الإقليم التاسع فى مصر العليا
الاقليم التاسع في مصر العليا في محافظة سوهاج الحالية. وعاصمته أخميم.
تضم محافظة سوهاج تراثا حضاريا من مختلف العصور لدرجة أننا نستطيع أن نقول أن محافظة سوهاج هي أرض الحضارات حيث توالت عليها حضارات العصر الفرعوني والروماني واليوناني والمسيحي والإسلامي . ومن العصر الفرعوني منطقة أخميم وهي كانت عاصمة الإقليم التاسع من أقاليم الصعيد حتى نهاية العصر الروماني وقد كان الإقليم التاسع من أقاليم مصر العليا يسمى إقليم "منو" ،" مين "،" خم" أو" خنت حم" وعرفت في النصوص المصرية القديمة باسم" خنتي مين" وربما يعنى" مقر مين" ثم أصبح في القبطية " شمين " ، "خمين" وحرفت في العربية إلى أخميم وذلك بإضافة حرف الألف في بداية الكلمة الإبدال بين الميم والنون ز كما سماها اليونانيون " بانوبوليس وكان شعار الإقليم يحمل في البداية ريشتين ثم أصبح منذ الأسرة السادسة ريشة واحدة ثم اختفت الريشة بعد ذلك.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عاصمة الإقليم
أما عاصمته فكانت تحمل أسما دينيا وهو " بر مين " أو " بر- نو – مين – مو " "pr nw min mw " أي ماء معبد مين أما أسمها المدني فهي " أيبو " " Ipw وهو أسم مازال يستخدم في الإقليم حتى الآن ويطلق على منطقة ملاصقة لأخميم تسمى " كفر أيبو " وقد تحولت في القبطية إلى " خميس " وفي الإغريقية إلى " بانوبوليس " ويحكي " هيرودوت " عن (أبو ) أو (خميس ) كما يسميها قصة غريبة ، يذكر فيها أن كهنة هذا المكان أكدو له أن معبدهم كان مكرسا " لبرسيوس بن داناوس " وأنه كان هناك تمثال للبطل في المعبد وأنه كثيرا ما ظهر لهم تاركا خلفه أحيانا نعله الذي يبلغ طوله ذراعين ( وهو حجم جدير بالأبطال ) وأنه عندما كان يترك نعله كان يحل الرخاء في مصر كلها وقد ذكرو أيضا أن " برسيوس " كان حقا واحدا منهم كما كان" داناوس – ولينسيوس" من أهل "خميس" قبل أن يذهبا إلى اليونان وأخيرا فأنهم أكدوا أيضا أن" برسيوس" قد أمرهم بتكريمه بإقامة الألعاب الرياضية كما يفعل الكهنة الإغريق ولا يكاد يوجد حاليا شيء من بقايا معابد " أيبو " المشهورة التي كانت لا تزال قائمة في القرون الوسطي أما جبانتها فتقع إلى الجهة الشمالية الشرقية من المدينة .
كما أن هناك من يطلق على مدينة "أيبو " أسما أخر وهو خنت مين " وأن ذهب آخرون إلى خنت مين أنما هي مدينة أخري غير "أيبو " ذلك لأن خنت مين لم تظهر ألا على مقصورة " سنوسرت الأول " في الكرنك فضلا عن أثار متأخرة نسبيا جاءت من المدامود كما أن خنت مين أنما ذكرت على آثار من الدولة الوسطي والدولة الحديثة مستقلة عن " أيبو" وقد أعطى كل منهما مخصص المدينة ومن ثم فمن المرجح أن خنت مين مدينة أخرى غير " أيبو " وانما نشأت فيما بعد مع أتساع نطاق عبادة مين في الإقليم وربما كانت مخصصة لكهنة مين وأن المدينتين إنما قد ذكرت متجاورتين علي لوحة في معبد مين الصخري في "السلاموني" و" الحواويش ".
