الشرق الأوسط الكبير (كتاب)
المؤلف | محمد الخولي |
---|---|
البلد | مصر |
اللغة | عربية |
الموضوع | الشرق الأوسط |
الناشر | دار الهلال |
الإصدار | 2008 |
عدد الصفحات | 264 |
الشرق الأوسط الكبير ، هو كتاب سياسي من تأليف محمد الخولي صدر عن دار الهلال في 2008. ويتناول الكتاب الأفكار والدعوات الناشئة عن الغرب في أمريكا و أوروبا بالنسبة لمشروع "الشرق الأوسط الكبير" وخاصة من خلال "وثيقة اسطنبول التأسيسية" التى توصلت إليها مجموعة من الباحثين والخبراء المرموقين في الغرب حول أبعاد هذا المشروع وغاياته، سواء في جانب التحول الديمقراطى أو جانب التنمية الإنسانية. ويحرص الكتاب على إغناء هذا الموضوع من خلال عرض واف ودقيق لنصوص هذه الوثيقة الجوهرية مع طرح دراسة لها بمنهج التحليل النقدى، فضلاً عن عرض وتحليل التصورات- السيناريوهات الثلاثة التى صاغتها الجمعية العالمية للمستقبل في أمريكا من أجل التصدى بأساليب مبتكرة لقضية الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى بوصفها محور المشكلات في منطقة الشرق الأوسط ، إلى جانب رؤية لمستقبل المنطقة على ضوء التطورات المستجدة التى تستهدف إخضاعها لعملية سايكس-بيكو جديدة، بغرض تجزئتها سياسياً وتشويه أنساقها الثقافية وزعزعة استقراها. . [1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فصول الكتاب
يتكون الكتاب من أربعة فصول:
- ورقة إسطنبول.
- تحليل نقدي لورقة إسطنبول.
- القضية الفلسطينية.
- نظرة على المستقبل.
فكرة الكتاب
في تناول دقيق لمنطقة الشرق الأوسط ومحاولة لتحليل الأوضاع السياسية الراهنة في تلك المنطقة المليئة بالصراعات ، يحاول الدكتور محمد الخولي البحث في تاريخ الشرق الأوسط ونرى في كتابه على التوالي فيبدأ بإستعراض ورقة اسطنبول ، ثم يقوم بعمل تحليل نقدي لوثيقة اسطنبول ، ويدخل بعدها إلى عمق القضية الفلسطينية وأخيرا يقوم بنظرة على المستقبل. [2]
والكتاب يبحث في مقارنة بين كندا ومنطقة الشرق الأوسط ، ولكن ما أبعد الفارق بين الحالتين: كندا دولة تعاني من وفرة في المساحة ونقص في التاريخ ، اما الشرق الأوسط فهو منطقة تعاني العكس تماما من نقص في المساحة ووفرة في التاريخ. وهذا النقص في رقعة الشرق الأوسط زاد تفاقما بفعل اقتطاع قطعة من قلب المنطقة هي أرض فلسطين واعطائها الى حركة عنصرية وعدوانية حملت اسم الصهيونية كي تقيم كيانا عنصريا بدوره وعدوانيا بحكم نشأته اسمه اسرائيل ، وكان ذلك هو المشروع الاستيطاني ، النيو- امبريالي الذي وجدت فيه أوروبا الحل السعيد لوجع في قلبها كان يؤرقها تحت اسم «المشكلة اليهودية» رغم انه الحل الذي جاء على حساب فلسطين الارض- الوطن- الشعب وبقدر ما كان افتئاتا على الحقيقة التاريخية والجغرافية والديموغرافية على السواء. لم تقتصر الوفرة التي نعم بها الشرق الأوسط على عنصر التاريخ ، بل أضيف اليها منذ أوائل القرن العشرين عنصر وفرة الموارد التي جاء في مقدمتها بداهة البترول حيث لاتزال المنطقة تحفل بنحو ثلثي الاحتياطيات العالمية من هذه السلعة الاستراتيجية التي لا تقتصر أهميتها على عمليات الاستكشاف والانتاج والتكرير بقدر ما تنسحب الأهمية أيضا على جوانب النقل البري (شبكات خطوط الانابيب) والبحري (السفن- قناة السويس- مضيق هرمز- باب المندب- المنافذ السورية والتركية) وعلى حركة أسواق الأوراق المالية في العالم كله.
