ابن النبيه
كمال الدين علي بن محمد بن الحسن الشهير بـ ابن النبيه المصري (و. 1165 /560 هـ - ت. 1222/ 619 هـ) شاعر عباسي؛ عاش في مصر أثناء حكم الأيوبيين.[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياته
ولد بمصر عام 560 هـ، وارتاد كُتّأب حفظ فيه القرآن الكريم وبعض الأشعار على عادة أقرانه في هذه الأوقات، ثم أخذ يتردد على حلقات العلماء والأدباء، وتفتحت ملكته الشعرية، وطمح إلى الالتحاق بدواوين صلاح الدين الأيوبي ووزيره الكاتب البليغ القاضى الفاضل راعى الأدباء في عصره.
تولى ديوان الخراج والحساب، ومدح الملوك من بنى أيوب، ووزراء تلك الدولة وأكابرها، ثم اتصل آخراً بخدمة الملك الأشرف مظفر الدين أبى الفتح موسى بن محمد بن أيوب بن شادي، فانتظم في سلك شعراء دولته؛ ثم رحل إلى نصيبين عام 600 هـ. و زامل ابن النبيه شاعرين مصريين، هما ابن سناء الملك المتوفى سنة 608 للهجرة، والبهاء زهير المتوفى في 656هجري.[2]
شعره
ينتمى شعر ابن النبيه إلى مدرسة عرفت بمدرسة الرقة، وطريقتها التي عرفت بالطريقة الغرامية، وهذه المدرسة ظهرت في العصر العباسى وازدهرت في عصر الفاطميين والأيوبيين وتتسم مدرسة الرقة بالألفاظ اللينة وبحور الشعر المجزوءة أو القصيرة، ولا يظهر في فنها أي لون من ألوان التكلف، وقلّ أن يجد ألوان الزينة اللفظية إلا ما جاء للتظرف، وأكثر شعراء هذه المدرسة من الغزليين ولذا عرف مذهبهم في العصر الأيوبى بالطريقة الغرامية.
وكان شاعر رقيق في بنائه الشعري، مُحكم السَّبك، جميل الديباجة، حَسَن صياغة الوزن والقافية، في شعره غزل عذب، أكثر من نظم شعر المديح والرثاء والمناظرات الشعرية، ونظم في النَّسيب الذي يتَّسِم بالرقّة والعذوبة، رغم قلّته.
وتهافت المغنون والمنشدون على قصيدته «أفديه إن حفظ الهوى» التي فاقت شهرة صاحبها، ولما شاعت في مصر، تساءل الناس عن صاحبها، حتى فَرضَتْ القصيدة نَفْسها على مشاعر المغنين دون أن يَعْرفُوا قائلها، وتقول القصيدة:
أَفْديهِ إِنْ حِفَظَ الهوى أو ضَيَّعا | مَلَكَ الفُؤادَ، فما عسى أنْ أَصْنَعا | |
من لم يّذُق ظَلَم الحبيب كَظَلْمه | حُلْوًا فقد جَهِلَ المحبةَ وادّعى | |
يا أيُّها الوجه الجميُل تَداَرَكَ الـ | صّبَر الجميَل، فقد عَفَا وتضعضعا | |
هل في فُؤادِك رحمةُ لُمتَّيمٍ | ضَمَّتْ جَوانحُه فُؤادًا مُوجعا؟ | |
هل من سبيلٍ أن أَبُثَّ صَبَابتي | أو أَشْتكي بَلْوايَ، أو أَتَوجَّعا؟ | |
إني لأسْتَحِيي كما عَوَدتَني | بِسِوى رضاكَ إليك أن أَتَشَفّعا |
ويقول في اقتناص لذائذ العيش:
خُذ من زمانك ما أعطاك مُغْتنمًا | وأنت ناه لهذا الدهر آمر | |
فالعُمر كالكـــأس تُسْتحلى أوائله | لكــنّه ربــــمـــا مَـــــــجَّـــتْ أواخـــــر | |
واجْسر على فُرصِ اللذات محتقرًا | عظيم ذنبــــك، إن الله غـــافرُ |
ويُشغل ابن النبيه نفسه بالخمرة، ليتجلّى بها ويُبعد عن واقعهِ وحياة يحياها.
[3]تــــأمـــل كـــؤوس عتـــيــق الـــرَّحـــيق | ترى الماء يجمد والخمر ذائبْ | |
لها في الزجاجةِ رقص الشباب | ومفــرقها أشمــط اللّـــون شــائــب | |
وتـرعــد غــيــظًـا إذا أُبـرزت | من الدٌّن كالمحصنات الكواعب | |
كــــــــأن الـــحُبــــــاب عــــــــلـــى رأســــهـــــا | جواهـــر قـــد كُلّلــت في عصــائب |
تم تجميع شعر ابن النبيه في ديوان شعري يحمل اسمه في 1839 على يد عبد الله باشا فكر. وغنت أم كلثوم من قصائده:
- افديه إن حفظ الهوى
- قل للبخيلة بالسلام تودعا
- أماناً أيها القمر المطل
وفاته
توفي ابن النبيه سنة 619 هجريّة في نصيبين، وقال الملك الأشرف عند موته – وكان معجبا بمحاسن شعره –«مات رب القريض».
مرئيات
عن ابن النبيه وأشعاره |
المصادر
- ^ "ابن النبيه المصري". الديوان.
- ^ "ابن النبيه المصري «أَفْديه إن حفظ الهوى أو ضَيَّعا»". العربي.
- ^ "ابن النبيه المصري «أَفْديه إن حفظ الهوى أو ضَيَّعا»". العربي.