موقع الإقليم : يبدو انه كان منذ بداية العصور التاريخية يمتد علي الضفة الشرقية للنيل ثم أخذ يمتد على كلتا ضفتي النيل مع بداية الأسرة الثانية عشرة ( حوالي عام 1991 ق.م ) ويمكن أن يعتبر جبل طوخ في الجنوب وجبل الشيخ هريدي في الشمال حدودا طبيعية للإقليم على ضفة النيل الشرقية ومن ثم فأن موقع الإقليم بين النيل والجبل جعله لا يشهد تغيرا واضحا في معالمه ومع ذلك فقد أتسع الإقليم على الضفة الغربية وعلي أي حال فطبعا لقائمة "سنوسرت الأول " فأن هذا الإقليم أنما يمتد على مدى 44 كيلو متر تقريبا من" الخازنداية " في جبل الشيخ هريدي على الشاطىء الشرقي للنيل شمالا وحتى شمال مدينة المنشاة علي مبعدة 6 كيلو جنوب سوهاج وتقع مدينة أخميم الحالية فوق المدينة القديمة
معبود الإقليم
( الإله مين ) وهذا الإله عبد في تلك المنطقة التي تقع بين أخميم وقفط وبين طيبة وأرمنت. و هو رب الخصوبة في مصر القديمة كما كان حارسا لمناجم الصحراء الشرقية وكان "مين" يصور دائماً في صورة أدميه واقفاً ضاماً أرجله وذراعه مرفوعة بخطاف، ويضع على رأسه تاج له ريشتين.
وقد اتحد "مين" في عصر الدولة الوسطي، مع الرب حورس وصور ببعض ملامح من حورس ولذلك أطلق عليه مين-حورس ، وكان مين يعتبر الإله الإخصاب الذي يسرق النساء وسيد العذارى وإذا كان هذا الإله قد أخصب أمه فأن هذة الصفة كان يتميز بها في الأصل اله الشمس ، وكان اله الإخصاب هذا أو كما سماه الإغريق "بان" يعتبر أيضا اله لخصوبة الأرض وتدل طقوس احتفاله الكبير علي أنها كانت بمثابة شكر علي محصول زراعي طيب وعلاوة على هذا فقد أعتبر مين أيضا رب البلاد الأجنبية الشرقية ، كما عبد في جميع الأماكن التي أقترب فيها النيل من البحر الأحمر في مصر العليا وحيث كانت طرق القوافل تخترقها إلى البلاد الشرقية والى المناطق الجنوبية وكان لزما علي كل من يود اختراق هذه الطرق أن يتعبد للإله "مين" قبل أن يترك فقط لكي يحميه من القبائل المتبربرة التي كانت تجوب هذه المناطق وهكذا أصبح هذا الإله ربا للصحراء الشرقية صاحب اللازورد والكحل والخضاب وسيد البلاد الأجنبية تفوح منه رائحة الطيب عندما يأتي من بلاد المازوىوقد كان يذكر الآله "مين" في النصوص المبكرة كحاكم وكان السوط المصاحب له يشير إلي ذلك كما كانت بين ألقابه في الدولة الوسطى لقب " ملك الآلهة " وقد كان يشبه الاله " رع " والاله "حور" في استخدام أسمائهم في تكون الأسماء في عهد الأسرتين الرابعة والخامسة مثل أسم ابني الملك خوفو " كا – ف – مين " ، و " ددف – مين ".
