الذكاء الاصطناعي في العالم العربي

تتسابق المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لشراء رقائق إنڤيديا لدعم طموحات الذكاء الاصطناعي.

لتعزيز الذكاء الاصطناعي في العالم العربي تقوم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بشراء آلاف من شرائح إنڤيديا عالية الأداء والحيوية لبناء برمجيات الذكاء الاصطناعي، وبذلك تنضمان إلى سباق عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي يضغط على إمدادات أشد السلع المطلوبة من وادي السليكون.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سباق الذكاء الاصطناعي في الخليج

أعلنت القوى الخليجية هدفها في أن تصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يسعى هؤلاء إلى تنفيذ خطط طموحة لتعزيز اقتصاداتهم بشكل مضاعف. ومع ذلك، أثار هذا الدفع مخاوف بشأن إمكانية سوء استخدام التكنولوجيا من قبل قادة الدول الغنية بالنفط والتي تتخذ نظاماً أوتوقراطياً (الحكم الفردي السلطوي المطلق).


المملكة العربية السعودية

ووفقاً لأشخاص مطلعين على هذه الخطوات، قامت المملكة العربية السعودية بشراء ما لا يقل عن 3,000 من شرائح إنڤيديا H100 — وهي معالج يبلغ سعره 40,000 دولار والذي وصفه رئيس إنڤيديا جنسن هوانگ بأنه "أول حاسوب [شريحة] في العالم مصمم للذكاء الاصطناعي التوليدي" — عبر مؤسسة البحث العامة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست).

الإمارات العربية المتحدة

من ناحية أخرى، أمّنت دولة الإمارات العربية المتحدة الحصول على آلاف من معالجات إنڤيديا وقد طوّرت بالفعل نموذجها اللغوي الكبير مفتوح المصدر، المعروف باسم "فالكون"، في معهد الابتكار التكنولوجي التابع للدولة في مدينة مصدر بإمارة أبو ظبي.

"قررت دولة الإمارات العربية المتحدة أنها ترغب في أن تمتلك وتسيطر على قوتها الحاسوبية ومواهبها، وأن تمتلك منصاتها الخاصة ولا تعتمد على الصينيين أو الأمريكان"، وفقاً لشخص ملم بالفكر السائد بأبو ظبي.

"الأمر المهم هو أن لديهم رأس المال للقيام بذلك، ولديهم موارد الطاقة للقيام بذلك ويجذبون أيضاً أفضل المواهب العالمية".

تأتي مشتريات دول الخليج لعدد كبير من شرائح إنڤيديا من خلال مجموعات تابعة للدولة في وقت تسابق فيه شركات التكنولوجيا الرائدة في العالم للحصول على تلك الرقائق النادرة لتطوير الذكاء الاصطناعي. فيما ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" في أغسطس أن مجموعات تكنولوجيا صينية رائدة مثل تن‌سنت وعلي بابا يسعون لشراء رقائق إنڤيديا عالية الأداء.

الرقاقة الفائقة Superchip گريس هوپر GH200 الجديدة من إنڤيديا، المكونة من معالِج مركزي Grace CPU ومعالج رسوم هوپر H200.

التنافس العالمي

أكثر النماذج اللغوية الكبيرة المتقدمة هي ملك لشركات أمريكية بما في ذلك OpenAI المدعومة من مايكروسوفت وجوجل. هذه المجموعات هي أيضاً المشترين الرئيسيين لشرائح نفيديا من طراز H100 وA100. وفقاً لمصادر متعددة قريبة من إنڤيديا وشركة تصنيع الشرائح التايوانية (شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات)، ستقوم الشركة المصنعة للشرائح بشحن حوالي 550,000 من أحدث شرائحها من طراز H100 عالمياً خلال عام 2023، بشكل رئيسي لشركات تكنولوجيا الولايات المتحدة. أما إنڤيديا فرفضت التعليق.[2]

الأبحاث في السعودية

أما في المملكة العربية السعودية، فستتلقى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" 3000 من هذه الشرائح المتخصصة، بقيمة تقدر بحوالي 120 مليون دولار في المجموع، بحسب شخصين قريبين من مختبرات الذكاء الاصطناعي في الجامعة. بالمقارنة، تشير التقديرات إلى أن OpenAI قامت بتدريب نموذجها المتقدم GPT-3 على 1024 شريحة A100 — السلف لأحدث شرائح إنڤيديا — في أقل من شهر واحد.

تمتلك الجامعة السعودية، على الأقل 200 من شرائح A100، وهي تعمل على إنشاء حاسب فائق القوة يُسمى "شاهين III"، والذي سيبدأ العمل به خلال هذا العام. سيتم تشغيل الجهاز باستخدام 700 من شرائح "غريس هوبر"، وهي شرائح فائقة من إنڤيديا، مصممة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة.

