الحاج (رواية)
الحاج The Pilgrimage | |
---|---|
المؤلف | پاولو كويلو |
العنوان الأصلي | غلاف رواية الحاج |
البلد | البرازيل |
اللغة | برازيلية |
تاريخ النشر | 1987 |
الخيميائي (1986) |
الحاج The Pilgrimage (برتغالية: O Diário de Um Mago، "Diary of a Mage") أو حاج كومپوستيلا، هي رواية نشرت عام 1987 للروائي البرازيلي پاولو كويلو.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مقدمة
رواية الحاج هي ثالث عمل پاولو كويلو والتي صدرت عام 1987؛ أي قبل عام واحد فقط من صدور أشهر رواياته الخيميائي. عمله الأول كان أرشيف الجحيم، وقد نفد ولم تُعد طباعته حتى الآن، والعمل الثاني له هو الدليل العملي للفامبيرية وقد سُحب لأنه بدا لكويلو أن العمل لم ينجح في إيصال رسالته.
تحتل رواية حاج كومپوستيلا مكانه مميّزه بين روايات كويلو؛ وذلك لأن من خلالها يستطيع القراء أن يفهموا باقي أعماله بشكل أفضل، هذه الرواية تقدّم لنا الفلسفة الأولية والأساسية التي ينظر من خلالها كويلو للحياة ككل؛ وتقدم لنا أيضاً الرحلة التي أسفرت عنها هذه الفلسفة الروحانية، البسيطة، الخلابة، والتي تجلّت بعد ذلك في كل رواياته؛ تلك الروايات التي بيع منها أكثر من مئة مليون نسخة في مئة وخمسين دولة بستة وستين لغة. الشيء الآخر الذي يميّز هذه الرواية هو أنها تحمل قدراً حقيقياً من حياة كويلو كما لم تحمله أي رواية أخرى له؛ بل إنه في هذه الرواية هو شخصية الرواية الرئيسية.
أحداث الرواية
في ليلة الثاني من يناير من عام 1986، وفوق قمم جبال سيرا دومار الموجودة في الجنوب الغربي للبرازيل بموازاة المحيط الأطلسي، تبدأ أحداث هذه الرواية.
فوق تلك الجبال كانت تجري طقوس ترقية كويلو إلى رتبة جديدة ضمن أخوية اسمها رام RAM، والتي كان عضواً فيها منذ عشر سنوات. ورام – كما يقول كويلو عبر موقعه على الإنترنت - هي أخوية مسيحية أسُست عام 1942، غرضها الأساسي هو دراسة اللغة الرمزية للعالم، وأسمها هو اختصار لـ (regnum, agnus, mundi) وتعنى الصرامة، الحب، الرحمة. في أخوية رام يكون لكل عضو سيف خاص برتبته، وتنصّ تعاليم الأخوية أنه أثناء طقوس ترقية أحد الأعضاء يجب أن يَدفن سيفه القديم، ومن ثم يُعطى السيف الجديد الخاص برتبته الجديدة.
أثناء مراسم ترقية كويلو، جثى على الأرض أمام الجميع ودفن سيفه القديم، ومن ثم رفع يده لمعلمه كي يستلم السيف الجديد، لكن ما أن لمس الغمد، حتى تقدم معلمه خطوة للأمام وداس أصابعه بقسوة وأبعد السيف عنه، وقال له أنه لا يستحق السيف الجديد ولن يستعيد السيف القديم؛ لأنه متعجرف، ويعتقد أن طريق الأخوية هي طريق لناس معيّنين مختارين، بينما هي طريق للجميع.
تنتهي المراسم بهذا الفشل الذريع لكويلو، وبعد نهايتها تجئ له زوجته، والتي كانت موجودة أثناء ذلك، وتقول له أن المعلم قال لها أنه سوف يخبئ السيف, الذي كان من المفروض أن يناله، على طريق قديم قروسطي في أسبانيا، وأن على كويلو أن يقطع هذا الطريق بحثا عنه، واسم هذا الطريق هو مار يعقوب.
