أولاد الناصر
قبيلة اولاد الناصر
قبيلة عربية مشهورة فى منطقة الحوض الشرقى لموريتانيا وفى منطقة عيون العتروس أولاد الناصر هم عرب من حسان ، وجدهم الأعلى ناصر هو أخو عمران ( الصحيح أن ناصر هو بن مغفر ومن ثم فهو أخو عثمان جد أولاد يحيى بن عثمان وعم عمران بن عثمان والد هداج الذي منه تروز وبركني ) جد الترارزة والبراكنة ...إلخ ، وهو أخو يحيى جد أولاود يحيى بن عثكان ( آدرار) وأخو رحال جد الرحالة ، وهؤلاء الأربعة هم أبناء كغفر بن أودي بن حسان جد ورئيس وربما رمز بني حسان أو العرب الحسانيين الذين اجتاحوا موريتانيا العليا في القرن الرابع عشر وعاش ناصر في القرن الخامس عشر ، وكان له من ابن هو عنتر ( ناصر له ابنان عيسى وعنتر ، فمن عيسى العيسات ومن عنتر معتوق وبالريش جد البرارشة وغراب جد الغرابة وكمر جد الكمامرة وفنجار جد الفناجير وحسين جد أولاد اهنيت في الزخيمات ولمسعود بن عنتر بوخروفة ولهذا عيسى والد شبيبشب وولدان آخران لم تذكر الحسوة اسميهما وهما جدا أولاد عبيد وآفاشيل أما أبناء معتوق فهم يحيى بن معتوق ، ومنهم ايكديشات (_ في أولاد زيد _) وأولاد كادة وأولاد مالك وأولاد عبد الله وأهل تكدي وغيرهم ومن أحمد بن معتوق أولاد تكدي والخدايع وغيرهم ومن أعمر بن معتوق أهل توكله وغيرهم ومن محمد بن معتوق أولاد عبد الكريم ) والد بضعة أفخاذ أخرى يدعون العناترة ،وربما لهذا السبب تجعل بعض الروايات ولا سيما في موريتانيا من عنتر أبا لناصر وليس ابنه ، أما لدى أولاد الناصر فإن عنتر هو الأبن ،وهو الذي من نسله معتوق وبالريش وغراب وهكذا تتأكد رواية أولاد الناصر تماما وبصورة أفضل باعتبار عيسى جد فخذ العيسات أخا لعنتر . وأبناء معتوق الخمسة هم أجداد افخاذ أولاد الناصر الحاليين ، وإلى القرن الخامس عشر كما أسلفنا تعود وقائع الرواية الكنتية عنهم ،إذا عقد الشيخ سيدي محمد الكنتي الكبير والد الشيخ سيدي أحمد البكاي حلفا مع أولاد الناصر ، واستقبلهم في مخيمه بشمال تيرس ومنحهم باسم هيبته الدينية السلطة على القبائل الصنهاجية ، واشترط لذلك التعهد التالي : (عندما تكون لكم الهيمنة لدرجة تجعلكم لا تخشون معها شيئا منهم تضعون نهاية لهجماتكم ) وقد صمد هذا العهد بصورة جيدة رغم خوف بني حسان الذين كانوا منبهرين من كثرة صنهاجة وتضامنهم . وقد قضى هذا الحلف في نهاية القرن الخامس عشر على هيمنة لمتونة في هذا القسم من موريتانيا العليا ومهد للفتح العربي في الصحراء الكبرى الغربية والوسطى . وسنعود الآن إلى القول بأنه كان لمعتوق ابن هو مسعود الذي خلفه ابنه بوخروفه الذي ترك ثلاثة أبناء هم 1- شبيشب وهو جد أولاد شنبيشب مخيم إمارة أولاد الناصر ويطلق عليه الأسم أحيانا على ذرية مسعود 2- سعيد وهو جد أولاد سعيد 3- أفولشال وهو جد آفاشيل 3- وقد خلف شبيشب ابنه الشعري الذي استمرت القيادة في أحفاده . ولا تنقل لنا الرواية شيئا عن تاريخ أولاد الناصر خلال القرون الثلاثة ال6عشر وال7عشر وال8عشر ، إلا أننا نعرف أنهم هبطوا من آدرار حيث اقتطعوا مكانا لهم بين أولاد أمبارك وإدوعيش ، ووطدوا سمعتهم كقوم تخشى عاقبتهم ويروي لنا تاريخ ولاتة القديم أنه في سنتي 1727-1728 حدثت معركة تندنيت بين أولاد بله وأولاد الناصر . وفي النصف الثاني من القرن الثامن عشر أضاف محمد بن بكار الحفيد الخامس للشعري لشهرته كمحارب فرض الأتاوة على ؟