى 200 مليون دولار سنيواً، وفقا لبي بي سي نيوز. وقعت وودسايد الاتفاقية بعد أسبوعين من تشريع 1 فبراير 2005 الذي يجيز التعديلات الأربعة، وهي تنص على تخصيص حصة أقل للدولة من عائدات النفط، وتخفيض الضرائب بنسبة 15 في المائة في مناطق معينة. كما أنها خففت القيود البيئية، ووسعت مدة ونطاق الاستغلال واحتكار الاستكشاف، من بين تدابير أخرى.
تم التوقيع على التعديلات المتنازع عليها من قبل وزير النفط السابق زيدان ولد حميدة في فبراير 2004 ومارس 2005. وقد اعتقل حميدة في يناير 2006 بتهمة ارتكاب "جرائم خطيرة ضد المصالح الاقتصادية الأساسية للبلاد".
أعلنت سلطات نواكشوط أن الحكومة ستسعى على الأرجح إلى التحكيم الدولي، الأمر الذي تفكر فيه وودسايد أيضاً.
حقل شنقيط الذي اكتشف في 2002، تبلغ احتياطياته المحققة 120.000.000 من النفط. في نهاية ديسمبر 2005، قدرت السلطات أنه في عام 2006، ستكون أرباح النفط 47 مليار أوقية (حوالي 180 مليون دولار) الذي يمثل ربع ميزانية الدولة، حسب راديو فرنسا الدولي.[2]
يزعم أن بعض شركات النفط الأمريكية تلعب دوراً في الفساد المتعلق بالنفط في موريتانيا.[3]
في نوفمبر 2017، أعلنت الشركتان البريطانيتان نيل أويل وسترلينگ إنرجي عن انساحبهما من البلوك C10 في الحوض الساحلي ابتداء من نهاية نوفمبر 2017 طلبت الشركتان التجديد ومهلة بسنة لمواصلة التنقيب للتأكد من النتائج والاطمئنان لها لكن الحكومة رفضت وهي بذلك تعيد الكرة للشركة التي ستفرض عليها الظروف أما المخاطرة أو الانسحاب وهو ما يترب عليه بند جزائي بـ8 مليون دولار ستكون فرصة للثراء للممسكين بالملف وشركاؤهم مقابل عودة المقطع والبحث عن منقب آخر وبنود آخرى وعمولات أخرى.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الغاز الطبيعي
صنّف تقرير الاتحاد الدولي للغاز لسنة 2018 موريتانيا في المرتبة السادسة بين 24 دولة ضمن المشاريع الجديدة المقترحة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال من طريق المنصات العائمة. ويقدّر التقرير الطاقة الموريتانية القابلة للاستخراج عبر المنصات العائمة، بـ4.6 مليون طن سنوياً.
قد يتعزز موقع موريتانيا كبلد منتج للغاز مستقبلياً، مع الإعلان، في يناير 2019، عن اكتشاف بئر جديدة على بعد عشرات الأميال من العاصمة نواكشوط، ضمن المياه الاقليمية الموريتانية، ويزيد احتياطي هذا الحقل على 60 تريليون متر مكعب من الغاز، أي ما يساوي ثمانية أضعاف بئر السلحفاة.[4]
حقل السلحفاة آحميميم
- مقالة مفصلة: حقل السلحفاة للغاز
حقل السلحفاة آحميميم هو الاسم الذي يطلق على حقل الغاز المشترك، الواقع على الحدود البحرية بين موريتانيا والسنغال، والذي سيبدأ التصدير في 2021 أو 2022. الرئيسان الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، والسنغالي مكي سال، وقعا في فبراير 2019 في العاصمة نواكشوط، مع شركتي ب پ وكوزموس إنرجي اتفاق استثمار حقل الغاز المشترك. ووقع البلدان اتفاق تقاسم عائداتهما من ثروة الغاز مناصفة. وتقدَّر بريتش بتروليوم احتياطيات تلك المنطقة بأكثر من 450 مليار متر مكعب، مؤكدة أنها بصدد اتخاذ قرار استثماري. علماً أن تنفيذ هذا المشروع قد يستغرق عقوداً عدة.
