الرقو، اليمن
الرقو منطقة ومدينة وفيها مخيم للاجئين، تقع بمديرية منبه في محافظة صعدة، باليمن وهي متاخمة للحدود السعودية اليمنية.[1] تشتهر بسوق الرقو، إذ تنتشر فيه تجارة السلاح والمخدرات والبشر.[2]
تشتهر منطقة الرقو بأنه معبر للهجرة الغير شرعية إلى السعودية، ينتشر فيها العديد من اللاجئين الأفارقة، الأثيوبيون تحديداً، ويتخذون المنطقة منطلقا للعبور إلى السعودية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الهجمات
هجمات 2019
في 24 ديسمبر 2019، قامت السعودية بقصف سوق الرقو في محافظة صعدة شمال اليمن، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى المدنيين.[3] وأشارت التقارير الميدانية الأولية إلى أن الهجوم على سوق الرقو بمديرية منبه أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 17 مدنياً، بينهم 12 مواطناً إثيوبياً، وإصابة ما لا يقل عن 12 آخرين.
وهذا هو الهجوم الثالث على نفس السوق في شهر واحد؛ حيث قُتل أو جُرح 28 مدنياً في هجوم يوم 20 نوفمبر، كما قُتل أو جُرح 32 شخصاً في 27 نوفمبر، مما يرفع العدد الإجمالي للضحايا المدنيين المبلغ عنهم في سوق الرقو إلى 89.[4]
وأقر التحالف بقيادة السعودية مسؤوليته عن قصف سوق الرقو.
وأعلن العدوان عن "إحالة إحدى نتائج عمليات الاستهداف بمنطقة العمليات إلى الفريق المشترك لتقييم الحوادث، للنظر في احتمالية خسائر عرضية وأضرار جانبية".[5]
هجمات 2021
في 4 أبريل 2021، قصف منطقة سكنية في سوق الرقو، أدى لمقتل وإصابة عشرات المدنين.[6] في 3 يوليو 2021 استهداف التحالف بقيادة السعودية سوق الرقو بمديرية منبه بقصف صاروخي ومدفعي خلف العشرات من القتلى والجرحى من ضمنهم أطفال.[7]
تهريب اللاجئين
تعد الرقو إحدى أبرز مراكز المهاجرين الوافدين الذين يحاولون الوصول إلى السعودية. وقال مهاجرون إن المُهرِّبين عموما أخذوا المهاجرين الأورومو إلى منطقة تسمى الثابت في شمال غرب اليمن، ونُقل المهاجرون التيغرانيون والإثيوبيون من إثنيات أخرى إلى الرّقو. حتى عندما لا يأخذ المُهرِّبون مهاجرين في رحلتهم إلى الحدود، يختار المهاجرون عادة الذهاب إلى مخيمات المهاجرين وفقا لهذا التقسيم الإثني. أوضح الذين تمت مقابلتهم إن المخيمات مقسمة بهذه الطريقة لأسباب لغوية.
مخيم الرقو
يقع مخيم الرّقو غير الرسمي للمهاجرين على الحدود مباشرة. لا يفصله عن الحدود السعودية سوى نهر. قال العديد ممن تمت مقابلتهم إنهم تمكنوا من رؤية المعبر الحدودي، ونقاط حرس الحدود، ومعدات مراقبة الحدود التي وصفوها بأنها "كاميرات كبيرة" من التجمع نفسه.
وصف مهاجرون الرّقو بأنها منطقة شبيهة بالقرية يُقيم فيها آلاف المهاجرين في خيام أثناء استعدادهم لعبور الحدود. وصف بِرهي (18 عاما)، وهو شاب من الرايا في جنوب تيغراي، فرّ من النزاع هناك في نوفمبر 2022، الرّقو:
يعيش هناك 50 ألف شخص على الأقل. العدد الأكبر [من الناس] هم المهاجرون... ينام المهاجرون في خيام... هناك مُهرِّبون ويمنيّون أيضا يعملون هناك ويعتمدون على المهاجرين. قال الذين تمت مقابلتهم لـ هيومن رايتس ووتش إن المُهرِّبين أخذوهم إلى مديرية مُنبّه في صعدة أولا قبل دخولهم الرّقو. وصف هابين (29 عاما)، وهو رجل من تيغراي، العملية في منبه:
للذهاب إلى الرّقو عليك أن تدفع في مُنبّه... يوجد مركز احتجاز في مُنبّه لاحتجاز المهاجرين الذين لا يستطيعون الدفع. يُسيطر الحوثيون على أمن [مركز الاحتجاز]. يرتدون زي الحرس الحوثي. ويعملون مع المُهرِّبين. حلّلت هيومن رايتس ووتش تسع صور التُقطت في أواخر مايو وأوائل يونيو 2023 مُرسلة من منشأة في مُنبّه أكدت أطراف ثالثة أن المُهرِّبين يستخدمونها لاحتجاز المهاجرين قبل السفر إلى الرّقو. تُظهر الصور عشرات المهاجرين متزاحمين قرب خيام برتقالية داخل مُجمّع مُسيّج. باستخدام هذه الصور وصور الأقمار الصناعية، حدّدت هيومن رايتس ووتش منشأة في مُنبّه على بعد 13.8 كيلومتر جنوب شرق الرّقو تتطابق مع وصف "مركز الاحتجاز" الذي قدّمه هابين.