أولاد أمبارك وإدوعيش شهرة رجل عادل يشبه في سلوكه رجال الدين فضلا عن شيء خارق أكثر وهو أنه كان يرد المسلوبات التي يأخذها أتباعه إلى أصحابها . ومما لا ريب فيه _ وذلك إذا ما وثقنا من تطابق التواريخ _ أن الشيخ الكنتي الكبير الشيخ سيدي المختار قد استغل سلوكه وورعه لردع أولاد بله الذين كانوا يتميزون بسلوكهم العنيف في الخوض والساحل . وقد ذركت في الفصل الخاص بكنتة تقلبات ذلك الصراع ، ولا سيما حسن تصرف إحدى أميرات أولاد شبيشب في إحدى مراحله ، حيث توجت تلك الساسية الحكيمة التي ترمي حسان بحسان بالنجاخ وقد مات هذا الأمير الكريم موتا طبيعيا في نهاية القرن 8عشر ترك خمسة أبناء هم : الحبيب وأحمد الملقب أمبرح ( مشتق من اسم أخ من الرضاعة ) وإبراهيم فال وآغراج أعمر وهم أجداد الخيام الحالية الموجودة في مخيم الإمارة الناصري . وقد وقع الشقاق بين الحبيب وأخيه أحمد بن أمبرح ويبدو أن التقليد كان قد استقر على أن تكون القيادة في القبيلة دورية بين الأبناء الذكور والأوائل لكل من هاتين الأسرتين غير أن ذلك لم يتبع مما أدى إلى حدوث عدة اغتيالات متبادلة ، ولم يتوقف الصراع حتى أيامنا هذه مما أدى إلى تمرد عدد من الخيام ، ولا سيما بين أهل أمبرح ، وخيام الطلبة الناصريين في مشظوف وظل أهل الحبيب سادة الزعامة الزمنية . وقد أندلع الخلاف أيضا بعد ذلك بجيلين (حوالي 1870) بين أحمد وسيدي أحمد ،وكليهما من أبناء عثمان بن الحبيب ، وأدى أيضا إلى هجرات سواء لدى مشظوف أو أهل سيدي محمود . وفي 9يناير سنة 1861 شهد الملازم البحري ماج فوق تلال جربيه لقاء بين بكار بن سويد أحمد زعيم إدوعيش أو بصورة أكثرة صحة زعيم أبكاك من إدوعيش وبين رئيس أولاد الناصر وكيف فشلت محاولتهما إقامة حلف مشترك . وقد استمر الملازم الصباحي علي صال الذي كان يرافقه في طريقه إلى ولاتة ، وأمضى بعد ذلك بقليل خمسة عشر يوما في مخيم ناصري آخر قرب أم الخز ، وقد وصفهم بأنهم أكثر البيضان في هذه الأصقاع قدرة على الهجوم ، وأنهم كانوا ينتظرون مرور القوافل للأستيلاء عليها . وبعد أن استمر أولاد الناصر بداية القرن الماضي في خوض معارك دامية مع إدوعيش وأهل سيدي محمود الذين كانوا يحالون التملص من سيطرتهم ، راحوا يشنون بداء من 1850 هجمات عنيفة على مشظوف الذين كانوا يتسللون إلى الحوض ، وتسرد الروايات المحلية ومختلف التواريخ هذه الحملات التي تصل حتى ولاتة وما وراءها ، وأدت الأنشقاقات الداخلية التي كانت تتم في آن واحد في أولاد الناصر ومشظوف إلى هبوط مكانة بعض الأفخاذ وإلى تحالفات بين تجمعات متعادية ضد شقيقاتها . ومن الممكن أن نقرأ في تواريخ ولاتة المكتوبة مع