إضراب 6 أبريل 2009
إضراب 6 أبريل 2009 ، هو إضراب دعت إليه حركة 6 ابريل في 6 ابريل 2009 ، احتجاجا على الغلاء وتراجع الإصلاح الديمقراطي، رغم الإجراءات الأمنية الصارمة التي فرضتها السلطات.
وتظاهر عدد كبير من طلاب جامعتي القاهرة وطنطا، كما تظاهر بالقاهرة عدد من أعضاء لجنة "لا لنكسة الغاز" الشعبية أمام مجلس الدولة، بينما كانت المحكمة تنظر في الطعن المقدم من الحكومة ضد القرار المتعلق بتصدير الغاز لإسرائيل. . [1]
وفي السياق ذاته انسحب نواب الإخوان المسلمين وبعض النواب المستقلين اليوم من جلسة البرلمان المخصصة لبيان رئيس الوزراء أحمد نظيف تضامنا مع هذه الفعاليات الشعبية. وكان 100 من النواب قالوا في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه "لقد آن الأوان أن يعيش شعب مصر حياته بكرامة وحرية ويمارس حقوقه الدستورية كاملةً غير منقوصة". وإرتدى المتظاهرين الذين ارتدوا ملابس سوداء وبرتقالية رددوا شعارات وهتافات تصب كلها تقريبا في خانة المطالبة بتحسين ظروف العيش والزيادة في الأجور.
وظلت حركة السير اعتيادية في معظم شوارع القاهرة وكذلك في الإسكندرية كما أن دوائر الدولة ومؤسساتها إضافة إلى الجامعات والمدارس بقيت مفتوحة طيلة النهار.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مطالب الإضراب
- رفع الحد الأدنى للأجور من 167 جنيها (29 دولارا) إلى 1200 جنيه (213 دولارا).
- إقامة حكومة وطنية لفترة انتقالية تعقبها انتخابات عامة.
- وقف تصدير الغاز إلى إسرائيل.
- إطلاق المعتقلين السياسيين.
تطويق أمني
ولمواجهة هذا الإضراب، طوقت قوات الأمن المصرية اليوم عددا من المواقع في العاصمة، منها أبنية تعود لجامعات القاهرة وعين شمس والأزهر وعدد من الأماكن، التي أعلنت حركة 6 أبريل أنها ستكون منطلقا للإضراب العام الذي دعت إليه.
وكانت الأجهزة الأمنية أعلنت في وقت سابق أنها أعدت خطة لمنع أي محاولات للتظاهر أو الاحتجاج. وأعلن مسؤول أمني أن "أتعليمات شفهية صدرت بتوقيف أي ناشط يحاول تنظيم مظاهرة أو المشاركة فيها".
وانتشرت قوات الأمن بالزيين الرسمي والمدني في محيط القاهرة ومدينة المحلة الكبرى المعروفة بصناعة النسيج والواقعة في دلتا النيل شمال البلاد، والتي شهدت في هذه الفترة من العام الماضي احتجاجات دامية ضد غلاء المعيشة وتدني الرواتب.
وكانت سلطات الأمن اعتقلت أمس 20 ناشطا من حركة 6 أبريل بينما كانوا معتصمين أمام نيابة كفر الشيخ احتجاجا على حبس طالبتين من أعضاء الحركة بتهمة توزيع منشورات تدعو إلى الإضراب.
سلمي للغاية
وقال المنسق العالم لشباب 6 أبريل أحمد ماهر إن حملة الاعتقالات لم تمنع الحركة من مواصلة دعوتها المواطنين إلى الإضراب، حيث نجحت (الحركة) في إرسال آلاف الرسائل الهاتفية والإلكترونية بطريقة عشوائية للمواطنين، كما انتهت من الإعداد لإذاعة "6 أبريل" الإلكترونية التي ستنطلق من نقابة الصحفيين وتبث تقريرا كل نصف ساعة عن تطورات الإضراب.