لماذا تهتم أميركا بهذه المنطقة
مشكلة المشاكل في تعامل أميركا خصوصا، مع الشرق الأوسط انما تنبع من حقيقة ان أميركا نفسها بلد يعاني بدوره ما يمكن ان نصفه بانه «انيميا التاريخ»، فعمرها الآن 232 سنة فقط، فاذا بها بحكم عوامل استراتيجية شتى في صدارتها اسرائيل والبترول مضطرة الى التعامل والتعاطي مع منطقة الشرق الاوسط بكل تعقيداتها وكل عراقة تاريخها الموغل في الزمن، وتتقاطع معه خطوط متباينة ومتشابكة من مختلف الثقافات والديانات والاثنيات التي عرفت كيف تتعايش معا عبر هذا التاريخ الطويل، الامر الذي جعل راسمي السياسات ومهندسي صنع القرار في أميركا يتعرفون على المنطقة من زوايا رئيسة ثلاث هي: الزاوية العربية، الزاوية الغربية والزاوية الشرق- اوسطية، وقد شهد عقد التسعينيات من القرن الماضي تصاعدا في زيادة الاهتمام بهذه القضايا بالذات، لانه العقد الذي شهد زوال قوة عظمى (الاتحاد السوفيتي) واستفراد أميركا بالقوة العظمى كقطب أوحد بالذات، وكان سقوط جدار برلين عام 1989 هو جرس الانذار الزاعق نذيرا بهذا التداعي والسقوط بعد 45 سنة من الحرب الباردة. وفي بداية العقد جاء غزو الكويت الاحمق من قبل حاكم أرعن الذي استدعى عودة الولايات المتحدة الى التدخل عسكريا ضمن تحالفات ضمت عدداً من الاطراف العربية، وكان ذلك بعد ثمانية أعوام من آخر انسحاب أميركي من لبنان اثر كارثة مصرع «المارينز» في غمار عملية انتحارية تمت بشاحنة متفجرة في بيروت.
البُعد العروبي في الستينيات
كان البُعد العروبي في النظرة الى الشرق الاوسط مُكرَّسا في عقد الستينيات بالذات من القرن الماضي؛ وكان ذلك بديهيا في ضوء تصاعد عنفوان حركة المد القومي العربي ابّان فترة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ومع بداياتها استخدم مصطلح الشرق الاوسط غداة حرب 1956 وتحديدا عام 1957 حين طرح الرئيس الاميركي ايزنهاور مشروعه الشهير (ملء الفراغ في الشرق الاوسط). وجاء ذلك في ضوء تداعي ثم انهيار الامبراطورية البريطانية التي غربت شمسها في معارك بورسعيد والقناة ثم الامبراطورية الفرنسية التي بدأت تلفظ انفاسها الأخيرة في جبال الجزائر، والهزيمة الساحقة في فيتنام للجيش الفرنسي في معركة «ديان بيان فو» عام 1954.
