السنن الكونية
التمكين في شرع الله لا ياتي عن طريق الشركيات وتنحية حكم الله والتصالح مع الدول المحاربة للاسلام ، لا يأتي الا باتباع امر الله وتحكيم الاسلام في جميع شؤون الحياة وذلك بعد اراقة الدماء في سبيل الله .
وفي هذا الانقلاب درس لكل صاحب مشروع ذو هدف اسلامي وهو ان طريقة التنازلات والتدرج وتقديم المصلحة علي حكم الشرع لا تمكن الانسان من تكوين دولة اسلامية مهما تمادي فيها هذا الباطل ، بل سيتحول في النهاية الي أُلعوبة بيد اصحاب القوة وسيكون سجين لمصلحته التي يريد الحفاظ عليها.
كما ان الاسلام الامريكي الذي ارتضاه اوباما لمصر وتركيا معرض للخذلان من قبل تلك القوى ، وذلك من اجل محو حتى مسمى اسلامي من اذهان الناس متى ما انتهت مصلحتهم من تلك الانظمة المدجنة .
كما ان في ذلك سنة كونية كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( من طلب رضي الناس بسخط الله ، سخط الله عليه واسخط عليه الناس ) ، وما تسلط الفلول والعلمانيين والعسكريين والنصاري وغيرهم على حكم مرسي والاخوان الا مصداقا لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام.
الآن حدثت مفسدة اكبر من المصلحة التي زعموا جلبها عن طريق الحكم الديمقراطي الاسلامي وهي الحرب الشاملة على كل من ينتمي للاسلام من افراد وجماعات ومظاهر وتمكين للعلمانيين والكفرة ، وقد يؤذي كل مسلم من غير حزب الاخوان المسلمين بسبب تقديسهم للدساتير والرضى بها وبالمحاكم الدستورية الكفرية.
كل ذلك لمن ظن ان مصلحة الاسلام قد تجلب بالتخلي عن بعض الامور العقدية ، وهذا اثبات على قصور عقل الانسان ، حيث الواجب اتباع الامر الشرعي دون تحكيم العقل القاصر ، لان من وضعه هو خالق الخلق ومدبر الكون وهو اعلم منا بمصلحة هذا الدين .
واختم بالقول بأن دين الله لا يخدم بالمعصية ، حيث انه مهما عصا الانسان وخالف امر الله من اجل تحقيق مصلحة للاسلام يظنها اعظم فاعتقاده باطل ولن يحقق ما يريد.
مقتطعة من "من سقوط مرسي نأخذ العبر"
والله غالب على امره.