إيڤلين پوريه

إيڤلين پوريه.

إيڤلين پوريه (إنگليزية: Evelyne Porret، و. 1941 - ت. 2 يونيو 2021)، هي


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرتها

وُلدت إيڤلين پوريه في سويسرا حوالي عام 1941. درست الفنون التطبيقية في جامعة جنيڤ. انتقلت إلى مصر برفقة والدها في أوائل الستينيات بسبب ظروف عمله. وفي مصر، التقت بالشاعر سيد حجاب وتزوجته، ثم زارت قرية تونس وقررت الإقامة فيها، حتى بعد انفصالها عن زوجها.

وخلال زيارة لهما إلى قرية تونس الخضراء، الواقعة على بعد 60 كيلو مترًا من مدينة الفيوم، وأكثر من 100 كيلو مترًا من مدينة القاهرة، وعلى ضفاف بحيرة قارون، بمركز يوسف الصديق، بمحافظة الفيوم، شمال صعيد مصر، حيث الهدوء والخضرة والماء، أعجبت پوريه بهذه الأجواء، فطلبت من زوجها الإقامة في هذه القرية.

وتحت إصرارها؛ انتقلت پوريه وزوجها، في منتصف الستينيات، إلى قرية تونس، حيث بنت بيتًا جميلاً، على مساحة كبيرة من الأرض، تحوطه الخضرة والأشجار من كل مكان، وحتى عندما انفصلت عن زوجها المصري الشاعر الغنائي سيد حجاب، قررت الإستمرار في الإقامة بمصر، بل أوصت بأن تدفن في حديقة منزلها بعد وفاتها.


الخزف والفخار

إيفلين بوريه مع تلاميذها في قرية تونس، التسعينيات.

عندما شاهدت أطفال القرية يلعبون بالطين، وينحتون منه أشكال حيوانات، قفزت إلى ذهن إيڤلين فكرة جديدة، غيرت مسار القرية وسكانها فيما بعد، حيث قررت فتح مدرسة لتعليم الصغار، من أبناء وبنات القرية، صناعة الفخار والخزف، أسمتها "جمعية بتاح لتدريب أولاد الحضر والريف على أعمال الخزف".

وبدأ أطفال القرية يترددون على "مدرسة إيڤلين " ليتعلموا فيها صناعة الفخار، التي لم تكن معروفة هناك آنئذ، وعامًا بعد عام زاد عددُ المقبلين، من أبناء وبنات القرية، على تعلُم هذه الصناعة، وبدأ أولياء أمورهم، من الأهالي يقتنعون بالفكرة، بعدما رأوا أبناءهم يتحولون من مجرد أطفال يلهون ويلعبون بالطين، إلى مشاريع لفنانين صغار.

شيئًا فشيئًا؛ أصبحت قرية تونس المجهولة، التي لم تكن على الخريطة، ولا يعرفها أحدٌ غير سكانها، مزارًا سياحيًا ترتاده جنسيات شتى، ومعرضًا للفنون اليدوية.. نعم تحولت "تونس الخضراء" من قرية ريفية بسيطة شديدة الفقر، إلى قبلة للجمال والفن والطبيعة الخلابة، يقصدها عشاق الفنون اليدوية، من جميع أنحاء العالم.

رغم مرور نصف قرن من الزمان، إلا أن أهالي القرية يبقون على شكل بنائها البدائى؛ فالبيوت مبنية من الطين والقباب، على النهج المعماري للفنان العالمي حسن فتحي، وتحيط بالبيوت مساحاتٌ شاسعة من الزروع والأشجار، حتى الفنادق التي أقامها بعضُ أغنياء القرية، ورجالُ الأعمال لاستثمار الجاذبية السياحية الجديدة للقرية، أُقيمت هى أيضًا على الطراز الريفى، لاستقبال الزوار والسياح على مدار العام.

فبمجرد أن تصل إلى قرية "تونس السياحية"، لن تصدق أنك فى قرية مصرية، وسيقفز إلى ذهنك مباشرة أنك تقف وسط لوحة فنية رائعة، رسمتها أنامل فنان عالمى؛ حيث الزروع الجميلة، والخضرة الخلابة، والأشجار العالية، والمياه الزرقاء لبحيرة قارون، واللون الأصفر لرمال صحراء شمال البُحيرة.

