الخوة في جزيرة العرب
جزء من السلسلات حول |
العبودية |
بداية التاريخ |
---|
التاريخ • العصور القديمة • الأزتك • الإغريق • الرومان • لعصور الوسطى في اوروبا • ثرال • خولوپ • قنانة • المستعمرات الإسبانية في العالم الجديد |
الدين |
الكتاب المقدس • اليهودية • المسيحية • الإسلام |
حسب البلد أو المنطقة |
افريقيا • الأطلسية • العرب • الساحلية • أنگولا • بريطانيا وايرلندا • الجزر العذراء البريطانية • البرازيل • كندا • الهند • ايران • اليابان • ليبيا • موريتانيا • رومانيا • السودان • السويد • الولايات المتحدة الأمريكية |
الرق المعاصر |
افريقيا الحديثة • عبودية الدين • عقوبات العمل • استرقاق جنسي • يد عاملة غير حرة |
المعارضة والمقاومة |
الجدول الزمني • التحرير من العبودية • التعويض للتحرير • المعارضين للرق • تمرد العبيد • قصص العبودية |
كانت الخوة التي يدفعها السكان الحضر وشبه الرحل إلى البدو ترتدي منذ القدم لبوسا عشائريا وكأنها مكافأة على الحماية والوصاية. ولذلك اشتق اسمها من لفظ الأخوة. كتب بوركهاردت يقول: (تدفع الخوة عادة إلى الشيخ أو أحد أبناء القبيلة الذين يتمتعون باحترام كبير. وحالما تتفق الجماعة مع أعرابي ما بشأن الخوة يطالب هذا الأخير فورا بجزء من المبلغ السنوي المتفق عليه، ويشتري به بعض الاحتياطيات ويتقاسمها مع أصدقائه لكي يكونوا، بعد تناول جزء من الخوة، شهود عيان على الاتفاق).
ويقول فالين أن الخوة تدفع ليس فقط إلى حامي دافعيها (شيخ المشايخ، بل وكذلك إلى كل شخص متنفذ في مختلف الأفخاذ). ويستقر قسم كبير من الخوة في جيوب وجهاء القبيلة ، ومع ذلك فإن حصة منها تبقى عند أبناء القبيلة البسطاء. وكان الحضر والبدو شبه الرحل يدفعون الخوة إلى عدة قبائل يدوية في وقت معاً، علما بأن هذه القبائل تجمع الخوة بدورها من مختلف الواحات وقبائل رعاة الغنم. وفي بعض الأحيان يقوم البدو شبه الرحل الذين يدفعون الخوة لمن هو أقوى منهم بجباية الجزية من القبائل أو الواحات الأضعف.
وخلق ذلك كله أشكالا معقدة من التبعية ولكن جوهر القضية لم يتغير، وهو ابتزاز قسم كبير من المنتوج الفائض، وأحيانا قسم من المنتوج الضروري، من الحضر والبدو شبه الرحل إلى البدو الأكثر جبروتا . وكانت الخوة مصدرا لعائدات كبيرة على وجهاء البدو الرحل وسائر البدو. وكانت قبائل البدو تتنازع على حق جباية الخوة. وأثناء تلك المنازعات يهلك دافعوا الخوة أيضا. ولم يكن بالإمكان التخلص من نير جباة الخوة إلا بالمقاومة المسلحة.
وتتحول علاقات الخوة أحيانا إلى علاقات تبعية الخدم والحشم، وعند ذاك تشارك القبائل الخاضعة في الغزوات الحربية لأسيادها، أي أنها تدفع جزية الدم. ويقدم الشيخ التابع آيات التكريم الظاهري للشيخ المتبوع. وكانت تبعية بعض القبائل قد بلغت حدا جعل ديكسون، مثلاً، ، وينعت قبيلة العوازم (بالخدم) لقبيلة العجمان. صحيح أن هذا القول يخص القرن العشرين، ولكن مثل هذه العلاقات كانت، على ما يبدو، موجودة سابقا أيضاً.
وكان البدو قد فرضوا رسوما على قوافل التجار والحجاج وأطلقوا على هذه الرسوم كلمة من نفس الأصل (خاوة). وقد وردت عند ابن خلدون أيضا. وجمع ثروة كبيرة خصوصا وجهاء القبائل المسيطرة على طرق الحج.
وكان الباب العالي يدفع إلى البدو مبالغ كبيرة لقاء مرور قوافل الحجاج العثمانيين إلى مكة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وقدر بوركهاردت تلك المبالغ في بداية القرن التاسع عشر بـ 50-60 ألف جنيه استرليني سنوياً. وفي عام 1756 تلكأ والي دمشق العثماني في دفع النقود بل وأعدم شيوخ البدو الذين جاءوا لاستلام المبالغ المقررة ، ولكن قبائل البدو توحدت بعد عامين وسحقت حرس الحجاج ونهبت القافلة وأرغمت السلطات العثمانية من جديد على دفع هذه الضريبة. وكان وجهاء البدو يستلمون كذلك مدفوعات تحددها الأعراف (حماية) الصناع والباعة المتجولين.