استراتيجيات الشطرنج
تهذف دراسة استراتيجيات لعبة الشطرنج للوصول إلى وضعيات تمكن اللاعب من تحصيل امتياز ما، قد يكون الحصول على امتياز الوقت أو المكان أو المادة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أنواع الوضعيات
يعتبر وضع خطط للعب من الأمور المعقدة، فعلى اللاعب انطلاقا من وضعية معينة رسم خطة للعب اعتمادا على خصائص تميز وضعية الانطلاق و تحدد الأهداف الممكن تحقيقها. لكن معظم الوضعيات التي تحدث خلال اللعب تتميز بدرجة كبيرة من التعقيد يصعب معها رسم خطة فعالة.
أثناء اللعب تظهر مسببات خاصة يطلق عليها تكتيكات، تمكن بعد تحليل معمق من الحصول على وضعيات خاصة تسمى وضعيات اجبارية و التي تسمح بالحصول على تأليفة. كما تعرف الوضعيات غير الإجبارية بكونها كل وضعية لا يمكن أن تكون انطلاقة للحصول على تأليفة.
المكان الوقت و المادة
في وضعية اجبارية، رسم الخطة يتم اعتمادا على المسببات التكتيكية، الهذف هو الحصول على حالة امتياز تتمثل في أخد قطعة مهمة أو الفوز. في حين خلال وضعية غير إجبارية، تهذف الخطة على الحصول على وضعية امتياز تكون منطلقا للحصول على وضعية اجبارية ذات امتياز للاعب.
إن أهم امتياز يمكن أن يحصل عليه اللاعب هو امتياز المادة: الحصول على فارق في القطع الموجودة في رقعة الشطرتج. لكن إذا لم يرتكب أي من اللاعبين أخطاء فادحة فلا يمكن الحصول على امتياز المادة إلا من خلال نتيجة تأليفة.
بالإظافة لامتياز المادة يوجد أيضا امتياز الوقت و امتياز المكان. و تهذف الخطة انطلاقا من وضعية غير اجبارية على الحصول على أحد هذين الامتيازين.
الانتشار و السيطرة على المركز
إن أول وضعية غير اجبارية هي وضعية البداية التي تبدأ بها المقابلة. من هذه الوضعية-الانطلاق يجب رسم خطة استراتيجية و التي تبدأ بتحريك القوات و البدء في الغزو.
الانتشار
إذا قمنا بتقسيم الرقعة انطلاقا من الصف الرابع و الخامس نحصل على منطقتين الأولى خاصة بالأبيض (اللاعب الذي يلعب بالقطع البيضاء) و الأخرى تخص الأسود (اللاعب الذي يلعب بالقطع السوداء). فالانتشار يهذف التقدم بواسطة القطع نحو خط المواجهة نحو الحدود. و بعد نشر عدد معين من القطع يمكن البدء في غزو العدو. و كلما تمت عملية الانتشار بسرعة كلما لم يحصل الخصم على الوقت الكافي لردع الهجوم.
السيطرة على المركز
تعتبر المربعات الأربع الوسطى التي تسمى المركز، المنطقة التي من خلالها يمكن لأي قطعة الحصول على أكبر تأثير. و هكذا يكون الانتشار مرتبط أساسا بالسيطرة على المركز والذي يعتبر هذفا استراتيجيا و الذي إن تحقق يعرقل تحركات العدو الذي لا يملك سوى مناطق ذات تأثير ضعيف.
إن نقل البيادق لا ينظر له بأنه انتشار لكنه يسهل عملية الانتشار في حد ذاتها. و في إطار السيطرة على المركز، تعتبر البيادق التي تحتل مربعات المركز و التي تراقب بالتالي الخطوط المتقدمة، أحد أفضل الطرق و أقلها كلفة لتحقيق هذه السيطرة و تمكن في نفس الوقت من تهيئ تمركز القطع.
أنواع تأثيرات القطع
تميز كل قطعة بنوع معين من الحركة يعطي لكل قطعة نوع تأثير خاص.
القطع ذات التأثير المتصل
و تخص الفيل و الرخ و الوزير.
تأثير هذه القطع يزداد مع تناقص القطع من الرقعة. و السبب أن تواجد عدد كبير من القطع يعرق و يقلل من مجال الحركة لدى هذه القطع.
القطع ذات التأثير المنقطع
و تخص البيدق و الحصان.
سلسلات البياذق
نظرا لضعف البيدق، تلعب سلسلة البيادق دورا مهما في تحصين الدفاع و تثبيته، فضعف قوة البيدق و قيمته تجعل أخذه من طرف قطعة أخرى شيئا صعبا.
كما أن للسلاسل دورا غير الدور الدفاعي، فهي تحدد مناطق الهجوم و تساهم في ما يطلق عليه هجوم الأقلية، بالإظافة لدورها الديناميكي.
الخطوط المفتوحة
وجودها يساعد القطع ذات التأثير المتصل و هي الوزير الفيل و الرخ في الحصول على أقصى درجة من التأثير.
الصف السابع و الثامن
النتيجة المباشرة لاستراتيجية الخطوط المفتوحة هي التوغل في أراضي العدو، و بالخصوص في الصف السابع و الثامن (الصف الثاني و الأول بالنسبة للأسود). ففي هذه الصفوف توجد البنيات الدفاعية الأكثر أهمية.
الهذف من الوضعية في كليتها، هو البحث عن القطع التاي مازالت قريبة من مكانها الأصلي (وضعية الانطلاق). و خاصة البيادق التي تكون سلاسل دفاعية.
و كلما كانت البيادق متصلة مع البيادق الموجودة في الصف السابع كلما كانت الوضعية الدفاعية ممتازة.
و عليه فكل هجوم مركز على الصف السابع على خط المواجهة في اتجاه أفقي، أو على جزء من هذا الصف سيكون من نتائجه اضعاف كل بنية دفاعية و من تم إضعاف الدفاع بصفة عامة. و حيث أن الملك نادرا ما يغادر الصف الثامن، فالسيطرة على الصف السابع تعزل جلالته فتقل فرص هروبه أمام الهجمات المباشرة.
و أخيرا فإن من نتائج هذا التوغل أيضا، الهجوم على البيادق المتقدمة التي قد تهدد بالترقية.
المربعات الضعيفة
إذا كانت استراتجية الخطوط المفتوحة و الصف السابع و الثامن تخص القطع ذات التأثير المتصل، فاستراتجية المربعات الضعيفة تخص الحصان و بدرجة قليلة البيادق. فيكفي للحصان التموضع في مكان آمن لا يزعجه أحد. فالمربع الضعيف هو كل مربع لا تتم مراقبته من طرف بيادق الخصم.
أهمية كون عدم وجود مراقبة من طرف البيادق يرجع بالأساس لكون الحصان يعتبر من القطع ذات القيم الضعيفة فإذا كان محميا فلا يمكن مهاجمته إلا بحصان.