إنترانت

(تم التحويل من الانترانت)

الإنترانت (Intranet) هي شبكة داخلية تقوم بإنشاءها المؤسسات على اختلاف أحجامها، هذه الشبكة تستعمل بروتوكولات إنترنت مثل HTTP وFTP وتستخدم خدمات إنترنت مثل البريد الإلكتروني.

وتطلق تسمية الإنترانت على التطبيق العملي لاستخدام تقانات الإنترنت في الشبكة الداخلية للمؤسسة أو الشركة، بغرض رفع كفاءة العمل الإداري وتحسين آليات تشارك الموارد والمعلومات والاستفادة من تقنيات الحوسبة المشتركة. تؤمن الإنترانت سوراً منيعاً (يطلق عليه اسم جدار النار firewall) حول محتوياتها مع المحافظة على حق وصول العاملين إليها من مصادر المعلومات الخارجية على الإنترنت. ويعد بعضهم شبكة الإنترانت نموذجاً مُطوراً من منظومة المخدِّم/ الزبون (client/server) المُعتمد في الحوسبة.

ولا يستطيع أي شخص من خارج المؤسسة أن يدخل لها، ومحتويات هذه الشبكة تحددها الشركة، وعادة تحوي خدمات البريد الإلكتروني، تنظيم المشاريع، ساحات للنقاش، قاعدة بيانات، للمعلومات والخبرات وهي باختصار وسيلة اتصال بين موظفي وأقسام الشركة ووسيلة للمشاركة بالخبرات والمعلومات ووسيلة لإنجاز الأعمال ولا تحتاج هذه الشبكة سوى متصفح لتصفح محتوياتها واستخدام خدماتها وهذا يجعل التعامل معها عملية بسيطة على الموظفين.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

تعد شبكة الإنترانت تطوراً لشبكة الإنترنت ولا تختلف كثيراً عنها إلا في طبيعة الاستخدام، لذلك لا يمكن فصل تاريخها عن تاريخ تطور الإنترنت. فبعد اعتماد بروتوكول الاتصال الحاسوبي الذي اتفق عليه العالم باسم TCP/IP بروتوكول التحكم بالنقل/ برتوكول الانترنِت Transmission Control Protocol/ Internet Protocol، كان التحول الكبير في أسلوب استخدام الشبكات الحاسوبية عام 1989 حين شهد العالم ميلاد خدمة الويب Web على يد باحث فيزيائي بريطاني اختصاصي في حقل الاتصالات يدعى تيم بيرنيرز لي Tim Berners-Lee كان يعمل في المختبر الأوروبي للمواد، ومقره في جنيف بسويسرا، حيث أوجد المفاهيم الأساسية التي قامت عليها شبكة الويب العالمية www (world wide web). وقد استخدمت شبكة الويب العالمية للمرة الأولى عام 1990 على نطاق مخبري ثمَّ أتاح مختبر CERN استخدامها لعامة الناس عام 1992، إلا أنها بقيت تُطوَّر في المخابر حتى تَمكَّن أحد المبرمجين من جامعة إيلنُوي Illinois، ويدعى مارك أندريسن Marc Andreessen عام 1993 (بالتعاون مع شركة NCSA) من تطوير أول مُستعرِض browser سهّل الاستخدام يعرض محتويات الويب بشكل رسومي، وقد أُطلق عليه اسم مستعرض موزايك Mosaic browser، وبعد عام من ذلك طَرحت شركة نيتسكيب Netscape Communications Corporation التي أسسها أندريسن أول مُستعرِض تجاري حمل اسم نيتسكيب نافيغيتر Netscape Navigator. وتغيرت منذ ذلك الوقت نوعية محتويات الويب نحو الأفضل، ولم يعد استخدامها قاصراً على الباحثين وخبراء الكمبيوتر بل أصبحت الخدمة الأكثر شعبية والأوسع انتشاراً في عالم الإنترنت.

ومع وجود تقنية الويب وما توفره من خصائص، بدأت بعض الشركات التفكير في استخدامها للأعمال الخاصة بها، وبدأت تطلق على استخدام هذه التقنية في الشبكات الداخلية أسماء مختلفة منها الويب الداخلي internal web والويب التعاوني corporate web أو الخاص private web، إلى أن أطلقت إحدى وسائل الإعلام في عام 1995 مصطلح إنترانت intranet على الشبكة الداخلية التي تستخدم تقنية الويب و عرفت هذه الشبكات بهذا الاسم بعد ذلك.


الإستخدامات

تستخدم الإنترانت في أتمتة أعمال الشركات والمؤسسات على اختلاف أحجامها وأعمالها بما تقدمه من رفع مردود العمل الإداري والتشارك في الموارد والمعلومات والاستفادة من تقنيات الحوسبة المشتركة. وقد قدمت شبكات الإنترانت نمطاً جديداً من التعامل الداخلي ضمن الشركة، وبرز استخدامها في:

ـ اعتماد الدورة المستندية الإلكترونية التي تتمتع بالدقة والسرعة وتخفيض الكلفة عوضاً عن استخدام المنظومات الورقية.