نوع من التسلسل الزمني ، سردا لعمليات الغزو التي لا تحصى ، وقد ارتدعت أكثر من مرة فرئص سكان هذه المدينة الوديعين أمام غارات هؤلاء العرب الذين كانوا ينصبون خيامهم في الوادي ويبتزون السكان . وقد شن أولاد الناصر الغارات على بعضهم البعض حتى آخر يوم ، وعلى أبناء عمومتهم الحسانيين مثل أولاد علوش فضلا عن مشظوف . وبالبنسبة للأخيرين فقد انتهى الأمر إلى إلحاق الهزيمة بهم ، وذلك جزئيا على الأقل إذ تؤكد الرواية فعلا أن مشظوف قد انكسروا عند غدير قرجوكه ، ورغم أنهم ظلوا مسيطرين على الحوض إلا أنهم اضطروا لمجاملة أولاد الناصر حتى سيطرتنا على المنطقة . وعند احتلالنا انيورو كان رئيسا شطري أولاد الناصر هما بكار بن أحمد بن الحبيب وعمه سيدي أحمد بن عثمان بن الحبيب ولما كانت السلطة الفرنسية مشغولة بتسوية قضية التكارير فلم يوجه أي انتباه نحو السكان البداة في العام الأول ، ولكن المصاعب بدأت من عام 1892 . في نوفمبر من تلك السنة وثل نبأ يقول أن أولاد الناصر استولوا على إبل وأغنام من بيضان شمال كينكي ، وفي دجنبر قاموا بأخذ قافلة قرب كاساكاري ، وقطيع تابع بقرية داوودا كوليه ، وسار النقيب سانساريك والملازم اكريتيان في حملة ضدهم ولقناهم درسا قاسيا نتج عنه وصول وفد ناصري إلى انيورو بقيادة سيدي بوبكر أكثر الشيوخ وجاهة بين الطلبة , وجاء بكار ذاته إلى انيورو بناء على دعوة من قائد الدائرة بتاريخ 23 إبريل سنة 1893 مع حاشية مؤلفة من 300رجل و500 فرس ، وكانت هذه أول مرة يقابل فيها الفرنسيين ، ووعد بوقف النزعات مع المختار الشيخ بن أحمد محمود بن المحيميد رئيس مشظوف كما وعد بأن يحسن سلوكه ولم تكن هناك حاجة لتوقيع معاهدة ، وكان لهذا الخضوع صداه الكبير في المنطقة ولكن ديمومته لم تكن طويلة ، ففي يناير سنة 1894 أقام بكار مخايمته على طول الحدود إلى الشمال من كاساكاري حتى كونب ، ولم تلبث القوافل أن توقفت عن القدوم إلينا نتيجة الخوف ، وفي الوقت نفسه قام أولاد الناصر بالأستيلاء على قطعان أولاد أحمد ( لأولاد أمبارك ) ، وبادرت سلطة انيورو إلى منعهم من دخول الأراضي الخاضعة لفرنسا حتى إعادة القطعان إلى أهلها وأساء بكار استقبال حامل الرسالة التي تبلغه ذلك ، ولم يجب عليها . وفي هذا الوقت جاء أنصار الحزب المعادي ، بقيادة سيدي أحمد بن عثمان بن الحبيب الذين كانوا يعيشون في أهل سيدي محمود مع قوافل مضيفيهم بطريقة سرية لشراء الدخن المحظور بيعه ثم ، توجهوا إلى كيرانه حيث تصالح رئيسا الحزبين. غير أن الوحدة الداخلية لم تعد مع ذلك لسابق عهدها فالطلبة كانوا يؤيدون السلام مع فرنسا ولكن المحاربين يرفضونه لأنهم يجدون في الأستيلاء على القوافل وغزو القرى فائدة أكثر ، وهكذا استولوا في أبريل سنة 1894 على قافلة تابعة لإدوعلي كانت عائدة من كينياريمه ، وفي شهر مايه استولوا على بضائع قوافل على طريق كونب ، ثم انطلقوا من جانب النعمة وولاتة ونهبوا دون تمييز كل الجيران ، كما أنهم تحاربوا فيما بينهم بعدما لم يجدوا أحدا