أيها القبطان
أيها القبطان وهي قصيدة كتبها مظفر النواب رثاءً وتمجيداً لذكرى المجند المصري سليمان خاطر، وهجاءً للنظام المصري الذي حاكمه.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نص القصيدة
اسقنيها وافضحي فيّ الظلاما
بلغتْ نشْوَتها الخمرةَ..في خدّيكِ
نَثْر الورد في كأسِ الندامى
وَرَوتْ مبسم وردٍ
نزع التاجَ وألقاهُ بأرواحِ السكارى
بِمعانٍ ليستْ من ألفاظهِا
وقفَ العشقُ على كفّيهِ مجنوناً من النشوةِ
والعودُ ارتختْ أوتارهُ ...واللّحنُ قاما
وانْتضاني ضائعَ اللّبِّ
بعينيَّ من الأمسِ دمُ العنقودِ
وبالجِفنِ انكساراتُ خَزامى
جسدي مُرتعشٌ.. أنضوووهُ عنّي ...يرتديني
وأنا أمسحُ خدَّيَّ بما ضكَّ وما أرخى اللِّجاما
مُتعبٌ منهُ..إذا غادرني وإذا كُنتُ به يتعبُ مِنّي
يأخذُ الليلُ أنيناً ....
ويرِدُّ الليلَ وجداً.....وسقاما..
رُبما يقوى على حملي إلى بيتٍ تعوّدتُ على فقدانه
ألقاهُ في عيني .....كأنَّ الكونُ ناما
رسموا بحراً من الحِبرِ ..وحطّوا مركباً فيهِ
ويا غافلُ يا أنتَ لكَ الله......ركبنا
فوجدنا نفسنا في ورقِ الرّسمِ
ومشطوبينَ بالصّمتِ
ورُبّان النِفاياتِ ينادينا .....ادفعوني
ومضى يفتِكُ بالنِّسوةِ في قمرتهِ العليا
وبالإثمِ اعتصاما.
أيُّها القَبطااانُ زوراً
ليسَ بالمركبِ والبحرِ ثقوبٌ
إنّما أنتَ هو الثقبُ
ولن يمنحكَ البحرُ احتراما
تدَّعي المركبَ......هيهااااتَ
ومنْ أينَ ولم تُبحرْ....وتاريخكَ وحلٌ
ودمُ النوتيّةِ الأمجادِ في عُنقكَ
أصبحتَ على البحرِ إماما
اسقنيها.. لمْ يزلْ للبحرِ في رأسي دوييٌ
والمدى لُعبةُ أطفالٍ بكّفي ...
وَتُقىً أشربُها.....راحاتها استغفرتْ اللهُ لنا
والعودُ يلتفُّ على مافيهِ منْ نَدمٍ قَدامى.....
اسقنيهاااا...وفِدى خُفّيكِ منْ يشربُ خمراً
وهوَ لا يعرفُ للخمرِ مقاااما
أيهاااا الشارِبُ.....أيها الشاربُ
إنْ لمْ تَكُنْ شفّاااافاً رقيقاً.....كَزُجاجِ الكأسِ
لااااا تدخلْ طقوسَ السُّكرِ والكينونةِ الكبرى
فِسوءَ الخمرِ يُؤذي ....بينما يقتلُ سوء الخُلقِ
فاشربها ...كريماً دمِثاً
تطمعُ أنَّ النارُ تستثني الكِراما
قاربَ الأياااااامِ تِهْ بِيَّ......وتِهني
فأنا أسمعُ تيهاً غامضَ البُعدِ
وَزُرَّ البحرَ من خلفي ....وضيّعني أَماما
ابتعدْ عنْ أيِّ شاطئٍ أيها النذُرُ الالهيُّ
بِمقدارِ نوايا الشّمعِ
تُعطِ البحرَ بقشيشاً إضافيّاً...وطعماً وغَماما
أنتَ .....أنتَ...
أنتَ المركبُ النشوااااان..ألواحاً ومجذافاً وروحاً
تتهااااادى في نئيجِ الموجِ والطيرِ
وصمتُ المُطلقِ السينيِّ.....
ياسينيُّ...ياسينيُّ...
ياسينيُّ......يا سرّاً من الأسرارِ
يا خمراً بلا خمرٍ..وحقّقتَ الزمانَ الضِّد
سامحني على نشوةِ روحي ....
أنتَ منْ أن أنبتني مابينَ نهرينِ من الجنّةِ
نهرٌ تاؤُهُ أنثى ....ونهرٌ جُنَّ بالتاءِ غراما
كاشفاً عن فخذيهِ وإكاراتٍ مِنَ الرّزِ
وصمتُ القصبِ الفيروزبادي
وكُلُّ امرأةٍ أسمعُ في خطوتِها صوت الغرانيقِ
ويأتيني .. أنَّ الزُنجَ قد ثاروا على الدولةِ
أنضمُّ...
