التعليم في السودان
الممالك القديمة بالسودان، قبل دخول العرب، كان لها أنظمتها التعليمية المعينة ، ولتوخى الدقة يمكن ان نقول بان بداية التعليم النظامى الحديث والمرتبط باللغة العربية قد كان مع بداية دخول العرب السودان في عهد خلافة عثمان بن عفان.
كان التعليم ومن تلك الفترة وحتى تاريخ الغزو الانجليزى المصرى للسودان على نمط الخلاوى التى ينحصر دورها على تعاليم القرآن من عقيدة و تحفيظ إلى جانب تعليم اساسيات اللغة العربية وبعض مبادئ الرياضيات .
سميت فترة المرحلة الاولية من ذلك التاريخ بمدارس الكُتاب والتى حافظت على ذلك الاسم حتى خمسينات القرن الماضى وبعد ظهور التعليم الاوسط والعالى .. حيث اطلق عليهما اسم الوسطى والثانوية ، حيث انتشرت مدارس وزارة التربية والتعليم لتشمل جميع ولايات السودان خلال النصف الثانى من القرن العشرين .
ساهمت مدارس البعثة التعليمية المصرية بقدر كبير في مجال التعليم العام في السودان حيث انحصر عملها في البداية على تعليم أبناء الجالية المصرية، لكنها اخذت فيما بعد باستيعاب الطلبة السودانيين حيث اضافت لاستراتيجيتها نشر الفكر والولاء السياسى لمصر. ومن اكبر المدارس المصرية بالسودان مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية بالخرطوم والكلية القبطية الابتدائية والاعدادية والثانوية ، وتعاظم الدور المصرى في التعليم بالسودان لتنتشر مدارسه بعدد من الولايات السودانية، وبإنشاء جامعة القاهرة فرع الخرطوم لتعمل بجانب الجامعة السودانية المعروفة: جامعة الخرطوم.
من مدارس الجاليات بالسودان نشات مدارس الارساليات بنفس الفترة من القرن كمدرسة الامريكان ، والارسالية بالخرطوم بحري، ومدارس كمبوني بالخرطوم والخرطوم بحرى وأمدرمان، وامتد نشاط المدارس الارسالية او التبشيرية ليشمل عدد من الولايات الجنوبية بالسودان والتى كان لها الاثر الواضح في نشر التعاليم المسيحية بجنوب السودان.
بدا التعليم الخاص بالسودان في الخمسينات من القرن الماضى مع التعليم المتوسط والثانوى فقط ذلك بمبادرة من الاستاذ / ميسرة السراج من أسرة الشيخ الطيب السراج، حيث انتشرت مدارسه بالعاصمة ، عاملة على نفس نسق البعثة التعليمية المصرية، وهذه المدارس لازالت تعمل حتى اليوم.
من المدارس الشهيرة العاملة بمجال التعليم الخاص بالسودان مدرسة الخرطوم العالمية، بيد أنها تقتصر على الطبقة المقتدرة لارتفاع رسومها الدراسية.
من مدارس التعليم النوعى بالسودان ظهرت ببداية التسعينات مجموعة من المدارس سميت بمدارس الفاروق العالمية اسست بواسطة الاستاذ/ محفوظ عبد العزيز، وعددها ثمانية، وهى مدارس عملت على تقديم تعليم نوعى باستخدام الوسائل السمعية البصرية وباعتماد اللغة اليابانية والانجليزية إلى جانب العربية من المرحلة الابتدائية، الا ان هذه المدارس وبعد سبع سنوات من نجاحها تم ايقافها بعد اتهام صاحبها بالتجسس والعلاقة بشبكة الماسونية العالمية.
انتشر التعليم الخاص بالسودان بعد التدهور الكبير الذى شهده التعليم العام من جراء زحمة حجرات الدرسة وعدم كفاءة المعلمين، حيث نشات عشرات المدارس الخاصة بالخرطوم على راسها مدارس المجلس الافريقى للتعليم الخاص العاملة تحت اشراف منظمة الدعوة الاسلامية بالسودان.
كان التعليم الجامعى بالسودان يقتصر على الجامعة الوحيدة وهي جامعة الخرطوم والتى احتلت المرتبة الرابعة افريقيا من ناحية اكاديمية، تلتها جامعة جوبا بالاقليم الجنوبى ، وقد شهد التعليم الجامعى توسعة ابان فترة حكم النميرى حيث وصل عدد الجامعات والكليات الآن مايربو على الخمسين.
لا يفوتنا أن نذكر معهد الكليات التكنولوجية والكلية المهنية العليا التى ساهمت بالقدر الاكبر في مجال التعليم الفني بالسودان.