ستستخدم "كاوست" هذه الشرائح لبناء نموذجها اللغوي الكبير الخاص — البرمجيات التي يمكنها إنشاء نصوص وصور وشفرات تشبه الإنسان — على غرار نموذج OpenAI GPT-4، الذي يشغل الروبوت الدردشة الشهير تشات جي پي تي، وفقاً لمصادر متعددة قريبة من الجامعة الحكومية. يجري تطوير النموذج اللغوي الكبير السعودي من قبل مختبر الذكاء الاصطناعي المسؤول وتحليلات البيانات الممكنة في "كاوست"، والذي يضم في الغالب باحثين صينيين.[3]

قرر العديد من الجنسيات الصينية المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي العمل في "كاوست" نظراً لأنهم منعوا من الدراسة والعمل في الولايات المتحدة بعد التخرج من الجامعات الصينية المدرجة على قائمة الكيانات الأمريكية، وفقاً لمصدرين من "كاوست". ولم ترد كاوست على الفور على طلبات التعليق. من ناحية أخرى، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة، التي كانت أول دولة في عام 2017 تأسيس وزارة للذكاء الاصطناعي، بإطلاق "دليل الذكاء الاصطناعي التوليدي" كجزء من "التزامها بتعزيز موقعها العالمي كرواد في قطاعي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي" بالإضافة إلى "الأطر التنظيمية لتقييد الاستخدام السلبي للتكنولوجيا".

الأبحاث في الإمارات العربية المتحدة

تم تدريب نموذج الإمارات "Falcon"، الذي يتاح الآن مجاناً عبر الإنترنت، على 384 شريحة A100 خلال شهرين في وقت سابق من هذا العام. قال أحد الباحثين البارزين في مجال الذكاء الاصطناعي والخبراء في النماذج اللغوية الكبيرة: "لقد أبهرني النموذج بشكل كبير، بنظرٍ للموارد التي استخدموها. لبعض الوقت، كان من بين أفضل النماذج في عالم المصادر المفتوحة".

أبهر هذا النموذج أيضاً رواد رأس المال المغامر مثل مارك أندريسن، الذي حاول التواصل مع الفريق، وفقاً لمستثمر في صناديق ثروة الإمارات. وامتنع المتحدث باسم أندريسن عن التعليق. كما قامت حكومة الإمارات بشراء دفعة جديدة من شرائح نفيديا استعداداً لتطبيقات أكثر ذات صلة بالنماذج اللغوية الكبيرة وخدمات السحابة، وفقاً لشخص في مكتب تطوير الصناعة في الإمارات. قام قادة الذكاء الاصطناعي في الغرب وخبراء حقوق الإنسان بطرح مخاوف بأن البرمجيات التي تم تطويرها في البلدين قد تفتقر إلى الحواجز الأخلاقية والميزات الأمانية التي تحاول الشركات التكنولوجية الكبيرة بناؤها في التكنولوجيا.

استقطاب الاهتمام والتحديات المعقدة

"المدافعون عن حقوق الإنسان والصحفيون هم أهداف متكررة لقمع الحكومات [في الإمارات والمملكة العربية السعودية]"، قالت إيفرنا مكغوان، مديرة مكتب الشركة المركزية لديمقراطية وتكنولوجيا المعلومات في أوروبا، في بروكسل. مع حقيقة أننا نعلم كيف يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثيرات تمييزية، أو يمكن استخدامه لتعزيز المراقبة غير القانونية. إنها فكرة مخيفة". كما تدعم السعودية والإمارات من قبل إيرادات الپترودولار بعد الزيادة الكبيرة في أسعار الطاقة العام الماضي، وكلاهما يديران بعض أكبر وأكثر الصناديق السيادية نشاطاً في العالم.

قام ممثلون عن صناديق مرتبطة بدول الخليج مؤخراً بالتواصل مع شركات ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في الغرب بهدف الوصول إلى الشيفرة وخبرات النماذج اللغوية الكبيرة مقابل تقديم موارد الحوسبة، وفقاً للرؤساء التنفيذيين لشركتين أوروبيتين في مجال الذكاء الاصطناعي، الذين رفضوا هذه العروض. قال أحد الرؤساء التنفيذيين: "لقد تلقينا عروضاً لتمويل هائل والوصول إلى البيانات، من أجل الاستفادة غير المباشرة من مواهبنا".

في يونيو، أشاد الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، برؤية أبوظبي في التعرف على أهمية الذكاء الاصطناعي أثناء زيارته للمنطقة. خلال جلسة سؤال وجواب في منطقة المال في المدينة، قال إن المنطقة الخليجية يمكن أن تلعب "دوراً مركزياً في هذه المحادثة العالمية" حول التكنولوجيا الناشئة وتنظيمها.

قال: "كان هناك نقاش حول الذكاء الاصطناعي، خاصة هنا، في أبو ظبي، قبل أن يصبح رائجاً. الآن الجميع في موجة الذكاء الاصطناعي، ونحن متحمسون لذلك، ولدينا تقدير خاص للأشخاص الذين كانوا يتحدثون عن هذا عندما اعتقد الجميع أن الذكاء الاصطناعي لن يحدث".

المراجع

  1. ^ Madhumita Murgia and Andrew England in London, Qianer Liu and Eleanor Olcott in Hong Kong and Samer Al-Atrush in Dubai (2023-08-14). "Saudi Arabia and UAE race to buy Nvidia chips to power AI ambitions". فاينانشل تايمز.
  2. ^ ياهو فاينانس (2023-08-14). "Saudi, UAE snap up 'thousands' of Nvidia chips as AI race heats up: FT". finance.yahoo.com.
  3. ^ المصدر: بلومبرغ (2023-08-15). "السعودية والإمارات تتسابقان لشراء رقائق "إنفيديا" لدعم طموحات الذكاء الاصطناعي". www.asharqbusiness.com.