وأستقبلُ طعمَ الموتِ أو أني على الدّربِ
وأمسكتُ من الدنيا الزماما........
أينهُ وعدُ الذين استُضعفوا في الأرضِ
والرّكبُ إلى المسلخِ يوميّا
أناااااااا أصرخُ...يااااربُّ التفتْ للناس
ماهذي القياداتُ المنافيخُ فراغاً
تشتكي منْ سوءِ هضمٍ في المُخّ
وتجترُّ نياما ...
أنا سكرانُ بمن تخلقهمْ من نطفةِ اللّوزِ
ونُطقِ المطرِ الصيفيِّ
سكرانُ بمن ياربِّ......يا تدري بمنْ
قابضاً راحي على جمرةِ كأسي...بهدوءٍ ورضىً
أمنحُ دُنيايَ على علّاتها...أقمارَ زرقاءَ وناراً وخياما
لمْ أزلْ أرجِعُ للقرآنِ والختمةِ طفلاُ
دائماً ألقاكَ في شارِعنا الفرعيّ.....ياربُّ
وتأويني من الصيف العراقي...بِبُرديكَ
وتتلو صبرَ أيّوبَ على وجهي
ولكنيَّ مهووسٌ غراما
ببيوتٍ أذِنَ اللهُ أن يُذْكرُ فيها..
وكثيرا هيمتني.. ألم نشرحُ.. والضُحى
ياأُختُ هارونَ ولا أمكِ قد كانتْ بغِيّا
زكريا..
وسليمانُ بنُ خاطرَ.. كان صدِّيقا نبِيّا .. وإماما قَبِّلِ القبرَ بِأكياد..
فهذا الهرمُ الطفلُ احتوى أسرار مصرِ كُلّها
أما كانِ كليمَ اللهِ في رابيةِ الطودِ
ياااا سُليمانُ بن خاطرْ....
طهّرَ البيت منَ الأرجاسِ والأوثانِ
أّذّنْ....ليس بين الحقِّ والظُّلمِ سلاما
يكرهُ اللهُ كما هذا سلاما ..
رأسُ مِصرٍ يانبيَّ الله مطلوبٌ ...وقاها اللهُ
سالومي تؤدي رقصةَ الموتِ
ولم يبقَ من السِّترِ عليها إلا أوراقاً من التلمودِ
لاتسترَ شيئاً..
انهضي يامصرُ......انهضي يامصرُ....انهضي يامصرُ
انهضْ ياسُليمانُ بن خاطرْ....
وامتشقْ يانيلُ من نبعِ المروءاتِ ..حُساما
اسقنيهااااا...
لا يزالُ الليلُ يشتدُّ وأشتدُّ..
ولااااا يبدو على الأفقِ دليلٌ
رُبما كلّتْ من الخيبةِ عيني ...وأضافتْ ظُلماتٌ
إنما عيناي ياربُّ الذينَ استضعفوا...
إن أطْبقتْ ليلاً جَهاما ....
أنا سكرانُ يا ربُّ بمن تخلقهم من نطفةٍ طاهرةٍ
مثلَ مياهِ الصُّبحِ....
في الخدِّ قناديلٌ من المسكِ وفي العينِ شرود الظبيِ في الصحراءِ
أنا سكرانُ بمن ....ياربّ يا تدري بمنْ
لامني الحبُّ على الحبِ فأغويت الملاما
أمسكَ الصّحبُ النّدامى ...
ليلَ رِدني ....
سقطِ الزّرُ عليهم قمراٌ ...
وتتدلّى هو والخيطُ إلى حصّتهِ من قدحي
يا إالهي ثملٌ من غيرِ خمر...
يأخذُ الترتيلُ بالآيةِ لُبّي ...
فإذا ما بسملتْ شاحنةٌ بالعزمِ والبارود
سَجّلتُ على حاشيةِ القرآنِ اسماً....
يشبهُ التفسيرُ فعلاً وكلاما .....
شاحناتٌ للذينَ استضعفوا أغراضها شتى
فيا حضرةَ كُتّابِ التقاريرِ ....تشيطنتُ
ولم أذكرْ نظاما ...
رافعاً فردةَ سُباطيَ كالهاتفِ...كي أشتمهمْ
يااااخوات ال.......
قُطع الخطُ ولم أكمل مراسيمَ احترامي
رُبما بالفردةِ الأخرى.. أرادوا الاحتراما اسقنيهااا ودعي سبابتي الحمقاءَ تستفتحُ بالعِشقِ
ولاأدري الخِتاما .....
إنّني صَبٌّ....
أسمّي كلَّ ما يسلبُ لُبّي خمرةً
أو قراحِ الماءِ من كفِّ كريمٍ
أو حزاماً ناسفاً .....أو مُدامااااا.[1]
مرئيات
قصيدة أيها القبطان، للشاعر مظفر النواب. |
المصادر
- ^ فرغ القصيدة من التسجيل الصوتي Esmael Aldepeat