لسنوات طويلة، ظلت تونس، قرية ريفية بسيطة، ينتشر بها الفقر والجهل والبطالة، والمستوى المتدنى للتعليم، إلى أن ساقت إليها الأقدار هذه الفتاة السويسرية، إيفيلين بوريه، التي استطاعت على مدى 50 عامًا عاشتها فيها، أن تحولها إلى مزار سياحي، وقبلة عالمية للفن، يقصدها السياح والمبدعون من شتى أنحاء العالم، وتختفي منها البطالة، حيث يشتغل الجميع في صناعة الفخار أو الخرف أو صناعة السجاد والحصير اليدوي.

مكان مخصص للزوار بمدرسة إيفلين للفخار بالفيوم.

وكما كانت تقول فإنها عشقت مصر، فتركت بلدها سويسرا، أكثر بلاد العالم تحضرا، وجاءت إلى أقصى ريف مصر، لتعيش فى منزل يغلب عليه الطابع الفني، وعلى أساسه الطابع الريفى البسيط، حيث يحيط به سورٌ من الحجر والطوب اللبن، يتوسط مناظر طبيعية خلابة، من الأشجار والنخيل، ويُطل على بحيرة قارون. [1]

في البداية؛ عاشت إيڤلين وسط فلاحات القرية كواحدة منهن، منذ 1965 ولمدة عشر سنوات، وانغمست فى الفلاحة الفيومية، وتحدثت اللغة العربية باللهجة الفيومية.. عاشت حتى 1975 بدون كهرباء أو مياه، واستخدمت لمبة الجاز فى إضاءة منزلها، وشربت من مياه الطلمبة، وعاشت سنين طويلة بدون تلفاز، ولم تشتره إلا بعد إلحاح ولديْها؛ أنجيلو وماريه، من زوجها السويسري ميشيل باستور.

على مدى 30 عامًا، هي عمر مدرسة الفخار، تخرج المئات من فناني الخزف، من الشباب والفتيات، الذين استطاعوا بمساعدتها أن يستقلوا بعملهم، كما ساهمت في انتعاش حركة السياحة للقرية، وكانت عامل جذب للزائرين للمنطقة بأكملها، كما ساهمت في تعليم عدد كبير من الفتيات والسيدات صناعة الفخار والسجاد اليدوي، وساهمت في تغيبر مسار القرية إلى الأحسن والأفضل، وتحويلها إلى "بازار" مفتوح على مدار العام.

وبمرور الأيام، تحول المهرجان السنوي للخزف والفخار، الذي تقيمه قرية تونس السياحية، إلى ملتقى سنوي للخزافين، ولفناني الحرف اليدوية، وكذلك للجمعيات والمؤسسات الأهلية العاملة في مجال الحرف، حيث تحولت القرية إلى منطقة سياحية جاذبة، وعاصمة للفنون اليدوية، وسط الريف المصري.

وفاتها

بوريه في عام 2021.

في 2 يونيو 2021، شيع أهالي قرية تونس بالفيوم السويسرية إيڤلين پوريه، التي توفيت عن عمر ناهز 80 عاماً[2]، بعد أن أمضت معظم حياتها في القرية، ونجحت في تحويلها إلى مقصد للسياح من مختلف أنحاء العالم.

ونعت السفارة السويسرية في مصر، الفنانة الراحلة، قائلة: "ببالغ الحزن والأسى، تودع السفارة السويسرية في مصر رائدة خدمة المجتمع الإبداعي وتنمية المجتمع، وأحد أعمدة الجالية السويسرية في مصر، السيدة إيڤلين پوريه رحمها الله".

وشارك أهالي قرية تونس التابعة لمركز يوسف الصديق، بمحافظة الفيوم، في جنازة إيڤلين پوريه، التي دفنت بمقابر في القرية الثانية بالمركز، وسط حالة من الحزن الشديد.

المصادر

  1. ^ "فنانة سويسرية حولت قرية مصرية إلى مدينة فنون ومزار سياحي". سويس إنفو. 2017-10-05. Retrieved 2021-06-02.
  2. ^ "وفاة إيفلين بوريه.. السويسرية التي حولت مصير قرية مصرية". سكاي نيوز عربية. 2021-06-02. Retrieved 2021-06-02.