أيام محمد الأخيرة (كتاب)
غلاف كتاب أيام محمد الأخيرة. | |
المؤلف | |
---|---|
المترجم | Les Derniers Jours de Muhammad |
البلد | فرنسا |
اللغة | الفرنسية |
الموضوع | حياة النبي محمد |
الناشر | ألبان ميشال |
الإصدار | 2016 |
عدد الصفحات | 365 |
تبعه | الخلفاء الملعونين |
أيام محمد الأخيرة، هو كتاب من تأليف هالة وردي، نشرته دار ألبان ميشال، پاريس، فرنسا عام 2016. يبحث الكتاب في آخر أيام النبي محمد وخاصة الأيام الثلاثة الأخيرة. دراسة هذه الفترة - حسب الكاتبة – التي كانت من أهمّ الفترات التي مهّدت للعديد من الأحداث التي عاشها المسلمون بعد ذلك – مكنت من رصد أهم نوايا و ردود فعل المحيطين بمحمد قبيل وبعد وفاته وكشفت عن وجود إمكانية للقول بأن نبي الإسلام مات مقتولاً، حسب مزعم الكاتبة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عن الكتاب
لا يتعرض كتاب أيام محمد الأخيرة لهالة وردي إلى كل الأحداث والوقائع في حياة نبي الإسلام فهذا يتطلب بحثاً مطولاً، وإنما سلطت وردي الضوء على فترة لا نجد فيها نقاشاً وجدالاً بين الفقهاء والمؤرخين بل إكتفوا بطمس الحقيقة وتجاوز الأمر وتناسيه. الكتاب يبحث في آخر أيام محمد وخاصة آخر ثلاثة أيام.
التحليل العقلاني ومساءلة التاريخ
لقد كان التعامل مع الأحداث التي رافقت نشأة الدين الإسلامي تعاملا حذراً وإنتقائياً، ففي كتب الموروث لا نجد أثراً لأيّ حسّ نقديّ لأيّ فعل من أفعال أو قرارات محمد أو حتى مجرد تعليق على تصرفاته. لقد جثمت آيات من قبيل "وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ" (سورة المائدة / الآية 67) على قلوب الفقهاء والمؤرّخين وأغلقت عقولهم وهو ما تسبّب في السّقوط في تناقضات متعدّدة في ثنايا النّصوص والرّوايات بين آيات تؤكّد عبوديّته وروايات تقدّسه وترتقي به إلى مرتبة المقدّس. لقد سعت هالة لوردي من خلال كتابها إلى الإبتعاد عن هذه القراءة المحدودة والعاجزة عن كشف الحقائق فقامت بعمليّة فرز وتنظيم للنّصوص من مختلف المراجع بشكل مسترسل ومنطقيّ يتماشى مع منطق الأحداث لا كما تفرضها النّظرة التي تجعل المقدّس فوق كلّ إعتبار. لقد ظهر محمّد و من بعده الصّحابة في كتاب الأيّام الأخيرة في حياة محمّد كشخصيّات تاريخيّة يمكن أن يقع تتبّعها ونقد آرائها وتقييم أفعالها فقد فهمت الوردي أثناء بحْثِهَا أنَّ الرّجوعَ إلى العقل و تقديمه على النّقل هو السّبيل الوحيد لإعادة ترتيب الأحداث التي إختلط فيها الواقعي بالخيالي. منهجيّة الكاتبة التّونسية كانت واضحة تذكّرنا بكتابات الدّكتور هشام جعيّط: إنزال شخصيّة النبيّ ومن بعده الصّحابة من عليائها و تجريدها من قدسيّتها الزّائفة التي أضفاها عليها الفقهاء والمؤرّخون القدامى. ههنا تتمكّن الوردي من توضيح الرّؤية من خلال تعاملها العقلانيّ مع ما تمّ تجميعه من كتب الموروث أثناء البحث. كذلك لا يمكن أن نتغافل على نقطة أخرى مهمّة وهي أنّ هذا البحث في حيثيّات الأيّام الأخيرة التي عاشها محمّد يعيدنا إلى فكر المعتزلة الذي إنتصر للعقل أمام النّقل و تعامل بعقلانيّة مع النّصوص والرّوايات. إتّبعت الكاتبة التونسيّة نفس المنهج المعتزلي في تحليل الأحداث وأخضعت الصّحابة للنّقد (خاصة أبو بكر وعمر بن الخطاب أثناء إحتضار النبي وبعد موته) وبيّنت أنّ البعد الدّيني الذي أُعْطِيَ أهميّة مبالغاً فيها على مرّ التّاريخ هو مجرّد وهم وجب على الباحث التخلّص منه للوصول إلى هدفه.[1] التّنازع على الخلافة، التّوق إلى السّلطة والتّخطيط للإطاحة بالخصوم اٌلمُحْتَمَلِينَ هي الأسباب الرئيسيّة والمحرّك الأساسي الذي يتوجّب أخذه بعين الإعتبارو هو ما إستنتجته الوردي و إشتغلت عليه في كتابها. إنّ رفع مجرّد شخصيّات تاريخيّة إلى درجة التّقديس وقع تحت قناع نصرة الدّين ولكنّ كتاب الأيّام الأخيرة في حياة محمّد يكشف أنّ للبعد السياسيّ كان له دور هامّ في حياة نبيّ الإسلام وحياة من يحيطون به، وهو ما يعزّز إمكانيّة وجود الحيلة والكذب والنّفاق بين الصّحابة لا بل إنّ الأمر قد يصل إلى طرح إمكانيّة قتل محمّد للإستيلاء على السّلطة إذ أخرج البخاري فى باب "مرض النبى صلى الله عليه وسلم ووفاته" 791/7- 4428 ما يلى: «وقال يونس، عن الزهرى: قال عروة: قالت عائشة رضى الله عنها: كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول فى مرضه الذى مات فيه: "يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذى أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهرى من ذلك السم".
