الحافظ مهدي العزاوي
الحافظ مهدي العزاوي، هو أحد أبرز أعلام تلاوة القرآن الكريم في العراق.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الولادة والنشأة
ولد الحافظ مهدي بن فزع بن عبدالله العزاوي سنة 1894م – 1312هـ في مدينة شهربان – قضاء المقدادية حاليا والتي هي أحد أقضية محافظة ديالى العراقية .
هاجرت عائلته ، وهو لايزال صغيرا ، عمره لا يتجاوز السبع سنوات الى بغداد واستوطنت الاعظمية .
فقد بصره وهو طفل فعاش حياته كفيفا لكن عوضه الله سمعا مرهفا واذنا موسيقية وصوتا رخيما يقطر رقة وعذوبة وحافظة قوية وذكاءا مميزا أعانته جميعا على حفظ القرآن وتلاوته بصوته العذب المؤثر.
متزوج وأكبر أولاده الأستاذ صلاح.
تعليمه
ذهب الى الكتاب لتعلم القرآن الكريم فمكنه الله من حفظ كتابه العزيز واصبح في ظرف سنوات قليلة يشرف على تعليم الاولاد القرآن الكريم . تنقل الحافظ مهدي بين مجموعة من شيوخ التلاوات والقراء فكان من شيوخه الملا أحمد المعظماوي (أي الاعظمي) فأخذ منه أصول التلاوة وتأثر بامكانياته في الانتقالات النغمية التي كان مشهوراً بها. وكذلك تعلم التلاوة من الملا جاسم البغدادي الضرير من جانب الكرخ (المتوفى عام 1365 هـ).
وقد أتقن فنون القراءات وأصول التجويد على الملا علي الفضلي الخطاط الفقيه، ثم انتقل الى الشيخ عبد المحسن الطائي والد الشيخ كمال الدين الطائي وواصل قراءته عليه. ثم قرأ على الحافظ عثمان الموصلي ولما يزل يافعا في عام 1904م فحفظ المناقب النبوية وأخذ عنه الألحان والتنزيلات النغمية في تلاوة المنقبة النبوية وأتقن أداء المقامات وتسلسل الانغام.
وقد برع في المقام العراقي وتلقى المقامات من أفواه المشاهير من رواد المقام العراقي آنذاك في بغداد .
أعماله
تنوع نتاجه بين المقامات العراقية والمناقب النبوية وتلاوات القرآن الكريم واستمر على ذلك ردحا من الزمن لكنه بعد مدة قرر ترك الغناء والمقام والانصراف الى المناقب النبوية وتلاوة القرآن الكريم والاقتصار عليها. ويكاد ان يكون هذا الرجل بمثابة موسوعة من خلال المامه الواسع بانغام المقامات العراقية وطرق ادائها وبابتكاراته في التجويد والتلاوة المعطرة. واليه تعود رئاسة الاذكار والموالد النبوية وتلاوة القران الكريم.
المقامات العراقية
سجلت له شركات التسجيل في بغداد مجموعة من الالوان الغنائية فسجل مقام المخالف والخنبات والصبا وسجل أيضا بعض الابوذيات والموشحات والأغاني مثل أغنية (ليت امي لم تلدني) و(ليش ما تفهم) و(يا اسمر اللون) واشتهر بها. في سنة 1936 كان مع الاوائل الذين دخلوا دار الاذاعة العراقية عند افتتاحها وسجل عددا من المقامات لكنه لم يستمر في الغناء والمقامات.
وقد اخذ عنه المرحوم يوسف عمر بعض الانتقالات النغمية وكان يقلده تقليداً واضحاً .
المناقب النبوية
كان رحمه الله احد الشواغيل البارزين ( وهم الجوقة التي ترافق القارئ ) في فرقة الملا عثمان الموصلي الذي تعلم على يديه تلاوة المناقب النبوية.
سجل عدداً من المناقب لعل ابرزها التي أقامها في قاعة الملك فيصل الاول مع الاستاذ محمد القبانجي بمناسبة حفل ختان اولاد الزعيم نور الدين محمود سنة 1948.
رافق الاستاذ محمد القبانجي كثيرا في تلاوة المناقب النبوية.
وان ابرز من شاركه في اشغال المواليد النبوية هو المرحوم احمد شعبان، وكان الحافظ مهدي يكِل اليه كل الأشغال الداخلة في المواليد النبوية . وعند وفاة المرحوم احمد شعبان لم ينس له الحافظ فضله فأقام له حفلاً تأبينياً شاركه فيه الاستاذ محمد القبانجي .
وشارك في أحياء المناقب النبوية في الاذاعة العراقية في المناسبات الاسلامية .
القرآن الكريم
كان أحد حفاظ القرآن الكريم المعدودين في بغداد آنذاك وكانت تلاواته جميعها من حفظه.
للحافظ مهدي صوت ندي مؤثر يفيض جمالاً وخشوعا على سامعيه ، ويتميز بأسلوب خاص به في التلاوة ينفرد به عن غيره من القراء لكنه محتفظ بالنهج البغدادي ونكهته الاصيلة.
كان يطل على محبي تلاواته من دار الاذاعة العراقية منذ تأسيسها عام 1936 وحتى وفاته (يرحمه الله) وبهذا تمتلك دار الاذاعة العراقية ارثا من تلاواته التي سجلها فيها على طول مدة قراءته فيها. وكان يسعد المتأثرين به بتلاواته الحية عندما كان يقرأ القرآن الكريم على الملأ أيام الجمعات والاعياد في جامع الامام الاعظم ولايزال يحتفظ له هؤلاء بارشيف آخر خاص مسجل من تلاواته القران الكريم في المحافل والمساجد.
وقد أخذ مجموعة من القراء العراقيين البارزين اصول التلاوة البغدادية من الحافظ مهدي وتتلمذوا على يده في مقدمتهم المرحوم الحافظ صلاح الدين وملا بدر الدين الاعظمي والسيد عبد المنعم السيد علي وغيرهم .
ولم يقتصر المعجبون والمتأثرون بتلاوته على العراقيين فامتدت الى أقطاب القراءة المصرية فقد أشاد به الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي وكذلك الشيخ ابو العينين شعيشع عندما زارا العراق في عام 1954 وسمعا تلاوات القران الكريم من الحافظ مهدي وبعض القراء آنذاك ودهشا من أدائهم في تلاوة القران الكريم وانتقالاتهم بالأنغام لعدم اطلاع القراء المصريين على بعض المقامات مثل الجبوري والطاهر والميلاوي والبهرزاوي والمخالف والابراهيمي وحتى بعض الأنغام والأطوار الريفية العراقية مثل الحياوي والعياش والصبي وغيرها .
وفاته
أنهى مسيرة حياته الحافلة بسفره الى مكة المكرمة عام 1958 لاداء فريضة الحج. وفي عام 1959 توقفت نبضات قلب الشيخ الحافظ مهدي أحد أبرز أعلام تلاوة القرآن على الطريقة البغدادية عن عمر ناهز 65 سنة . وشيع بموكب كبير من داره في شارع الضباط بالاعظمية وصلي عليه في جامع الامام ابي حنيفة النعمان ودفن في مقبرة الخيزران في الاعظمية ببغداد بجوار الحاج نعمان الأعظمي.
المصادر
كتاب أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران – وليد الاعظمي.
كتاب تاريخ الاعظمية – وليد الاعظمي.
القراء البغداديون في القرن الرابع عشر الهجري – يونس الشيخ ابراهيم السامرائي
كتاب المقام العراقي - ثامر العامري.