يغزونه . وفي دجنبر جاء سيدي أحمد بن عثمان بن الحبيب الذي تم اعتراض قافلة هامة تابعة له قرب دائرة مدينة على طريق انيورو طلبا للسلام ، وانفصل من جديد عن بكار ، وبدأت المفاوضات معه ، وقد عاد في يناير سنة 1895 مع الرهان والحصان والجمال المطلوبة كعرابين على صدقه وإخلاصه ، وفي 13 فبرير وقع عقد الخضوع الرسمي التالي الذي نال إجازته النهائية بتصديق الوالي اكرودي في 21 إبريل : المادة الأولى : إن سيدي أحمد بن عثمان الحبيب ومعه جماعات أولاد الناصر المحاربين بعد أن سئموا عمليات النهب ، وأدركوا أن مصلحتهم هي أن يكونوا على علاقة طيبة مع الفرنسيين الراغبين بشف في ممارسة التجارة يعاهد باسم الأفخاذ التالية الممثلة اليوم في انيورو كما كانت في 21 يناير الماضي وهب أولاد شبيشب ثلثا الفخذ رئيسهم سيدي أحمد بن عثمان بن الحبيب أولاد عبد الكريم رئيسهم صنبه بن صنيبه ، أولاد يحيى بن معتوق رئيسهم القاسم بن عبيد الله ، أولاد بوبكر رئيسهم محمد بن سيدي الأمين ، والبطون التي تتعلق بها وهي أهل السعري ، وأهل القنفود ورئيسهم بوما ، وأهل بوزيد رئيسهم بن كفكف يتبعون أولاد يحيى بن معتوق المادة الثانية : ابتداء من هذا اليوم 13 فبراير سنة 1893 يعترف السكان الذين يشكلون الأفخاذ المذكورة وللأبد بسلطة الحكومة الفرنسية واستبعاد أية سلطة أخرى ويعطون بذلك ميثقا بلسان سيدي أحمد بن عثمان بن الحبيب . المادة الثالثة : يعتزلون أي نهب وأي عنف وأي هجوم ضد قرى الدائرة وقوافل الجولا وغيرها ، وضد الأفراد المعتزلين وقوافل البيضان أصدقاء الفرنسيين الذين يتجولون في الدائرة قادمين من الساحل أو عائدين إليه. المادة الرابعة : يقومون بحامية هذه القوافل بكل الوسائل الممكنة ضد الهجمات التي قد تكون هفا لها من جانب البيضان المتمردين . المادة الخامسة : يقدمون كل أنواع العون والحماية والنجدة للبعثات والرحالة أو المستكشفين الموفدين من جانب الحكومة الفرنسية ، أو المدعوين من قبلها ، وعليهم أن يقدموا لهم الأدلاء . المادة السادسة : عندما ترى الحكومة الفرنسية نفسها ملزمة باللجوء لاستخدام السلاح ضد القبائل النهابة ، ومهما كانت هذه القبائل فإن أولاد الناصر سيكونون جاهزين لتقديم المعونة للقوات الفرنسية بكل الوسائل الممكنة . المادة السابعة : وفي المقابل لا يحق لهم طلب أي شيء من الحكومة الفرنسية عندما تكون في حالة حرب مع القبائل المعادية . المادة الثامنة : سيدفعون مقدما واعتبارا من اليوم ضريبة سنوية تتألف من حصان أصيل ومئة من الغنم أو حصانيين أصليين . المادة التاسعة : فيما يتعلق بالتجارة في الدائرة يلتزمون بكل الإجراءات المفروضة على القبائل البيضانية التي لها حق التجول الحر فوق الأرض الفرنسية ، ويعلنون أنهم يعترفون بهذه الإلتزمات بكاملها . المادة العاشرة : يقسم كل سيدي أحمد بن عثمان بن الحبيب والوجهاء الممثلون للقبائل المذكورة أعلاه على المصحف بأن يطبقوا لكل أمانة التعهدات التي أخذوها على أنفسهم .
- سيدي محمود الدد سيدأب.