ـ استخدام البريد الإلكتروني الداخلي وخدمة الحوار chat في الزمن الحقيقي، وكذلك خدمة مؤتمرات الفيديو في التواصل والتعاون بين موظفي المؤسسة وعملائها لرفع كفاءة العمل واستغلال الزمن.

ـ وضع البرامج التدريبية على موقع الإنترانت والمعلومات المفيدة بما فيها نشرات المنتجات وتقارير المبيعات والمعلومات الإحصائية المختلفة عن أعمال الشركة.

كما أتاحت الإنترانت للشركات الخدمية إمكانية توفير خدمات إلكترونية لزبائنها عبر السماح لهم بالدخول إلى موقعها الخاص ضمن صلاحيات محددة، فعلى سبيل المثال تستخدم شبكات الإنترانت في مؤسسات الكهرباء والمياه والهاتف لإطلاع الزبائن على الخدمات الجديدة، وتقديم نماذج لطلبات الخدمة وكذلك دفع قيمة الفواتير عبر الشبكة.

ويعد القطاع الصحي من القطاعات التي برز فيها استخدام الإنترانت وحققت سرعة وسهولة في التعامل بين كوادر المراكز الصحية فيما بينهم من جهة، والتعامل بين المرضى والأطباء من جهة أخرى.

وكذلك قطاع التعليم حيث ترتقي الإنترانت بخدماته إلى مستوى مختلف تماماً عما عُرف في الأساليب التقليدية، ويمكن ذكر النقاط الأساسية التي تُحسب للتعليم الإلكتروني المستند إلى الإنترانت كبنية تحتية:

ـ تمكين الآباء والمدرسين من التعاون والتكامل في إنجاز العملية التربوية.

ـ تمكين الطلاب من متابعة التحصيل وإنجاز التمارين من المنزل.

ـ إضفاء صفة النزاهة على العملية التعليمية والإدارية.

لم يقتصر استخدام الشبكات الداخلية ـ الإنترانت ـ على هذه القطاعات بل طال جميع القطاعات والمؤسسات الخاصة والعامة نظراً للفوائد الجمة التي تقدمها.

الفوائد

تهدف شبكة الإنترانت إلى رفع كفاءة العمل الإداري وتحسين آليات تشارك الموارد والمعلومات والاستفادة من تقنيات الحوسبة المشتركة في الشركات والمؤسسات على اختلافها ويمكن تلخيص فوائد الإنترانت بما يأتي:

1ـ تخفيض التكاليف: تقلل شبكات الإنترانت الحاجة إلى وجود نسخ متعددة من البرامج وقواعد المعطيات databases، وتسمح بالتعامل مع الملفات والتطبيقات بسهولة ويسر، والوصول إلى البيانات المشتركة من المستخدمين كل تبعاً للصلاحية الممنوحة له. وتقدم الإنترانت حلولاً إلكترونية تمكِّن الشركة من الاستغناء عن الكثير من المطبوعات والنماذج الورقية المكلفة. إلى جانب ذلك يمكن اعتماد أجهزة متواضعة الإمكانيات للموظفين لأن الحاسوب المخدِّم هو الذي سيقوم بجميع مهام التخزين وإدارة العمليات عن طريق الموقع الداخلي internal web site، ويعد برنامج استعراض الإنترانت البرنامج الرئيس، وقد يكون الوحيد، الذي يحتاجه الموظف لتأدية وظيفته.

2ـ توفير الوقت: يُخفض استخدام الإنترانت الكثير من الوقت الضائع في الاتصال بين عناصر الشركة، كما يُؤمن وسيلة ضمان لدقة سير الاتصالات وعدم تكرارها، إذ يتم تنظيم تبادل المعلومات والخدمات الإدارية على الإنترانت عن طريق نماذج معيارية متفق عليها ولا يتم إرسالها قبل استيفاء المعلومات المطلوبة بكاملها، ومن ثمّ يتم حفظها آلياً في الجهاز الخادم وتأمين وصولها إلى الطرف الثاني في وقت قصير جداً، كما أن تقنية الويب توفر الحصول على المعلومات المطلوبة بسرعة فائقة.

3ـ الاستقلالية والمرونة: تربط الإنترانت بين أجهزة حواسيب من عائلات مختلفة للحاسوب الشخصي (PC)، حالها في ذلك حال كل الشبكات الحديثة، أما الجديد الذي تنفرد به الإنترانت فهو إمكانية النفاذ إلى موارد المعلومات عن طريق تطبيق واحد هو المستعرض ومن منصات عمل مختلفة. تُمكن هذه الصفة المستخدمين من الولوج إلى محتويات الجهاز المخدِّم بغض النظر عن الحاسوب الطرفية التي يعملون عليها، إضافة إلى أن نشر المعلومات عن طريق الموقع الداخلي يتم في الزمن الحقيقي real-time ولا يحتاج إلى أي عمليات إعداد مُسبقة.

4ـ توفير الأمان والحماية للمعلومات: تتمتع شبكات الإنترانت بالحماية من الاختراق وذلك من خلال تحديد صلاحيات معينة للمستثمرين، وكذلك وجود «جدران نار» عازلة تمنع الدخول غير المخول إلى الشبكة.

