أمطار جدة يناير 2011
تعرضت مناطق من غرب المملكة يوم الأربعاء الثانى والعشرون من صفر من عام 1432هـ والموافق لـ 26 يناير من عام 2011م الى أمطار غزيرة جداً أحدثت بعض الخسائر وكنت بالحدث في مدينة جدة والذي ومن خلال هذا التقرير نحاول أن ننقل لكم أحداث ذلك اليوم
سيراً على الأقدام والوقوف على الآلام . من جنوب جدة حتى شمالها !!
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته×
تواجدت في المدرسة التي أعمل بها جنوب جدة وتحديداً (حي مدائن الفهد) منذ الساعة السادسة والنصف صباحاً وتركت خلفي زوجتي وصغارها الثلاثة في شمال جدة وتحديداً ( حي الصفا 12)
والحمد لله تمكن طلابنا من أداءا لإختبار على أكمل وجة ومع نهاية الفترة الثانية بدأ الرش علينا وكان الكل يعيش الجو الرائع وسعيد بتساقط المطر وعند خروج أخر طالب ممن يزيد عددهم عن 800 طالب ثانوي وخروج أغلب المعلمين بقيت أنا وخمسة من الزملاء لإرتباطنا بأعمال الإختبارات وفي تمام الساعة العاشرة والنصف بدأت تتفتح ميازيب السماء وكل السحب ألقت ما بداخلها من ماء دفعة واحدة وماهي إلا لحظات حتى تحولت الشوراع التي تحيط بالمدرسة إلا بحور من جميع الجهات أردنا الخروج ولكن كانت مغامرة ومخاطرة فمنسوب الماه تعدى النصف متر وخرجنا خارج المدرسة نراقب الوضع ونطمئن على أهلنا وعدنا نتابع الأخبار وكنت أشاهد منتدانا الرائع ( مكشات ) وأخذ الأخبار منه×
وبعد صلاة الظهر خرجنا لنتابع ما يحدث خارج المدرسة فكانت الصاعة والذهول والدهشة سيل قوي جداً من أمام باب المدرسة يجرف السيارت وحاويات البلدية الصغيرة والكبيرة والله يا أخوان إن أكبر حاوية تتحرك وكأنها علبة مناديل مع السيل والحمد لله موقعنا آمن وسيارتنا داخل فناء المدرسة ومرتفعة أستمر إنهمار المطر ما يقارب الثلاث ساعات مع توقف بسيط جداً ثم العودة بشكل أقوى× وأستمرت المتابعة حتى قبيل صلاة العصر مع تواصلنا مع الزملاء الذين خرجوا ومع الأهل في المنازل ومعرفة الوضع ومع طول الإنتظار واليأس والأمل لعل الوضع يهدأ والغمة تنقشع وخوفنا على أهلنا في الشمال لإطمئنان عليهم ×الإتصالات والكهرباء قطعت ×عن الحي الذي أسكن فيه
وكان الخروج بالسيارات مستحيل لأن منسوب المياه عالي جداً في بعض الأماكن وحركة المرور شلت تماماً وجميع الطرق التي تربط الجنوب بالشمال مغلقة بعد صلاة المغرب قررت أنا وأثنين من الزملاء الخروج سيراً على الأقدام وكانت الوسيلة الوحيدة بعد معرفة الأخبار والمتابعة السير كان الماء والله في بعض الأماكن يصل إلى منتصف الفخذ وكنا نسير بصعوبة بعد خروجنا من المدرسة سرنا بإتجاه الشمال وطريق مكة القديم مروراً بمستشفى المستقبل والثغر وكان الوضع عادي مع وجود بعض تكدسات السيارات وتجمع كبير للمياه في بعض الأماكن ثم حاولنا إيحاد بعض سيارات الأجرة ولكن دون جدوى فهم لا يستطيعون الذهاب بعيداً فقط يقولون لنا داخل الحي وبعد السير لمسافة ليست قصيرة وجدنا رجل متجه للشمال ومعه جيب جزاه الله ألف خير.