وتعليقا على إمكانية إجهاض الأمن للإضراب بعد الانتشار الأمني في مناطق الاحتجاج، قال ماهر "عملنا سيكون في العلن، وسلميا للغاية، ونحن نتبرأ من الآن من أي تجاوزات أو محاولات لإتلاف الممتلكات العامة أو الخاصة، ونطالب السلطات الأمنية باحترام رغبتنا في التعبير السلمي عن آرائنا ومطالبنا".
وتشكلت حركة 6 أبريل العام الماضي من مجموعات من الشباب وطلاب الجامعات من مختلف المحافظات المصرية وذلك عبر موقع "فيس بوك" على شبكة الإنترنت.
مشاركة الاخوان والمعارضة
تضاربت الأنباء حول مشاركة جماعة الإخوان المسلمين في الإضراب، فعلى الرغم من إعلانها رسميًا المشاركة، فإن مصادر أكدت أن طلاب الجماعة، خصوصًا في جامعة القاهرة، هم الذين سيشاركون إضافة إلى مشاركات بصورة فردية، مما يعنى أن قواعد التنظيم الأساسية ستكون بعيدة عن الصورة. إلى ذلك أكدت مصادر طلابية لصحيفة الشروق أن هناك أوامر مباشرة من قيادات الجماعة للإخوان بعدم المشاركة في فاعليات 6 أبريل.
فيما أعلنت حركة كفاية والحزب الناصرى بمحافظة قنا وبورسعيد عن المشاركة فيما رفض حزب التجمع. ومن المتوقع ان يشارك الطلاب في هذا اليوم رافعين مطالب؛ طرد الحرس الجامعى، وتخفيض المصاريف الدراسية والإفراج عن أسرى الحركة الطلابية، وسترفع الجامعات أيضا مطالبها الخاصة في هذا اليوم، وسيكون شعار الطلاب في هذا اليوم هو متحضرش المحاضرة، وشارك في المظاهرة. كما أشار بيان الحركة إلى أن الشكل النهائى للقوى والأحزاب السياسية يتضمن؛ حزب العمل وحركة كفاية والجبهة والغد الاشتراكيين الثوريين واللجنة المشتركة للقوى الوطنية والحزب الناصرى (مؤيد للدعوة فقط) والإخوان المسلمون، وحركة اليسار المصرى، وائتلاف المصريين من أجل التغير. وقالت صحيفة الاهرام ان أحزاب شباب مصر والجمهوري الحر والشعب الديمقراطي والجيل والخضر والأحرار والسلام أعلنت رفضها المشاركة في الاضراب. وأوضحت أن بعض القوي والحركات المشاركة لا تعبر عن الشارع المصري في ذات الوقت التي حرصت فيه هذه القوي على التنسيق مع منظمات وشخصيات مشبوهة في الخارج. وأكد أحمد عبد الهادي رئيس حزب شباب مصر أن بعض القوي والمنظمات الذي دعت للاضراب ارتبطت بمصالح مشتركة مع الشخصيات والمنظمات الخارجية التي نسقت للإضراب لتحقيق أهداف خفية تحقق أغراضها داخل مصر وهو أمر يرفضه حزب شباب مصر. وقال الدكتور حسام عبد الرحمن رئيس حزب الجهوري الحر أن مصر شهدت عددا من الاعتصامات والاضرابات الداخلية التي كانت تسعي لتحقيق تحسن في اقتصاديات بعض قطاعات المجتمع وقد استجاب لها الرئيس حسني مبارك مما يؤكد أن هناك نوعا من التجاوب غير المسبوق لدي الأجهزة لايحتاج الي اضراب شامل وعام. وأكد ناجي الشهابي عضو مجلس الشوري ورئيس حزب الجيل أن من يدعو الي الاضراب الشامل متعاون مع الجهات المشبوهة بالخارج ويعمل علي زعزعة استقرار الدولة مما ينعكس علي اقتصاديات مصر بأثرها والتي يتحمل المواطن العادي نتائجها.
