الشعلان (دمشق)
الشعلان هو حي من أحياء مدينة دمشق في سوريا. يقع "حي الشعلان" غربي جادة الصالحية، حدود منطقة الشعلان تمتد من زاوية معهد الفرنسيسكان- دار السلام- وتنتهي مع بداية حي السبكي، الذي يبدأ بحديقة السبكي الفسيحة، المتنفس الطبيعي للحيين، وتوازي جادة الحمراء وجادة عرنوس.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تسمية الحي
اشترى نوري الشعلان أمير قبيلة الروّلة في مطلع العشرينيات من القرن الماضي، دار ياسين باشا الهاشمي رئيس الوزراء العراق السابق الكائنة في حي الشعلان بدمشق، ومنذ ذلك الحين بنى الشيخ نوري مسجداً بجوار منزله، واتخذ المسجد والحي الشهير تسميتهما من كنيتة الشعلان.[1]
يقول أحمد الأبش في كتابه معالم دمشق القديمة إن "محلة غربي جادّة الصالحية – الشعلان- كان موضعها في العهد العثماني بمنطقة تعرف (طاحون الوز)، وكان على الشمال منها محلة الشهداء والتي تعرف باسم (جسر البط) فيبدو أن هناك رابط بين الاسمين، لعل الوز والبط كان يرى هنا قديماً"، ويضيف الكتاب أن "اسم جسر البط ضاع في ذاكرة الناس وبقي طاحون الوز حتى الثلاثينات معروفاً بعبارة زقاق الوز".
وحول تسمية الحي بالشعلان يشير الأبش إلى أن "آل الشعلان هم أمراء قبيلة الروّلة من بكر بن وائل والتي ذاع صيتها بقوة البأس والكرم، وتخلد ذكرها في روايات حروب البادية وغزواتها"، " لافتاً إلى أن "اسم الشعلان فهو نسبة إلى جد العائلة الذي استخلص إمارة العشيرة من آل القعقاع، ومعنى الاسم الأشعل من خالط شعره بياض، وهو من ألوان الخيل المحمودة".
تاريخ
نشأ "حي الشعلان" في بداية الاحتلال الفرنسي لسورية كضاحية منفصلة عن دمشق القديمة؛ مخصصة لسكن الفرنسيين والإيطاليين في العاصمة، وما لبث أن استقطب عدداً من العائلات الدمشقية وخاصة الموظفين في الحكومة، ليصبح فيما بعد من أشهر الأحياء الدمشقية على الإطلاق.[2]
"حي الشعلان" الذي كان سكناً لعدد كبير من الشخصيات الوطنية السورية قبل الاستقلال وبعده، والذي شهد تاريخه العديد من الأحداث السياسية ما جعله يحمل اسم "شارع الحرية" في خمسينيات القرن العشرين، والذي كان أول حي يدخل نظام "الأباجورات" الخشبية في تصميم أبنيته.
حي الشعلان اليوم
منذ تأسيس الشعلان يلاحظ أن جله من الموظفين التابعين للحكومة ويوجد فيه كثير من العيادات الطبية الخاصة بأفضل الأطباء السوريين ومكاتب لأشهر المحامين وكذلك مكاتب تجارية لأكبر الشركات السورية والأجنبية.
كما ساعده موقعه القريب من جامعة دمشق وبناء محافظة دمشق والبنك المركزي وعدد من الفنادق الفخمة وغيرها من المراكز الحيوية؛ ليكون حياً نشيطاً جداً تجارياً، ومركزاً لكثير من الأعمال في دمشق.
كما يوجد في حي الشعلان أحد أشهر أسواق دمشق وهو "سوق التنابل" الذي يقدم إلى جانب الفواكه والخضراوات واللحومات؛ الخضراوات المجهزة للطبخ الفوري، كالبقدونس المفروم والكوسا المحفورة ما جعل الناس تطلق عليه "سوق التنابل" وسوق الأجانب.
العمران
تميزت أبنية في حي الشعلان بطابعها الأوروبي، وبواجهات من الحجر الكلسي الأبيض، وأسقف داخلية عالية، تزيد على أربعة أمتار، وأبواب خارجية كبيرة، كانت خشبية في البداية، لتتحول إلى أبواب حديدية، وقد حلت الأبجورات الخشبية الحديثة محل الخصوص الخشبية التي غطت نوافذ البيت الدمشقي التقليدي، وربما استورد الفرنسيون آلات نجارة حديثة لصنع الأبجورات التي انتشر استعمالها في مجمل الأبنية الحديثة فيما بعد، وعلى الرغم من انتشار الأبنية الإسمنتية إلا أن منطقة الشعلان لم تخلُ من وجود بيوت دمشقية تقليدية نموذجية، إلا أن التوسع المعماري استطاع أن يقضي عليها وعلى المساحة الخضراء الموجودة سابقاً، والتي كانت ترويها أقنية متفرعة من فرع نهر تورا أحد فروع نهر بردى.
من أهم الأبنية القديمة التي مازالت قائمة حتى اليوم معهد الفرنسيسكان، وكنيسة الآباء الفرنسيسكان، بناء الإسعاف الخيري، بناء "وزارة الصحة"، ومضافة وجامع الشعلان الذي تم إنشاؤه بين عامي 1926-1927م،يخضع مسجد الشعلان حالياً للترميم على نفقة "فاعل خير"، إثر تشققات سمحت للمياه بالنفاذ عبرها، حيث لم يرمم المسجد منذ إنشائه عام 1926 ، خاصة انه يخدم ثلاث حارات وهي، الشعلان والصالحية والحمرا، اعتاد سكانها على سماع صدح تكبيراته جيلاً اثر آخر. ومسجد الشنواني يقع إلى الغرب من شارع الحمرا، شرقي مسجد الشعلان، شيده سعيد الشنواني ودفن فيه عند وفاته عام 1933م.
أدى التوسع العمراني إلى توسع جادة الشعلان لتظهر «جادات الحبوبي الأول، والحبوبي الثاني، والثالث، في منطقة كانت تسمى بستان الحبوبي».
المصادر
هذه بذرة مقالة عن الجمهورية العربية السورية تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها. |