الحرب على الارهاب
- مقال رئيسي الحرب على الإرهاب
ظهر النظام العالمي على اعقاب الحرب بروز ظاهرة الاستعمار واحتلال الدول والقارات واستيطانها على اثر تطور الثورة الصناعية في اوربا والبحث عن اصقاع جديدة كمنافذ تسويقية للمنتجات المتكدسة لدول اوربا ومع بروز هذا التطور الاقتصادي برزت الحاجة إلى الية لتنفيذ هذه السياسة فظهر نظام الاحتلال والاستيطان والهيمنة وبالمقابل ظهرت دعوات تطورت إلى محاولات وجهود من قبل القوى والتيارات المعتدلة والمناصرة للشعوب في نفس اوربا ودول الاستعمار فتاسست المنظمات الدولية مثل عصبة الامم الخ ، كذلك ظهرت قوى قارعت وشخصيات الهيمنه في الدول التي تم استعمارها وتطورت هذه القوى لتاخذ شكل احزاب منها الاحزاب الاشتراكية عموما وفي الوطن العربي وبسبب مأسات تقسيم ولايات الوطن العربي التي كانت ترزح تحت الحكم التركي العثماني وبعثرتها ثم اعطائها الاستقلال كدول ، ظهرت النزعه الوحدوية وما يسمى بالنزعة القومية المناهضة للهيمنة الاستعمارية . ولاسباب ذاتية تتعلق بهذه القوي وموضوعية تتعلق باساليب الالتفاف التي مارستها دول الهيمنة والتسلط اخفقت هذه القوى إلى حدما في الحد من هيمنة وتسلط القوى الكبرى على مقدرات دول العالم الثالث الذي تشكل منظومة الدول المسلمة 80% منها فبرزت دعوات الخلاص من قوى دينية تدعو للرجوع إلى الدين كحل لمكافحة هيمنة الدول الكبرى . وكان نصيب الاسلام الحظ الاوفر من هذا الجهد ، وبسبب عصور التسلط والظلام وانكفاء وخبو الحضارة العربية والاسلامية مما جعل شعوب الاسلام تعيش في وضع بالي ومتخلف امتزت فية عادات القبيلة بالمباديء الاسلامية وزاغت عنه الامر الذي ادى إلى ظهور طبقة فقيرة او طبقة ميسورة تاثرت بمشايخ ترعرعوا على ايدي متدينين من الطبقات المعدمه او التي تسكن القرية النائية والسفح المنعزل عن الحضارة الانسانية فرأت في التقدم الغربي الذي ولدته الثورة الصناعية بانه بدعة وان الحكام طالما سايروا الاجنبي فانهم خارجون عن الدين!( دون الاخذ بمعايير السياسة والدبلوماسية لدى الخيرين من الحكام). وبدأت نعرة الغلو والتطرف الديني بالاعتماد على بعض النصوص مجتزأة عن امها والنظر إلى الامور بمنظار احادي عماده قتال الاخر وعدم تقبل حواره فظهر مبدا صراع الحضارات . وفي الجهة المقابله عزز مناصرة الولايات المتحدة احتلال فلسطين وتوطين اليهود فيها ودعمها لها بكل الحيل مما شجع التفكير المتطرف القائل بان الغرب الصليبي في منازلة الشرق المسلم وظهور صراعات جراء تداعيات الاحتراب بين العالمين الراسمالي والاشتراكي المنتميين إلى العالم الغربي وما يسمى بالحرب الباردة ثم انهيار الاتحاد السوفيتي واحلال القطبية الاحادية الذي ولّد النظام العالمي الجديد المسمى العولمة الخاصة بالهيمنه المتطورة على مقدرات الشعوب والدول كما ان الافرازات الاجتماعية للحضارة الغربية المبنية على التفسخ الخلقي ساعدت على الحط من نظرة المسلمين للحضارة الغربية وساعد على التفكير الاصولي والتفكير الساعي لمحاربة وجهاد "الصليبية الكافرة" حسب تعبيرهم. من جهة اخرى نمت ضمن هذه المعايير الجماعات الاسلامية مثل تنظيم الجهاد في مصر وطبقت مبادئها من خىل اغتيال الرئيس المصري انور السادات والسيطرة على بعض محافظات جنوب مصر ، الامر الذي ادى بالدولة إلى الوقوف بوجه هذا التيار المتصاعد واعتقال قادته وهجرة البعض الاخر إلى افغانستان حيث رأو فيه الجهاد ضد الشيوعية الكافرة حيث دعمتهم الكثير من الدول العربية والمسلمة والكبرى لاسباب استراتيجية . ثت تطور الامور بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانسحاب قواته من افغانستان حيث تولد فراغا عسكريا وسياسيا في الساحة انلعت الحرب الاهلية الطاحنة ادت في النهاية إلى هيمنة القوى السلفية على البلاد المتمثلة بتنظيمي طالبان والقاعدة . حيث وجدت هذه التنظيمات الباب مفتوحا امامها لشن حربها المقدسة المؤجلة على "الغرب الصليبي الكافر" فقامت القاعدة بزعامة اسامة بن لادن بتنظيم هجمات تفجير السفارات الاميركية في عدد من دول العالم الثالث منها نايروبي ودار السلام الافريقيتين. ثم انتقل الصراع إلى داخل اميركا من خىل ضرب برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك بطائرات مدنية مختطفة بركابها مما شجع الدول الغربية على شن حربا اعلامية مضادة مصورة "العدو" على انه سفاح متخلف يستهدف الابرياء العزل. فتحت هذه الاحداث الابواب مشرعة امام الرئيس الاميركي بوش لتكوين تحالف دولي للقضاء على اعداءه المنظمات السلفية الجهادية التي تتخذ من العنف وسيلة لتحقيق اهدافها وقام بغزو افغانستانى واسقاط حكم طالبان والقاعدة تلا ذلك وهو في غمرة نشوة الانتصار مدعيا بان الحكومة العراقية هي المحطة الثانية لغزوه وغزى العراق دون موافقة دولية ودون مبرر شرعي حيث اثبتت الايام عدم صدق ادعاءاته وتزوير الوثائق المقدمه التي تدين العراق . رات الكثير من الشعوب والدول بان اسلوب النضال لنيل الحقوق لايتم باساليب العنف والدم بل من خلال الدعوة والحوار معتمدين على بعض الايات من الذكر الحكيم منها "وجادلهم بالتي هي احسن" و "والذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" وبدات الدول تحاصر التنظيمات المتطرفة وتقضي عليها. تسرب اعضاء من تنظيم القاعدة إلى عدد من الدول منها السودان والصومال والعراق والسعودية واليمن واخذوا يخططون لضرب المصالح الغربية منها وكان حادث تفجير المدمرة كول الراسية في ميناء عدن الذي جعل الحكومة اليمنية تسهم في الجهد ضد الارهاب بعد ان كان مهددا بضربة اميركية بسبب انخراط بعض افراد القاعدة المتسللين من اليمنيين في احزاب محلية اسلامية كحزب الاصلاح اليمني ذو الطبيعة القبلية والاخوانية. اما في العراق قبل الاحتلال فقد اتهم الملا كريكار مؤسس تنظيم انصار الاسلام في المناطق الكردية شمال العراق بانه متحالف مع القاعدة الامر الذي نفاه كريكار مرارا ، وبعد احتلال العراق وجدت الجماعات المسلحة من كل الاطراف الارض الخصبة للعمل تحت شتى المسميات وكان للقاعدة دورا مؤثرا من خلال ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.