5ـ توفير خدمات الإنترنت: تقدم شبكة الإنترانت جميع خدمات الإنترنت وتقنيات الويب لمستخدميها، ومنها:

أ ـ البريد الإلكتروني e-mail.

ب ـ خدمة الحوار في الزمن الحقيقي real time chatting service.

ج ـ تقنية الملفات الإلكترونية المحمولة portable electronic document.

د ـ خدمة نقل الأخبار network news.

هـ ـ خدمة مؤتمرات الفيديو video conferencing.

التخطيط والإنشاء

البروتوكولات المستخدمة

تعتمد شبكات الإنترانت على العديد من البروتوكولات أهمها:

1ـ بروتوكول التحكم بالنقل / بروتوكول انترنت: TCP/IP يمثل الاختصار TCP/IP العبارة Transmission Control / Internet Protocol. ويعرف البروتوكول في مصطلحات الشبكات بأنه طريقة قياسية متفق عليها تتيح لحاسوبين تبادل البيانات، ويتألف TCP/IP من بروتوكولات عديدة تربو على المئة، ولذلك كثيراً ما يشار إليها بعبارة مجموعة TCP/IP، حيث يشكل TCP وIP البروتوكولين الأساسين في المجموعة.

2ـ برتوكول HTTP وهو بروتوكول نقل النص الممنهل Hyper Text Transfer Protocol ويُستخدَم لنقل الوثائق المترابطة hyper- linked، ويُشكل وسيلة الاتصال بين مخدم الويب web server وبرنامج مستفيد الويب web client program (الذي يُمثِّله المُستعرِض). ويقوم هذا البروتوكول على مفهوم النص الممنهل hypertext الذي هو نص يحوي روابط links تؤدي إلى وثائق أخرى، يمكن أن تحتوي تلك الوثائق على روابط تؤدي إلى وثائق أخرى، وهذا ما يُدعى الروابط الفائقة hyperlinks. وهناك نوع آخر من الروابط التي لا تقود إلى ملفات نصية text-based files بل يمكن أن تقود إلى عناصر أخرى مثل الصوت والصورة والفيديو (تطبيقات الوسائط المتعددة multimedia) ويُطلق على هذا النوع من الروابط اسم الوسائط الفائقة hypermedia. ومن الجدير بالذكر أن صفحات الويب تعتمد في تصميمها على لغة تُدعَى لغة تأشير النص الممنهل hypertext markup language وهي إحدى التطبيقات التي اشتقت من لغة التأشير. المعمّمة المعيارية (SGML) tandard Generalized Markup Language التي قدمتها منظومة إيزو (ISO) لتَكون مرجعا لأدوات بناء الوثائق المستقلة عن منصة التشغيل. وتَقوم هذه الأداة على مفهوم النص الممنهل وتُعَدُّ حتى الآن واحدة من اللغات المعيارية المُتفق عليها بين مُستعرِضات الويب

شبكة الإكسترانت extranet

تتألف هذه الشبكة من مجموعة شبكات إنترانت ترتبط فيما بينها عن طريق الإنترنت، وتحافظ على خصوصية كل شبكة إنترانت مع منح أحقية الشراكة على بعض الخدمات والملفات فيما بينها. أي إن شبكة الإكسترانت هي الشبكة التي تربط شبكات الإنترانت الخاصة بالمتعاملين والشركاء والمزودين ومراكز الأبحاث الذين تجمعهم شراكة العمل في مشروع واحد، أو تجمعهم مركزية التخطيط أو الشراكة وتؤمن لهم تبادل المعلومات والتشارك فيها من دون المساس بخصوصية الإنترانت المحلية لكل شركة..[1]

الآفاق المستقبلية

نظراً للمزايا التي توفرها شبكات الإنترانت فقد اعتمدت معظم المؤسسات والشركات هذه التقانة في أتمتة أعمالها وتعاملها الإلكتروني، إلا أن بعضهم قد عاب «استقلالية» منظومة الإنترانت وبعده عن الأطراف الخارجية، ويرى آخرون أن نجاح مشروع ما لن يتأتى إلا بعلاقة متواصلة واتصال دائم بموزعيه وعملائه والذي يؤدى في النهاية إلى علاقة متشابكة. وتبعاً لذلك فإن الإنترانت لابد أن تتسع لتشمل أطرافاً خارجية قد تكون لصيقة بالمؤسسة وتهتم بالإطلاع على هذه البيانات. فمستقبل الإنترانت هو تواصلها مع مثيلاتها التي تشكل عالم الإكسترانت. كما أن تقنيات الاتصالات كالهاتف والبريد والفاكس، تعد عصب الأعمال في العصر الحديث، فإن الإكسترانت (مستقبل شبكات الإنترانت) ستكون امتداداً جديداً لهذه التقنيات.

انظر أيضاً

المصادر

  • McGovern, Gerry (November 18, 2002). "Intranet return on investment case studies". Retrieved 2009-04-03.
  • "Making the most of your corporate intranet". April 2, 2009. Retrieved 2009-04-02. {{cite web}}: |first= missing |last= (help)
  • [1]