الإيمان باليوم الآخر
جعل سبحانه الإيمان باليوم الآخر ركناً من أركان عقيدة الإسلام ، وعلَّق سبحانه صحة إيمان العبد على الإيمان بذاك اليوم. وقرن الله الإيمان به بالإيمان باليوم الآخر في تسعة عشر موضعاً في القرآن، منها قول القرآن: { ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر }(البقرة:177) وقوله في حق المطلقات: { إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر }(البقرة:228) وقال أيضاً مخاطباً أولياء النساء: { من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر } (البقرة:232). ووصف سبحانه المؤمنين بأنهم الذين أمنوا بالله واليوم الآخر، فقال عز من قائل: { إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر } (البقرة:62). وبالمقابل فقد رتب سبحانه على الكفر بذاك اليوم ما رتبه على الكفر به، فذكر القرآن: { يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا }(النساء:136). وأكد سبحانه أن هذا اليوم واقع لا محال، وأنه لا مفر منه مهما حاول الإنسان ذلك، فذكر القرآن: { فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون }(آل عمران:25) وقال أيضاً: { الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا }(النساء:87). وكان من حكمة الله سبحانه أن جعل ذلك اليوم ليجمع الناس فيه على صعيد واحد، فيحاسب المحسن على إحسانه، ويعاقب المسيء على إساءته، ويقتض للمظلوم من الظالم ، ذكر القرآن: { اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب }(غافر:17) وفي الحديث الصحيح: ( حتى يُقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء ) رواه مسلم، و "الجلحاء" الشاة التي لا قرن لها، و "القرناء" الشاة ذات القرون.
وعلاوة على ما ذكرنا من الآيات الدالة على وجوب الإيمان باليوم الآخر، فقد ثبت في السنة ما يدل على ذلك ويؤكده، من ذلك حديث جبريل عندما جاء الرسول بصورة رجل، سائلاً عن معنى الإيمان و الإسلام وغير ذلك من عقائد الإسلام، فأجابه الرسول بقوله: ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر ) رواه مسلم.