البعد الإسلامي في النظرة الأميركية
يتجلى بصورة أو بأخرى من واقع الشعارات التي عمدت الخارجية والمخابرات المركزية C.I.A الى رفعها واستغلالها لمواجهة المد العربي القومي الذي كانت تقوده مصر- عبد الناصر.. وتم ذلك منذ أواخر الخمسينيات تحت شعار الحلف الاسلامي حيث كان القصد بالذات هو تكريس الدور الايراني في عهد الشاه وتعزيز الدور السعودي وخاصة في أعقاب دعم القاهرة للثورة اليمنية عام 1963، بيد ان البعد الاسلامي ما لبث ان اصبح ملمحا ثابتا بل وتوصيفا استراتيجيا لأوضاع الشرق الاوسط بعد اندلاع الثورة الايرانية عام 1979 وسقوط نظام الشاه، ويومها عمد زبغنيو برجنسكي، مستشار الأمن القومي للرئيس كارتر الى طرح مقولته الشهيرة حول خطر اسلامي بدأ يلوح في الأفق محذرا مما وصفه بانه «هلال المتاعب وقوس الأزمات»، وقد شهد عقد التسعينيات دراسات تحاول متابعة التعاطي الاميركي مع البعد الاسلامي للمنطقة ذاتها.
تشابك علاقات أميركا مع الشرق الأوسط
اشتبكت علاقات اميركا في حروب مع منطقة الشرق الاوسط منذ حركة الاستقلال الاميركي ذاتها.. وثمة نقطتان في هذا الصدد، أولاهما، الولايات المتحدة والعالم الاسلامي 1776- 1815 والثاني تركة حروب البربر، والمقصود بها حروب الأساطيل والبعوث الاميركية في تلك الفترة الباكرة منذ فجر تاريخ اميركا المعاصرة مع القوات البحرية لمسلمي شمال افريقيا التي كانت تسيطر على غربي البحر المتوسط ومنه الى المحيط الأطلسي. عندما وصل العالم ووصلت اميركا الى ختام القرن العشرين، ومع حلول سنة 2000، قبض على زمام السلطة في واشنطن فصيل المحافظين الجدد الذين بشروا (أو انذروا) بمخططات الفوضى الخلاقة وبضرورة تنفيذ سياسة ودور الهيمنة الاميركية ولو باستخدام القوة الجبرية المسلحة. وتزامن هذا الخط السياسي مع استيعاب دوائر صنع القرار، في الرئاسة والبنتاغون لا سيما عناصر تنتمي الى اللوبي الاسرائيلي أو الى الفصيل المتعصب الذي رفع شعار المسيحية الصهيونية.
سياسة الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة
ومن المفارقات ان أجندة السياسة الخارجية للحزب الجمهوري ومن ثم قيادة بوش الراهنة، قد تولى صوغها كونداليزا رايس، في صيف عام 1998، ولم تكن تعكس حماسا.. دع عنك التزاما ازاء قضايا الشرق الاوسط في بُعديه العربي او الاسلامي، وانما كان الهم الأكبر هو تأكيد سطوة اميركا وتكريس انتصارها على غريمها الشيوعي بوصفها زعيمة الرأسمالية في العالم وفي التاريخ، ثم تركيز اهتمامها بقضايا اقليمها الأوسع والمتاخم في نصف الكرة الغربي وخاصة اميركا اللاتينية. بيد ان رياح الاحداث ما لبثت ان أتت بعاصفة 11 سبتمبر 2001، وما تبعها من ضرورات استعادة الاهتمام بالبعد الاسلامي في الشرق الاوسط باعتباره المنطقة- المنبت او معمل التفريخ الذي انتج فصيل اسامة بن لادن وأتباعه، هؤلاء الذين وضعت في أعناقهم تبعات جريمة المركز التجاري في نيويورك وقصف البنتاغون في واشنطن وما لبث بن لادن وكبار معاونيه ان أعانوا- من خلال شرائطهم وتصريحاتهم على تأكيد وتثبيت هذه التهمة. هكذا عادت تسمية «الشرق الاوسط» لتطل برأسها ولكن في اكثر من ضوء جديد.
كان هناك مصطلحات الفكر السياسي الاميركي التي تحدثت عن (الدول المارقة) وبعدها عن دول (محور الشر)- العراق، ايران وكوريا الشمالية، ثم الدول (راعية الارهاب) وكانت مثل هذه المصطلحات تجسد موقف التربص المعادي الى درجة التحريم لعدد من الدول التي يصدق عليها باستثناء كوريا الشمالية- انها دول شرق أوسطية عربية ومسلمة أيضا.