في 29 أكتوبر 2019، أعلنت بي پي وكوزموس اكتشاف حقل غاز عملاق، (بير الله والسلحفاة ويكار ترانگا)، في المياه العميقة مقابل موريتانيا ويمتد لمياه السنغال، باحتياطي يترواح من 50-100 تريليون قدم مكعب، وهو أكبر حقل في العالم يُكتشف هذا العام. إقامة محطة إسالة عائمة بقدرة 30 مليون طن سنوياً (بحلول 2030). بالمياه الموريتانية. وسيغذي السوق السنغالية أيضاً. وهو أكبر حقل غاز بحري في العالم لهذا العام.[5]
التكاليف والعائدات
إنتاج الحقول المشتركة بين موريتانيا والسنغال قسمان: قسم لتغطية تكاليف التنقيب والاستثمار، وقسم خاص بتوزيع العائدات، مع أن لكل بلد خصوصيته. على الرغم من حداثة موريتانيا في هذا القطاع، حاول الجانب الموريتاني الاستفادة من خبرته في التعامل مع شركات الطاقة العالمية، خلال استثمار حقل شنقيط، مطلع الألفية الحالية. وترى النائب السالمة أعمر شين أن الغاز سيشكل إضافة كبيرة إلى مصادر الثروات في موريتانيا وتردف قائلة إن "الاتفاقيات الموقعة مع الشركات الأجنبية لاستخراج الغاز من المياه الإقليمية الموريتانية تمت وفق أفضل الشروط المطبقة عالمياً، سواء أكان من حيث النسبة التي ستحصل عليها موريتانيا أو من حيث الالتزامات الأخرى التي تقدمت بها الشركات".
ويقول الخبير الاقتصادي محمد منا الشيباني إن موريتانيا لا تملك ما يكفى من التجربة الميدانية والخبرات البشرية. وهذا ما يضعف قدرتها على التحصن من ثغرات الاتفاقيات الدولية في ميدان الطاقة، سواء أتعلق الأمر بالتنقيب والاستخراج أم بالتسويق. في هذا السياق، يقول الباحث الاقتصادي الحسين الخراشي إنه على الرغم من تبني موريتانيا مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية منذ 2005، فإن المعلومات عن حقول الغاز لا تزال محكومة بالسرية، وما رشح منها يعتبر معلومات عامة فقط. ويتوقع الخراشي، بناءً على تقديرات أولية، أن يبلغ مقدار عائدات موريتانيا من تصدير الغاز المسال في المرحلة الأولى، ما بين 170 و 300 مليون دولار سنوياً، على أن يرتفع مقدار هذه العائدات تدريجاً.
الاحتياطيات
تبلغ احتياطات الغاز، التي اكتشفت إلى الآن في الحقل الذي يقع على بعد نحو 300 كلم جنوب غربي العاصمة نواكشوط في مياه المحيط الأطلسي، نحو 15 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي العالي الجودة، وفق الرئيس التنفيذي للشركة بوب دالي. ويرى اقتصاديون أن الاكتشافات الجديدة تؤهل موريتانيا إلى صدارة الدول المصدرة للغاز، خصوصاً إذا تم تأكيد ارتفاع حجم الاحتياطات من 15 إلى أكثر من 50 تريليون قدم مكعب، وفق ما تتوقع بريتش بتروليوم. المؤشرات الواعدة اسالت لعاب شركات النفط العالمية، في مقدمها بريتيش بتروليوم وأكسون موبيل وشال وتوتال التي تعد من الشركات الخمس العملاقة في العالم، والتي تتنافس في موريتانيا على حقول التنقيب براً وبحراً.
