أنس بن مدرك الخثعمي
أنس بن مدرك الخثعمي وقد ظهر قبل ظهور الإسلام وكان سيد قومه ومن أفرس وأشجع أربعة من العرب، وكان لا يواجه إلا ( 500 ) فارس، وقد أهداه النعمان بن المنذررمحه تقديراً لشجاعته شهد يوم فيف الريح، اخر أيام العرب في الجاهلية وهو قاتل السليك بن السلكة.وقد كان موفد قومه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) وأسلم وأصبح من صحابة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، عاش 154 سنة حيث أدرك خليفة المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- وحضر معه موقعة صفين واستشهد فيها سنة 37 هـ.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نسبه
أنس بن مدرك ابن كعيب بن عَمْرو بن سعد بن عَوْف بن العَتِيك بن حارثة بن عامر بن تَيْم الله - اللات - بن مُبَشِّر بن أَكْلَب بن ربيعة بن عِفْرس بن خلف بن أفتل وهو خثعم بن أنمار. وفي شعره قال عن نسبه وبلاده
تَبَالةُ والعِرْضَانِ تَرْجٌ وبِيْشَةٌ وَقَوْمِي تَيْمُ اللّات والاسْمُ خَثْعَمُ
أولاده
- أسماء بنت أنس بن مدرك: ابنته الكبرى، وهي إحدى زوجات خالد بن الوليد تزوجها سنة 616م الموافقة 6 قبل الهجرة، وهي أم أولاده: عبد الله، والمهاجر، وعبد الرحمن.
- سلمى بنت أنس بن مدرك: زوجة عبد الله بن حنظلة.
- ذبلة بنت أنس بن مدرك: وهي زوجة عبد الشارق بن سفيان بن قمير بن عامر بن رابية بن جليحة بن خثعم.
- يقال له أبي سفيان، ويبدوا أنها كنية، حيث لم يذكر أو يشتهر له أبناء ذكور.
بعض من أشعاره
كـم مـن أخ لي كـريـم قـد فـجعت به
ثــم بــقــيــت كــأنــي بــعــده حـجـر
لا أسـتـكـيـن على ريب الزمان ولا
أغضي على الأمر يأتي دونه القدر
مــردى حــروب أديـر الأمـر حـابـله
إذ بــعــضــهـم لأمـور تـعـتـري جـزر
قـد أطـعن الطعنة النجلاء أتبعها
طـرفـا شـديـدا إذا ما يشخص البصر
ويــوم حــمــضــة مــطــلوب دلفــت له
بـذات ودقـيـن لمـا يـعـفـهـا المطر
إنــي وقــتــلي سـليـكـا ثـم أعـقـله
كـالثـور يـضـرب لمـا عـافـت البـقر
غــضــبــت للمــرء إذ... حــليــلتــه
وإذ يــشــد عـلى وجـعـائهـا الثـفـر
إنـــي لتـــارك هــامــات بــمــجــزرة
لا يـزدهـيـنـي سواد الليل والقمر
أغـشـى الحـروب وسـربـالي مـضـاعـفة
تـغـشـى البـنـان وسـيـفـي صارم ذكر
________
دعـوت بـني قحافة فاستجابوا
فقلت: ردوا فقد طاب الورود
دعـوت إلى المـصاع فجاوبوني
بـورد مـا يـنـهـنـهـه المـذيد
كــأن غـمـامـة بـرقـت عـليـهـم
مـن الأصـياف ترجسها الرعود
عـزمـت عـلى إقـامـة ذي صـباح
لأمــر مــا يــسـوّد مـن يـسـود
__________
إذا مـا امـرؤ عـاش الهـنـيـدة سـالمـا
وخــمــســيــن عـامـا بـعـد ذاك وأربـعـا
تــبــدل مــر العــيــش مــن بــعـد حـلوه
وأوشــك أن يــبــلى وأن يــتــســعــسـعـا
ويـأذى بـه الأدنـى ويـرضـى بـه العدا
إذا صــار مــثــل الرأي أحـدب أخـضـعـا