بينما نقلت صحيفة الوفد عن قيادات عمالية بشركة غزل المحلة تأكيدها عدم مشاركتها في الاضراب أو تظاهرات أو وقفات احتجاجية حتي اشعار آخر. كما أكدوا أن الجو العام بالمدينة لا يساعد على مشاركة الأهالي في الاضراب وخاصة بعد الأحداث الدامية في العام الماضي، واعتقال المئات وحبس 22 شابا حتي الآن. وقالت الصحيفة ان العمال أكدوا انهم يقدرون المسئولية الملقاة علي عاتقهم في ذلك اليوم وأنهم لن ينساقوا وراء دعوات تضر بمصالح وممتلكات المدينة العمالية والصناعية الأولي في مصر. وأشاروا الى أنهم اذا قاموا باضراب عام فانه سيكون بمشاركة جميع العمال بعد تحديد مطالب واضحة.
اعتقالات واستعدادات امنية
وفى غضون ذلك قال مصدر أمنى بوزارة الداخلية إنه تم رفع درجة الاستعداد الاثنين تحسبا لأى مظاهرات محتملة، استجابة لدعوة البعض بتنظيم إضراب في الذكرى السنوية الأولى لإضراب 6 أبريل العام الماضى. وقالت وزارة الداخلية اانها استعدت لمواجهة الخروج عن القانون بالمحلة الكبري يوم 6 أبريل، واعلنت حالة الطوارئ، وتمركزت سيارات الأمن المركزي في مختلف مناطق المدينة. وقلل المصدر من أهمية الإضراب قائلا: إن الاستجابة له ستكون شبه منعدمة إلا في حالات قليلة، ومن المتوقع ألا يشارك في أى أنشطة سوى المجموعات المعروفة. كما ألقت أجهزة الأمن في كفر الشيخ القبض على 17 من أعضاء حركة 6 أبريل، وحزبى الغد، والجبهة الديمقراطية السبت، بينهم محاميان من مركز هشام مبارك في المحافظة، لتظاهرهم أمام المحكمة، عقب تجديد قاضى المعارضات حبس أمنية طه، وسارة رزق، الطالبتين في كلية الهندسة - جامعة كفر الشيخ 15 يومًا على ذمة التحقيق، فيما تم تقديم 3 بلاغات للإفراج عن المعتقلين. وقدم محامي أحمد عاشور أمين حزب الغد في كفر الشيخ، بلاغًا إلى المستشار أحمد طلبة، المحامى العام لنيابات المحافظة، بسبب القبض على المتضامنين مع الطالبتين، متهمًا قوات الأمن بالتعامل بعنف مع الأهالى. واشار إلى أنه وعددًا من المحامين توجهوا إلى مكتب المحامى العام لتقديم بلاغ، فيما توجه عدد آخر إلى مدير الأمن لتقديم شكوى أخرى.
من جانبها، أعلنت الحركة عن تنظيم وقفة احتجاجية الاثنين أمام مكتب المحامى العام لنيابات كفر الشيخ، للمطالبة بالإفراج عن الطالبتين.
وقال محمد عبدالعزيز، المنسق الإعلامى للحركة، إنها قررت تقديم بلاغ إلى النائب العام. وقدم الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب الغد، بلاغًا آخر إلى النائب العام، واصفًا الأسلوب الذى يتعامل به الأمن مع شباب 6 أبريل بأنه "مستبد وغبى. وقال الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، إن قوات الأمن تعدت بالضرب على والدة سارة رزق، واعتقلوا شقيقها.
كان الحرس الجامعى ألقى القبض على "سارة وأمنية" يوم الأربعاء الماضى، أثناء توزيعهما بيانات تدعو للمشاركة في الإضراب، وسلمهما إلى قسم الشرطة، ومنه إلى مباحث أمن الدولة، ثم إلى النيابة التى وجهت إليهما تهمة حيازة وتوزيع منشورات تهدف إلى قلب نظام الحكم، وإثارة الجماهير، وتكدير السلم العام، وقررت حبسهما 4 أيام انتهت بمثولهما أمام قاضى المعارضات.