وركبنا معه وعبر بنا حي الفيحاء بكل صعوبة حتى وصلنا دوار المطار القديم حولنا العبور من كل الطرق وكانت للأسف متوقفة فأعتذر منا وقال يا أخوان لا يوجد طريق ولا سبيل للوصول إلي شارع فلسطبن بالسيارة ثم قررنا النزول ومتابعة السير بعد الدوار بإتجاه حي بني مالك وكان السيل قد هدأ قليلاً تبعنا السير متسوى الماء لمنتصف الفخذ وكان تيار السيل قوي في بعض الأماكن السيارات متوقفة تماماً وتسبح والظلام دمس لإنقطاع الكهرباء شاهدنا مناظر مؤلمة الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى كلهم عاجزين عن الحركة وبعضهم ترك سيارته وواصل السير على الأقدام والبض ينتظر الفرج× تمكنا من عبور وادي بني مالك وهو حي كامل في الوادي ويصب فيه حي النسم وأم الخير والسليمانية وفلسطين بكل صعوبة والله في بعض الاماكن كاد أن يجرفنا السيل وكنا نحتمي بالسيارات المتوقفة وترابط الأيادي×
داهمنا الإعياء الشديد في المنتصف لبرودة الطقس والسير في الماء والظلام والخوف من حفر الصرف والمناظر المؤلمة ( والجوع ) والتفكير في مصير صغارنا وماذا حدث لهم كل ذلك كان كفيل في إستنزاف طاقاتنا بسرعة فكنا بعض الأحيان نركب على السيارات الكبيرة وايت ونيت دينه وكانت تسير لمسافة أمتار معدودة وتتوقف عاجزة عن المواصلة لوجود حشود من السيارات المتوقفة أمامها ووجدنا الدفاع المدني هو الأخر عاجز عن الحركة لنفس السبب فتذكرت المثل ( بغيناك تعين لقيناك تنعان ) رغم ذلك وبعون من الله وتشجيع بعضنا×البعض تمكنا بحمد الله من عبور الوادي والوصول لشارع فلسطين سالمين بعدها كانت الطريق جيد أوصلنا شخص شهم جزاه الله خير لشارع الأربعين بحي الصفا وتفرقنا من هناك كل واحد ذهب بإجاه منزله×
وصلت منزلي والحمد لله قرابة الساعة الحادية عشرة مساءاً وكانت فرحة الصغار بعودتي لأنهم فقدو الأمل في عودتي حيث كان الخوف يسيطر عليهم لإنقطاع الكهرباء فبعد عودة الإتصال عندهم كانت بطارية جهازي قد نفذت تماماً من الساعة السادسة مساءاً يعني ما يقارب الخمس ساعات استغرقت للعودة للمنزل وهم لا يعلمون عني شيء مقابل عشرون دقيقة للذهاب للمدرسة والأغلبية مازال محتجز في مقر عملة وشقيقي ما زال في مقر عملة في حي الرويس إلى الآن فالوقت الذي أستغرقته يعتبر إنجاز فأيقنو أنني وصلت البحر مع السيل ولكن الحمد لله على
×كل حال وسلامتكم .
أرجو المعذرة على الإطالة والأسلوب والأخطاء الإملائية لأني كتبت كل هذا من الجوال بعد أخذ قسطاً من الراحة غير كافي
كما أرجو منكم الدعاء لنا ولإخواننا ولكل المناطق المتضررة× ولكم مني كل الشكر عى رحابة الصدر
وأدلى موظف يعمل بشركة وطنية كبرى بشارع حائل يدعى محمد السيد بما رآه فيقول:
توجهنا في الصباح إلى مقار عملنا وكانت الأجواء طيبة والشمس مشرقة, ولم تمض أقل من ساعة اللا و إنقلبت السماء وتلبدت بالغيوم وأفرغت أمطارا لم نشهد لها مثيلا في جدة منذ سنوات طويلة وأخذنا نرقب الشوارع فلاحظنا إرتفاع مناسيب المياة بطريقة تثير الفزع, ولمحنا سياراتنا , فإذا المياه تغمرها, وتكاد تغطيها , وكانت سيارتى من نوع جيب وهى مرتفعة ولم تصل المياة إلى منتصفها إللا بعد حوالى الساعة بينما غمرت المياة جميع سيارات الزملاء , وقام المختصون بقطع التيار الكهربى عن المؤسسة التى نعمل بها ومضى اليوم ونحن عالقين, وعند حلول المساء خلعنا أحذيتنا وسرنا حفاة وشمرنا سراويلنا وخضنا في المياة التى وصلت إلى صدورنا , وإنتظرنا ساعات حتى مرت سيارة من سيارات نصف التقل حيث وافق السائق أن يحملنا على سطح السيارة المحملة بالبضائع , وقمنا بالنزول على بعد حوالى عدة كيلومترات من مقار سكننا, وقطعنا حوالى أربعة كيلومترات , حتى وصلنا إلى منازلنا في حي النسيم عند منتصف الليل يوم الأربعاء 26 يناير 2011.