نحن في المدينة، 8 يونيو سنة 632 الرّسول يحتضر والوضع غير مستقرّ فقد بدأت فكرة الخلافة تستحوذ أكثر فأكثر على العقول.
هكذا تشرع هالة الوردي في رصد بداية الصّراع بين الصحابة وتركيزهم الكلّي على الخلافة وهو ما جعلها تتساءل عن أسباب غياب الصحابة – و هم الأكثر قربا للنبيّ – عن مراسم الدّفن. هل كان الإعداد للخلافة والتّلهف للسّلطة أسبابا كافية للتخلّي عن جثمان محمّد وتركه ملقى بدون دفن لمدّة يوميْن؟ من هنا تنطلق هالة الوردي في محاولة البحث عن إجابات من خلال مساءلة التّاريخ عبر كتب الموروث لتكشف عن نقاط وقع طمسها وحُرّم النّقاش حولها منذ قرون.
القطع مع الموروث وإعمال العقل
إنّ الإشكاليّة التي تطرحها الكاتبة هالة الوردي في كتابها الأيّام الأخيرة في حياة محمّد هي إشكاليّة مهمّة خاصّة لما يمكن أن تولّده من ردود فعل عنيفة من طرف المتديّنين. و الحقيقة أنّ الإعتقاد بقداسة الأشخاص والتّعطيل الكلّي للعقل هو ما ولّد أجيالا متتالية تتناقل مجموعة من الرّوايات والقراءات الموروثة أدّت إلى رفع الصّحابة إلى مستوى المقدّس. وكتاب الأيّام الأخيرة في حياة محمد هو محاولة لطرح نظرة أخرى لطالما رُفِضَ الخوض فيها. إنّ إنقلاب المعبد كما كتب المفكّر عبد الرزاق الجبران لن يتمّ إلاّ من خلال الثّورة على السّائد والإنفتاح على الآراء المختلفة. سلّط كتاب هالة الوردي الضوء على حقائق جديدة يمكن أن تكون محلّ نقاش كإكانيّة مقتل محمّد أو أطماع الصحابة وإهتمامهم بالخلافة وإهمالهم لجثمان النبيّ. تجدر الإشارة إلى أنّ الكاتبة لا تأكّد أيّ شيء ولكنّها تطرح مجموعة من الأسئلة التي تستحقّ التّفكير. لقد أكّد المفكّر المصري سيّد القمني في محاضرة ألقاها أنّ المسلمين قضوا أكثر من 1400 سنة (أي منذ ظهور الإسلام إلى اليوم) في حروب حول الكلام. وهذا ما يعكس سذاجة العقل الديني عموما و الإسلاميّ خصوصا الذي يتعامل مع السّلف على أنهم في مرتبة المقدّس وهو ما سعت الوردي إلى تحطيمه ببحثها إذ لم يكن هدفها البحث عن الحقيقة وإنّما إثارة أسئلة تعيد من خلالها إحياء هذا الفكر الجامد وتكسر القيود التي وضعها الفقهاء والمؤرّخون القدامى والتي كانت سببا في تخلّف المسلمين.
مرئيات
لقاء مع هالة الوردي واستعراض كتابها أيام محمد الأخيرة، قناة فرانس 24، أبريل 2016. |
المصادر
- ^ "كتاب "الأيّام الأخيرة في حياة محمّد" لهالة الوردي : رحلة البحث عن الحقيقة". نواة. 2016-05-30. Retrieved 2019-05-13.