وهناك معبودات أخرى في هذا الإقليم إلي جانب المعبود "مين" فهناك " عبرت أيزة " وقد شغلت مكانة بارزة في ديانة الإقليم وكثيرا ما نقرأ على النقوش "غبرت أبست " "سيدة أيبو " وهناك "حتحور " التي بدأت عبادتها منذ الدولة القديمة وقد حمل بعض السيدات لقب كاهنة "حتحور " ثم انحصرت تقريبا عبادة الإقليم منذ عصر الدولة الحديثة في الثالوث ( مين + أيزة + حور ) حيث مثلت دور الزوجة (أيزة ) ومثل (حور ) دور الابن للمعبود مين منذ عصر الأسرة التاسعة عشر وقد أصبحت حتحور المرادف والبديل للمعبودة أيزة في النقوش
أهم مدن الإقليم التاسع في مصر العليا
وأهم مدن الإقليم غير مدينة " أيبو " و " خنت مين " فهي مدينة " سنوت " أو " سنو " وتقع شمال أخميم وعلي مقربة من جبل الحواويش . وهناك مدينة " تاقعتى" في مجاورات " خنت مين " وربما في مجاورات "سنو " ومدينة "حت كاك كات " وأكبر الظن أنها تقع في مكان قرية العجاجية علي مبعث 20 كيلو متر شمال غرب سوهاج مدينة "عنخت " وتقع علي مقربة من النهر أسفل جبل الشيخ هريدي في محاذاة " طهطا " مدينة " نشين " في مكان مدينة المنشاة الحالية مدينة " جع روحا " وقد ذكرت في بردية " أمنيس " من الأسرة العشرين في بردية " جولينشف" علي أنها من الإقليم التاسع وأنها تقع شمال غرب " خنت مين " ويرجع أن مكانها الآن قرية " بلصفورة " جنوب سوهاج .
أهم آثار الإقليم :
1/ معبد الإله مين : أقيم في أعلى قمة جبل السلامونى المجاور لجبل الحواويش شمال شرق مدينة أخميم وهناك ما يشير إلي أن تحو تمس الثالث هو الذي شيد هذا المعبد ثم أغتصبه " آي " الذي أضاف أسمائه و ألقابه كما نقش لوحته الشهيرة على واجهة المعبد والتي سجل فيها جهوده في المنطقة من أجل رب الإقليم وحاميه " مين" بل أن " هرمان كيس " يذهب إلي أن تحو تمس الثالث شيد ثلاث معابد أخرى في الإقليم خصص أحداهما لعبادة حتحور ومع ذلك فهناك من يعتبر أن "آي " هو المؤسس الحقيقي للمعبد ذلك لآن أخميم أنها هي موطنه الأصلي ومسقط رأسه ومكان طفولته الأولى ، أما أسباب اختيار معبد مين في مكانه هذا يرجع إلي أن جبانة أخميم بامتدادها فيما بين جبل الحواويش في الجنوب وجبل السلامونى في الشمال قد أدى بالضرورة بإقامة معبد للإله مين رب الإقليم تؤدى فيه الشعائر الدينية ، وأن رجح البعض أن أقامة المعبد هناك أنما كان من أجل عمال المحاجر وأي كان السبب فأن بداية أنشاء المعبد إنما ترجع إلي أيام الأسرة السادسة ثم أعيد بناءه مع إضافات كثيرة في عهد الدولة الحديثة
2/ معبد ميريت آمون : ابنة الملك رمسيس الثاني التي تزوجها كأحب بناته إليه وصنع لها تمثالا ارتفاعه 11 مترا عثر عليه في أخميم بمحافظة سوهاج مع مجموعة من تماثيل رمسيس المهشمة.
وتقع على مقربة من أخميم نحو الشمال الشرقي عدة جبانات على حافة الهضبة مثل 3/ مقابر الحواويش : جبانة حكام الأقاليم ونحتت مقابرهم في الصخر شرقي النيل وهى من عصري الدولتين القديمة والوسطى.
4/ مقابر السلاموني : من العصر البطلمي والروماني وهي مقابر منحوتة في الصخر .
5/ وادي بئر العين : بها مجموعة من النقوش الصخرية أو المخربشات.
وبمنطقة أخميم يوجد أيضا بعض الأديرة القبطية . ومن العصر الإسلامي يوجد آثار إسلامية بمنطقة اخميم تضم العديد من المساجد والأضرحة الأثرية