رهــيــنــة قــعــر البـيـت ليـس يـريـمـه
لقـى ثـاويـا لا يـبـرح المـهـد مـضجعا
يــخــبــر عــمــن مــات حــتــى كــأنــمــا
رأى الصـعـب ذا القرنين أو راء تبعا
____
نحن جلبنا الخيل من غرب أرضنا
إلى جــنــب أشــوال فــذات بـصـاق
وكـائن تـركـنـا في هوازن من دم
إلى جـنـب أشـوال العـقـيـق مراق
وأرمـلة تـسـعـى بـنـعـليـن طـلقـت
وأســيــافــنــا آذنــهــا بــطــلاق
أعــنــتــهــا لله حــتــى يــردهــا
بـمـا شـاء أو يـشـقـى بـهـن أشاق
______
وخيل، وشيخ اللحيتين قرونها
فـريـقـان مـنـهـم حـاسـر وملأم
فـتـلك مـخـاضي بين أيك وحيدة
لهـا نـهـر، فـخـوضـه مـتـغـمـغم
ترى هدب الطرفاء بين متونها
وورق الحـمـام فـوقـهـا تـترنم
أخباره في الجاهلية
ومن أخباره في الجاهلية ما حكاه أبو عبيدة في الديباج:« كان السليك بن السلكة الشاعر المشهور يعطي عبد ملك بن مويلك الخثعمي اتاوة من غنيمته على الحيرة فمر قافلا عن غزوة له فإذا ببث من خثعم ونفره خلوف وفيه امرأة فاعتدى عليها فبادرت إلى الماء فأخبرت القوم فركب أنس بن مدرك الخثعمي فلحقه فقتله فقال عبد ملك لأقتلن قاتله أو ليدينه فقال له أنس والله لا أديه أبدا لفجوره». وكان مقتل السليك نحو السنة 605 م الموافقة 17 ق هـ.
ذكر الزبير بن بكار في النسب: «كان عبد الله بن الحارث الوداعي يأتي مكة كل سنة، فلقيه انس بن مدرك الخثعمي فأغار عليه فقال في ذلك شعرا منه: وما رحلت من سر نجهز ناقتي - ليحجبها من دون سيبك حاجب. عتا انس بعد المقيل فصدنا - عن البيت إذ أعيت عليه المكاسب». وكان يغير على مكة في مواسم الحج في الجاهلية، قال الزمخشري: « أغار أنس بن مدركة الخثعمي على سرح قريش في الجاهلية فذهب به، فقال له عمر في خلافته: لقد تبعناك تلك الليلة فلو أدركناك! فقال: لو أدركتني لم تكن للناس خليفة».
وشهد فيف الريح على قبائل خثعم: شهران، ناهس، وأكلب. قال أبو عبيدة: كان يوم فيف الريح عند مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أي سنة 610م الموافق 12 قبل الهجرة النبوية، وفي خبر ذلك اليوم قال جواد علي: «يوم فيف الريح، وهو موضع بأعلى نجد، وقع بين مذحج وعامر، وسببه أن بني عامر كانوا يطلبون بني الحارث بن كعب بأوتار كثيرة، فجمع لهم الحصين بن يزيد الحارثي، وكان يغزو بمن تبعه من قبائل مذحج وأقبل في بني الحارث وجُعْفي، وزبيد، ومراد، وقبائل سعد العشيرة، ومراد، وصداء، ونهد، واستعانوا بقبائل خثعم وعليهم أنس بن مدرك، فخرج شهران وناهس وأكلب عليهم أنس بن مدرك، وأقبلوا يريدون بني عامر، وهم منتجعون فيف الريح، ومع مذحج النساء والذراري، حتى لا يفروا، إما ظفروا وإما ماتوا جميعًا. فاجتمعت بنو عامر كلها إلى عامر بن الطفيل، والتقى الجمعان في قتال لم يعط نصرًا بينًا لأحد الطرفين، إذ وقع القتل في الفريقين، ولم يستقل بعضهم عن بعض غنيمة، وكان الصبر والشرف لبني عامر».