بعد سبعة أشهر، وبعد كثير من التردد، قرّر كويلو أن سوف يقطع طريق مار يعقوب بحثاً عن سيفه. يسافر بعدها من البرازيل لجنوب فرنسا، ويلتقي هناك بتروس، وهو اسم مستعار لعضو آخر في جمعية رام، والذي يصير دليلاً ومرشداً لكويلو في هذا الطريق الذي يمتد من جنوب فرنسا وحتى شمال غرب أسبانيا بمسافة تتجاوز السبعمائة كيلو متر.[1]
وتبدأ رحلة البحث عن السيف، وفي أثناء هذه الرحلة، يكتشف كويلو، من خلال الطريق الذي يعبره، ومن خلال مرشده بتروس، معاني جديدة رائعة وملهمة للحياة وللموت وللحب وللزواج وللورع وللامتثال وللجنون وللتواضع وللانتصار وللشجاعة .. وغيرها الكثير .. يكتشف باولو هذه المعاني بطريقة ذات تسلسل منطقي جذاب وكأن رحلة سفره ما هي إلا رحلة حياة مصغره؛ في هذه الرواية نرى كويلو، وعلى عكس باقي رواياته، يأخذ دور التلميذ.
يتعلّم كويلو أيضاً من خلال مرشده العديد من تمارين أخوية رام، وهي عبارة عن تمارين بسيطة ذات طابع تأملي، والغاية من هذه التمارين هي تعزيز قوة حدس المتدرب. يقول المرشد بتروس عن هذه التمارين بأنها بسيطة لدرجة أن الناس الذين ألفوا تعقيد الحياة لن يولوها اهتماماً. وقد وصف باولو هذه التمارين بالتفصيل في هذه الرواية، وسوف يجد القارئ أن بعض هذه التمارين جدير بالممارسة فعلاً.
فلسفة كويلو
فلسفة كويلو، وفلسفة هذا العمل، تنصّ على أن كل ما هو خارق واستثنائي موجود في طريق الناس العاديين؛ لا فائدة من أن يبحث أحدهم عن أسرار لا يعرفها الباقين، أو أن يدعي أنه ينتمي لنخبة المجتمع، أو يتظاهر أنه يمثّل الطبقة المثقفة دون الدهماء، أو أن يحاول أن يتقمّص دور الصفي أو النبيل أو الخاص؛ لأن ما نعتقد أننا نملكه وحدنا لا قيمة له ما لم نتقاسمه مع سائر البشر.
لفلسفة هذا العمل انعكاس واضح جداً على سائر أعمال كويلو؛ فتجد أن أبطال قصصه هم الناس البسطاء، فتارة تجد راعي غنم، وتارة تجد نادلة في حانة، وتارة تجد عاهرة، وتارة تجد فتاة من دولة شرق أوروبية مغمورة لا شيء مميز فيها سوى أنها حاولت أن تنتحر. أيضاً كان لهذه الفلسفة أثر في طريقة كتابة كويلو نفسها، فتجد أن حبكات رواياته سلسة، وأفكاره واضحة، وتعابيره سهله, وكلماته بسيطة.
يعتقد الكثير من القراء أن كويلو كرّر نفسه في كل من رواية الحاج ورواية الخيميائي؛ نظراً لأن كلتاهما تدوران حول البحث والسفر، بالإضافة إلى أن أسبانيا شكلت مسرحاً مهماً لكل من الروايتين. في الحقيقة إن هذا الاعتقاد غير صحيح؛ لأن الخيميائي رواية عن الوجهة أو الهدف، بينما حاج كومبوستيلا رواية عن الطريق نفسه. في الخيميائي كان هدف الراعي - كنزه – هو الذي يعلّمه، بينما في حاج كومبوستيلا كان الطريق الذي يسلكه كويلو للحصول على سيفه – بالإضافة لمرشده - هو الذي يعلّمه.