ائتلاف جديد
وفى زخم الاستعدادات للإضراب، أعلن السبت عن تأسيس "ائتلاف المصريين من أجل التغيير" وتضم القائمة الأولية للمشاركين في الائتلاف 250 شخصية بارزة. وقال قياديوه في مؤتمر صحفى إنهم يريدون التصدى لـ"حكم الفساد والاستبداد والتبعية"، ويطالبون بحكومة انتقالية لمدة عامين وإنهاء الطوارئ وإطلاق حريات الصحافة وتكوين الإضراب والجمعيات واستقلال القضاء.
حرب إلكترونية
وقالت تقارير صحفية انه برغم محاولات أنصار الحزب الوطنى إحباط إضراب 6 أبريل، لا تزال عبارة "6 أبريل.. يوم الغضب و الإضراب" هى كلمة السر التى تهيمن على أغلب مواقع الإنترنت للتعارف الاجتماعى والمدونات، كما ظهر الشعار بقوة على أرض الواقع في عدد من الشوارع والميادين. وهدفت حملات شباب 6 أبريل على الإنترنت إلى حشد أكبر عدد من المصريين للمشاركة في الإضراب المقبل. وعلى موقع "فيس بوك حققت مجموعة الإضراب الرئيسى "6 أبريل.. يوم الغضب و الإضراب" ردود فعل قوية، بعد أن اقترب عدد المسجلين في المجموعة إلى نحو 74 ألف مصرى من مختلف محافظات مصر أعلنوا مشاركتهم في الإضراب.
وتتداول هذه المجموعة التى وصل حجم المشاركات فيها إلى 115 ألف مشاركة؛ تنوعت بين أخبار الإضراب، وأبرز التوقعات لنتائجه، وتفاعلات الشرائح المختلفة، والقوى السياسية الأخرى، وحجم الاستجابة في الواقع له، وانتهاء بالحث على نشر فكرة الإضراب. وظهرت بشكل كبير على "فيس بوك" خلال الأيام الماضية مجموعات أخرى عديدة مؤيدة لفكرة الإضراب وللحث على المشاركة فيه، دشنها نشطاء سياسيون ومواطنون عاديون مستاؤون من الأوضاع الاجتماعية والسياسية في البلاد.
وإلى جانب الـ فيس بوك، حملت الصفحات الأولى لعدد من المدونات المصرية صورا لشعارات الإضراب تدعو له. وأبرز هذه المجموعات ؛ "طريقنا نحو إضراب فعال"، "إضراب 6 أبريل.. الغضب المصرى (بمشاركة 2000 مصريا)"، إضراب 6 أبريل في مصر (500 شخص)، "إضراب 6 أبريل اللى ليه حق يدور عليه" وشارك بداخلها 1200 شخص، "مسابقة إضراب 6 أبريل (شارك بداخلها 600 شخص)، و"اتفقت جميع القوى الوطنية في مصر على أن يكون يوم 6 أبريل إضرابا عاما في مصر (بمشاركة 50)"، و "إضراب عام شعب مصر" (1000 مشارك)، ويوم 6 أبريل وقفة للمصريين.
وفى مقابل الدعوات المتزايدة لإنجاح الإضراب المنتظر يوم الإثنين المقبل، سعى مناصرو الحزب الوطنى لإحباط هذه الدعوات وإفشال الإضراب عبر تدشين العديد من المجموعات المضادة. وشن أنصار الحزب الوطنى عددا من المجموعات على فيس بوك منها: "لينتظر كل مخرب نصيبه والصاع بعشرة"، و"6 أبريل . إضراب أم خراب"، و"بلطجة شباب 6 أبريل ووهم التغيير" التى نجحت في حشد نحو 110 أشخاص. وقالت المجموعة الأخيرة: "إلى كل مواطن مصرى نقول بصوت واحد: معا ضد بلطجية شباب 6 أبريل الذين يدعون للخراب والدمار، ويوهمون الشعب المصرى بأنهم يتجهون نحو التغيير بهذه الطريقة.. والصحيح أنهم يشوهون سمعة مصر في الخارج". كما اخترق مناصرو الوطنى عددا من المجموعات المؤيدة للإضراب على الإنترنت، ونشروا فيها عباراتهم الرافضة الإضراب ودعوتهم لإجهاضه. [2]