الإنتاج والتسويق
يتوقع الخبير الاقتصادي محمد منا الشيباني أن تغدو موريتانيا قطباً اقتصادياً وازناً في العقود المقبلة، نظراً للموقع الاستراتيجي لهذه الحقول التي لا يفصل بينها وبين القارة الأميركية سوى عرض المحيط الأطلسي والمسافة بينها وبين الاتحاد الأوروبي ليست بعيدة. ويلتقي الباحث الاقتصادي الحسن الخرشي مع هذا الرأي، ويرى أن أسواق دول أوروبا الغربية قد تكون هي المستهدفة بالتسويق أولاً. والمسافة عبر الأنابيب البرية تقدّر بنحو 4700 كلم، ونحو 1600 كلم عبر الأنابيب البحرية.
الكهرباء
- مقالة مفصلة: محطات توليد الطاقة في موريتانيا
المحطات الحرارية
اسم المحطة | المدينة | نوع الوقود | السعة بالميجا واط | سنة الانتهاء | أصحاب المحطة | ملاحظات |
---|---|---|---|---|---|---|
محطة نواذيبو الحرارية | نواذيبو | الغاز الطبيعي | 120 | 2014[6] | صملك (الشركة الموريتانية للكهرباء) | قيد التطوير |
محطات طاقة شمسية
اسم المحطة | المدينة | السعة بالميجا واط | سنة الانتهاء | أصحاب المحطة | ملاحظات |
---|---|---|---|---|---|
محطة نواكشوط للطاقة الشمسية | نواكشوط | 15 | 2013 | شركة أبوظبي لطاقة المستقبل | تعمل[7] |
محطات طاقة الرياح
اسم المحطة | المدينة | السعة بالميجا واط | سنة الانتهاء | أصحاب المحطة | ملاحظات |
---|---|---|---|---|---|
محطة نواذيبو | نواذيبو | 7 | صملك (الشركة الموريتانية للكهرباء) | قيد التطوير[8] | |
محطة نواكشوط | نواكشوط | 30 | 2015 | تحت التفاوض[9] |
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الطاقة المتجددة
تشهد الطاقة المتجددة إهتماماً متزايداً بموريتانيا كما باتت جزءاً مهماً من مصادر الطاقة الكهربائية المزودة للعاصمة نواكشوط عبر محطة الشيخ زايد للطاقة الشمسية. وتسعى الحكومة الموريتانية لتوسيع تجربة الطاقة لتشمل مناطق مختلفة بالبلاد.
انظر أيضاً
المصادر
- ^ "النفط الموريتاني الثروة المفقودة". وكالة الأخبار الموريتانية. 2017-11-06. Retrieved 2019-05-24.
- ^ "Mauritania and firm row over oil". BBC News. 2006-02-06."Crise ouverte avec la compagnie pétrolière Woodside". Radio France International. 2006-02-06.
- ^ Looking Glass News. "Mauritanian coup has Bush administration[sic]/Big Oil fingerprints". Looking Glass News. Retrieved 2010-03-29.
- ^ "الغاز الموريتاني قريباً في الأسواق: نقمة أم نعمة؟". إندپندنت عربية. 2019-02-10. Retrieved 2019-05-24.
- ^ "Giant deepwater gas find offshore Mauritania could be largest of 2019". offshore-mag.com. 2019-10-28.
- ^ Nouadhibou Thermal Power Plant Expected To Come Online In 2014 Archived 2016-03-05 at the Wayback Machine
- ^ Reported To Be The Biggest Solar Plant In Africa In 2013 Archived 2014-03-16 at the Wayback Machine
- ^ Sourcing of Financing In 2013 Archived 2016-03-04 at the Wayback Machine
- ^ "Mauritania: first wind 30 MW energy plant inaugurated", in The North Africa Post, 26 November 2015 Archived 2017-07-01 at the Wayback Machine