أوكتاڤ هاملان
أوكتاڤ هاملان Octave Hamelin (عاش 22 يوليو 1856، مونپلييه - 11 سبتمبر 1907، پراديه، الپرانس الشرقية) فيلسوف مثالي فرنسي.
ولد في ليون دانجيه Lion-d’Angers، وتُوفي في هوشيه Huchet. درس على يد الفيلسوف شارل رنوڤييه Renouvier، ونال شهادة التبريز في الفلسفة، وعلّم في كلية الآداب بجامعة بوردو عام 1884، ثم انتقل إلى دار المعلمين العليا في باريس، ومن بعدها أصبح أستاذاً في السوربون عام 1905. كان صديقاً مقرباً من عالم الاجتماع إميل دوركهايم جمعهما الاهتمام بالفيلسوف الفرنسي شارل رنوڤييه. مات هاملان غرقاً فيما كان يحاول إنقاذ إحدى قريباته من الغرق تاركاً خلفه كثيراً من الأعمال، نُشر معظمها بعد وفاته، وأهمها:
- محاولة في العناصر الأساسية للتمثّل (1907) Essai sur les éléments principaux de la reprèsentation.
- مذهب ديكارت (1911) Le système de Descartes.
- مذهب أرسطو (1920) Le système d’Aristote .
- مذهب رينوڤييه (1927) Le système de Renouvier.
كان مجهوده ثلاثياً: البناء الجدلي والتحليل النقدي والجدال الدفاعي وكان هدفه أيضاً ثلاثياً: تخطي هيگل Hegel ونزعته المضادة للشخصانية، وبيان الصعود المحتوم للمثالية في تاريخ الفكر الغربي، وتعزيز النقدية المحدثة عند رينوفييه ولاشلييه Lachelier بتحريرها من نزعتها التجريبية. سعى إلى تقديم تفسير للكون، جعل فيه الضرورة تتضمن كل الواقع العيني، وما هو ممكن عرضي، وتصدر تطوراً جدلياً للواقع يتم بسلسلة من العمليات التركيبية التي تؤلف بين الأضداد، وتتجه حركتها من العناصر المجردة إلى الواقع العيني، ونهايتها تكوين الذات الواعية؛ بخلاف هيغل الذي يوجِّه سعيها نحو المطلق. وانتهى هاملان إلى وضع لائحة من المقولات، تبدأ بالإضافة التي تتركب من الوجود واللاوجود، ونقيضها العدد، ومركبهما الزمان، ونقيضه المكان، ومركبهما الحركة، ونقيضها الكيف، ومركبهما الاستحالة، ونقيضها التنوع، ومركبهما العلّيّة، ونقيضها الغائية، ومركبهما الذات الواعية.
انطلق هاملان في فلسفته من مبدأ تطابق الوعي والوجود، فأنكر إمكانية وجود أي شيء خارج نطاق الوعي، فهو يطول الأنا واللا أنا معاً، فمن المستحيل وجود أي تمييز جوهري بين الموجود العاقل والموجود المعقول (وإلا استحال فهم العلاقة بين الفكر والواقع)، ولابد من وجود تركيب قَبْلي Prior قبل التحليلات العقلية يكون شرطاً للعالم والعلم، وبهذا يمكن تعيين عناصر الواقع بدءاً من عناصر التمثل. ويرى أن العالم نظام مرتب من العلاقات المتزايدة في العينية، ليبقى المطلق هو النسبي، لأنه نظام من الإضافات. ويعدّ التركيب الديالكتيكي (الجدلي) للتصورات، منهجاً للفلسفة وموضوعاً لها، فيفترض التركيب بين الموضوع Thèse ونقيض الموضوع Antithèse، ليصبح موضوعاً يمضي من جديد إلى نقيض الموضوع الذي يؤدي إلى مركب أعلى حتى الوصول إلى التركيب المطلق. قد يبدو هذا المنطق الديالكتيكي الذي يمضي به هاملان وكأنه ديالكتيك هيغلي، يتطابق معه، وينهل منه تصوراته، لكن الحقيقة أن هاملان لا يتبع الطريقة الهيگلية في سلسلة السلبيات المتتابعة، بل يسير وبالتوازي بتقريرات متتابعة يكمل بعضها بعضاً، وآخرها يختلف تمام الاختلاف عما ينتهي إليه اللاهوت السلبي عند هيگل. قد عارض هاملان كل تفسير للأعلى بوساطة الأدنى، فرفض كل تفسير مادي، وكذلك كل وحدة وجود مثالية، واعتنق مذهب الإلوهية Théisme الذي يوافق مقتضيات الفلسفة المثالية، بعدّ أن الله بالنسبة له هو الروح المطلق، وهو الخير المطلق.
نظر هاملان في الفلسفة العملية إلى النشاط الأخلاقي على أنه مركّب النشاط الجمالي مع النشاط الصناعي، والأخلاقية عنده هي اللحظة العليا للمفكر في ذاته، فتجاوز الأخلاق الاجتماعية الوصفية والأخلاق الشكلية ابتغاء الوصول إلى أخلاق عقلية، لأن الضرورة العقلية تصل إلى الحرية، والضروري ليس قاصراً إنما التزام أخلاقي مضاف إليه حرية ذاتية.
كما ترجم الكثير من الأعمال الفلسفية لليونان القديمة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .