الشذور الذهبية في المصطلحات الطبية
الشذور الذهبية في المصطلحات الطبية هو معجم طبي جمعه العالم اللغوي المصري محمد عمر التونسي في مدرسة الطب في عهد محمد علي باشا في عقد 1820.
بعد قيام مدرسة طب القصر العيني في عهد محمد علي باشا، رأى القائمون على المدرسة ضرورة وجود معجم للمصطلحات الطبية يساعد الطلاب في متابعة دراسة الطب الحديث، وكانت الدراسة باللغة العربية، فأحضر كلوت بك معجما طبيا فرنسيا يقع في 8 أجزاء ويشتمل على المصطلحات العلمية والفنية في الطب والنبات والحيوان والعلوم الأخرى ذات الصلة بالطب، وتعاونت المدرسة بكل هيئاتها في ترجمة هذا المعجم الكبير إلى العربية تحت إشراف الدكتور برون الذي خلف كلوت بك في إدارة المدرسة الوليدة.
وقام هذا العميد بتفريق المعجم على أساتذة المدرسة، وقام كل منهم بترجمة المصطلحات التي تدخل في اختصاصه، من أمثال النبراوي أستاذ الجراحة، ومحمد الشافعي أستاذ الأمراض الباطنية، ومحمد الشبابي أستاذ التشريح، وأحمد حسن الرشيدي أستاذ الطبيعة، وحسين غانم الرشيدي أستاذ الأقرباذين (الأدوية)، ومحمد السبكي أستاذ الرمد.
ولم يكتف الدكتور برون بهذا الجهد المشكور في الترجمة، بل أراد أن يضم إلى المعجم الجديد الألفاظ والمصطلحات الطبية القديمة، فوزع على أساتذة المدرسة الذين قاموا بالترجمة القاموس المحيط للفيروز آبادي وأشرك معهم مصححي المدرسة، وطلب منهم أن يستخرجوا من القاموس كل لفظ دل على مرض أو عرض، وكل اسم نبات أو معدن أو حيوان، وكلف أحد مصححي المدرسة وهو العالم اللغوي محمد عمر التونسي باستخراج ما في كتاب القانون لابن سينا وتذكرة داود من مصطلحات وتعاريف طبية وأسماء عقاقير وأدوية.
وقام التونسي بترتيب ما جمع من مصطلحات على حروف المعجم، وراجعه مراجعة دقيقة وقابله مع وكيل مدرسة الطب الدكتور محمد الشافعي، وأطلق على هذا العمل الرائد "الشذور الذهبية في المصطلحات الطبية".
غير أن هذا العمل العظيم لم يعرف طريقه إلى الطباعة، وظل حبيس دار الكتب المصرية ولم ينشر منه إلا 100 صفحة فقط، وهكذا كان حظ أول معجم عربي للمصطلحات الطبية في العصر الحديث أن لا يرى النور ولا يتداول بين طلاب مدرسة الطب المصرية.