كان ثمة نظرة ثالثة الى الشرق الاوسط.. بدت وكانها مبشرة بقدر ما بوعود التفاؤل وقد تجسدت فيما طرحه السياسي الاسرائيلي المخضرم شيمون بيريز مع أوائل التسعينيات تحت مقولة الشرق الاوسط الجديد وهو عنوان الكتاب الذي أصدره وقتها مبشرا بما تصوره من آفاق التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين اسرائيل وسائر دول المنطقة العربية، وان كانت مطارحات الغزل الاسرائيلي قد توسعت لتومئ بصورة أو بأخرى الى كل من ايران وتركيا، ولأمر ما.. تلقف دهاقنة الساسة الاميركية مقولة بيريز ورددوها في معزوفات متكررة عن الشرق الاوسط ولكن في اطار تنويعات شتى تنسجم مع أهداف وأفكار المحافظين الجدد في اميركا ومع آليات التنفيذ التي استخدموها، حيث تتلخص الأهداف بداهة في: ضمان أمن اسرائيل وتفوق اسرائيل النوعي على صعيد المنطقة فضلا عن تحقيق أهداف أميركا التي جمعت مع مطالع القرن الجديد بين تكريس الهيمنة والمصالح الاقتصادية الاميركية في المنطقة على انقاض حركة المد القومي العروبي (وخاصة فيما يتعلق بدور القاهرة الريادي في ذلك الاطار باعتبار ان تنامي هذا الدور كفيل بالانتقاص من الدور المطلوب الذي تؤديه اسرائيل). ويضاف الى هذا كله هدف مواصلة الحرب الاميركية على ما اصطلحت واشنطن على وصفه بانه الارهاب، (الاسلامي) ان شئت التدقيق.
الشعارات المستجدة
في هذا الاطار تطايرت في سماوات عالم القرن الحادي والعشرين مسميات مبتكرة وشعارات مُستجدة في محاولة لتوصيف المنطقة ما بين الشرق الاوسط الموسع، الشرق الاوسط الجديد، الشرق الاوسط الكبير. وبقدر الاختلاف في طرح هذه التوصيفات او الغايات التي تستهدفها، بقدر ما كان الاختلاف ايضا من حيث آليات التنفيذ: ما بين العنف العقائدي البالغ درجة التعصب الذي كانت ومازالت تصدر عنه فصول من جماعة المحافظين الجدد Neo Conservatives وهم عُصبة الصقور أو «امراء الظلام» كما يسمونهم أحيانا في دوائر واشنطن وكان في مقدمتهم عناصر صهيونية قمة مثل «شارلز بيرل» مسؤول الاستراتيجية السابق في البنتاغون، اضافة الى كوندوليزا رايس وزيرة في خارجية الرئيس بوش بعد ان خرجت من اطار تأثير عناصر كانت تشيع قدرا من الاعتدال في السلوك السياسي للادارة الاميركية في ولايتها الأولى من أمثال الجنرال كولن باول، سلفها في حقيبة الخارجية او تشارلز هاس نائب وزير الخارجية السابق. وقد تحولت السيدة رايس جذريا الى جبهة الصقور بكل عنصريتها المتصلبة بل المتعصبة على نحو ما دلت عليه تصريحاتها (لاسيما أثناء اندلاع حرب 2006 بين حزب الله وقوات الزحف الصهيوني في لبنان). وربما يرجع ذلك الى شعور بالاحباط ازاء فشلها. وهي على رأس الدبلوماسية الاميركية، وموضع الثقة المحوري للرئيس بوش، في طرح صورة ايجابية لاميركا في عقل ووجدان شعوب العالم، فضلا عن ورطة الجيش الاميركي في العراق، حتى ان الاستطلاعات في الشرق الاوسط بل وفي غرب اوروبا كلها شهدت بتدهور صورة اميركا وانحسار التأييد لها او الاعجاب على مستوى الرأي العام الجماهيري.