بالنسبة للطريق الذي سلكه كويلو في هذه الرواية، طريق مار يعقوب، فهو أحد طرق الحج الرئيسية في المسيحية، وليس لهذا الطريق مسلك واحد محدد، ولكن له عدة مسارات تنتهي كلها عند قبر القديس جيمس والذي يُعتقد بوجوده عند كاتدرائية اسمها سانتياگو دي كومپوستيلا الموجودة في محافظة اسبانية تحمل نفس الاسم، وهي عاصمة منطقة جليقة الموجودة في الشمال الغربي من الجزيرة الأيبيرية، وقد عرفت هذه المحافظة في التاريخ الإسلامي بشانت ياقب.
طريق مار يعقوب يعرف أيضا باسم طريق المجرة، لأن الحجاج كانوا يستدلّون بالنجوم أثناء عبوره، وعند الأسبان يعرف هذا الطريق باسم طريق سانتياگو، واسم سانتياگو في الاسبانية ينقسم لقسمين، الأول هو سان، ويعني قديس، والثاني هو ياگو أو دياگو، وهو الاسم المقابل للاسم العبري يعقوب، وليعقوب في الانجليزية عدة أسماء تقابله منها جيمس ومنها أيضا جاك وجيكوب وجيم.
بالنسبة لكلمة كومپوستيلا، فهي كلمة ذات أصل لاتيني، وتعني حقل النجمة، وسبب هذه التسمية الغريبة هو أنه بعدما قُتل القديس جيمس، دُفن في مكان ما من اسبانيا، وظل هذا المكان مجهولاً حتى رأى احد الرعيان – كما يُقال – نجمة تسقط في احد الحقول لتدله على مكان دفن القديس، ليٌبنى فوق ذلك الحقل الكنيسة التي تعرف الآن باسم كنيسة سانتياگو دي كومپوستيلا، وتنشأ المدينة المعروفة الآن بسانتياگو دي كومپوستيلا أي حقل نجمة القديس جيمس.
هذه المعالم المسيحية الموجودة في الرواية، توهم بعض القراء أن الرواية تبشيرية، لكن الحقيقة أن هذا غير صحيح؛ الفكرة من عبور طريق مار يعقوب هي عبور طريق يسلكه آلاف الناس عبر مئات السنين، أي طريق عادي، طريق ليس لفئة معينة أو لعلية قوم؛ الفكرة ليست دينية البتة.
كان لهذه الرحلة تأثير قوي جداً على كويلو، بل إنها تعتبر منعطفاً هاماً – أو ربما الأهم – في حياته، حتى إنه إذا سؤل: “من أنت؟” يجيب: “أنا حاج”. ويقول أيضا: “الحياة ذاتها عبارة عن رحلة حج، إذ إن كل يوم يختلف عن الآخر، وبإمكانك أن تحظى بلحظة ساحرة يومياً، غير أننا لا نرى الفرص السانحة لنا … كلنا في حالة من السفر والحج، شئنا أم أبينا ذلك. والغاية، أو السانتياغو الحقيقي، هو الموت”.
مدونة الحاج
في عام 2006، وكاحتفال بمرور عشرين عاماً على صدور رواية حاج كومپوستيلا، قرّر كويلو أن يقوم بقطع طريق مار يعقوب مرة أخرى، وقد أنشاء مدوّنة على الإنترنت لينقل هذه التجربة للقراء أثناء حدوثها.
ترجمة الرواية
النسخة العربية، الصادرة من شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، ذات ترجمة رائعة، أتقدم هنا بالشكر الجزيل للأستاذة ماريا طوق لهذه الترجمة المميزة. أتمنى فقط من شركة المطبوعات للتوزيع والنشر أن تضيف فهرس لفصول هذه الرواية كما هو موجود في النسخة الإنجليزية.