أخباره في الإسلام
أدرك الإِسلام، ووفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم على رأس قبيلة خثعم في أواخر سنة عشرة هجرية، بعد أن أمر النبي جرير البجلي بهدم صنمهم المعظم ذو الخلصة وقتل عددًا من خثعم، وجاء في الطبقات الكبرى: «وفد عثعث بن زحر، وأنس بن مدرك في رجال من خثعم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعدما هدم جرير بن عبد الله ذا الخلصة وقتل من قتل من خثعم، فقالوا: آمنا بالله ورسوله وما جاء من عند الله، فاكتب لنا كتابا نتبع ما فيه، فكتب لهم كتابا شهد فيه جرير بن عبد الله ومن حضر». وجاء في كتاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأبن مدرك وقبيلته خثعم في بيشة ما أورده صاحب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد قائلاً:«كتب صلى الله عليه وسلم لخثعم: هذا كتاب من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لخثعم من حاضر بيشة وباديتها ان كل دم أصبتموه في الجاهلية فهو عنكم موضوع، ومن أسلم منكم طوعا أو كرها في يده حرث من خبار أو عزاز تسقيه السماء أو يرويه اللثى فزكا عمار ة في غير أزمة ولا حطمة، فله نشره وأكله، وعليهم في كل سيح العشر وفي كل غرب نصف العشر، شهد جرير بن عبد الله ومن حضر».
ليس لأنس بن مدرك ذكر في الفتوح العربية الإسلامية، وإنما سكن الكوفة في خلافة علي بن أبي طالب وشهد معه حروبه، قال المرزباني: «أنس بن مدرك بن كعب: كان أحد فرسان خثعم في الجاهلية ثم اسلم وأقام بالكوفة». وقتل في يوم صفين سنة 37 هـ في بلدة صفين بالقرب من مدينة الرقة السورية، وقتل معاه حفيدة لابنته المهاجر بن خالد بن الوليد.
وفاته
وشهد أنس بن مدركه صفين مع علي بن أبي طالب معركة صفين وقتل يومئذ سنة سبع وثلاثين من الهجرة، وعمره نحو تسعون عامًا، ولا يصح أنه عَمَرَ 154 عامًا، وأتى هذا اللبس في قوله: «إِذَا مَا امْرؤٌ عَاشَ الهُنَيْدَةَ سَالِمًا وَخَمْسِينَ عَامًا بَعْدَ ذَاكَ وَأَرْبَعَا»، ويقصد بها ابن مدرك أنه عاش نحو النهيدة وهي المئة عام، خمسين عامًا وعليها أربعا أي أربعون عامًا، ويجزم تلك الحقيقة أعمار بناته وأحفاده.
المراجع
- ↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب
- ^ المفصل في تاريخ العرب - جواد علي - المجلد 18 - الصفحة 474. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ الشعر والشعراء - ابن قتيبة - الصفحة 356 . نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ الإصابة - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ٢٧٩. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ شهداء صفين - كريم بن باقر - الصفحة 36. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ المعمرون والوصاي - السجستاني - الصفحة 13. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ جمهرة أنساب العرب - ابن حزم - الصفحة 391. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ الطبقات الكبرى - ابن سعد - المجلد 6 - الصفحة 281. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ معجم البلدان - الحموي - المجلد 2 - الصفحة 21. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ نسب - الزبير بن بكار - الصفحة 327. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٦١ - الصفحة ٢٦٣. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٥ - الصفحة ٦٥. نسخة محفوظة 15 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ كتاب المحبر - محمد بن حبيب البغدادي - الصفحة ٢٢. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ الديباج - أبو عبيدة - الصفحة 6. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ معجم الشعراء - الجبوري - الصفحة 347. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ النسب - الزبير بن بكار - الصفحة 285. نسخة محفوظة 18 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ ربيع الأبرار - الزمخشري - الصفحة 264. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ العمدة في محاسن الشعر وآدابه - القيرواني - المجلد 2 - الصفحة 213. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ المفصل في تاريخ العرب - جواد علي - المجلد 10 - الصفحة 25. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ نهاية الأرب في فنون الأدب - النويري - ج 18 - الصفحة 111. نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ١ - الصفحة ٣٤٨. نسخة محفوظة 25 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ سبل الهدى والرشاد - الصالحي الشامي - ج ٦ - الصفحة ٣٣٠. نسخة محفوظة 14 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- ^ من الضائع من معجم الشعراء للمرزباني - المزرباني - الصفحة 30. نسخة محفوظة 18 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ موسوعة العتبات المقدسة - الخليلي - الصفحة 385 . نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ الاستيعاب - ابن عبد البر - ج ٤ - الصفحة ١٤٥٤. نسخة محفوظة 18 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- ^ أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٤٢٣. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.