ماذا يريدون
هكذا سمحوا لانفسهم ان يتناولوا الشرق الاوسط تمهيدا لان يشيعوا فيها الفوضى المطلوبة تمهيدا لاعادة تكوين وتشكيل عناصرها في اطار ما أصبح يطلق عليه المحللون السياسيون بانه «سايكس بيكو» جديدة تقضي باعادة رسم حدود دول المنطقة وقضم وقطع أجزاء من الدول القائمة بقصد الحاق هذه الاجزاء بدول مجاورة لها او اصطناع كيانات سياسية جديدة تقوم هنا او هناك على أساس عرقي او على أساس طائفي او على اساس مذهبي ولكن عند الضفة الاخرى من هذه القضايا، مازال هناك مدرسة مؤثرة اخرى في الادارة والفكر السياسي الاميركي وقد توصف بانها أقرب الى التعقل السياسي والعقائدي. وربما يرجع هذا التاني أو الرصانة الى محاولتها قراءة تاريخ الشرق الأوسط وتطوراته بشكل أقرب الى الموضوعية العلمية فضلا عن واقعه الراهن المعيش.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المحالفة الأطلسية
وهي اطار يشير الى نهج التعاون الوثيق على ضفتي المحيط الاطلسي بين الولايات المتحدة ودول اوروبا الغربية وبحيث يصل هذا النهج المتعقل في المقاربة السياسية الى حد اشراك تركيا في هذا المضمار. هذا النهج الرشيد يفهم بدوره انه لا سبيل الى تحقيق مصالح الغرب وهي هائلة في الشرق الاوسط من خلال حكاية الهدم أو التدمير.. دع عنك الفوضى ولو بدعوى انها خلاّقة كما يتشدق بها المحافظون الجدد في اميركا.. بدلا من ذلك يطرح النهج المتعقل شعارا وهدفا يبدو أكثر رشدا وربما أشد جاذبية لدى شعوب المنطقة نفسها، ويتألف هذا الشعار من عنصرين: التحول الديموقراطي، التنمية الانسانية (أو البشرية).
الصراع العربي- الإسرائيلي
ان الصراع الفلسطيني (العربي)- الاسرائيلي (الصهيوني) هو قضية القضايا وجوهر مشاكل منطقة الشرق الاوسط، وعليه، فلا يمكن تصور مستقبل أفضل، بمعنى أكثر استقرارا أو أقرب تبشيرا بالسلام في المنطقة، سوى بطرح تصورات، بمعنى نهج او سبل لمقاربة قضية فلسطين- اسرائيل وبصورة تضمن حلولا متوازنة.. معقولة لهذه القضية. ومن محصلة هذه الطروحات والرؤى والتصورات, التي تجمع كما ألمحنا بين وعي التاريخ ورصد الحاضر ورسم خطوط للمستقبل، يمكن للقارئ ان يحيط بصورة أشمل، وربما أعمق لما أصبح يعرف في الأدبيات السياسية المتداولة باسم «الشرق الأوسط الكبير».
المبدأ الأساسي
لا سبيل على الاطلاق لأي تغييرات تتم في المنطقة وتأتي من خارج حدودها.. او بغير قناعة تتوافر كاملا من جانب جماهير شعوبها وبالذات من جانب النخب المفكرة والمثقفة التي تنتمي أصلا الى هذه الشعوب. على رغم ان من بين الاطروحات والشعارات الرسمية في مجال السياسة الاميركية والغرب- اوروبية الراهنة ما يذهب الى اطلاق بالونات اختبار لرصد ردود الفعل والاستجابات المحتمل اتخاذها من دوائر شتى. ومنها ما يصدر عن مشاعر أقرب الى الاستعلاء العنصري المتعصب.