وصف مرهاوي (26 عاما)، وهو رجل من تيغراي، تزايد الازدحام في مخيم المهاجرين في الرّقو في 2023:
الرّقو مزدحم جدا لأن الحدود قاتلة جدا. يبقى الناس في الرّقو بدلا [من العبور]. يُحاول الآن عدد صغير العبور لكن الآلاف يصلون كل يوم. لذلك لا يوجد عمل في الرّقو. الطريقة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي إذا كان لديك نقود في جيبك. تُوضّح صور الأقمار الصناعية الزيادة الكبيرة في عدد الخيام في الرّقو وحوله من يونيو 2022 إلى يونيو 2023.[8]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تصفية اللاجئين
في أكتوبر 2022 كتب خبراء، بالنيابة عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى الحكومة السعودية حول عمليات القتل واسعة النطاق على يد قوات الأمن السعودية. وكتبوا حينها: إن الأمر يتعلق، على ما يبدو، بنمط "ممنهج من عمليات القتل العشوائية واسعة النطاق عبر الحدود، حيث تطلق قوات الأمن السعودية النار على المهاجرين، مستخدمة قذائف المدفعية والأسلحة الصغيرة".
وفي تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش في أغسطس 2023، أن المئات، وربما الآلاف، من المهاجرين الإثيوبيين قتلوا بالرصاص أو أصيبوا بجروح خطيرة على يد قوات حرس الحدود السعودية، بين مارس 2022 ويونيو 2023. إذ أفاد عدد من شهود العيان أن حرس الحدود أطلقوا النار عليهم على الفور في بعض الحالات. وفي حالات أخرى، كانوا يسمحون لهم أولا بدخول الأراضي السعودية، ثم يعترضونهم ويسألونهم عن خططهم، قبل أن يطلقوا عليهم النار. وشهد آخرون أن حرس الحدود السعوديين ضربوهم بالحجارة والقضبان المعدنية. وصف فتى إثيوبي يبلغ من العمر 17 عاما كيف أن حرس الحدود السعوديين أجبروه هو واثنين آخرين من الناجين، على اغتصاب فتاتين ناجيتين. وقبلها أطلقوا النار على رجل معتقل آخر لأنه رفض اغتصاب الفتيات.
ورد مصدر حكومي سعودي بقوله إن اتهامات هيومن رايتس ووتش لحرس الحدود السعودي بقتل مئات المهاجرين الإثيوبيين "لا أساس لها من الصحة، ولا تستند إلى مصادر موثوقة".[9]
المصادر
- ^ "صور توثق الجريمة السعودية الأخيرة بحق المدنيين في صعدة". وكالة الصحافة اليمنية.
- ^ "سوق الرقو اليمني أهم أسواق المخدرات". العربية.
- ^ "بصاروخ باليستي.. الحوثيون يعلنون قصف موقع عسكري سعودي وسقوط قتلى". الجزيرة.
- ^ "ثالث هجوم على سوق الرقو بصعدة خلال شهر يقتل 17 مدنيا على الأقل". reliefweb.
- ^ "قوى العدوان تعترف بارتكاب مجزرة الرقو بصعدة". المنار.
- ^ "13 شهيد وجريح يمني ضحايا جريمة جديدة للسعودية في صعدة". النبأ.
- ^ "غضب مواقع التواصل ضد الصمت الدولي علی مجزرة سوق الرقو". العالم.
- ^ ""أطلقوا علينا النار مثل المطر" القتل الجماعي على يد السعودية بحق المهاجرين الإثيوبيين على الحدود اليمنية-السعودية". هيومن رايتس ووتش.
- ^ ""عمليات قتل واسعة وممنهجة لمهاجرين عند الحدود السعودية"". dw.