أخبار:وفاة سيد القمني عن عمر ناهز 74 عامًا
في 6 فبراير 2022 توفى المفكر المصري سيد القمني، عن عمر ناهز 74 عامًا.ولد الراحل في 13 مارس 1947 بمدينة الواسطي في محافظة بني سويف، وتناولت أبحاثه ودراساته ملفات التاريخ الإسلامي، ومن أبرز مؤلفاته أهل الدين والديمقراطية، الجماعات الإسلامية رؤية من الداخل، الإسلاميات، قصة الخلق، صحوتنا لا بارك الله فيها، الأسطورة والتراث، النبي إبراهيم والتاريخ المجهول.
وفاز المفكر الراحل بجائزة الدولة المصرية التقديرية في العلوم الاجتماعية لعام 2009، الأمر الذي لم يلق ترحاب الإسلاميين، فرفع الداعية الإسلامي يوسف البدري دعوى قضائية ضد وزير الثقافة آنذاك فاروق حسني، وشيخ الأزهر، معتبرًا أن الجائزة إهدار للمال العام، وأنها منحت لشخصية تسيء للذات الإلهية والدين الإسلامي.
وخاض القمني معركة مع الأزهر بعد آرائه التي تناولها في كتابه الله، ما دفع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وفي أول مهامه عقب توليه مشيخة الأزهر بتقديم مذكرة إلى القضاء الإداري بتفنيد آراء القمني، حيث طالبت المذكرة بمنع القمني من أي جوائز تكريم، كما طالبت بمنع تداول كتبه في أي مكتبة.
ووقتها طالبت الدكتورة ايزيس ابنة سيد القمني النائب العام المصري بحماية والدها بعد الهجوم الذي شنته ضده جبهة علماء الأزهر في بيان رسمي يحمل توقيع رئيسها الدكتور يحيى إسماعيل، وهي الجبهة التي سبق وأن تسببت في مقتل المفكر الراحل فرج فودة. [1]
آرائه حول القرآن
يرى السيد القمني ان هناك بعدان للقرآن ، البعد الأول حقائق ، تتعامل مع أحداث تأريخية حدثت في التاريخ الإسلامي مثل غزوة بدر و معركة أحد وصراع اليهود مع المسلمين في يثرب وغيرها من الأحداث وهناك بالإضافة إلى هذا الجانب التأريخي جانب روحي و وميثولوجي إسطوري لم يحدث بصورة عملية فيزيائية وإنما يمكن إعتباره رموز وليس حقائق تأريخية ويورد القمني كمثال على هذا البعد نزول الملائكة للقتال إلى جانب المسلمين في معركة بدر ضد قريش وحادثة الأسراء و المعراج التي لابد ان تكون رموزا حسب إقتناع القمني وعليه فإن المسلم وحسب رأي القمني يجب ان يمز بين ماهو حقيقة تأريخية وبين ماهو مجرد رمز لكونها تتحدى قوانين المنطق و الفيزياء ويوضح القمني فكرته بان الإعتقاد بأن الملائكة نزلت بالفعل في غزوة بدر فيه إساءة غير مباشرة إلى الإسلام لكونها مناقضة لأفكار لحقائق اخرى ويورد القمني مثالا وهو لماذا يحتاج الرسول محمد ان يرسل أشخاص ليستطلعوا امور قريش قبل او بعد المعركة بل ماالداعي لأن يسأل الرسول محمد بن مسلمة لأن يقتل الشاعر اليهودي كعب بن الأشرف اذا كان الرسول محاطا في اغلب الأوقات بالملاك جبريل لماذا لم يرسل الملائكة لهذه المهمات بدلا من أناس من البشر ولذلك وحسب السيد القمني يجب الفصل بين الحقيقة التاريخية و الرموز وهذا الفصل هو الخطوة الرئيسية نحو فهم الإطار الفكري الإسلامي.
يرى القمني أن القرآن يجسد نصّا تاريخيّا ولاضير من وضعه موضع مساءلة إصلاحية نقدية وإن هذا النقد الإصلاحي لايمثل ردة او إستخفافا بالقرأن حسب رأيه بل هو يعتبره «اقتحاما جريئا وفذا لإنارة منطقة حرص من سبقوه على أن تظل معتمة و بداية لثورة ثقافية تستلهم وتطور التراث العقلاني في الثقافة العربية الإسلامية ليلائم الإسلام احتياجات الثورة القادمة» . وللقمني نظرة في التاريخ يخالفه عليها الكثيرين وهو إن مهمة الباحث ليست تدقيق معلومة يعطيها لنا علماء وأن المعلومات سواء كانت خطأ أم صوابا فهي ذلك المعطى الجاهز لنا من أهل التاريخ فيجب اذن حسب القمني تحليل الحقيقة بنفس مستوى تحليل أسطورة إذا ماكانت الخرافة بنفس مستوى الحقيقة لدى البعض .
آراؤه حول تغيير المناهج الدينية
في حوار تلفزيوني على شاشة قناة الجزيرة الفضائية في برنامج الاتجاه المعاكس (تم بثه في 17 فبراير 2004) وفي حوار مع الباحث في الشؤون الإسلامية كمال حبيب طرح القمني آراءه حول تغيير المناهج التعليمية الإسلامية تحت ضغوط الأدارة الأمريكية ويمكن تلخيص آرائه بالتالي [1]:
- أنه طالب بالتغيير منذ عام 1996 أي قبل ضغوط الولايات المتحدة لتغيير المناهج التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر 2001، (والثقافة الإسلامية التي تشجع العنف يجب أن تتغير، بالأميركان أو من دونهم لأنها تفرز الإرهاب).
- هناك نصوص معينة في المناهج السعودية من وحي الفكر الوهابي تشجع على الإرهاب وتكفير الطوائف والمذاهب الإسلامية الأخرى ويورد القمني هذه الأمثلة: في منهج التوحيد المقرر على ثاني متوسط في السعودية صفحة 105 و أولى ثانوي صفحة 12 وثاني ثانوي صفة 37 نرى النص التالي «الفِرق المخالفة من جهمية و معتزلة و أشاعرة و صوفية قلدوا من قبلهم من أئمة الضلال فضلّوا وانحرفوا وهي فرق ضالة»، ويوجد نص آخر في كتاب التوحيد ثالث ثانوي صفحة 126 نصه «الاحتفال بمناسبة المولد النبوي تشبُّه بالنصارى» وفي كتاب التوحيد ثالث ثانوي صفحة 41 يوجد النص التالي «محبة الله لها علامات منها العزة على المخالفين والكافرين وأن يظهروا لهم الغلظة والشدة».
- مستوى التعليم في المدارس العربية «في قاع بحر الظلمات» لأن طريقة التعليم هي الحفظ والتلقين و حتى العلوم الغربية يتم تدريسها بطريقة إسلامية.
- الإسلام كتاب مفتوح للكل وليس من حق أحد ان يعتبر منهجه الإسلامي صحيحا ويعتبر الآخرين عى خطأ «ولا خلاص إلا بأخذ المناهج الغربية في التفكير على كل المستويات بدون انتقاء».
المصادر
- ^ "وفاة المفكر المصري سيد القمني عن عمر ناهز الـ 75 عاماً". 2022-02-06. Retrieved 2022-02-06.